<سياف سيلفينيا الفاشل>، الأرك 4، الفصل 7. الزعيم الأخير في ما قبل غزو كاتدرائية جريجور. أميرة الصقيع، سيلا.
سيناريو تم فيه الكشف عن وجه كريبن الحقيقي للنأس وبدأت عائلة روثستايلور في الانهيار بالكامل.
كانت شخصًا يرمز إلى اقتراب نهاية عائلة روثستايلور.
"لا تتردد عندما تتحدث معي عن بينيا. إنها أيضًا ثمينة لي، لأننا نشترك نفس الدم. لذا، أنا أيضًا لا أريد أن أسمع أي شيء سيء عنها. ولكن، بما أنك أصبحت مقربًا منها، يجب أن تعرف ذلك جيدًا. أن تصبح الإمبراطورة... ألا تعتقد أن هذا صعب جدًا؟"
عندما رأيت سيلا في غرفتي، تأكدت من ذلك. كانت القصة الآن تدخل بثبات إلى الأرك 4.
وأيضًا حقيقة أن المعركة الأخيرة في الأرك 3، وهي القضاء على لوسي، قد تم تخطيها بالكامل.
لقد تغيرت القصة كثيرًا بالفعل. وصل الأمر إلى الحد التي أصبح فيه من الصعب التنبؤ بما سيأتي بعد الآن.
هل كان الوضع على ما يرام حقًا؟
في ذهني، أومض المشهد الأخير من الأرك 3 في <سياف سيلفينيا الفاشل> في ذهني.
صورة رؤيتي للوسي وهي تقف على قمة الجبل الأيمن، وتنظر إلى السماء أثناء هطول المطر. فقط في نهاية الأرك 3 أستطاعت التخلص أخيرًا من كل أعباء الماضي.
مع ذلك، كما هو الحال دائمًا، أدى التغيير إلى تغييرات جديدة.
نمو تايلي كان سريعًا بشكل لا يصدق، ولكن الآن بعد أن تخطى تمامًا معركة زعيم الأرك 3... لم أكن أعرف ما إذا كان الأرك 4 و5 سيسيران بشكل طبيعي.
الزعيم الأخير في الأرك 4 هو كريبن روثستايلور، الذي كان يمتلك قوة إله الشر. والزعيم الأخير في الأرك 5 هو مدمر الألهة التنين الأزرق الإلهي فيلبروك. هل يمكن لـ تايلي حقًا القضاء على كليهما...؟ في تلك اللحظة، لم أستطع إلا أن أهز رأسي.
على الرغم من وجود أحداث حدثت في نهاية السيناريو، والتي بدت بعيدة، إلا أن القصة قد اتخذت بالفعل منعطفًا كبيرًا وأصبحت النهاية تقترب الآن. إذا توقفت عن التورط فيها، بعد أن فعلت كل ما فعلته في الشوط الأول، فمن الممكن أن تحدث كارثة كبيرة.
هذه الحقيقة وضعت ضغطًا جديدًا على صدري.
"تعال إلى جانبي. هذا هو عرضي لك. ولكن بالنسبة لك، هذه أيضًا فرصة عظيمة."
نظرت سيلا إلى يديها قليلاً قبل أن تمد يدها نحوي.
نادرا ما تصافحت العائلة الإمبراطورية. على الأكثر، خمس أو ست مرات فقط في السنة.
وذلك بسبب وجود عدد قليل جدًا من الأشخاص داخل الإمبراطورية الذين يمكنهم الحفاظ على تواصل بصري والمصافحة على قدم المساواة مع العائلة الإمبراطورية.
لذا، فإن السماح لي بمصافحتها كان عملاً يحظى بأكبر قدر من الاحترام من وجهة نظر سيلا.
"كيف أجرؤ على لمس يد الأميرة الأولى؟ حتى بالرغم من أنني عضو في عائلة الدوق روثستايلور، إلا أنني لن أجرؤ على لمس جسدكِ النبيل والثمين."
"هاها، أنت تجاملني. إذن، لا أمانع لو وافقت عليه لفظيًا..."
بعد قول ذلك، أغلقت سيلا فمها.
