في اليوم التالي, في 6:10 صباحاً.

بعد ثمان ساعات تقريباً من أول مرة استخدِم فيها قلب من ذهب, وقد حان وقت وصول الطلب.

أبعدت عيني عن الساعة, والتفتُ للقديسة. كانت تنظر إليّ بعينين لامعة.

تيك, تيك, تيك.

أشار عقرب الثواني للدقيقة 11, وصندوق ورقي صغير ظهر على الطاولة. من دون إنذار.

"...هكذا تعمل إذا."

لم أسمعه يوضع على الطاولة حتى, كيف يمكن أن يحدث هذا؟ أهناك طريق يصل لهذا المكان من المأوى؟ لا, ليس ممكناً.

الباب موصداً أيضاً, مما يعني أن لا أحد دخل الغرفة باستثنائي أنا والقديسة. بمعنى آخر, سيصلك الطلب أينما كنت...

"يا للغرابة."

فحص نيكرو الصندوق من عدة جهات.

"لقد رأيت قوى عديدة في الماضي, لكن ليس بغرابة هذه. هلا حاولت فتحه؟"

هذه ليست قوة التسوق عبر الانترنت فعلاً, أليس كذلك؟ فتحت الطلب أمام نظرات جميع من في الغرفة. للآن...

"قسيمة خصم..."

إنه كعالمي السابق تماماً, مهما نظرت إليه.

"الاهتمام بالتفاصيل جيد جداً!"

تجاهلت تعليق نيكرو, وأزلت الغلاف البلاستيكي الداخلي. صندوق مستطيل... محتوٍ على سيجارة إلكترونية من نوعي مفضل. لا شيء مميز بها حتى الآن.

"آه~ هذا مخيب."

رمى نيكرو بالقسيمة التي بيده على الأرض.

"هذا فشل تام أليس كذلك؟ لقد توقعت شيء أكثر من الأقوى في العالم... برؤية بأنها قمامة كهذه... آه! لا أحاول أهانتك أو أي شيء؟ تعلم ما أحاول قوله بالضبط, صحيح؟"

قمامة...

"آه! إنها السادسة بالفعل؟ حان وقت هرولتي الصباحية. سأذهب إذاً. أراك بعد أربعة أيام!"

غادر نيكرو كما لو أن عليه حضور موعداً مهماً.

"تسك, يالها من مضيعة للوقت." قال هذا عندما غادر.

التفت للقديسة, والتي كانت صامتة طوال الوقت ومازالت تنظر حتى الآن للصندوق الورقي الفارغ, لابد من أنها خائبة للغاية.

"كم هذا... طبيعي. لم أتوقع شيئاً كهذا." تحدثت بعد فترة طويلة من الصمت.

"بقدرة كهذه... من المستحيل..."

حسناً, هذا هو الاستنتاج الذي سيصل إليه شخص عادي لكن..

"لا تستسلم بسرعة. لا يمكنك الاستسلام بسهولة."

" أنتي متفائلة؟ لكن التفاؤل لن يساعدك على عبور جدار الواقعية, كما تعلمين؟"

لم تكن مخطئة.

"لا بأس. سيكون من الجيد لهذه اللعبة أن تحتوي على مستويات صعبة."

"إن فشلت في معركة الاختيار التي ستقام بعد ثلاثة أيام, فلن تمتلك فرصة حتى للاشتراك بلعبتك هذه. الديك خطة للنجاح؟"

معركة الاختيار؟

"لم أسمع بهذا الشيء من قبل؟"

أمالت القديسة رأسها بفضول.

"ألم يقل لك نيكرو أي شيء؟"

"لا."

إذا لم يخبرني. يبدو بأنه ظن أن هذا ليس مهماً. انحنت القديسة أمامي باعتذار.

"لابد بأن هنالك خطأ, أعتذر."

"لا بأس. لابد بأنه منشغل بتنظيف الفوضى التي خلفتها. بأي حال, أعدائي هم؟"

"أشخاص مشابهين لك. كل من صنعوا لأنفسهم اسماً في العالم السفلي."

إذاً جميعهم قتله.

"القوى؟"

"سر. على المعركة أن تكون عادلة."

"ها---"

لم يسعني سوى الضحك.

"عادلة؟ ألم أكن أنا آخر شخص تم استدعائه؟ وهل تتوقعين أن الناس سيعودون على قيد الحياة بعد تلك المعركة بالفعل؟ من المؤكد أنها ستكون مذبحة دامية."

رفعت القديسة أصبعها السبابة عندما سمعت كلمة مذبحة.

"قديسة غبية, لقد دفعتي عدة أشخاص لموت مؤكد. لقد تأخرت بالفعل في محاولتك للتصرف كشخص طيب."

