51 - { لحظة تنوير.... نظرة واحدة }

51

{ لحظة تنوير.... نظرة واحدة }

حدق ليو حوله لـ يكتشف أنه فى سوق

بعد عشرة أيام سوف يكون هناك مد وحوش ، إذاً لا بد لى من معرفة ما إذا كانت الوحوش تحركت أم لا

إقترب ليو من متجر يبيع الفاكهه

" مرحباً أيها... "

" إرحل من هنا أيها الشحاذ " قال صاحب المتجر السمين

حدق ليو فيه وقال " لست شحاذاً أنا أريد أن أسألك عن شئ "

" إبتعد أيها الغبى " قال رجل فى منتصف العمر وهو يلقى بـ ليو جانباً

وقف ليو ولا زال هادئاً ، نفض الغبار عن ملابسه المرقعه وقال " لا داعى لكل هذا نحن بشر فى النهاية ، أنا فقط أريد... "

لم يكمل ليو كلامه لأن الرجل فى منتصف العمر دفعه جانباً مرة أخرى وبقوة أكبر " بشر مثل بعض ، مجرد قمامه بدون تدريب يقول لنا هذا "

كلام الرجل كان صحيحاً فبعد كل شئ مع أن العالم تغير ولكن تبقى الفكرة " البقاء للأقوى " سائدة حتى فى عصرنا الحديث فقط يشار للقوة فى عصرنا بـ " المال " وبما أن ليو كان بلا تدريب + أنه فقير فكيف سيحترمه أحد

" أريد فقط أن أعرف ، إذا خرجت من المدينة فكم ميلاً سأحتاج إلى عبوره حتى أصل إلى أقرب منطقة تجمع للوحوش "

كان ليو ذكياً وحاول أن يسأل السؤال بطريقة إحترافيه حتى لا يجلب شكاً منهما ولكن إنقلب الأمر بنتيجة عكسية

" تباً لك إرحل " كان الرجل فى منتصف العمر غاضباً وأرسل ليو محلقاً

وقف ليو من بين الغبار على بعد بضعة أمتار ونفض الغبار عن ملابسه بعدما أخرج فماً من الدماء

زراعة ليو قد ختمت هنا لذلك كان ضعيفاً جداً حتى أدنى حركة من أضعف متدرب قادرة على جعله يعانى ولكن ليو لم يتألم ، لقد وقف بهدوء كما لو لم يحدث له شئ فقط نفض الغبار وحدق فى الرجلين بهدوء وهو يقترب

" تباً لك ، ما زلت تعود " الرجل فى منتصف العمر كان فى نهايه صبره

" فتى إرحل ولا تزعج زبائنى وإلا.. " قال صاحب المتجر السمين بأعينّ خطره

" لا تحتاج إلى تهديدى أجب على سؤالى وإلا سأستمر بإزعاجك " قال ليو بهدوء

" أنت.. " كان الرجل فى منتصف العمر على وشك الهجوم عندما قال صاحب المتجر " ماذا تريد أن تعرف "

كان هذا الحل الوحيد لصاحب المتجر ليتخلص من إزعاج ليو

" بسيط ، أخبرنى فقط كم ميلاً يبعد بين المدينة وبين أقرب نقطة تجمع للوحوش حتى عندما أخرج أستطيع تجنبهم بسهولة " قال ليو

" كم ميلاً ؟ " قال صاحب المتجر

" إنظر إلى الأطفال وسخافتهم " قال الرجل فى منتصف العمر

" فتى لا أعرف ماذا تقصد بـ ميل ولكن أقرب تجمع للوحوش على بعد مسافة مائة يوم من هنا " قال صاحب المتجر

" شكراً " رد ليو وهو يغادر

" أطفال مزعجون " قال الرجل فى منتصف العمر بـ سخط

" أنا شاب " قال ليو دون الإلتفاف

***

معنى أن أقرب تجمع للوحوش على بعد مسيرة مائة يوم أن الوحوش بدأت بـ التحرك بـالفعل ، الأن هذا جيد وإلا عندما يرسلوا أشخاصاً للتحقق ولم يجدوا شيئاً لأن الوحوش لم تتحرك بعد فقد أقتل

" توقف عندك " دوى صوت من امام ليو

حالياً كان ليو قريباً من قصرٍ شاهق بأكثر من عشرة أدوار وله طابع بنائى جذاب وأمام البوابة الضخمه وقف حارس ، مع أنه كان رجلاً واحداً ولكنه كان أقوى كثيراً عن الرجل فى منتصف العمر