عبست وهي تنظر إلي راكعًا على ركبة واحدة، لا أتحرك ولو قليلاً.
"...لقد تم رفضي."
"أنا فقط أحترم نبلكِ."
"بينيا ليس لديه رغبة في السلطة الإمبراطورية. أما بالنسبة لي، فأنا أميل إلى أن أكون على الجانب الطموح."
ألم تطلب مني النزول من السفينة الغارقة؟
مع ذلك، كنت أدرك جيدًا أن السفينة التي ستغرق هي سيلا، وليست بينيا.
"سيكون والدك كريبن إلى جانبي. وبما أنك تحت قيادته، يجب عليك أيضًا أن تختار بحكمة."
تعاونت أميرة الصقيع، سيلا، مع خطط كريبن للحصول على قوة إله الشر. ولكن، في النهاية، لم تكن قادرة على التحكم في قوته بشكل كامل حيث أكلها ميبولا وهي حية.
كان موتًا شنيعًا حقًا مقارنةً بالشخصيات الأخرى في الأرك 4.
"وفقًا لكلماتكِ، أيتها الأميرة، ليس لدى الأميرة بينيا مصلحة في السلطة الإمبراطورية في هذا الوقت. ولكن، كما قلتِ، هذا في الوقت الحالي فقط."
"هل تعتقد أن تلك الطفلة مناسبة للعرش؟"
"في عصر السلام الذي نعيشه حاليًا، يحتاج الإمبراطور إلى نفس الفضائل التي لدى الأميرة بينيا."
لم أستطع أن أقول لها بصراحة 'أعرف مستقبلكِ الذي ستواجهين فيه نهاية مروعة. ولهذا السبب لن أقف إلى جانبكِ.'
في الأخير، لم يكن لدي خيار سوى استخدام عذر آخر. وقد صادف أنني تلقيت مثل هذه الرسالة للمساعدة في هذا... في الوقت الحالي، لم يكن هناك عذر أفضل من بينيا.
"ليس لدي شك في أن الأميرة بينيا ستصبح شخصًا يستحق منصب الإمبراطور. حتى بالرغم من أنك تقول إنها لا تنوي أن تصبح الإمبراطور في الوقت الحالي، سأواصل الثقة بها والانتظار."
"ها... لا أعرف ما حدث في سيلفينيا، لكن من المذهل رؤيتك تدعمها إلى هذا الحد."
كنت مستعدًا أن تصرخ في وجهي إذا غضبت، ولكن لدهشتي، ابتسمت سيلا بهدوء، ونظرت إلي مباشرةً بعينيها الزرقاوين.
"لعابي يسيل."
"عفوًا؟"
"لأكون صادقة، أنا أحب النهب."
كانت ينكار هي التي ردت عليها في صدمة. ارتجفت كتفيها وهي تحدق ذهابًا وإيابًا بيني وبين سيلا. بدت كالفأر المذعور. جعلني ذلك أشعر بالتعاطف معها.
نظرت إلى ينكار وهززت رأسي. كنت أحاول أن أقول لها أن تبقى ساكنة.
"لست متأكدًا من معنى كلماتكِ."
"في معظم الحالات، تكون مبادئ المرء ومعتقداته أجمل عندما يتم كسرها. أريد أن أرى إلى أي مدى ستصل قناعاتك تجاه بينيا."
كانت أفكار سيلا غير صحيحة تمامًا.
السبب وراء تحدثي لدعم بينيا لم يكن لأنني أردت حقًا دعمها وأتباعها من أعماق قلبي... كان الأمر ببساطة من أجل سلامتي الشخصية. في الوقت الحالي، ليس لدي أي نية للتقرب من سيلا.
"حسنًا، لا يزال هناك متسع من الوقت. سيستمر اللقاء الاجتماعي لمدة خمسة أيام... لذا، آمل أنه خلال هذا الوقت، ستدرك مدى اتساع الفجوة بيني وبين بينيا. إذا تغيرت عقليتك، يمكنك أن تخبرني دائمًا."
"شكراً جزيلاً."
"من الجميل أن أراك مهذبًا حتى النهاية. أتساءل ماذا سيحدث عندما تتحطم مبادئك ومعتقداتك؟ حسنًا... أنا متأكدة من أنه سيكون أمرًا عظيمًا..."
