الفصل الثالث - الجزء الثاني
جلس باي جين بعد الظهيرة مع والده الإمبراطور لمناقشة زواجه من يان شاي نينغ .
الإمبراطور لم يكن يكترث لأبنه التاسع و لم يرى اي مشكلة في طلبه , ولذلك أعطاه موافقته .
في وقت مبكر من صباح اليوم التالي زار باي جين قصر عائلة يان ليطلب مباركة يان جينغ على الزواج من ابنته يان شاي نينغ .
لم يمض سوى يوم واحد على رجوع يان جينغ الى قصره وهو يهز رأسه من القلق , فالتخطيط للعثور على زوج لأبنته في المأدبة فشل .
كانت زيارة الأمير التاسع لطلب يد ابنته الكبرى مفاجأة سعيدة ل يان جينغ , كان يان جينغ يعلم أنه يجب عليه تزويج ابنته , لكن لم يتخيل ان زوجها سيكون بمثل هذه الأهمية .
ذابت اذنا يان جينغ طربا و هو يستمع لإعتراف الأمير اللطيف بالإعجاب والتقدير لأبنته .
ظنت الأميرة كانغ هو أن الأمير اللطيف اخطأ بين يان شاي نينغ و بين ابنتها .
و على العكس من ذلك , حينما سمعت يان شاي نينغ بطلب الثرثار المزعج , بصقت الشاي من فمها .
اتسعت عيناها و نظرت لأباها بشك و هو جالس امامها بفناء منزلهم .
قال يان جينغ "شاي نينغ , الأمير اللطيف تأثيره ضعيف في البلاط الإمبراطوري لكنه يظل اميرا " , لقد كنت اراقبه لسنوات , انه رجل طيب . على عكس اخوته فهو لا يرغب في العرش . ستعيشين حياة هادئة اذا تزوجتيه "
تنهدت يان جينغ . لم يكن يريد التورط في معركة الأمراء على العرش . لكن ارتباطه بالأميرة كانغ هو أجبره على التورط فيها . كان يعلم ان هناك نتيجتين فقط لدعم أمير من أجل العرش . الأولى البقاء على قيد الحياة اذا فاز و حصل على العرش , اما الثانية فالموت اذا خسر . و لم يكن ليقلل من نفوذ الأمير السابع في البلاط أيضا .
كان يان جينغ سعيد جدا من زواج أكبر بناته من الأمير اللطيف . فسواء انتصر ولي العهد أو الأمير التاسع ستبقى ابنته حية و آمنة .
كتمت يان شاي نينغ خوفها و جمعت اعصابها . لقد سمعت كلمات ابيها و علمت نواياه , لكنها لم تقل شيئا . احنت رأسها و قيمت الوضع في نفسها . كانت قد سمعت اشاعات عن المعركة بين ولي العهد والأمير السابع على العرش . كان للإمبراطور خمسة عشر ولد و ثلاث بنات , لم يبقى على قيد الحياة الا أربعة ابناء و بنت واحدة .
الأمراء الأربعة كانوا :
الأمير السابع باي تشانغ و أمة محظية .
الأمير التاسع باي جين و أمه خادمة بالقصر .
الأمير العاشر باي لام و هو ولي العهد و أمه الإمبراطورة .
الأمير الثالث عشر باي خان عمره ثلاث سنوات وأمه محظية مهجورة .
كان معروفا أن باي جين لم يكن له رغبة بالعرش و كان يرفغ بالحياة كأمير بلا مسؤوليات , بينما باي تشانغ كان قلبه أسود , كان لخواله نفوذ ينافس نفوذ الإمبراطورة و طمعه بالعرش مفضوح .
في السنوات الأخيرة انقسم دعم نبلاء البلاط بين باي تشانغ و باي لام .
طبعا الأميرة كانغ هو كانت تدعم ابن الإمبراطورة و كانت تريد لأبنتها الزواج من باي لام .
قال يان جينغ " قبل ستة سنوات كانت خطبة الأمير اللطيف لأحد بنات نبيل من البلاط "," لكنها موتها قبل الزواج حطم قلبه و بقي وفيا لها حتى بعد موتها " .
كان ظاهرا في وجهه الندم على خيانته لدانغ ثي (ام يان شاي نينغ )
ضاق ثغر يان شاي نينغ , حطم قلبه ؟ وفيا لها ؟ قبل ستة سنوات زارها الثرثار المزعج . كان يظهر امام الجميع انه محطم القلب , لكنه كان يتلذذ بالتنمر عليها و تهديدها . أوجع قلبها ذكرياتها من الماضي .