" أريد مقابله الحاكم " قال ليو بعد أن وصل أمام الحارس ذو التعبير الجاد

أشار الحارس بالرمح فى يده فى وجه ليو وقال " غادر "

" أريد مقابلة الحاكم " ردد ليو كلامه

" الحاكم ليس متفرغاً لأى أحد " قال الحارس بوجهٍ جاد " إرحل وإلا قت.. "

" لن أرحل حتى أقابله " قال ليو غير مبالٍ بكلام الحارس

" لا تلمنى " قال الحارس وغرز الرمح فى صدر ليو

" أريد مقابلة الحاكم " ردد ليو كلامه وبدا غير متأثر بالرمح الذى إخترق صدره

طعن الحارس الرمح أكثر ولكن ظل موقف ليو على حاله ، حتى فوجئ الحارس

منطقياً ليو بشر لذلك يجب أن يشعر بالألم وخاصة عندما كان ليو ضعيفاً هكذا وكان الحارس قوياً جداً بخلاف أن الطعنة أتت فى الصدر وليس مجرد جرح بل دخل رأس الرمح بأكمله فى صدر ليو

هذا غريب ، فكر الحارس ولكن مازال يحمل الوجه الجليدى " إرحل "

عوت الرياح وإنفجرت برودة من الحارس

يبدو أنه مزارع لـ عنصر الجليد ، فكر ليو

قبل أن يأتى إلى هنا جمع بعض المعلومات الخفيفة عن هذا العالم ومن ما عرفه ، فالناس هنا لا يوجد لديهم قصر قدر أو عجله حياه أو بنية جسدية بل العناصر ، يتدربون هنا على العناصر مما يسمح لهم بالتحكم الجزئى فيها ، بخلاف هذا فمستويات التدريب هنا فى هذا العالم هى من 1 إلى 6 داخل كل مستوى خمس مراحل صغيره ، يمتلك الملك زراعة المستوى الخامس وهو الوحيد بينما الحارس أمامه كان فى المستوى الثالث بينما صاحب المتجر والرجل فى منتصف العمر كانوا فى المستوى الأول

مع ان ليو لا يملك زراعه ولا ذاكره عن هذا العالم من صاحب الجسد الأصلى ولكن بعد بعض التفاعولات على طول طريقه فهم بضعه أشياء ، الشخص القادر على صنع مهارة مثل { هاوية الجحيم } لن يكون صعباً عليه فهم أمر بسيط كهذا

" ما الذى يحدث هنا " دوى صوت عندما هبط شخص يبدو فى الثلاثينات من عمره يرتدى ملابس علوية تظهر صدره وعضلات بطنه وعلى عينه اليسرى ندبه رأسيه إضافة إلى سيفين معلقين على خصره

" تحياتى أيها الجنرال العام " إنحنى الحارس

الجنرال العام ، نظر ليو إلى الشاب وسرعان ما حدد تدريبه " متوسط المستوى الرابع"

{ المراحل الخمسه الصغير { أساسى ، منخفض ، متوسط ، عالى ، ذروه }

" ما الأمر " لم يلقى الجنرال العام بالاً بـ ليو رغم أنه لم ينحنى له

" هذا الشخص أتى منذ برهة وظل يردد أريد مقابله الحاكم " قال الحارس

" وماذا عن هذه الإصابه والدماء " سأل الجنرال العام بعدما رأى النفق فى صدر ليو وأيضاً الدماء التى تخرج منه مما يعنى أن الجرح جديد

" أنا فقط أردت أن أرهبه " قال الحارس بقلق

من المشهور عن هذا الجنرال العام أنه يكره العنصريه أو بمعنى أدق معامله غير المتدربين بوحشيه حتى أنه قتل وزيراً سابقاً بسبب أن الوزير قتل غير متدرب لبعض الأسباب وبدون معرفتها فقد قتل الوزير ، إذا كان قد قتل وزيراً ! ألن يقتلنى أنا ، فكر الحارس بقلق

" هل تريد أن تشتكيه " سأل الجنرال العام

" أريد مقابله الحاكم " قال ليو بعدما أخذ نظرة سريعة على الجنرال العام

" ألا تؤلمك إصابتك " سأل الجنرال العام

" مجرد خدش ، عانيت أسوء منه سابقاً " رد ليو

" جيد لنرى " إبتسم الجنرال العام ولكنه إبتسامته كانت قاسيه ، وضرب على صدر ليو مكان الإصابه بقوة كبيره