لمست سيلا خدي بيدها الباردة. كان لديها ابتسامة باهتة بشكل غريب على وجهها. حتى ابتسامتها كانت باردة للغاية.
"الزهور في حدائق الزهور سهلة للغاية أكثر من اللازم. قلب الشخص أكثر دهاءًا بكثير. نحن نميل إلى إيلاء اهتمام أكبر للعشب الموجود على منحدر صخري أكثر من الورود في حدائق الزهور."
"أنتِ تقدرينني كثيرًا."
"حسنا. سوف أراك مرة أخرى."
بعد قول ذلك، نفضت سيلا شعرها قبل أن تغادر الغرفة بابتسامة.
ديست، خادمها الشخصي، كان ينتظرها بالفعل أمام الباب.
* * *
"التفكير في الأمر يجعلني أشعر بالسوء...!"
كانت ينكار تعصر تنورتها بقوة، وهي غاضبة.
أمام سيلا، لم تستطع السماح لها بإظهار أنها غاضبة. لكن في اللحظة التي غادرت فيها، بدأت تنفجر غضبًا قائلة 'كان يجب أن أخبرها بـ...' كانت تتصرف بالاحرى كالشخص الخجول الذي كانت عليه.
مع ذلك، عندما كانت سيلا أمامها مباشرةً تتحدث عن العلاقات الرومانسية وإنجاب الاطفال، كانت خدودها حمراء تمامًا... حسنًا، عند التفكير مرة أخرى في ما حدث، أفترض أن مشاعرها كان من الممكن أن تتغير.
لكنها الآن تشعر بالسوء؟ هل اعتقدت أنه كان يُنظر إليها بازدراء؟ هم؟
لقد فهمت سبب شعورها بالغضب، ولكن... لسوء الحظ، إذا غضبت من الأميرة الأولى، فإنك ستحكم على نفسك بالإعدام فقط.
"لقد كنت في قمة مرحلتي لفترة طويلة وليس وكأنني ضعيفة. قد أكون من العامة، لكن هل هذا يعني أنني شخص يستحق أن يُنظر إليه بازدراء؟ لا، إنها لا تزال الأميرة، لذا لا أستطيع أن أغضب منها... ربما فقط قليلاً...؟ مثل شخص بالغ...؟ أنا لست شخصًا سهلاً أيضًا, لماذا تصرفت بهذه المكر؟ تمامًا مثل لورتيل...؟"
"ينكار..."
"على الرغم من أنني قد لا أكون في نفس مكانتها وقوتها... إلا أنني ما أزال جالسة وكاتمة لغضبي... إيرررغ... إيررغه...!"
"ينكار، أنتِ لستِ من النوع الذي يغضب بشدة بسبب هكذا شيء."
"لكنها استمرت في إزعاجك يا إد-!"
بعد أن بصقت الكلمات التي كانت في ذهنها، ارتجفت فجأةً وهي تنظر إلي.
أخذت نفسًا عميقًا ودفعت الطاولة نحو الكرسي الذي كانت تجلس عليه ينكار. بينما كنت أدفع الطاولة، كان كوب الشاي الذي أعدته الخادمة أمامي مباشرةً.
أخذت ينكار نفسًا عميقًا وهي تلتقطه وتشربه... ثم سألتني وهي تبرد وجهها بيدها.
"رغم ذلك، الأميرة سيلا جميلة بشدة. صحيح؟"
"لوجود عدد قليل من الخدم بجانبها طوال اليوم، من المحتم أن يهتموا بذلك."
"أعتقد أنها أتت إلى هنا لأنها أرادت تجنيدك يا إد... ماذا ستفعل...؟ إذا واصلت رفضها بهذه الطريقة، ألن يكون ذلك سيئًا لك؟"
تحدثت وهي تنظر إلى عيني. يبدو أنها كانت تشعر بقلق غريب حيال هذا، لذلك قررت أن أصرح بذلك بوضوح الآن.
"كما قلت، لن أقف إلى جانب الأميرة سيلا أبدًا."
