.
.
بينما كان الدمار و الخراب ينتشر في المكان .
تحركت مجموعة من الأورك الأخضرين ، ذو هيئات مرعبة و عيون حمراء لامعة ، إلى مركز المعركة بخطى ثابتة و سريعة .
كانوا يتقدمون بشكل منظم كالأسود الجائعة التي تتربص بفريستها .
كل واحد منهم يتميز بجسم ضخم معتم ، مغطى بجلد سميك و متين .
و قد تراقصت على أجسادهم علامات القتال و الندوب التي تحكي قصصا عن معاركهم السابقة و إنتصاراتهم المدمرة .
< يونك أسرعوا القائد في خطر ..>
< نحن نعلم ذلك >
< إذن تحركوا أسرع >
كانت وجوههم مشدودة بالقلق بسبب الهجوم السابق الذي رأوه قبل قليل .
هجوم إكتسح الأخضر و اليابس ، و دمر جزءا كبيرا من هذه الغابة المطيرة .
و على رؤوسهم أقنعة حديدية تخفي معالمهم القاسية و الوحشية .
كانت أنيابهم الطويلة تلمع في ضوء الشمس ، و عيونهم الحمراء تتأجج بنيران المعركة .
< أسرعوا ، لقد إقتربنا > صاح الأورك في مقدمتهم .
و بينما يتقدمون بسرعة ، تفردت قبضاتهم الضخمة لتجهيز سيوفهم و فؤوسهم ، جاهزين لإجتياح كل من يعترض طريقهم .
مع كل خطوة يقتربون ، تهتز الأرض تحت أقدامهم كموجات الزلزال .
< هناك >
أشار الأورك في المقدمة بصخب ناحية مركز القتال .
وجدوا منظر الدمار المروع . هذا الجزء من الغابة المطيرة الذي كان يعج بألوان الحياة الزاهية ، تحول إلى مشهد مخيف للغاية .
الأشجار العملاقة قد تم قطعها و تحطمت ، تاركة خلفها فروعا مكسورة و أشجارا ملتوية .
الصخور الكبيرة قد انهارت و تحطمت ، تاركة خلفها ركاما من الحجارة و الغبار .
صدوع عميقة تمتد في الأرض ، تكشف عن قوة الصدمة التي تأثرت بها الأرض .
رائحة الحريق تعلو في الهواء ، حيث إشتعلت بعض الأشجار و النباتات الجافة نتيجة للهجوم العنيف .
< أين القائد ؟>
< أنا لا أراه >
< يونك ، هل نجا ؟>
< لا تقل أشياء لا فائدة منها القائد قوي للغاية >
< هناك >
في وسط الفوضى البصرية ، كان هناك أورك أحمر مغمى عليه على الأرض محاطا بالدماء و الأنقاض .
كان جسمه يظهر و كأنه خضع لهجوم عنيف ، حيث تتساقط الدماء من فتحات جسده بجنون .
و قطع الأنقاض تغطي جسده ذو المظهر المأساوي .
الأرض حوله كانت محطمة بشكل غني على التعريف . وجوده في قلب هذا الدمار يبرز أنه السبب في الدمار الهائل المحيط بهم .
< إنه فيجي هناك >
< ذلك الجرذ >
< هل أذى القائد ؟ >
< لا يمكن القائد قوي للغاية . حتى اللورد أشاد به >
< لكن ، يونك هذا الدمار …>
< اصمت >
< أيها الإخوة !!!> صرخ الأورك الأصغر بملامح إستغراب على وجهه .
< ماذااااا ؟؟؟>
< ما ذلك الكائن هناك ؟!>
وقف بجوار الأورك الأحمر فيجي كائن غريب و غير مألوف للأورك .
هذا الكائن قصير للغاية مما جعل الأورك يتعجبون للغاية ، إنه أقصر حتى من الأورك الشاب .
كما أن الكائن الغريب ذو بشرة بيضاء ، شعر أحمر و عيون حمراء . بالإضافة إلى أنه يرتدي ملابس غريبة لهم .
< ما هذا ؟ > سأل أحد الأورك بدهشة .
< إنه قبيح للغاية > عبر أخر بصوت مندهش ،
< يبدو ضعيفا جدا . لنقبض عليه و نستجوبه >
إقترح أحدهم أيضا بلا تردد .
