.

.

" ساعدني ، أرغ … أرجوك ."

" أرجوك … ساعدني ."

" أرجوك .."

يمكن أن يرى المرء شخصا جزئه السفلي مدفون في الأرض و هو يطلب المساعدة ،

وجه الرجل المحتاج يعبر عن اليأس و الحاجة الملحة .

طلب المساعدة بصوت ملئ باليأس و الخوف من الموت .

" أنا …"

" أرجوك ساعدني سير …"

" ألا يمكنك الصمت ؟ " قاطع إيدن سماديل النبيل المدفون في الأرض بملامح منزعجة .

" أنا أفكر الآن ."

حك أذنه اليسرى بإصبعه و هو يحدق في النبيل ببرود .

" لماذا علي أن أساعدك ؟"

" هل تظن أنه بسبب كونك نبيل لمملكة صغيرة كالغريفين بأنني سأساعدك ؟"

" تسك ، هؤلاء النبلاء لا يعرفون حدودهم ."

" ما..ذا !!، أنا طلبت فقط المساعدة.. أنا ..." أجاب النبيل و الدموع تنهمر من عينيه ،

" أرجوك ساعدني .."

" تسك ، حسنا سأساعدك ..بالطبع ، سأساعدك .."

إبتسم إيدن بلطف ناحية النبيل كالجد الحنون ، مما جعل هذا النبيل يبتسم تلقائيا .

أخيرا وجد خلاصه .

أراد فقط العودة لعائلته ، أراد العودة حتى لو عنى الأمر التخلص من منصبه كنبيل .

أراد العيش .

نعم أراد العيش .

أراد فقط العيش ليوم أخر حتى و لو عنى الأمر أن يعيش طلية حياته معاقا .

تحرك أيدن ناحيته بهدوء ،

" شكرا ل.."

" لا .."

" لا .."

" لا.."

" لا .."

فجأة ، صرخ النبيل بجنون و هو يحدق في راحة القدم القادمة نحو وجهه .

" أرجوك .."

" أرجووووووووووووووووك "

بجغ

رش

رش

" أاااااااه"

تصدع رأس النبيل تدريجيا ثم إنفجر كانفجار البطيخ .

بووم

و إنتشر الدم في كل مكان كالنافورة .

" لماذا أنت صاخب هكذا ؟"

" لقد أسديتك خدمة . هل تريد العيش بهذا الجسد المعطوب طيلة حياتك ؟"

" أراهن أن أعضاءك الداخلية السفلية تم سحقها تماما . إذن كيف تريد النجاة ؟"

" جرعة الشفاء نادرة جدا في هذه المملكة المتخلفة . حتى برج سحركم لم يستطع صنعها . تسك "

" تسك "

" و تنادونها إمبراطورية . يال السخف ."

كان في صوت إيدن غضب لا جدل فيه .

" حشرة لعينة ."

أفرغ أيدن بعضا من إحباطه على الجثة المركونة قربه ،

" لكن ، الجزء الأكثر إشكالا الآن هو ؟"

نظر إيدن ناحية سرة بطنه و بالأحرى مخزن الكي خاصته ،

و يسمى أيضا بالدانتيان .

" هذا غير مريح ."

عدم القدرة على إستخدام الكي هو أمر مزعج .

عرف إيدين أنها مصفوفة سحرية متقدمة المستوى ،

ليست مصفوفة عادية أو متوسطة.

بل هي متقدمة ،

تستطيع مثل هذه المصفوفات حتى التأثير على شخص من مستوى ملك سيف مما يظهر مدى أهميتها .

هذه الأنواع من المصفوفات نادرة جدا و تستعمل في الحرب بشكل خاص .

تفاجأ إيدن من تواجد هذه المصفوفات في هذه المملكة المنبوذة .

بحيث ، لم يعتبر الغريفين إمبراطورية كالأخرين بل مجرد مملكة قذرة و لعينة .

" ما هذا ؟"

عندما شعر بهالة جعلته يشعر بقشعريرة شديدة في عظامه .

أحس بالخوف لأول مرة في هذه الإمبراطورية منذ مجيئه لها .

شعر كأن روحه تزأر و لم يستطع التحرك بسبب الخوف .

' ما هذا ؟'

' هل كنت أتخيل ؟'

مثلما ظهرت الهالة بسرعة ، إختفت بسرعة غير مجردة .

مما جعلته يشك في نفسه .

أدار إيدن عينيه و رأسه بسرعة مرعبة في إتجاه الموقع الذي إستشعر فيه الهالة .

" مالذي يحدث بحق الجحيم في هذا اليوم ؟"

"…."