"إلـ-إلى هذا القدر...؟ لم أكن أدرك أنك تدعم الأميرة بينيا بشدة. وحتى أثناء انتخابات رئيس مجلس الطلاب..."
"حسنًا، بالنسبة لذلك. أمم... أسبابي معقدة."
بعد أن قلت ذلك، قررت مواصلة الحديث عما كنا نناقشه سابقًا.
"إذن؟ ماذا وجدتِ بعد أن نظرتِ حول القصر؟"
"نعم، القصر كبير جدًا ويصعب النظر حوله، لكن... ماغ كان قادرًا على جمع بعض المعلومات."
"ماغ؟"
"قال إنه استطاع الشعور بكمية كبيرة بشكل غريب من القوة السحرية تتفاعل تحت مكتب دراسة الدوق كريبن الشخصي. لكن... وفقًا لهيكل القصر، من المفترض أن يكون المطبخ أسفل مكتبه. يفترض أنه من المستحيل أن تشعر بمثل هذه الكمية الكبيرة من القوة السحرية في المطبخ الذي يعمل فيه الخدم."
"...هذا أمر مشبوه بالتأكيد."
كان هدفنا الرئيسي هو جمع الأدلة المادية لاتهام كريبن بارتكاب أعمال شريرة. لم يكن من السهل العثور على دليل على ما كان يحاول إخفاءه، ولكن يبدو أننا وجدنا دليلاً.
"أعتقد أنه سيكون من الأفضل لو ذهبنا لرؤيته بأنفسنا. ولكن... مكتب الدراسة التي يأتي ويذهب منه الدوق كريبن في أحيان كثيرة يبدو مغلقًا عندما يكون غائبًا. أعتقد أنه سيكون من الصعب التحقيق فيه."
"حسنًا. لا يزال أمامنا خمسة أيام، لذا فلنأخذ وقتنا في البحث عن فرصة. سأشارك في جدول اللقاءات الاجتماعية بأقصى ما أستطيع حتى لا أبدو مريبًا."
كان هناك الكثير من العمل للقيام به في خمسة أيام.
كان علي أن أشارك بجد في اللقاء الاجتماعي حتى لا يشك بي. وكان علي أن أعرف ما هي نوايا كريبن فيما يتعلق بإعادتي إلى منصبي. كنت بحاجة للتحقيق من أصل القوة السحرية في تحت مكتب دراسة كريبن. وفي الليل، كنت بحاجة لقراءة الرسائل التي وجدتها في خزانة المكتب.
ما زلت لم أقرأ حتى نصف الرسائل بين أروين وإد. كان معظمها عبارة عن تحيات أساسية، لذا كنت بحاجة إلى تنظيمها. لم يكن لدي الوقت الكافي لتحديد محتويات الرسائل بشكل صحيح حتى الآن.
إذا واصلت السهر طوال الليل كما فعلت الليلة الماضية، سيبدأ الخدم في التفكير بأن شيئًا غريبًا. ولهذا السبب كنت بحاجة إلى تقسيم وقتي. كان الشيء الأكثر أهمية هو تجنب الظهور بمظهر مشبوه. كريبن كان يراقبني بالفعل، لذا حتى ولو كان الخطأ تافهًا فسيتم الإبلاغ عنه له على الفور.
"بابي سيكون مفتوحًا دائمًا، لذا إذا حدث أي شيء، يمكنكِ القدوم إلى غرفتي. لا يهم ما إذا كان ليلاً أو نهارًا. فقط تذكري هذا الموقع."
"هـ-هنا...؟ في غرفة إد...؟ وفي أي وقت؟"
بدأت ينكار تحمر خجلاً مرة أخرى وهي تنظر حول الغرفة. أخيرًا خفضت رأسها وانحنت بسرعة.
"لقـ-لقد فهمت..."
كان من المربك رؤيتها تتحرك بهذه الطريقة.
* * *
الليلة الأولى في لقاء روثستايلور الاجتماعي.
اليوم الأول من اللقاء الاجتماعي كان هو الأقصر.
كان ذلك بسبب, أنه في الأيام اللاحقة سيزداد عدد الضيوف المميزين، وسيتم نقل اللقاء إلى موقع أكبر.