اضاف والدها "الأمير اللطيف وسيم ايضا " , "انا متأكد انكي لن تعاني بزواجك منه , شاي نينغ ما رأيك ؟ "
اعترض قلب يان شاي نينغ . لن أعاني ؟ سيتنمر عليها الثرثار المزعج حتى تموت . رفعت رأسها و نظرت الى أبيها . ضحك قلبها بكل برود . لنصف يوم كان يحدثها ثم يسألها بلا سبب عن رأيها بينما كان القرار منتهيا في اللحظ التي طلب يدها الثرثار اللعين .
هزت يان شاي نينغ رأسها و قالت بصوت رقيق "أبي , قم بالترتيبات اللازمة "
حتى مع كرهها للثرثار المزعج , كانت تعلم ان مكانته العالية لن تسمح لها برفض طلبه .
لم تكن يان شاي نينغ تريد ان تعترف انها لن تجد حياة اكثر راحة من الزواج ب باي جين , سيكون لها اعتبار , ولن تقلق من قتاله على العرش والأهم من ذلك كله ستكون قد نفذت أخر طلب لأمها " أريدك ان تعيشي حياة كريمة يكون فيها ما تحتاجين من مأكل و مشرب "
قبول يان شاي نينغ لطلب باي جين كان افضل خياراتها . توقعت أنه في المستقبل القريب ستتزوج من الأكثر مكرا و خداعا و تقلبا في المملكة . أخافها توقعها هذا حتى الموت .
أعطى يان جينغ مباركته لزواج باي جين من يان شاي نينغ .
في القصر , خير الإمبراطور باي جين بيومين لزواجه , الأول كان في بداية الشهر الثامن والثاني كان بعد ثلاثة أشهر
قال باي جين "أفضل لو كان الزواج في بداية الشهر الثامن " ," و ايضا اذا كان الزواج بعد ثلاثة أشهر سيكون قريبا من بداية السنة الجديدة و سيعكر زواج أخي الأصغر , ثوار الجنوب أيضا من الصعب التنبوء بهم , لذلك من الأفضل لو اختار الأب الإمبراطوري زواجا بسيطا لي " .
كان الإمبراطور سعيد أن باي جين تفهم الوضع و أمر مباشرة بالترتيب للزواج في بداية الشهر الثامن . لم يكن الإمبراطور على علاقة عميقة ب باي جين , لكن كان يعتقد أن باي جين رجل واقعي .
في اللحظة التي غادر فيها باي جين والده , ابتسم بسادية شريرة , كان اختيار باي جين لأقرب موعد أنه لا يستطيع أن يصبر عن استفزاز و تعذيب اللبوة الصغيرة .
بعد تجهيز هدايا الزفاف , خيطت ملابس الزواج و وزعت الدعوات , كان يوم الخامس من الشهر الثامن هو يوم ما قبل زواج يان شاي نينغ من باي جين .
في تلك الليلة كان الحرارة عالية , ولم تتحمل يان شاي نينغ الرطوبة فاستلقت على سريرها مرتدية رداء داخليا فضفاضا . لقد كانت تظن انها في تتخيل في زاجها من الثرثار المزعج غدا , لكنها لم تشك أن الثرثار المزعج كان يترقب يوم زفافهما .
ظهر وجه الوغد الفاسق في مخيلتها , كان هناك العديد من النساء الاتي يستطيع الزواج منهن لكنه تعمد استفزازها . منذ أول مرة تجتمع فيه يوم كانت في السادسة من عمرها , كل اجتماع تلاه كان ذكرى سيئة لها .
شعرت يان شاي نينغ أنها خلال الإثني عشرة سنة الماضية كانت فأرة مثيرة للشفقة بين يدي قط ماكر . لم يبتلعها بلقمة و لكن فضل اكلها ببطء واللعب بها بين مخالبه .
لحسن الحظ لم تعد تلك الفتاة الساذجة قبل اثني عشرة عام .
فجأة شعرت بوجود شيء مريب . كانت تعرف شخصية باي جين جيدا , كان من الصعب عليها ان تصدق انه سيتركها بسلام , نعم تم تحديد يوم زواجهما لكنه لم يأتي اليها بشكل خاص لينكد عليها الشهر الأخير قبل الزواج , و بغض النظر عن اليوم الذي اتى فيه بهدايا الزواج الى منزلها لم يأتي او يرسل رسالة واحدة لاستفزازها .
لم تكن تعلم ما الذي يخطط له الثرثار اللعين , فجأة سمعت صوتا خفيفا من اتجاه النافذة .
التفتت لترى أحدهم يتسلق النافذة .
ترجمة : م. الدخيلي
المدونة
أتمنى ان تكون الترجمة حازت على رضاكم
سعيد جدا بملاحظاتكم و تعليقاتكم .