أنزلت القديسة نظراتها على الأرض. بعد فترة طويلة من الصمت, رفعت رأسها كما لو أنها قررت شيئاً. كانت عيناها مليئة بالثقة. بشكل جنوني.

" نعم. مثلما قلت سيد قاتل, ربما تأخر الوقت كثيراً."

بدا صوتها كما لو أنه يتردد في الغرفة.

"لكن القواعد هي قواعد. أرجو تبذل أقصى جهدك لتفوز بالمعركة بعد أربعة أيام." قالت هذا ثم وقفت من مكانها, كي لا أستطيع الحصول على أي معلومات عن الآخرين...

فكرت فيما عليّ فعله في المستقبل, وبشكل غير متوقع تماماً كان حل هذا المأزق أقرب مما ظننت.

العين العائمة.

لم تكن هذه العين مقيدة بالعوائق المادية, بمعنى آخر من الممكن أن ’اختلس النظر لغرف الاحتواء الأخرى’.

أربعة أيام... أمضيتها في مراقبة أعدائي بأفضل ما يمكن.

وفي يوم المعركة. أتت القديسة لزيارتي لأول مرة منذ أربعة أيام.

"كيف تشعر؟ إن أردت الاستسلام, فسأخرجك من المنافسة."

لما تعرض عليّ هذا؟ هل غيرت رأيها بعد أن قلت بأن هذه ستكون مذبحة دموية؟

"لست مهتماً بالاستسلام."

"أرجوك فكر جيداً, ستكون مسجوناً حتى يموت البطل, لكنه سيكون أفضل بكثير من الموت مرتين؟"

"الموت مرتين يعني بأنه من الممكن لي الانبعاث مرتين."

زيفتُ ابتسامة حنونة.

"لا بأس. لقد قررت فعل هذا. ليس خطأك على الإطلاق."

لم أقل هذا لجعلها تشعر بشعور أفضل. كان هذا لبدء صداقة لزيادة فوائدي في المستقبل.

"أهو كذلك؟"

ابتهج صوت القديسة, كما لو أنها أُنقذت على يد أحد ما. هل اختفى الذنب الذي أثقل كاهلها؟ يا لبساطتها.

من المقدر لهذه الغبية أن تُستغل لبقية حياتها. قد تقوم بصلب نفسها طوعاً على صليب الأعمال الصالحة.

"بالطبع, على البالغين تحمل مسؤولية خياراتهم بأي حال. لقد أعطيتني فرصة بالفعل وهذا جيد كفاية, عليّ تحمل عواقب تصرفاتي بمفردي. كالقوى تماماً."

استخدام قوتي يتطلب المال, لابد من أن هذا مشابهاً للقوى الأخرى أيضاً, من المستحيل أن تأتي قوة من أي مخاطر أو ثمن, لابد من أن الحب والسلام و الموت التام مشابهة لهذا أيضاً أو أنها تحمل مخاطرة معينة فيها.

فكرت القديسة لثوانٍ وأومأت بعد بعض التفكير.

"فهمت. إن كان هذا ما تظنه, فلن أحاول أكثر لجعلك تتخلى عن هذا."

مشت القديسة أمامي, وأشارت لي لأجلس.

"أيمكنك أن تجثو لثانية؟"

"...لما؟"

"أريد أن أفعل شيئاً قبل أن أغادر."

"ماذا؟"

"سترى."

هذا مقلق...

"هكذا؟"

في اللحظة التي جثوت فيها, شعرت كما لو أنه ضغط على جبيني بحديد حامٍ.

"أه...!"

بينما تساءلت إن كانت تضع عليّ ختماً من نوع ما, ضحكت القديسة لترتفع شفتيها.

"أيمكن أن يكون...."

استخدمت العين العائمة لأنظر لنفسي, كان هنالك ختم يحترق في حيثما قبلتني القديسة. وهذا المكان على ما يبدو اشتعل بالنار المقدسة.

"أغهه....!"

تدحرجت على الأرض للحظة بسبب الألم في رأسي. شعرت كما لو أن دماغي قد أحرق حتى أصبح هشاً. عندما وصلت القديسة نظرت لي بنظرة مخيفة بينما ذراعاي مقيدتان بالسترة.

"آسفة! وضعت عليك ختماً حتى لا تتمكن من الهرب, لكن برؤية أنك تتألم هكذا..."

بالتفكير في أنها قيدتني بسترة كذلك, حتى بعد وضع ختم عليّ...

"...ما نوع هذا السحر؟"

"إن هربت منّي, فسيؤلمك رأسك... قليلاً؟ ههههههههاهههههها؟" قالت القديسة هذا بينما تنظر لأسفل. أدركت مباشرة نوع السحر الذي وضعته القديسة عليّ من هذا. سينفجر رأسي بالتأكيد إن هربت.

