جورج بايرون، 24. عالم شاب من اتحاد الحقيقة. خبير في الخيمياء و ذو براعة عالية المستوى في التقييم السحري و بقايا الأثير.
بصفته خيميائي من المستوى الثاني و معترف به من اتحاد الحقيقة، فهو يستطيع إنشاء أدوات يمكنها الدفاع ضد أو حتى قتل كائنات الرتبة المدمرة.
بالرغم من أن له قدرات استقصائية رائعة معظم الوقت، إلا أنه عادةً ما تم توظيفه كمسؤول عن الطاقم اللوجيستي لأجل تزويد أفراد القتال بالتجهيزات المخصصة.
لكن نتيجة لكثرة الأحداث الأخيرة التي سادت فيعا المعارك و القتالات، أُربِك اتحاد الحقيقة.
لا يفتقر اتحاد الحقيقة للدعم اللوجيستي، لكنه يفتقر لأفراد التحقيق المفيدين في ساحة المعركة. من ناحية أخرى، الغالبية الكبرى من موظفيهم كانوا مدنيين و لم يمتلكوا ببساطة أي رغبة في التورط في المعارك.
و بالتالي أرسل بايرون بشكل عاجل طلبا للإشراف على التحقيقات الميدانية في أعقاب الحادث.
وُصف كحادث لكنه كان عملا إرهابيا بكل ما للكلمة من معنى.
" أولائك السحرة السود مجموعة من المعتوهين حقا إذِ استحضروا تعويذة من الرتبة المدمرة فعليا هنا ! و لم تكن هناك أي استجابة من شبكة مراقبة الأثير !! " غمغم بايرون محدقا بعينين واسعتين في الأنقاض.
حملق بعبوس في الحطام المحاط بالأمطار الغزيرة.
لم تقتصر الظروف الرهيبة على الدمار و الموت و الأذى. ما كان مرعبا أكثر هو إخفاق أنظمة المراقبة و التنبؤ الخاصة باتحاد الحقيقة.
عنى ذلك إما أن السحرة السود امتلكوا طريقة لتجاوز شبكة مراقبة الأثير، أو أن هناك فئرانا في اتحاد الحقيقة. (موون: خونة)
دون بايرون بسرعة افتراضه في مذكرته.
الموتى هم قائدة 'طائفة القرمزي' مورفي و بضع سحرة سود آخرين. الوسائل الهجومية المستخدمة بواسطة كلتا المجموعتين هي كالتالي...
كل الضربات كانت تستهدف بوضوح المكتبة في الشارع 23. بيد أن طائفة القرمزي لطالما كانت في صراع مع برج الطقوس السرية كما هو الحال مع الصيادين. لماذا جاؤوا فجأة إلى هذا المكان... من بالضبط في المكتبة؟
طاف بايرون حول الأنقاض و ألقى نظرة محدّقة في اتجاه تلك المكتبة.
غطى الحد الذي أقاموه البيئة المحيطة و كان حاليا بصدد تعديل ذكريات الناس داخل المجال. فقط المكتبة لم تتأثر.
بالمقارنة بالحطام حوله، بدا وسط الشارع كأنه تحول لصدع ضخم، يفصل الجانبين.
جانب هو المنطقة المحطمة بالكامل بينما الجانب الآخر بدا جيدا تماما و سلميا كما كان دائما.
تم صد هجوم السحرة السود التابعين لطائفة القرمزي بالكامل بواسطة شخص ما؛ و الذي قام بالهجوم المضاد بفعالية و هزمهم.
امتلكت المجموعة المقابلة شخصا بقدرة رتبة مدمرة أو أعلى.
لا يعرف اتحاد الحقيقة هوية صاحب المكتبة و أشار أنه من الممكن أن يكون كائنا يتعذر التحكم فيه.
" سأتوجه إلى المكتبة و أتحقق منها " أعطى بايرون التعليمات إلى زميل بجانبه قبل أن يقفز أمام الحطام ثم يتقدم نحو المكتبة. كانت تلك المكتبة النمطية مقابل الشارع فقط. تمكن بايرون من ملاحظة وهج باهت و مظلم قادم من النوافذ عبر الضباب.
لقد كان كما لو أن سحرا غريبا يغريه بالذهاب و اكتشاف من بالضبط يتواجد داخل المكتبة.
استمر في المشي و أصبح تقريبا على عتبة الباب.
باا ! وُضعت يد على كتف بايرون.
" توقف " تردد صوت أجش و مهيب.
استدار بايرون ثم رأى رجلا مسنا لكنه طويل و عضلي. عبس و سأل، " سيد جوزيف، ما الأمر ؟ "
رد الفارس السابق بسؤال على خاصته. " ماذا ستفعل ؟ "
" التحقيق في هذه المكتبة المريبة " أجاب بايرون بشكل عملي.
