"أخيراً." تحدث الرجل الذي يحمل السيف بهمس مدوي.
"برج الاختيار، الطابق الأخير!"
صاح الأشخاص الخمسة المجتمعين استجابة له.
تدفقت عواطف لا تحصى عبر وجوه الجميع وانعكست في عيونهم. الشغف، الندم، الأسى، والفرح. امتزج كل ذلك ليظهر على الوجوه.
"نات، ضع كل الجماجم الان! ساعده رجاء."
سحب الرجل انتباه الجميع إليه في كل مرة تحدث. لقد عرف معظم هؤلاء الرفاق بعضهم البعض لوقت طويل، متحدين من أجل هدف مشترك. منذ لقائهم الأول، لم يزيدوا في العمر ولو يوم.
بدا ترقبهم مرتبطاً بأفعالي. كان هناك باب هائل مغلق أمامنا. لقد قيل أن المحنة التي تم تجهيزها في الطابق المائة لبرج الاختيار يمكن الوصول لها عبر ذلك الباب العملاق. ظهرت أنجيليكا من وسط المجموعة، وتقابلت أعيننا للحظة حيث ابتسمت برفق.
أنجيليكا أيضاً، لم تكبر في السن. كان لديها مظهر امرأة في العشرينات. في كل تلك السنين المارة، لم يشب جسدها أي علامة أو ندبة. كانت عيناها ممتلئة ببريق رائع، وحمرة خفيفة زينت خديها بينما تبتسم. كانت ابتسامة رأيتها كثيرا.
"لقد حلت تلك اللحظة أخيراً." قالت وهي تسير نحوي.
مازلت أتذكر أول يوم تقابلنا فيه؛ كانت طريقة سيرها وضحكتها هي نفسها. سواء كان الحاضر أم الماضي، كانت لا تزال نقية، نبيلة، ولا زالت جميلة.
"شكرا لك، سونغ هيون، مرشدنا. بفضلك وجدتُ طريقي إلى هنا."
وضعت أنجيليكا كلتا يديها على كتفاي وأهدت قبلة لطيفة على جبهتي المتجعدة.
'لا. كانت البشرية ستلقى حتفها لولا [البصيرة المستقبلية] الخاصة بك."
بدا صوتي مهتز ومتوتر حتى لنفسي. لم تؤدي أي نصيحة صادرة منها إلى الفشل مطلقاً.
كان جميع الصيادين يحصلون على "ختم" على أجسادهم عند الاستيقاظ. امتلك كل ختم "مهارة فريدة". لم يتم العثور على أي صياد يمتلك أكثر من واحدة، كان كل واحد يمتلك مهارة فريدة واحدة. أعلنت أنجيليكا مهارتها للبشرية مبكراً وأثبتت نفسها مرات عديدة.
' التنبؤ بانهيار الدانجون الأكثر الأهمية والمصنف من الرتبة SSS '
بدون أنجيليكا، كانت البشرية ستقاد إلى الإبادة التامة. كانت انجازاتها هي ما أقنعت الصيادين النخبة وقادة الأمم الاخرى، وكانت نبوءتها هي التي رأت غزو المائة طابق لبرج الاختيار.
"ابدأ."
مع العمر، أصبح صوتي صارخ ومزعج. عندما اقتربت من الباب، انعكس وجهي على سطحه. وجه رجل في الثمانينات من العمر.
فوووووم!
لم تكن هناك حاجة لتحرير المانا الضعيفة الخاصة بي. مع ذلك، شراكة مع [البصيرة المستقبلية] الخاصة بأنجيليكا، كانت المهارة الفريدة خاصتي هي المهارة الوحيدة الأخرى من الرتبة EX المعروفة في تاريخ الصيادين حتى الان.
[عين الخليفة (الرتبة: EX – سلبية)]
الجزيئات الزرقاء التي كانت تدور حول القفل ظهرت أمام عيناي. بدت مثل نقاط، منضمة معاً في تشكيلة خطية وتتدفق باستمرار في نمط محدد. لم يكن من السهل حفظها، لكنني كنتُ قادراً على فهمها واستذكارها بنظرة واحدة.
"عرفتُ ذلك."
تحركت هيبيكي، حاملة لقب تسوشيما. عبستُ بملل وحاولت تجاهلها.
"مازال هذا الأمر اللعين معقد!" تذمرت هيبيكي ورفعت المانا الخاصة بها. أنا نظرت حولي، محاطاً بندم مرير. بينما شهدت العاصفة القوية المتولدة من مانا هيبيكي، يأستُ وأشفقت على نفسي الواهنة. المانا المتأصلة بداخلي هي ما يمكن أن يتعرف عليها الصيادين. كانت معرفة شائعة أن المانا في الناس أو الأشياء الأخرى لا يمكن الشعور بها. مع ذلك، أنا كنت مختلف.
كانت كل المانا تظهر شفافة نوعاً ما. لكن، كان علي التعهد بالعمليات الهجومية لـ 'صيادة' مثل هيبيكي. لقد كانت سعادتي لا يمكن تخيلها عندما وقبل عقود مضت، فحصتُ مهاراتي مباشرة بعد استيقاظي. كان تأثير المهارة الموصوفة من قبل النظام صاعقة.
- يمكنك رؤية المانا.
- لا تنس أبداً ما تدركه عن طريق الرؤية.
- رسالة نظام الهدف يمكن قراءتها عندما تكون متصلة بتأثيرات الأشياء والمهارات.