"هلا ذهبنا الآن؟"

مشت القديسة نحو المخرج بخطوات واثقة, كما لو أنها نست جميع ما حدث للتو. وبالطبع تركتني وذراعاي المقيدتان لأزحف كيرقة.

كان المكان الذي أخذتني له القديسة حلبة شبيهة بدار الأوبرا. كان الطلاء على جدران الحلبة القديمة قد تلف في عدة أماكن, وقد تشوه بعلامات أنصل كذلك. غيرت زاوية رؤيتي وأخذت نظرة على الحلبة كاملة. أستطيع رؤية خصومي يتمددون خلف أبواب الأقفاص.

في الغرب, كان هنالك [مان ايتينق لايون], برونو بالتر.

في الشمال, كان هنالك [نيل هانتر], كريساكي هاتسوما.

في الشرق, [سلندر مان] بيني غاتز.

وسط الحلبة زُين بجدران وأبواب جعلته مشابهاً لغرفة تدريب نجاة. في أقصى اليمين, أستطيع رؤية نبلاء يرتدون أقنعة يتجولون في المنطقة وينظرون لأسفل للحلبة.

إذا هذا نوع من الترفيه لهم...بالنظر إلى بنياتهم الجسدية و أشكال ندباتهم وجراحها, أستطيع القول بأنهم على الأغلب الأشخاص الذين كانوا في مكتب رئيس الوزراء.

"أنت متأخر؟"

اقترب مني نيكرو بابتسامته المألوفة. ارتدى ربطة عنق وسترة. حسناً إن لديه مركز عالٍ في الحكومة بأي حال.

"ما الذي أخرك؟"

أجابت القديسة على سؤال نيكرو.

"لا شيء."

"لا شيء, لقد استيقظتِ متأخرة أليس كذلك؟"

لقد عاملا بعضهما كالأصدقاء, بغض النظر عن فارق العمر. هل يعرفان بعضهما منذ البداية؟

"آه, صحيح, عليّ جعل الأمور تبدأ بسرعة."

ضربني نيكرو على ظهري.

"كيف تشعر؟ جيداً؟ لا تهرب ثانيةً حسناً؟ هذه المرة ستتواجه ضد زملائك القتلة. تشعر بالراحة, صحيح؟ حان وقت إثبات نفسك!"

"...."

أرجحت ذراعاي المقيدة لأعلى وأسفل رداً عليه.

"يا إلهي, إن ذراعيك مقيدة. أيجب أن أفك وثاقك؟"

اختفت الابتسامة من وجه نيكرو على الفور.

"لكن لا أشعر برغبة بفك قيدك. أتساءل لما؟"

"...."

"فكرت قليلاً وشعرت أن القتال من دون ذراعيك سيكون أكثر تأثيراً,فأنت على أي حال الأقوى في العالم, أليس كذلك؟ القتال بدون أي حدود لن يضر."

"إذا أنت تطلب مني القتال هكذا؟"

حسناً أعتقد أنه لا بأس بهذا معي.

"لن أقيدك مرة أخرى إن فزت بهذا. أرجو لا تخذلنا!"

"..."

يبدو أن القديسة علمت بأن هذا سيحدث برؤية تجاهلها لمحادثتنا تقريباً.

"فقط افعل هذا, لما؟ أتظن أني قاس عليك؟ أهذا هو؟ لا إنها عاقبة أفعالك فقط. أتدرك مدى المتاعب التي وقعت فيها بسبب أفعالك المرة الماضية؟"

أشار نيكرو نحو الأشخاص في الأعلى.

"إن لم تعطيهم انطباعاً قوياً الآن. فسينتهي كل شيء. لما؟ لأنك قتلت الكولونيل! أتعلم من كان حتى؟"

يبدو أنه لن يدع هذا يمر, ههه.

"إن لم تعطهم فكرة بأنك قادر على قتل البطل في هذا المكان, فسنموت جميعاً. أتفهم هذا؟"

فهمت الوضع الذي نحن فيه الآن.

"أستطيع سماعك من دون أن تصرخ. سأعطيك ما تريد, فشاهد فقط."

لقد حسمت النتيجة بالفعل بالرغم من أن ذراعاي مقيدة. تفقدت خصومي بالعين العائمة مرة أخرى, وتحركت نحو المخرج.

"أوه, واثقاً جداً, هاه؟ أعتقد أننا سنذهب الآن إذاً. سنرى بعضنا بعد أن تنتهي. بالتوفيق."

