الفصل الثالث

في قصر زعيم الطائفة

كان الجميع متجمعون في القاعة الرئيسية يتحدثون ويضحكون ويشربون بينما ينتظرون قدوم زعيم الطائفة وإبنه ساتان العائد حديثا من رحلته التي دامت عامين

في غرفة في القصر كان هناك رجل في وسط الغرفة يجلس بوضعية أناتا الذهنية مغمض العينين في حالة إنعزالية تامة عن العالم ذو شعر أسود مع بعض البياض عندما يرى شخص عادي إلى وجهه فإنه بالتأكيد سيسقط أرضا من شدة الخوف فملامحه كانت تدل على القوة والهيبة يبدو وكأنه سيقهر السماوات ويقسم الأرض برمشة عين إن تحرك

بعد مدة فتح إحدى عينه ليقول

ادخل يا ساتان أعلم أنك هنا

فتح باب الغرفة ليدخل منه ساتان ويقول

أهلا أبي

تحدث الأب زيوسكروسفورد زعيم الطائفة إلى إبنه مع نظرة باردة تقشعر لها الأبدان

ولد غبي .ماذا بعد ؟ تركتني وتركت طائفتك وأهلك وشعبك وكل من تعرفهم لأجل شخص واحد في الأخير لا نعلم إن عاد معك أم لا

أخبرني أين كنت ؟ ولما عدت ؟ وهل معك ذلك الشخص الذي تركت أختك وكل من تعرفه لأجله ؟

كأن الكلمات قد توقفت في حلق ساتان فهو لم يجد ما يقوله بل وإنقطع تنفسه فهو يحس بضيق كبير في صدره لا يدري كيف يفسره فهو يعلم كل العلم أن كل ما قام به خاطئ

في النهاية إنهمرت الدموع من عيون ساتان ليقول بصوت حزين

أنا آسف أبي أنا آسف .لا أدري ماذا أفعل أو أقول لتصفح لي

لا أعلم ماذا يمكنني أن أفعل لتغفر لي ذنبي ويسامحني الجميع

بينما كان ساتان غارقا في دموعه ورأسه في الأرض تبسم زيوس بينماتسقط بعض الدموع من عينيه ليقوم بحمل ساتان وبعدها يعانقه ويقول له

أنت حقا لا تزال إبني ساتان رغم تغير مظهرك ورغم كل ما فعلت ولكن لا تزال إبني الغالي ساتان.... على كل الشكر للسموات على سلامتك

فقط لا تتركنا ولا تترك أختك من جديد فأنت إبني الغالي ورئيس الطائفة بعدي

لم يسع ساتان سوى أن ينهمر باكيا كالطفل الرضيع ين أحضان والده فهو حقا قد عانى طيلة العامين وقد عانى معه كل أحبته

تنهد زيوس بينما يمسح دموعه وربت على كتف ساتان ليقول له

إذا يا بني لقد حان الوقت لنذهب للحفلة التي أقيمت للترحيب بك

أجاب ساتان فورا ببسمة كبيرة بينما يمسح دموعه

حسنا أبي لنذهب

في تلك الأثناء خارج القصر كان رين واقف على بعد عشرات أمتار يبحث عن طريقة لدخول القصر وبينما هو يفكر جاء صوت من الخلف

مرحبا يا فتى

إلتفت رين للوراء ليرى من هو هذا الشخص ليحدثه مرة أخرى ذلك الشخص

يبدو أنك تريد أن تدخل القصر. أليس كذلك ؟

أجاب رين بتردد

أجل فالسيد ساتان قد دعاني ولكن لم يسمحو لي بالدخول لأنهم شكو في أمر بطاقة الدعوة الخاصة بي