أولا ، إنفجار القصر بسبب خطة الإمبراطور سامويل .

ختم الكي خاصته

و ظهور قوة جعلته يشعر بالخطر .

هذا اليوم يصبح أسوء بمرور الوقت .

شعر إيدن بشعور مشؤوم داخليا .

هذا اليوم تجاوز توقعاته تماما ، مما جعله يرفع حذره لأقصى درجة .

" هل أهرب ؟"

" ما …"

" مالذي أفكر به ؟ "صفع إيدن وجنتيه بعنف محاولا التخلص من الخوف الذي أدركه .

"بصفتي في نصف طريقي نحو مستوى ملك السيف . كيف يمكنني أن أخاف الآن و أهرب ؟"

" إذا لم أتفقد الأمر ، هذا سيترك غمامة على قلبي مما يجعلني أعجز عن التقدم مستقبلا ."

عرف إيدن أن الإنسحاب الآن ، سيؤثر على تقدمه مستقبلا .

لكن ، هل سيظل له مستقبل إذا تفقد الأمر ؟

هذا ما تساءل عنه في قلبه .

" تسك "

خطوة … خطوة

أصبحت خطوات إيدن أسرع ، و تحرك كالصاعقة نحو موقع الذي استشعر منه الهالة .

خطوة … خطوة

تحرك بفضل جسده القوي نحو الموقع مخلفا رياحا عاتية خلفه .

رغم ختم الكي خاصته ، فقد أتبث جسده مدى مرونته و سرعته .

" مالذي يحدث ؟"

أمامه رأى شكلين أسودين ،

واحد جالس فوق أحد صخور الركام و الأخر …

و الأخر جالس على الأرض .

كلما إقترب إيدن من الشكلين ، كلما أصبحت ملامحه جدية .

" ما هذا ؟!!!"

لم يخلوا يومه من المفاجأت .

" هل هما ؟ "

جلس على الصخرة شاب ذو شعر و عيون حمراء بنظرة إزدراء على وجهه .

أمام على الأرض ، فقد جلس رجل ذو شعر أبيض ، عيون حمراء و حالة مزرية .

" سامويل و …. جيريمي ."

" مالذي حدث ؟"

سار إيدن بسرعة نحو مكان الدوق جيريمي .

"…"

حاليا ، رفع تأهبه من سامويل لأقصى حد ، سار أمامه بحذر إلى حيث يرقد الدوق .

وجه أصفر شاحب

ثم شل يده اليسرى .

و ظل الدم يسير من فمه .

كل هذه المشاهد حفرت في عيني إيدن .

" لقد تضرر كثيرا من الإنفجارات . كونه حيا هو معجزة بحد ذاته ."

" لكن ، كيف أصبح هكذا ؟"

يمكن أن يرى ملامح الخوف الشديدة في وجه جيريمي .

ركع إيدن على ركبة واحدة ، و استقرت راحة يده على معدة الدوق ، و فتح فمه قليلا .

" إصاباته خطيرة ."

" سحقا "

أدار رأسه للتحديق في سامويل الذي ابتسم بدوره في اتجاهه .

وأخرج جرعة خضراء من خاتمه المكاني .

" أشرب ."

" إنه وحش "

" وحش "

" وحش "

" وحش "

" أشرب ."

حشر إيدن محتوى الجرعة في فم جيريمي تحت مرأى سامويل الذي ظل جالسا في مكانه كأنه يشاهد مسرحية هزلية .

" أشرب "

" أنه ..ممنم و..ممنم "

ليظهر ضوء أخضر ضعيف على جسد جيريمي مما ساعد على إستقرار حالته .

" سحقا ، بقيت واحدة فقط ."

طيلة حياته ، تمكن إيدن من الحصول فقط على ثلاثة جرعات شفاء متوسطة بعد إنفاق كل ما جمعه من مال في سبيل شرائها تحسبا للمستقبل .

" اللعنة ، تكلف جرعة واحدة سنوات من مردودي … لكنني لا أستطيع تركك تموت . "

" اللعنة ."

" لن تموت "

كان صوت إيدن باردا مثل جبل جليدي .

" لن تموت ."

حتى بعد وضع جرعة شفاء ، كان وجه الدوق لا يزال مليئا بالخوف .

" الجروح حرجة للغاية ."

" لكنك لن تموت لحسن الحظ ."

من ناحية ، جلس سامويل على الصخرة بهدوء ، نظر إلى ظهر إيدن ، و لم يسعه يشعر بالتفاجؤ من علاقة الإثنين .

التضحية بجرعة شفاء باهضة الثمن في سبيل الدوق جيريمي.