< أخاف أن يتحطم بسهولة >
< نعم … نعم >
< يونك ، إنه أبيض > لفت أحد الأورك إلى اللون الغريب للكائن .
< أنا أرى الأمر ، أيها الغبي >
< كائن غريب >
في نفس الوقت ، إستمر الكائن الغريب في الوقوف بهدوء قرب جثة الأورك الأحمر المصاب .
و هو يحدق ناحية مجموعة الأورك بابتسامة ساخرة تحمل طابعا إستفزازيا .
" هجوم !"
هتف الأورك بغضب ، و قادوا هجومهم نحو المكان الذي يقف فيه الكائن الغريب . يتجهون نحوه بقوة جاهزين لمواجهته و إختبار نوع جديد من القتال .
" أورك أغبياء " تمتم الكائن بتهكم .
ليختفي هذا الأخير و جثة الأورك الأحمر من أمام أعينهم بطريقة سحرية .
كان الإختفاء سريعا و غامضا .
< ما هذا ؟؟!!!>
واجه الأورك الصدمة و لم يكن لديهم أي فكرة حول كيفية إختفاء الكائن الغامض .
< ماذا حدث ؟>
< هرب … هرب بشكل سحري >
< لقد إختفى …>
< يونك ، هل هذه شعوذة ؟>
< لا أعلم >
بقي الأورك حائرين و مرتبكين ، متسائلين عن طبيعة الكائن و كيفية إستطاعته الهروب منهم .
كانوا يبحثون عن تفسير هذه الظاهرة الغريبة .
فقد بات واضحا أن الكائن الغريب يمتلك قوة و مهارات خارجة عن العادة .
< لنفترق و نبحث عن دليل ما > صرخ نائب قائد الأورك .
ثم بعد لحظات من الصمت المشحون بالتوتر ، قرر الأورك البقاء في المكان و البحث عن أي دليل يمكن أن يفسر ما حدث .
بدأوا في فحص المنطقة ، و البحث عن آثار أي شيء يمكن أن يوضح ما سبق .
……..
.
.
كانت هناك قلعة تطفو بمفردها على قمة منحدر ، محاطة من جميع الإتجاهات بمدن صغيرة . لقد كانت تقف هناك لقرون عديدة ، متهالكة بفعل الوقت .
مع بعض الأبراج الغير المتطابقة و التصميمات الغير المتماثلة ، كان لها مظهر خام إلى حد ما . و مع ذلك ، فإنها لم تقلل من الإنطباع المهيب الذي تركته .
و لكن على عكس شكلها الخارجي المهيب ، كانت فارغة تماما من الداخل .
في قاعة كبيرة حيث تتدلى لافتات كبيرة على الجانبين .
يجلس على عرش كبير في نهاية بعيدة أورك أحمر .
" … لقد فقدنا الأرض . سنفقد مدينة روما في غضون العام المقبل ."
جثا أورك أخضر للأسفل على قدم واحدة .
" سنة واحدة ؟"
ملأ الغرفة صوت رزين خفيف .
" نعم ، جلالتك . كما أن .."
" ماذا ؟؟"
" هنك إشاعات تنتشر بموت جدك إمبراطور أركانا على يد السماويين ."
" ماذااااا؟؟؟"
صرخ الأورك الأحمر على تابعه بغضب شديد باد على وجهه .
" لا تقل أشياء لا معنى لها ."
" نعم ، أنا أفهم . لكن ،…"
" لا يوجد لكن … غادر "
" … مفهوم ، رئيس ."
واقفا على قدميه ، ضرب الأورك الأخضر صدره مرة واحدة و غادر القاعة .
أبقى فيجي بصره مثبتا على تابعه حتى غادر القاعة . بجرد مغادرته ، ملأ الغرفة فقط وجوده و ضغطه .
" أين أنت يا جدي ؟"
اليوم يصادف العام العاشر منذ أن أصبح رئيسا للأورك نيابة عن جده . لم يكن الطريق سهلا لكنه تمكن من إثبات قيمته في الأخير .
ثم كان قادرا على قمع الترولز الذين بدأوا الحرب قبل سنتين ضد الأورك .
لسوء الحظ ، يبدو أن هذا المأزق سيستمر لفترة أطول .
لكنه ، مازال حتى الآن ينتظر مجيئ جده أقوى خبير في العالم لحد هذا المشكل .