لقد كان جدولًا مدته خمسة أيام يزداد انشغالًا بمرور الوقت. ولهذا السبب، شعر الحاضرون في اليوم الأول وكأنهم ببساطة يستريحون تحسبًا للحدث القادم بدلاً من كونهم يركضون في إثارة.
تم ترتيب عشاء مرتب بطريقة فنية في بهو الطابق الأول من القصر. قامت الأوركسترا على الجانب بعزف الموسيقى بهدوء. وقام النبلاء بضرب كؤوس النبيذ الخاصة بهم بين الطاولات.
كان هناك صوت ثرثرة هنا وهناك، وضحكات من القلب، ومن يطلبون رقصة خفيفة.
الأشخاص الذين تجمعوا في الردهة كانوا من النبلاء الذين يحاولون الالتقاء ببعضهم البعض ورفع اسم منطقتهم. لكنهم لم يرغبوا أبدًا في الجلوس في المقعد الأوسط.
على الرغم من أنه كان اليوم الأول فقط، لا يزال هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يحملون أسمًا قويًا.
على وجه الخصوص، كان هناك المارغريف زاهول، والذي كان يرتدي ملابس فاخرة وجسم ممتلئ. كان يتحدث إلى النبلاء الآخرين الذين كانت عقاراتهم قريبة من الحدود.
نظرًا لأنه كان شخصًا يدير مخزن الحبوب الكبير في الطرف الجنوبي للإمبراطورية بنفسه، فقد تلقى الكثير من الدعم من الإمبراطور كرويل.
لفترة من الوقت، جرت محادثات مختلفة حول المارغريف زاهول. ثم، عندما بدا أن الجو قد أستوى إلى حد ما...
أفترق الحشد، ودخلت أميرة الصقيع، سيلا. مر صمت بارد خلال الحشد.
كانت ترتدي فستانًا أنيقًا باللون الأبيض النقي. تعجب النبلاء الشباب وكبار السن الأثرياء على حد سواء من جمالها.
سارت عبر الحشد بأناقة نبيلة ولكن واثقة فيها. مع ذلك، لا يمكن لأحد أن يتحدث معها على عجل أولًا.
لم تكن شخصًا يمكن أن يتحدث إليه نبيل عادي أو أقل. لقد كانت عضوا في العائلة الإمبراطورية.
لكن في الوقت نفسه، كان من السخافة أن يُترك مثل هذا الضيف النبيل بمفرده. وبالتالي، كان من الضروري أن يأخذ الشخص ذو المكانة الأعلى بينهم زمام المبادرة.
مع ذلك، من سيكون الشخص الذي سيتحدث مع أميرة الصقيع، سيلا؟ لقد كان اليوم الأول فقط، لذا فإن غالبية الضيوف المميزين لم يصلوا بعد. وكان من الصعب العثور على شخص مناسب للتحدث معها.
"تحياتي، إيتها الأميرة سيلا. إنه لشرف لي أن ألتقي بكِ بهذه الطريقة."
في تلك اللحظة، تانيا، التي كانت تتحدث مع النبلاء الآخرين في زاوية الردهة، اخترقت الحشد.
كانت تانيا ترتدي فستانًا أنيقًا مكشكشًا. رفعت بلطف حافة تنورتها بكلتا يديها وهي تنحني بطريقة مهذبة.
"أنا الوريثة الحالية لعائلة روثستايلور، تانيا روثستايلور."
"أوه، من اللطيف مقابلتكِ. كنت سألتقي بكِ بعد رؤية أخيكِ في فترة ما بعد الظهر، ولكن عند رؤيتكِ تأتين إلى هنا لمقابلتي... أنتِ بالتأكيد جديرة بالثقة. يبدو أن هيبة عائلة روثستايلور ترقى إلى مستوى اسمها."
"شكرًا لكِ على التفكير على هذا النحو. ولكن، يجب أن أعتذر عن صغر حجم المكان، لأنه اليوم الأول فقط."
"حسنًا، ليس وكأنني لا أعرف كيف يسير اللقاء الاجتماعي الذي يستضيفه آل روثستايلور عادةً. سمعت أنه يصبح أكبر بمرور الوقت. لذا، لا داعي للقلق، لأنني كنت في المقام الأول الشخص الذي لقد جاء مبكرًا."