هذا جعله يعيد التفكير في علاقة الثنائي .

" معلم و تلميذ ."

" هذا هو .."

إبتسم سامويل بشر .

لكن ،

' ماذا يفعل ؟'

لم يستطع فهم ذلك .

هل يشفي شخصا أخر أمامه ؟ ليس هذا فقط ، يظهر ظهره له ؟

' هل كلهم أغبياء و مجانين ؟'

مهما كان السبب ، لا يهم .

" ماذا فعلت ؟ "

بعد إستقرار حالة الدوق ، وقف إيدن من مكانه قائلا لسامويل بصوت عميق و بارد .

" أوه "

" هل حارسي يريد التمرد أيضا ؟ آه ، قلبي الصغير لا يتحمل . الدوق ثم أنت …"

" هل أنا منحوس بصفتي إمبراطورا ؟"

" أنت …"

صرخ إيدن ببرود ، لم يرد الهجوم حتى يفهم الوضع كليا .

كان جسده ينضخ بهالة قاتلة مرعبة ، مثل سامي شيطاني .

لكنه لم يخفض حذره و ظل يراقب المحيط بحواسه .

" هل علاقتكما هي معلم و تلميذ ؟ "

سأل سامويل بأدب .

" …"

" هل علي أن أجيب ؟ " أجاب إيدن ،

" كما تريد ." رفع سامويل كتفيه ،

" إذن سأمتنع عن الإجابة ؟ "

" كما تريد ."

" ماذا فعلت به ؟" أضاف إيدن ببرود .

" هل علي أن إجيب سؤالك ؟"

رد سامويل بابتسامة ماكرة على وجهه .

" أنت …"

" حسنا ، حسنا … لقد إتضح أنه ضعيف الشخصية . هل تصدقني إذا أخبرتك أنه خاف من صراخي ؟"

" صراخك ."

" نعم "

" خاف جيريمي من صراخك "

" نعم "

ما هذا المزاح ؟

صر إيدن أسنانه و هو يحدق في سامويل الذي يستهزء منه .

تعرض لضربة في كبريائه .

' هل أهجم عليه ؟'

' لا أستشعر أحدا قربه .'

'هذا يعني أنه وحيد '

' لكن '

ظلت كلمة واحدة ترن في رأس إيدن .

'لماذا ناداه جيريمي بوحش ؟'

" لنسقط الشكليات ."

تمتم سامويل مقاطعا عجلة أفكار سماديل .

" لماذا أنتم مهتمون بالقبر الإمبراطوري لهذه الدرجة ؟"

" ماذا ؟ …. ماذا تعني ؟"

تذبذبت حدقتي إيدن لجزء من الثانية .

" أنا أعني سؤالي ؟ لماذا أنتم مهتمون بالقبر ؟ أنا فضولي للغاية . هل تمانع مشاركة ما تعرفه ؟ "

" لا أفهم ، مالذي تقصده ؟"

" هاه ، هل أناديك بإيدن سماديل أو بديريك ماكفي ، جاسوس إمبراطورية التنانين ."

تشوه وجه إيدن بعد ذلك بالصدمة .

' كيف إكتشف الأمر ؟'

لقد تأكد من مسح الآثار التي خلفها دوما .

تردد إيدن في كيفية التعامل مع هذا الموقف بعد سماعه لإسمه الأصلي .

" ديريك ماكفي ، زوج و أب ، ضحى بحياته من أجل مهمة كلفه بها إمبراطور التنانين ."

نظر سامويل إلى إيدن بعيون فارغة .

" كنت أعرف طوال الوقت لكنني تركتك تلعب كالفأر ."

"…"

تحطمت ثقة إيدن ،

هل هذا يعني أنه كان يلعب في راحة سامويل طوال الوقت ؟

لكن ، كيف ؟

سرعان ما إسترجع إيدن نفسه ،

سووينغ

إستل سيفه بعيون مليئة بنية القتل .

لم يعد يهتم بالحذر ، كل ما يهمه هو قتل سامويل الواقف أمامه .

هذا الشاب أمامه خطير جدا .

و قد يهدد مستقبل إمبراطوريته حتى بخططه الماكرة وصبره المخيف .

' إنه خطير .'

" يجب أن تموت الآن ، للأسف ."

ركل إيدين الأرض بقوة .

بعد ركل الأرض ، اندفع نحو سامويل بسيفه الفضي .

و لكن

كلانغ

ظهر ثنائي من الأشخاص منع هجمته قبل أن تصل إلى سامويل .

أوقف الثنائي هجمته مما جعله يتراجع للخلف .