بدء ذلك الشخص بالضحك بشدة بسماع كلمات رين ليقول بعدها

حسنا يا ريو إسمي هو يوكي لندخل القصر

توقفت أنفاس رين للحظة قبل أن يتكلم بصوت متردد

ندخل القصر ولكن كيف ؟وخصوصا بحالتك أنت

كان يوكي في حالة رثة فهو يرتدي ملابس رثة و وشاح رمادي ممزق كأنه خاض به حروبا

ليبتسم يوكي ويقول بعدها

إذا قلت لك أن تأتي معي وندخل القصر فما عليك إلا الإستماع لي

أصبح رين خائف فدائما ما كان شجاع لا يهاب مهما حدث ولكن اليوم فإنه قد خاف كثيرا هذا اليوم فأول مرة حين تحدث مع ساتان وهذه المرة بمجرد الرؤية داخل عيني هذا اليوكي فإن قلبه أصبح يرتجف من شدة الخوف

إستجمع رين شجاعته ليجيبه

حسنا سأدخل معك ولكن فور وصولي للداخل سيذهب كل منا في طريقه

أومأ يوكي وقال

حسنا لنذهب يا ريو

تنهد رين ليقول بعدها

يوكي إسمي هو رين وليس ريو

أجاب يوكي بينما يتقدم للأمام

لا يهم تلك الأسماء ولكن سأناديك بــ ريو

بعدما رأى رين كيف يبدو يوكي بشخصيته تعجب من الأمرليتوقف عن محاولة تعديل إسمه في رأس يوكي ليسأله

كيف سندخل للقصر ؟

ليقول يوكي

أمسك بي من طرف وشاحي ولا تفلته أبدا

تقد رين ممسكا بوشاح يوكي من طرفه و يتقدمو خطوة بخطوة أمام مدخل القصر حيث كان هناك بضعة حراس يتحدثون ويضحكون

لحظة وصولهم للبوابة قام رين بالسؤال من جديد

يوكي كيف سندخل ؟ هذه البوابة الرئيسية للقصر إن رأونا سيقتلونا لا محالة

إلتفت يوكي ضاحكا ليقول

ألم أقل لك أننا سندخل ؟ إذا أمسك بي من طرف وشاحي و سر بجانبي بلا كلمة

تنهد رين فهو ببساطة قد وقع مع الشخص الخطأ فلو رآهم أحد فإنهم بالتأكيد سيعانون أشد العقوبات القاسية

سار رين ويوكي إلى أن وصلو إلى البوابة ليدخلو منها كأن شيئا لم يحدث فور دخولهم جاء العديد حراس صوبهم وكان رين خائفا لدرجة الموت ولكن مر الحراس بجانبهم وكأنهم لم يروهم أبدا

ببساطة ماذا حدث بحق السماء السابعة وأرض الملوك

إلتفت يوكي ليجد أن رين كانت عليه علامات الدهشة والخوف ليتحدث بعدها يوكي

هذه التقنية الإختفاء الوهمي إستعملتها لكي لا يرانا أي أحد

تعجب رين من كلام يوكي ولكن سرعان ما عاد إلى تركيزه وفهم كل ما حدث يبدو أن يوكي ذو قوة كبيرة وقد إستخدم تقنية ما

إبتعدالإثنان في داخل القصر ليصلو إلى ساحة الحديقة حيث الأشجار تحميهم وبعدها قام يوكي بإزالة قدرة الإختفاء الوهمي

إنحنى رين بينما يقول

شكرا لك يوكي على إدخالك لي للقصر سأردا لك معروفك هذا بالتأكيد يوما ما ولكن عليا الذهاب الآن

إبتسم يوكي لريو ويقول له

حسنا يمكننا الإفتراق الآن

ذهب رين في طريقه دون أدنى فكرة إلى أين سيتجه ولكن كل ما كان في رأسه هو أن يبتعد عن يوكي الذي كان مشبوها به بالنسبة لرين

مزال يوكي واقفا هناك من دون حراك فهو قد كان في حالة يرثى لها وكأنه سينفجر في أي لحظة

إستعاد يوكي رباطة شأجه ليستدير خلف الشجرة ويقول

فلتخرج يا زيكسل وكفى إختباءا

بعد لحظات خرج من الظلال شخص ذو بنية ضخمة وهالته كما لو أنها ستخنق المحيط ليقول بنبرة إحترام