ابتسمت سيلا وهي تنظر حولها.
بالنسبة لشخص عادي، كان المكان الحالي وحده كافيا لاعتباره رفاهية عظيمة. مع ذلك، بالنظر إلى العدد الكبير من الضيوف المميزين، فمن المؤكد أنه كان صغيرًا بالنسبة لمأدبة.
لكن هذا كان مجرد مكان مؤقت، حيث سيتم تغيير الأماكن لاحقًا. وهذا هو السبب الذي جعل سيلا تقبل اعتذارها بكل سرور.
"هـ-هذا الصبي- أليس هو الوريث السابق الذي تمت إعادته."
"بالتأكيد... إنه يبدو بالاحرى مثيرًا للإعجاب. بالمقارنة مع السابق، يبدو أن لياقته البدنية قد نمت كثيرًا."
"أنا أيضًا أعتقد أنه أصبح أكثر حكمة. هو يبدو وكأنه شخص مختلف تمامًا."
في تلك اللحظة، بدأت الثرثرة تندلع من الحشد. كان ذلك بسبب دخول إد روثستايلور.
كانت سيلا أشرف من كان هنا. رغم ذلك، لم يكن تركيز الثرثرة عليها.
جلس إد بهدوء بجانب كريبن، يناقش معه شيئًا ويحضر حفل العشاء بهدوء.
مع ذلك، لم يستطع الحشد إلا أن يركزوا أعينهم عليه.
بالنظر إلى شعره الأشقر، الذي كان مربوطًا بدقة الى الخلف، كان انطباعه مختلفًا تمامًا عن ذي قبل.
كان يرتدي سترة مأدبة بنية مناسبة تمامًا مع أشرطة ذهبية. بدا نحيفًا بالاحرى، حيث كانت الملابس ضيقة، ولكن إذا نظرت عن كثب، يمكنك أن ترى أن كتفيه كانت كبيرة حقًا وكان أطول مما يتوقعه المرء. لقد كان رجلاً وسيمًا نموذجيًا.
"أوه. عند رؤيته وهو يرتدي ملابسه، فإن الانطباع الذي يتركه مختلف بالتأكيد."
ابتسمت سيلا وهي تضرب كأسها مع تانيا.
"لديك أخ كبير جيد."
"نعم. أنا فخورة جدًا به."
اعتبرتها سيلا كلمات فارغة، لكن تانيا كانت صادقة تمامًا بشأنها.
"نعم. هذه فرصة كبيرة بالنسبة له. أنا آمل أن يتمكن من تعلم الكثير."
ابتسمت سيلا وهي تضع الكأس في فمها.
في كلتا الحالتين، لم يكن هناك العديد من الضيوف المميزين في اليوم الأول. الشخص الوحيد الذي كانت سيلا بحاجة للقاءه هي سينير بلومريفر.
لم يكن لسينير علاقة وثيقة بشكل خاص مع عائلة روثستايلور. ولهذا السبب بدا الأمر وكأن اهتمام سينير كان نحو سيلا بالاحرى.
أما بالنسبة لسيلا، فقد كان لديها نفس القدر من الاهتمام بسينير كما فعلت مع إد روثستايلور. أخذت رشفة من كأسها وهي تفكر.
بما أنه كان اليوم الأول فقط من اللقاء، كان الحجم متواضعًا إلى حد ما ولم تكن هناك أحداث كبيرة بشكل خاص. كانت فقط البداية.
بمجرد انتهاء الليلة الأولى، ستبدأ الأسماء الأكبر في الوصول. وعند ذلك ستصبح سيلا مشغولة للغاية.
لذا، بشكل ما، كان اليوم هو اليوم الأخير للاستمتاع بالمأدبة.
بالتفكير في الأمر على هذا النحو، بدأ طعم الطعام أفضل. وهكذا أمضت سيلا وقتها في الاستمتاع بأجواء المأدبة.
* * *
صباح اليوم الثاني من اللقاء الاجتماعي.
بعد الإفطار، الذي كان في حوالي الوقت الذي بدأت فيه شمس الصباح تزيل الضباب.