" أنتما …"

" ماغنوس … سيوس "

" لكن ، كيف …؟"

تفقد محيطه في وقت سابق و لم يكن أحد في الجوار .

' لكن ، كيف ؟'

" إجلس … إجلس ، لقد أصبحت عديم الفائدة مثلي الآن ..يمكنك الجلوس هنا ."

تمتم سامويل بسخرية و هو يشير لأرون بالجلوس قربه للإستمتاع بالعرض .

" … "

تجعدت ملامح أرون الذي حدق في معلمه تارة و في سامويل تارة أخرى .

" لن تستطيع إستعمال المانا هنا، لذلك أنت عديم الفائدة تماما ."

" جلالتك ، أليست ملاحظتك قاسية ؟" أجاب أرون ببرود .

" قاسية ، مؤخرتي .. إجلس قبل أن تغضبني و دع العرض يبدأ ."

" هذا الشقي .." صرخ ماغنوس بغضب .

" لا تتغير وقاحته بل تتطور مع مرور الوقت ." ضحك ماركيز سيوس بشدة .

نظر إيدن إلى المنظر أمامه بعيون تهتز بشدة .

' هل هم يتجاهلونه ؟'

' هؤلاء الرعاع ، كيف يجرؤون ؟'

داس إيدن على الأرض و إندفع ناحية الثنائي .

سريع جدا .

يبدوا أن جسده المتناغم و القوي يظهر معدنه .

إتسعت عيون الماكيز سيوس .

أطلق إيدن عنان هجومه بسرعة فائقة نحو معدة سيوس . لقد كانت خطوة مذهلة و متكاملة ، دون حركة زائدة عن الحاجة ، مارسها مرارا و تكرارا ، إلى درجة أن تكون محفورة في عظامه .

إنه مشهد جميل .

بووووم

بصعوبة تمكن سيوس من صد الهجمة التي كانت تؤدي بحياته .

ركل

لكن ، تم إرساله محلقا بركلة إيدن التي تابعت هجومه .

مباشرة بعد ذلك ، قام إيدن بإيقاف قبضة ماغنوس المتسارعة نحوه .

" ضعيف للغاية ."

ضيق ماغنوس عينيه .

شعر كأنه قام للتو بلكم جدار فولاذي كبير للغاية .

بغض النظر عن مقدار القوة التي إستخدمها ، فلن يتحرك الجدار و لو قليلا .

' إنه قوي للغاية .'

صر ماغنوس على أسنانه .

سحب قبضته و داس على الأرض مرة أخرى .

باستخدام الجزء السفلي من جسده كنقطة إرتكاز ، إستدار و حاول ضرب إيدن في معدته .

نفس الشيء قام به ماكيز سيوس الذي وجه سيفه نحو حلق إيدن .

كان الثنائي على وشك الإصطدام بالفارس سماديل .

ومع ذلك ، كان إيدن أسرع بكثير جدا .

بووووم !

ضربت قدميه الأرض بقوة .

وووش

أمسك إيدن كتف ماغنوس الضعيف .

داس على ركبة هذا الأخير ثم ركل خصره بركلة ثقيلة .

تدحرج ماغنوس على الأرض كالكرة المطاطية .

ووش

ليصد بعد ذلك في جزء من الثانية سيف الماكيز سيوس ثم أرسل سيوس محلقا هو الأخر .

" هل هذا كل ما لديك ؟"

ألقى إيدن سيوس نظرة سخرية و هو يتحرك نحو سامويل بغية قتله .

" بالطبع لا ، هل تظنني غبيا لهذه الدرجة ؟ "

" …"

" أظن أن لديك عقدة الأشرار . هاهاها "

" لكن ،حسنا ، لننهي الأمر ."

مباشرة بعد ذلك ،

فيوووو

ظهر شخص قرب سامويل يرتدي قناعا عليه علامة إكس .

فيوووو

ظهر حلفاء سامويل واحد تلو الأخر ، مما كونوا حلقة تحيط بإيدن .

" ما …"

" أعترف أنك وحش، لو إستطعت إستعمال الكي فلن نستطيع النجاة أبدا . و ستكون هذه المعركة سوى مذبحة من جهة واحدة ."

"…"

" لكن ، الوضع مختلف الآن ."

" الإنسان يتعب مع مرور الوقت ."

" سأضحي قدر ما أستطيع لأنهيك أيها العجوز الغبي ."

إرتفعت حواف سامويل مكونة إبتسامة شريرة .

.

.

إدعمونا مستقبلا لتستمر الرواية إن شاء الله . الدعم هو حافز يا أصدقاء و شكرا

2024/01/23 · 389 مشاهدة · 2260 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024