إذا يا يوكي ماذا نفعل الآن ؟ هل سندخل للإحتفال معهم أم ماذا ؟

أجاب يوكي بسرعة

أنا لدي عمل أقوم به قبل الدخول ولكن لدي طلب صغير

وهو أن تقوم بحراسة الفتى الذي كان معي ولا تدع أحدا يؤذيه حتى يلتقي ساتان

لا يهمني من سيضع يده على ريو حتى ولو كان ملك الشياطين في حد ذاته فقط أقتله

أجاب زيكسل بنعم مباشرة لأنه رأى نية القتل والتعطش للدماء الخارجة من يوكي عند تحدثه عن ذلك الفتى ريو

في رمشة عين إختفىزيكسل ويوكي من مكانيها

كان رين عالقا في وسط متاهة لا يستطيع الخروج منها بينما يتجنب الحراس بعد مدة من الوقت من المشي وصل إلى أسفل نافذة غرفة في القصر ففكر رين للحظة قبل أن يقرر تسلق الشجرة التي بجانبها ليقفز إلى نافذة الغرفة

تسلق رين الشجرة ووصل لجذعها وكان يحاول القفز لجانب النافذة إذ بشخص يتجه صوب النافذة من داخل الغرفة

كان ذلك الشخص هو إليزابيث حدثت فوضى في عقل إليزابيث عندما رأت رين الواقف فوق الشجرة

ببساطة ماذا يفعل هذا الشخص هنا في القصر ؟

رين أيضا كان في صدمة من المنظر الذي أمامه

فما كان أمامه هو إليزابيث برداء حريري أبيض يبرز جمال إليزابيث على حقيقته وبعضا من منحنيات ومفاتن جسدها بينما ضوء القمر يطل على وجهها ما يبعث بريقا من عينيه فتحس أنها ملاك نزلت من السماء

لكن سرعان ما تغير لون وجه إليزابيث إلى الأحمر لأن لباسها كان مكشوفا بعض الشيء وأن رين قد رآها وهذه إهانة كبيرة لها

ماذا ستفعل إن أخبر رين أحدهم أنه رأى إليزابيث بهذه الهيئة ؟

ماذا سيقول أبي إن سمع بهذه الحادثة

كانت إليزابيث في حالة صدمة بينما رين كان ينظر إلى إليزابيث وكأنه قد غرق في بحر الأحلام دون رجعة لتصرخ بعدها إليزابيث في حالة ذعر

فلتذهب من هنا ولا تخبر أحدا عما رأيت اليوم وإلا فأني سأقتلك

إنقلبت ملامح رين من الملامح البيضاء إلى السوداء ليقوم بالكلام بصوت مرتجف

أرجوك سيدة إليزابيث سامحيني لم أقصد هذا أنا آسف

أنا لن أسامحك فقط لتذهب من هنا ولا تخبر أحدا أنك رأيتني قبل أن أقتلك

بينما رين كان يحاول النزول من الشجرة والهرب إلى مكان آخر ليجد أسفل الشجرة فتى كان في حوالي الثامنة عشر من العمر ذو بنية جيدة وكأنه كان ينتظره ليقول بعدها

يبدو أنك لا تعرف الحياة من الموت بتجرئك على دخول غرفة إبنة عمي والمساس بشرف العائلة ... سأقتلك هنا والآن

بسماع كلمات سيباستيان إبن أخ زعيم الطائفة إنقطعت أنفاس كل من ريو وإليزابيث من كلماته

تحدث رين قائلا

سيدي أنا لم أفعل أي شيء فقط كنت أحاول دخول الحفلة

رد سيباستيان بصوت جاد

وماذا يفعل حثالة أمثالك من عائلة العبيد و حتى أنك دون أدنى طاقة روحية في حفلة ساتان

أنت لست مؤهلا لدخول مثل هذه الأماكن ولكن بما أنك تجرأت على فعل كل هذا فلتودع هذه الحياة

بدأ رين بالبكاء وجسده لم يعد يقوى على الحراك

ببساطة أي مشكلة أورطت بها نفسي ..بالتأكيد أنا سأموت هذا اليوم ..وداعا أيتها الحياة

تقدم سيباستيان صوب رين ممسكا بسيف طويل ليقتله





المؤلف red akagame

2017/06/07 · 1,732 مشاهدة · 1384 كلمة
red_akagame
نادي الروايات - 2024