لم تدفع القوة ليو إلى الخلف لأنها لم تصب ليو من الخارج بل من الداخل

شعر ليو بأن جسده يتمزق من الداخل ولكن مقارنه بالألم الذى عاناه فهذا لا شئ

بصق ليو بضعه أفواه من الدماء وأصبح شاحباً ولكن ماتزال نظرته كما كانت " هل إنتهيت " قال ليو

حدق الجنرال العام بصدمه قليلاً قبل أن يبتسم ويضع يده على كتف ليو " جيد " ثم إختفيا

" هوف.. لقد رحل أخيراً " أخرج الحارس نفساً كبيراً من الهواء " ما خطب هذا الفتى ألا يشعر بالألم ، إنه مجرد وحش "

*******

داخل قاعه فسيحه ، عرش ذهبى يحمل هاله قوية وقف منتصباً فوق صفين من المقاعد على يمينه ويساره

شغل العرش الذهبى رجل فى الأربعينات من عمره يملك وجهاً وسيماً إلى حد ما يشع بهاله مدمره وعلى يمينه ويساره جلس الوزراء والجنرالات

" تحياتى للحاكم " قال الجنرال العام فور أن دخل وهو ينحنى قبل أن يرتفع ويحيى البقيه

" مرحباً يا ريتشارد " رد الحاكم " من بجانبك " أشار الحاكم إلى الشاب الذى بدا فى السادسة عشر والذى لديه ثقب فى صدره ويحمل وجهاً شاحباً ويرتدى ملابس مرقعه

" إنه.. "

لم يكمل الجنرال العام أو ريتشارد كلامه قبل أن يقول ليو " هناك مد وحوش على بعد مسيره عشرة أيام "

" فتى ليس فقط لم تحى الملك فور دخولك ولكنك تحاول نشر الذعر " قال الرجل الذى جلس على أقرب مقعد لحاكم من على يساره { رئيس الوزراء }

" عذراً ولكنى لا أنحنى لأحد ، ثانياً لقد أتيت برساله فيها حياتكم او موتكم لذا بدلاً من البقاء فى مجلسكم الرفيع فالأفضل أن تنزلوا منه وتحيونى انتم " قال ليو بلامبالاه

كان للإنحناء معنى عميق عند ليو لذلك لن ينحنى لاحد بغض النظر عن من هو

أراد رئيس الوزراء الرد ولكن الحاكم قاطعه عن طريق ضغط أرسله على ليو

شعر ليو بالضغط وبصق فماً من الدماء وهو يحاول أن لا ينحنى

الضغط كان قوياً جداً ولكن ليو قاومه

عبس الحاكم وأرسل كل ضغطه

ضغط ساحق طغى على ليو مما جعله يسقط أكثر وأكثر على الأرض ، حاول ليو المقاومه ولكنه شعر بالألم أكثر وأكثر

القضية الرئيسية ليست فى الألم بل فى تدمير جسده فـ ليو بعد كل شئ بدون تدريب

لن أسقط ، قال ليو داخلياً بحزم

ومع إستمرار مقاومته ، قلب الداو خاصته بدأ بالتألق ومعه إختفى الضغط على ليو بشكل تام

إذاً يمكن إستخدام قلب الداو هكذا ، يبدو أن هناك الكثير مما ينقصنى

كان ليو يعرف أن أهم شئ للمتدرب هو قلب الداو ، ولكنه سابقاً شعر بحاجز على قلب الداو خاصته مما جعله غير قادر على إطلاق العنان لقوة قلب الداو خاصته ، والتى إنطلقت الأن

" كيف " سأل الحاكم عندما رأى أن ضغطه لا يؤثر على ليو

إبتسم ليو ونظر إلى الحاكم ، هذا دورى

كان الأمر مجرد تحديق من ليو للحاكم ، ولكن رؤية الحاكم تغيرت رأى نفسه فجأة فى فراغ أسود واسع وبه بضع نقاط من الضوء تشبه النجوم وأيضاً عملاق يشبه ليو يمسك بهذه النجوم ويبتلعها كما لو كانت حلويات

إهتز الملك وأشار بإصبعه فى ليو بـ صدمه " أنت.. "

" أى خدعه خبيثة إستخدمتها على الملك " صاح رئيس الوزير وهو على وشك الإندفاع إلى ليو عندما رأى ريتشارد وضع سيفه على رقبه ليو بالفعل " تحدث"

2021/02/02 · 925 مشاهدة · 1619 كلمة
نادي الروايات - 2024