انتهت المأدبة التي أقيمت الليلة السابقة في وقت مبكر جدًا. فبعد كل شيء، كان مجرد وقت للتعرف على بعضنا البعض وفهم الجو.
يستريح الضيوف في غرفهم المخصصة في الصباح. وفي فترة ما بعد الظهر، يمكنهم الاستمتاع ببعض المرطبات في الحديقة أو سطح القصر أو على تلة قريبة. ثم، بعد العشاء، ستبدأ المأدبة بشكل جدي.
كان الجو الطبيعي لمنطقة روثستايلور جميلًا وهادئًا إلى حد ما. مجرد التجول كان كافيًا ليجعلك تشعر وكأن قلبك يتعافى.
لذا، على الرغم من أن الجدول الزمني كان فارغًا بالاحرى، إلا أنه سيكون بإمكان الضيوف قضاء وقتهم في الاسترخاء بالطريقة التي يريدونها.
برغم أن الخدم كانوا مشغولين للغاية. حتى مع أنه كان حدثًا سنويًا، إلا أنه بدا كما لو أنهم يتعاملون مع كل شيء بمهارة تامة.
ومن بينهم، كان رئيس العائلة، كريبن روثستايلور، هو الأكثر ازدحامًا.
في كل مرة يصل فيها ضيف مميز، كان عليه أن يذهب بنفسه ويستقبله.
لا بأس في أن لا يرحب ببعض النبلاء الأقل أهمية، ولكن كان هناك أيضًا عدد قليل من الأفراد الذين كانوا محترمين جدًا، لم يكن بإمكانه رفض استقبالهم.
شمل ذلك أيضًا أميرة الصقيع سيلا والمارغريف زاهول وسينير بلومريفر.
إلا أن الضيوف المميزين الذين وصلوا صباح اليوم الثاني كانوا مختلفين تماماً من حيث النبل. لم يكن الأمر يقتصر على كريبن — بل كان على إد وتانيا أيضًا أن يخرجا.
كان رئيس عائلة روثستايلور شخصًا يعتبر ذو أعلى سلطة في القارة. لذا، شخص يحتاج إلى الترحيب شخصيًا ليس فقط هو، ولكن أيضًا من قبل جميع نسله المباشر... بدا الأمر غير واقعي.
ولكن، عندما تم فتح المدخل الأمامي للقصر المصنوع من قضبان الحديد، أمكنك رؤية عربة كبيرة جليلة تركت شعورًا عميقًا من حولك.
رأى إد بالفعل تلك العربة من قبل.
صوت عالي، كيييك.
توقفت العربة وبدأت الموسيقى في العزف. كان الأمر كما لو أن جنرالًا عسكريًا كان يسير.
قفز أحد الخدم الذي كان يقود العربة بسرعة من مقعد السائق. ذهبوا إلى باب العربة وفتحوه بأدب. كان أول من ظهر هو رئيس الأساقفة صاموئيل الذي كان لابساً الحلة المقدسة.
بدا نحيفًا إلى حد ما مع مظهر قاتم قليلاً. ربما كان ذلك لأنه لم يكن معتادًا على هذه الأحداث.
لقد كان رئيس الأساقفة الجديد الذي خلف رئيس الأسقف السابق فيرديو الذي تم عزله بعد التبرؤ منه, وهكذا، فهو لا يزال غير معتاد على منصب رئيس الأساقفة.
نزل من درج العربة بينما خرج الضيف المميز الحقيقي.
"أووه."
"هذا الشخص...!"
"هـ-هذه هي المرة الأولى التي أراها شخصيًا..."
سمعت ثرثرة من الخدم. ومنذ أنني سمعتها، فهذا يعني أن كريبن، الذي كان بجواري، سمعها أيضًا. لقد كان خطأً فادحًا، لكن كريبن لم يوبخهم فورًا، نظرًا للجو السائد.
كانت عظمة الشخص الذي ينزل عن العربة مذهلة بما فيه الكفاية حتى أن الخادم المخضرم يمكن أن يرتكب مثل هذا الخطأ البدائي.
برغم أنها كانت صغيرة، إلا أنه لا يمكن الاقتراب منها على عجل بسبب الأناقة الإلهية الخارجة من جسدها.