بدت القديسة منزعجة للغاية من هذا الحديث كاملاً. يبدو بأنها لم تستوعب أي شيء بسبب ما سيحدث لاحقاً.

"آه صحيح. نسيت أن أخبرك."

يبدو ان نيكرو تذكر شيئاً ما, فالتفت قبل أن يخرج من غرفة الانتظار.

"ليس الأمر وكأنك ستموت ثانية فأنت جثة بالفعل, لكن إن تدمر رأسك أو قلبك, فسألغي السحر الذي وضعته عليك. لكن لا تستاء مني لذلك. فعلي أن أجعل الأمور عادلة للآخرين."

أومأت فقط. بعد لحظة قصيرة, أغلق الباب المعدني خلفي, وأقفل نفسه. بدأ الباب يتوهج بالمانا. من المستحيل الهرب من هذا المكان من دون قوى قوية للغاية.

بجدية---

من الصعب كبح نفسي.

*

في هذه اللحظة. امتلك جميع من في الحلبة المشاعر ذاتها.

الضغط, الخوف, اليأس.

غلفت قشعريرة باردة أجسادهم, وجعلتهم يرتجفون بشكل جنوني. يمكن سماع أصوات اصطكاك الأسنان ببعضها في المكان بأكمله.

تحطيم!

انزلق كأس نبيذ أحدهم, وتحطم على الأرض.

"هاه... هاه...!"

كان الهواء ثقيلاً, بدأ الناس بالتنفس بصعوبة. وقع الناس في الحلبة في حالة يأس بسبب التجربة الغير مألوفة. لكن كان من الصعب الهروب. فرغت أرجلهم من القوة, كان من الصعب عليهم الوقوف حتى.

حتى الأشخاص البعيدين أحسوا بهذا التأثير, شعروا بالإغماء, وبدأت رؤيتهم بالتهشم. كان اختلاف القوة يُشعر به من على بعد مئات الأمتار. الشخص الوحيد الذي استجاب لهذا كان الأقوى قاتلة المدرسة الثانوية [نَيّل هانتر] كيرساكي هاتسومي.

"ما الذي استدعيتموه أيها الحمقى؟ فقط ما الذي استدعيتموه؟"

شدت كيرساكي شعر رأسها بشدة, وخرجت على الفور من غرفتها حالما فتحت البوابة. أطلقت ذراعيها ورجليها التي أصبحت شبيهه بالسكاكين شرارات بسبب تصرفاتها المجنونة, ولم تكن مختلفة من القتلة الآخرين.

بيني غاتز [سلندررمان], والذي كان يزحف كالعنكبوت في غرفته, أخفا نفسه في الشجيرات طالما يمكنه الهرب. في الجهة الأخرى برونو باتلر [مان ايتينق لايون], أحس بـ’ رائحة الخطر’ من الجنوب, رائحة الجثث والبارود.

"هذا أمر جدي."

بشرة برونو البيضاء, مع أنفه الكبير وعينيه الرمادية جعلته يشبه مفترس. شعره الفوضوي البني جعله يبدو كالأسد كثيراً.

"غههههههها!"

ضحك بورونو بجنون, ومدد ذراعيه لجانبيه. تمددت عضلاته بشدة, وبدت على وشك تمزيق ثيابه. لم يتمكن من رؤية أعدائه بسبب جدران الحلبة, لكنه شعر بشكل غريزي بأن أعدائه على ’نفس مستواه’.

"بدأ الصيد!"

كان القرار متسرعاً للغاية, أول مسار سلكه برونو كان الاندفاع نحو العدو!

لا حاجة لاستراتيجيات معقدة, فلن يصمد وحش أمام الأسد, فبالرغم من أن برونو لم يكن نداً للرجل إلا أن عليه قتل الرجل قبل أي شخص آخر, ومن المستحيل مشاركة الغنيمة مع الآخرين, وهذا لأن قواه تركز على الاحتكار.

[المنتصرون يأكلون كل شيء= السن الحلو]

- عند أكل الخصم, يمكنك الحصول على كل ما يمتلكه.

-[م-1] كسب صحة وقوة الآخرين.

-[م-2] كسب معرفة ومانا الآخرين.

[م-3] كسب مهارات وقدرات الآخرين.

بهذه المهارة, لن يستغرق برونو وقتاً طويلاً ليقف على رأس السلسلة الغذائية.

اندفع مان إيتيغ لايون بكامل سرعته نحو الفريسة.



---------------------------------------

مرحبا.

أعتذر عن الأخطاء,

والسترة المذكورة فوق هي straightjacket ابحثوا عن صورها في قوقل.

2018/10/14 · 707 مشاهدة · 1835 كلمة
j.lie
نادي الروايات - 2024