" ذلك العجوز صلب ، لن يموت بتلك السهولة "
تمتم فيجي بيقين تام .
" هوهوهو ، هل هذا صحيح ؟"
رن صوت ساخر خلف فيجي .
" هوف ….. هوف …. هوف …. كابوس أخر …"
إستيقظ فيجي بذعر من مكانه بسبب الكابوس الذي راوده .
" أوتش "
أحس بالألم في كل مكان في جسده .
عرف فيجي أن جسده قد أصيب بجروح داخلية عميقة بشكل لا يصدق بعد تنفيذه للهجوم الأخير ضد راوول .
كما أنه خاض سلسلة طويلة من المعارك مما أثرت على إصابته الداخلية أكثر .
" الأخ ، العم الأول ، العم الثاني و الجد "
فيجي لهث بقسوة و هو يصر أسنانه .
قبض قبضته اليمنى و رفعها .
إرتفع ألم حاد في جسده ، لكن لم تطرأ أي تغييرات على وجهه . لقد تعلم بالفعل تحمل الألم .
" أنا مصاب بشدة . حتى أورك رضيع يمكنه قتلي إذا أراد . لكن …"
" أين أنا ؟"
تذكر أنه سقط في الجانب الجنوبي من الغابة المطرية . لكنه ، الآن مستلقي في كهف صغير .
" آرغ "
كان فيجي يتألم و هو يستمر في تدوير المانا في جسده وسط الألم الحاد .
" أرى أنك إستيقظت "
صدى صوت هادئ من مدخل الكهف .
" من …"
أدار فيجي رأسه بسرعة البرق ليرى سامويل ذو الشعر الأحمر و العيون الحمراء متكئا على حائط المدخل .
" لقد نمت لأسبوع كامل . خلت لبعض الوقت أنك مت حقا ."
" سماااااااوي ."
صرخ فيجي بجنون و جسده يرتجف من كثرة الخوف .
" أنت … سمااااوي ؟!!!"
" سماوي " أمال سامويل رأسه للجانب كدليل على حيرته و عدم فهمه لكلام الطرف الأخر .
" سما…وي .."
سامويل نظر إلى فيجي بدهشة ، ثم ضحك بخفة و قال :
" هل سقط هذا الأورك على رأسه أم تناول بعض المخدرات ؟"
" أم أن الأورك أغبياء بطبيعتهم .."
" ألس…ت سماويا ؟!" تمتم فيجي برهبة بادية في عينيه .
تجهم وجه سامويل بسبب هذا الحوار التافه .
" هذا مزعج حقا ."
تحرك سامويل من مكانه و جلس قرب خيمته .
أخرج من خاتمه الأحمر لحم بقر طري و شرع في شويه على النار الهادئة .
" هل أنت حقا لست سماوي ؟"
" هل أنت سماوي ؟"
" كيف أخرجت اللحم من العدم ؟"
لم يتوقف فيجي عن طرح الأسئلة على سامويل الذي إستمر في تجاهله و هو يشوي اللحم .
شم
شم
إنتشرت رائحة اللحم الدسم في كل شبر في الكهف مما جعل معدة فيجي تقهقه لا إراديا .
غرررررررر
خفض فيجي رأسه من كثرة الحرج و هو يحك وجنتيه بلطف .
" سيد سماوي ، هل تمانع -"
" سامويل ."
" سامويل ؟! " ردد فيجي بتعجب .
" إسمي سامويل ،لا تقم بمناداتي بإسم مثير للإحراج كالسماوي ." ردد سامويل بهدوء و هو يحشو اللحم الدسم في فمه .
" هاه ، سامويل …."
" … إسمي فيجي . أنا أسف على المنظر الذي أظهرته سابقا ."
أضاف فيجي ، لكن الحذر ما زال مخبأ في عينيه .
" لا بأس ."
أجاب سامويل بلا تردد .
" لكن ، هل يمكنني -"
بدون أن ينتظر سامويل طلب فيجي ، ألقى جزءا ضخما من لحم البقر المشوي ناحية الأورك الأحمر .
" هل يمكنني -"
" سحقا ، فقط كل ."
بينما كان سامويل يأكل بشهية ، قرر فيجي أن يتبع نصيحته و يبدأ في تناول اللحم المشوي أمامه .