رفع مذكرته و تقدم، " مسؤوليتي هي الوصول إلى أعماق هذه القضية و تلك المكتبة من الأجزاء المتضمنة بوضوح. علي نقل الحقيقة لاتحاد الحقيقة "
دمدم جوزيف " من أجل عقلانيتك لا تذهب! "
" المعرفة تمكنني من البقاء بارد الأعصاب و العقلانية هي صفة يجب على كل عالم أن يمتلكها... "
"... حتى لو كنت فارسا من الرتبة المدمرة و سيدا محترما، لا يمنحك ذلك الحق في السخرية من عقلانيتي... "
"... علاوة على هذا، هذه مسؤوليتي "
لطالما شعر جوزيف بخيبة الأمل عند التعامل مع القطع المتخشبة كهذه من اتحاد الحقيقة. لقد فهم أنه بدون دليل حقيقي يستحيل التأثير على هذه القطع المتخشبة فور أن يعتقدوا شيئا ما بشدة.
من ناحية أخرى، هذا الشخص المقابل له لم يكن رجلا بسيطا. لقد استطاع تنظيم معدات و تجهيزات الرتبة المدمرة و بلغ بالفعل مستوى يمكنه من أن يدعى 'خبيرا'. (ماستر)
العديد من المعدات المصقولة التي يستخدمها برج الطقوس السرية تم شراؤها بالجملة من اتحاد الحقيقة.
من المحتمل أن عددا كبيرا من تلك الأدوات صنعت من طرف بايرون.
" صنف برج الطقوس السحرية هذه المكتبة كمنطقة من الرتبة S بالفعل، كل ما هنالك أن هذه المعلومة لم تمرر بعد إلى قاعدة بيانات اتحاد الحقيقة. لقد ساعدنا صاحب المكتبة في وقت سابق، إذن عليك ألا تعجز عن التفريق بين المعروف و الإساءة "
ألقى جوزيف حينها نظرة على المكتبة قبل إضافة " أعتقد أن صاحب المكتبة لن يحب ذهابك لاستجوابه "
كان وضع بايرون في اتحاد الحقيقة كافيا لوصوله للملفات السرية.
انقبض بؤبؤاه " رتبة S ؟ في نورزين ؟ " هتف غير مصدقٍ.
من الطبيعي ألا يصدق. داخل نورزين، نفوذ اتحاد الحقيقة كان متغلغلا في كل مكان بشكل أساسي؛ فكيف يمكن أن تتواجد منطقة من الرتبة S تحت أنوفهم؟
على الرغم من أن الرتب S قوية، إلا أن شبكة الأثير الخاصة باتحاد الحقيقة أنشئت بواسطة كيانات هائلة من المرتبة العليا. بتعبير نظري : لا شيء وجب أن يكون قادرا على الانزلاق من خلال تلك الشبكة.
" ما المشكلة؟ يبدو لك أنني أزيف الأمر ؟ " ارتعشت شفتا جوزيف " منذ وقت قريب فقط أطلق ساحر أسود ذو رتبة مدمرة العنان لتعويذة من الرتبة المدمرة لكن أيا كانت هذه الشبكة التي يملكها اتحاد حقيقتك، لم تتفاعل مطلقا. في النهاية، لقد كان صاحب المكتبة من أوقفهم قبل استجابة برج الطقوس السرية "
" هذا... هذا... " تلعثم بايرون جاهلا ماذا يقول.
تهكم جوزيف " عليكم التحقيق بعناية في أنفسكم أولا "
في تلك اللحظة، صدرت صلصلة جرس و فُتح باب المكتبة الخشبي.
تطلع الرجلان بفضول على الفور ليجدا أنه إلف جميل في ملابس بيضاء يخطو خارج المكتبة.
ذهل كلا الرجلين لحظيا. تفاعل بايرون على هذا النحو لأنه لم يتخيل إطلاقا أن يظهر إلف من هذه المكتبة في حين أن عقل جوزيف أصبح فارغا بسبب شرارة الادراك.
عندما استعار ' بذور الهاوية '، خمن جوزيف أن صاحب المكتبة كائن معمر، مع احتمالية عالية ليكون إلفا.
يبدو الآن أن تخمينه صحَّ في النهاية.
الإلف عرق متغطرس للغاية و يكره الأجانب و من المستحيل عمليا رؤيتهم برفقة البشر.
يمكن القول حتى أنهم عنصريون بطبيعتهم.
قصص الحب بين بشري و إلف لم تكن سوى أساطير.
باستثناء امتلاكه لدم نقي خاص، قام الإلف أيضا بالتحديق في المكتبة بنظرة محترمة و مهيبة بعد الخروج منها !
(موون: لا أفهم محل نقاوة الدم او السلالة هنا من الاعراب لكن ربما المعنى هو أن انتماءها لسلالة نقية كان واضحا للرجلين من مظهرها الخارجي و هو كل ما استطاعا ملاحظته بالاضافة الى نظرتها المحترمة في اتجاه المكتبة..!! أي هراء أكتب؟! لا تأبهوا له و واصلوا رجاء )
في تلك اللحظة، حصل جوزيف على جواب لآخر شك في قلبه.
إنه متعلق بالوقت الذي أعاد فيه الكتاب... و سيف الشيطان قد وجد مالكه الجديد على الأرجح.
استدار ذاك الإلف و نظر باتجاههم قبل أن يبتسم بإشراق " ماذا تفعلون أمام باب سيدي ؟ "
~~~~~~~
قراءة ممتعة ~~