رداء أنيق يشبه الفستان يلتف حول جسدها. كان شعرها، الذي كان أبيض مثل ملابسها، ملفوفًا حول كتفيها. وعلى الرغم من أنها كانت بيضاء تمامًا، إلا أن عينيها ودبوس الفراشة عليها كانا أحمرين قاسيين، مثل الوردة التي أزهرت بمفردها في حقل ثلجي.
القديسة التي وقفت على قمة العاصمة المقدسة. التي مثلت إرادة الأله التي نزلت على الأرض.
"لا بد أنها كانت رحلة طويلة. إنه لشرف عظيم أن تزورينا, كلاريس."
"لقد مر وقت طويل, سيد كريبن. أشعر بتحسن كبير عندما أراك تبدو أكثر صحة على مر السنين."
أعطت كلاريس تحياتها إلى كريبن.
ثم وجهت نظرتها نحو تانيا ونحوي.
"هذه هي وريثتي الرسمية، تانيا روثستايلور. وكذلك ابني، إد روثستايلور، الذي سيتم إعادته إلى منصبه خلال هذا اللقاء الاجتماعي. سمعت أنكِ أيضًا طالبة في سيلفينيا. لا بد أنكم تعرفون بعضكم البعض بالفعل."
"نعم. تانيا هي رئيسة مجلس الطلاب التي أفتخر بها، وإد هو زميلي الأكبر العزيز الذي أكن له احترامًا شديدًا."
زميلي الأكبر العزيز.
قامت القديسة كلاريس، التي دعت كريبن فقط بالسيد، إلى حد إظهار احترامها لـ إد من خلال وصفه بأنه زميل أكبر عزيز.
لم تجعل الأمر يبرز بقدر ما تستطيع، لكن هذا التعليق وحده جعل الناس هنا يشعرون أن هناك شيئًا غريبًا.
ابتسمت كلاريس وهي تسير بجوار كريبن لمصافحة تانيا.
"قـ-قـ-قديسة..."
"على الرغم من أنه يتطلب الكثير من العمل، إلا أنكِ قمت دائمًا بعمل رائع بصفتكِ رئيستنا لمجلس الطلاب، آنسة تانيا. أنا دائمًا ما أشاهدكِ."
"شكـ-شكرًا لك..."
قد يعتقد المرء أن قول 'أنا دائمًا ما أشاهدكِ' هو مجرد آداب مناسبة من القديسة، لكنها كانت تعني ذلك بالفعل.
بالطبع... لم يكن لدى تانيا أي وسيلة لإدراك ذلك. لم تقف هناك إلا وهي تلقي التحية على القديسة بنظرة خشوع.
ابتسمت كلاريس وجاءت إلي وصافحتني.
"إنه بالاحرى شعور خاص أن أراك مرة أخرى في مسقط رأسك بهذه الطريقة. بعد رحلة طويلة، يبدو الأمر وكأنه بالاحرى لقاء رومانسي."
"انه لشرف."
"ماذا تقصد, إنه لشرف؟ إنه شرف لي."
بينما كنا نتبادل التحية، انتظرتها بهدوء حتى تتوقف عن مصافحتي.
لم يكن من الأدب أن تسحب يدك بعيدًا عن من هو أعلى منك أولًا، لذا انتظرت بهدوء حتى تترك يدي... لكن كلاريس رفعت يدها الأخرى فقط، وأمسكت بيدي. ثم نظرت إلي بعينين تتلألأ مثل النجوم.
"......"
"......"
وهكذا، استمرت كلاريس في إمساك يدي بإحكام لفترة من الوقت دون أعارة الاهتمام إلى النظرات من حولها. واصلت النظر مباشرةً الى عيني.
عندما بدأت الثرثرة في الأزدياد، حدق كريبن وتانيا في وجهي بشدة. بدأ الخدم في تجعيد حواجبهم أكثر فأكثر.
اليوم الثاني من اللقاء الاجتماعي.
بدأ الوضع بالفعل يبدو وكأنه سيصبح صاخبًا. شعرت كما لو أن الجزء الخلفي من رأسي بدأ يسخن.