الإحساس بالجوع و الحاجة للطاقة جعله يذعن لطلب سامويل بدون تردد .
' ساذج ' ردد سامويل داخليا و هو يراقب الأورك الأحمر يلتهم اللحم بسرعة البرق .
' أظن أن الأمر سيكون سهلا .'
منظر بشري يجلس داخل كهف مع أورك أكبر منه بثلاث أضعاف ، جعلت المنظر غريبا و فريدا من نوعه .
" … حسنا ، فيجي ."
صفق سامويل بيده .
" هل يمكنك إخباري أكثر عن السماويين ؟"
" لماذا يجب علي إخبارك ..؟"
تغيرت هالة و وضعية الأورك عند طرح سامويل للسؤال السابق .
ضاقت عينا هذا الأخير .
و واصل النظر إلى فيجي في عينيه .
" لماذا ؟ …. لأنني أنقذت حياتك من هجوم مطارديك … قمت بحمايتك و إخفائك لأسبوع كامل …كما أنني .."
أشار سامويل لمجموعة من الجرعات الفارغة في الركن الأيمن من الكهف .
" شفيتك بجرعة شفاء ، رغم أنها منخفضة المستوى إلا أنني ضيعت الكثير بالفعل … يمكن أن تعتبرها كسائل نادر يشفي الجسد ."
" و لكن لماذا ؟"
عندما رأى سامويل تغير معاملة فيجي ، أبقى نظرة غير عاطفية على وجهه .
" دوري ، من هم السماويون ؟"
طرح سامويل سؤالا عوض الجواب .
هذا سيضمن تبادلا عادلا .
" السماويون هم كائنات تشبهك تماما في الهيكل .ظهروا قبل أكثر من عشرين عاما و قاموا بتأجيج الحرب بين الأورك و الترولز . كما أنهم …"
" .. أنهم ماذا ؟!"
" قاموا بقتل جدي ."
" هكذا إذن . أنا أسف .."
أجاب سامويل و هو يميل رأسه للجانب .
" لا ، لابأس .." أجاب فيجي بهدوء و أضاف ،
" إذا لم تكن سماويا ، فمن أنت ؟"
" أنا بشري عالق في هذا العالم ." ردد سامويل بإبتسامة غامضة .
" بشري ؟! "
" نعم ، أنا من عرق البشر ."
" هكذا إذن ، أنت من عالم أخر و لكن كيف أتيت لهذا العالم ؟"
سامويل أخذ لحظة من الصمت قبل أن يرد ،
" أنا لا أعلم ."
" لا تعلم ؟؟؟"
" نعم ، إستيقظت في هذا العالم فجأة . و بما أنني غريب عن هذا العالم قررت البقاء و الإستقرار في هذه الغابة المطيرة ."
لم يستطع سامويل أن يخبره هدفه .
فقط الغبي هو من يخبر الأخرين بأسراره .
جل ما عليه الآن هو التلاعب بفيجي لدخول مجتمع الأورك .
لكن ، أضحى الأمر صعبا بسبب تغير فيجي الذي فاجأ سامويل .
" فهمت "
أومأ فيجي برأسه .
" إذن أنت لست سماويا ؟"
" أخبرتك مرارا و تكرارا …. لا "
" و ما علاقتك بهم ؟"
" سحقا ، أخبرتك أنني لا أعرف ."
" حسنا ، أنا سأثق بك حاليا يا منقذي . "
إبتسم فيجي بهدوء هو يلعق أصابعه كالطفل للصغير .
" لكن ، لماذا تتم مطاردتك ؟"
" …"
توقف فيجي عن كلام و عم الصمت الثقيل .
" هل هو موضوع حساس ؟"
" أجل " أومأ فيجي على إثر سؤال سامويل .
" حسنا ، إستلقي بهدوء ، جسدك مصاب بشدة ستحتاج وقتا طويلا لشفاء ."
نصح سامويل الأورك الأحمر هو يخرج السيف من خاتمه الأحمر .
"ماذا …؟!"
تنبه فيجي بسبب إخراج سامويل للسيف و أصبح في تأهب شديد .
" إعتني بنفسك ، سأتدرب في ذلك الركن . "
ليشير سامويل إلى الركن الشمالي للكهف .
" حسنا "
حك فيجي رأسه بإستمرار متناسيا الألم في جسده .
" هل عرق البشر غريبون مثله ؟"
.
.