مهارة سلبية بدون استخدام للمانا تعني أن عدد الاستخدامات كان محدود. كنت غير صبور لتجربتها. مع ذلك، كان على لحظات السعادة تلك أن تمر. عندما فحصتُ المانا الممكنة...
المانا النشطة: 9\9
المانا الممكنة: 1\1
كانت الرسالة تعني أن المانا النشطة التي كانت في حدودي الحالية 9. والمانا الممكنة تعني أنني اذا قضيت حياتي بأكملها في التدريب وتوسيع حدودي، أستطيع زيادتها بـ 1 فقط. كنت غاضباً. كان أقصى ما بإمكاني الوصول إليه من المانا هو 10. كان من السيء أن الأكاديمية بدأت باستخدام المانا الخاصة بي كمقياس لأقل مستوى من الاستيقاظ. الأكثر من ذلك هو أن عشرة تعني أن لا كمية من بطاقات المهارات من الفئة F يمكن أن تساعد حالتي.
نصف صياد زائف لم يكن قادر على الدفاع عن نفسه. بينما كنت أتذكر الماضي، استمرت هيبيكي بصب كميات هائلة من المانا في القفل تبعا للنمط الذي تم إعطاؤه لها.
مر بعض الوقت. ثم، كليك! انفتح الباب العملاق. دفعت أفكاري بعيداً ودفعت الباب مع البقية.
كان هناك مذبح صغير أمامنا الان.
"هذا هو!" ارتعش صوت راندي من الإثارة. كان 'ملك السيف'.
"إنها بيضة الطائر البعدي." قالت أنجيليكا.
كانت البيضة موضوعة في مركز المذبح.
"علينا تحطيم تلك البيضة لمنعها من الفقس." قال راندي.
"كل الدانجونات التي كانت مفتوحة مغلقة الان." تدفق صوتي المهترئ إلى مسامعي مجددا.
لقد مرت الأرض بمحنة مروعة، ومات العديد من صيادينا بعد انهيار دانجون الرتبة SSS قبل عام. لذا، قبل دخولنا البرج، عقدنا اتفاقاً.
"اذا استمر هذا فلن تصمد الأرض. الأرض ليس لديها القدرة لتحمل ذلك."
تناقصت أعداد الصيادين بمرور الوقت، لكنهم كانوا حاسمين في منع وإداراة انهيارات الدانجون. وبالتالي، أغلقت البشرية كل البوابات لاستعادة الحضارة. انتهى الاختبار التعليمي عند الوصول للطابق المائة. بالرغم من ذلك، بدلا من تحقيق المهمة الأساسية وإعادة الأرض لذاتها السابقة، كنا نفكر في تحول للماضي حيث لم يكن هناك صيادين، بوابات، ولا دانجونات.
"اذا؟"
كانت عيون الجميع تنظر إلى أنجيليكا. هي أومأت برفق وفتحت فراغاً فرعياً. اهتزت السماء بعنف حيث أخرجت خنجر غير مزخرف.
"هذا الخنجر هو أملنا الوحيد لتدمير البيضة."
بينما تحمل السلاح، اقتربت أنجيليكا من المذبح بخطوات صامتة هادئة. كانت قلوبنا في أفواهنا بينما راقبنا بلا حراك.
كم من التضحيات تم بذلها للوصول إلى هذه النقطة؟ كم من مزيد منها سيحدث؟
الحقيقة هي أن قلبي كان أضعف من أي أحد أخر. تمتمت هيبيكي بصمت بأسماء الناس الذين افترضت أنهم موتى.
"الجميع، لقد كانت رحلة شاقة." تحدثت أنجيليكا بينما تقترب من المذبح.
كافح نات ليبتسم، لكن يداه التي كانت رفيعة وعظمية ارتجفت قليلا.
"الان، عودة إلى الأرض الأصلية."
"نعم."
عودة إلى أرض طفولتي. كانت لدي بعض الذكريات عن كيف كان الوضع قبل انهيار القوانين وانقلاب العالم. استطعت رؤية تحركات المانا حولنا بواسطة [عين الخليفة]. لكن...
تعرفت عيني على أن هذا الخنجر الذي كانت أنجيليكا تستخدمه لم يكن حقيقيا. كانت هناك مانا زرقاء مركزة بشدة تتدفق على امتداد الخنجر، وحولها مانا حمراء.
"لا!"
تجمدت في مكاني. لم أفهم ما الذي كان يجري أمامي.
نظر نات المتحير إلي بارتباك.
"ما الأمر؟"
لم أتمكن من الإجابة، لذا نقلت رأسي إلى الاتجاه الأخر. المانا التي كنت أشهدها عادة كانت زرقاء. لكن كانت هناك استثناءات نادرة. إحدها ستكون إذا استخدم صياد مهارته الفريدة، وإذا كانت المهارة مهارة نشطة تستخدم المانا، كانت المانا تبدو حمراء.
"مع ذلك." تحدثت بصوت مرتعش. "مهارة أنجيليكا الفريدة هي [البصيرة المستقبلية]، مهارة سلبية لا تستخدم المانا، أليس كذلك؟"
بالتالي، لا يمكن أن تصدر مانا حمراء من أنجيليكا. كان ينبغي أن يكون مستحيلاً، إلا إذا...
"لا يمكن!"
نظرت أنجيليكا إلي وابتسمت.
كانت ابتسامة لم أرها أبداً من قبل.
Burasuto