53 - { لحظة تأمل.... وصول الجيش }

53

{ لحظة تأمل.... وصول الجيش }

" لقد إنتهيت " علق ليو

كان ليو حالياً مع الحاكم وريتشارد وغيره من الجنرالات والوزراء الذين لم يخونوا المدينة ، ومجموعة أشخاص تترأسهم إمراة جميلة يرتدون جميعاً ملابس مختلفة الألوان تدل على رتب مختلفة ولكن المشترك فيها هو شعار فرشاة على قلوبهم { برج المصفوفات }

" حقاً " قال الحاكم غير مصدق

لم يلتلفت ليو إليه وقال " أحتاج إلى مائة قطرة من ماء الربيع وعشب التكوين السماوى وثلاثة فواكه من شجره فاكهة القمر.......... وأخيراً عشرة جثث بقوة المستوى الخامس "

" هذا " صدم الحاكم ، ليس هو فقط ولكن كل الموجودين

" ما هذا بحق الجحيم ماء الربيع وعشب التكوين السماوى أنا لم أسمع بهم فى حياتى أبداً ، وأيضاً تريد عشرة جثث من المستوى الخامس ، هل تريد حفر قبور أجدادنا ؟ ، هل تريد لنا أن نلعن جميعاً " صاحت المرأة المترأسه لبرج المصفوفات

" فتى قد تكون قد ساعتنا على إكتشاف مجموعة من الخونة وأيضاً ساعدتنا فى إكتشاف هجوم من ثلاثة ملوك وحوش.. ولكن ، نحن لن نضع حياتنا وحياه الجميع عليك ، أليس كذلك " إلتفت المرأة نحو الحاكم قبل أن تنظر إلى ليو مرة أخرى " كيف بحق الجحيم لطفل لم يبلغ العشرين أن يقول بأنه رأى من خلال مصفوفة حماية المدينة المسئولة عن حماية مائة مليون شخص فى بضعة أنفاس ، وليس هذا فقط بل يمكنه تعديلها لتصبح بقوة مصفوفة من المستوى السادس "

توقفت المرأة قليلاً قبل المتابعة " هل تدرك الفرق بين مصفوفتنا ذات المستوى الخامس ومصفوفة من المستوى السادس ، هل تعرف من الأساس الفرق بين هذين المستويين بالنسبة للمصفوفات أو التدريب " صرخت المرأة بصوت عالى

نظر ليو إلى المرأة ثم تقدم نحوها

عبست المرأة عندما رأته يتقدم نحوها ولكنها لم تحاول الهرب ، رغم أنها سمعت عن قدرة ليو العجيبة ولكنها إعتقدت أن الأمر مجرد خدعة ، أو أنها قدرة تعتمد على الروح ، قد يكون الحاكم هو أقوى شخص فى المدينة ولكن روحها هى الأقوى فى المدينة كلها حتى أقوى بكثير عن الحاكم

وقف ليو وحدق فى عيون المرأة قليلاً

سخرت المرأة عندما فجأة شعرت بقلبها ينبض ، وبدأت تلهث كما لو كانت تركض فى مارثون ، ثم بدأت رؤيتها تضعف وبدأت حبات عرق تتشكل على جبهتها ثم تراخى جسدها ، فى تلك اللحظة مد ليو يده وأمسك عنقها

" فلتستمى إلى جيداً " قال ليو ونيه قتل فظيعه إنتشرت منه ، جعلتهم جميعاً يرتجفون حتى الحاكم تراجع خطوتين إلى الوراء ، إذا كان هذا الأمر للحاكم فلا داعى لذكر الباقيين

" أخر شخص نظر إلى بهذه الطريقة كان ميتاً بشكل مأساوى ، وأنا هنا لمساعدتكم ، حياتى وحياتكم وحياه جميع السكان تعتمد على ما سأفعله الأن ، لذلك لو أردت المساعدة فسوف أكون سعيداً ولكن لو لم تملكى القدرة فأخرسى " أنهى ليو كلامه وألقى بالمرأة التى كانت ترتجف على الأرض

كانت هذه قوة قلب الداو الذى صقله ليو على مدار 11 مليون عام من المعاناه والألم والبحث والتحمل والوحده....... ، مقارنه به فكل الموجودين كانوا لا شئ ، حتى لوكانت أعمارهم أعلى من المتوسط بسبب قوتهم ولكن مقارنة بوحش عاش لأحد عشر مليون عام فهم..... لا شئ

حدق ليو فى شخص أخر من برج المصفوفات " كم ستحتاج من الوقت لتُعد لى العناصر التى قلتها "

سقط ذلك الشخص الذى نظر ليو إليه على الأرض وعندما سمع سؤال ليو أجاب بعصبية وخوف " لا.. لا توجد أى من العناصر التى قلتها فى مخزن المدينة ، و.. وهى ليست موجودة من الأساس "

توقع ليو هذا فقال " خذنى إلى المخزن سوف أحاول أن أجد بدائل لهم "

*****

لم يستغرق الأمر من معرفة المصفوفة وكيفيه تطوريها من ليو سوى نصف ساعة ، بينما كان وقت فحص العناصر وإختيار الأنسب أطول قليلاً لأنه يحتاج إلى المقارنة بين العناصر المختلفة لمعرفة الأنسب ، ولكن لم يستغرق الأمر سوى ساعتين تقريباً

*****

" أيها الحاكم هل سنضع كل أمالنا عليه " سأل ريتشارد بعصبيه

تنهد الحاكم " وهل تملك حلاً أخر ، ثلاثة ملوك فى المستوى الخامس وثلاثة جيوش بثلاث قدرات مختلفة ، دون ذكر قوتهم وعددههم علينا أن نذكر تنوعهم ، سرعة { ذئب } + هجوم { أسد } + دفاع { دب } ، بإتحاد ثلاثة منهم من المستوى الثانى معاً يمكنهم ببساطة هزيمة شخص فى المستوى الثالث ، بمعنى أننا ميتون لا محالة " قال الحاكم وصوت عجز عميق خرج من فمه " بدلاً من القتال بيأس دون فرصة للفوز وهو ما سيؤثر على معنويات جنودنا ، فلنعلق أمالنا عليه ، أم أنك تملك حلاً أخر "

" جلالتك... أنا لا أنكر أن هذه هى الطريقة الوحيدة لنا ولكن أليس ذلك الفتى غريباً بعض الشئ " قال ريتشارد " لايملك أى تدريب ولكنه يملك نيه قتل فظيعه وقدره غريبه قادرة على إصابتنا بالجنون ودون أن يملك أى تدريب "

" ريتشارد أنا أعرف ما تفكر فيه ولكن بدلاً من أن تفكر فى مثل هذه الأفكار العبثية ، قم بالدعاء لربما ننجو " قال الحاكم

" إذاً يبدو أن جلالتك ليس واثقاً فيه أيضاً " تنهد ريتشارد وشعر بالعجز ، لو فقد كنت فى المستوى الخامس ، فكر ريتشارد ولكنه كأقرب شخص فى المدينة إلى المستوى الخامس فهم صعوبة الوصول إلى هذا المستوى

******

عاد ليو بالعناصر وبدأ بتعزيز المصفوفة وتطويرها وإزالة العيوب القديمة منها

كانت زعيمة برج المصفوفات مصدومة وهى تشاهد عمل ليو

لقد أفاقت منذ قليل من الصدمه ولكن مشاهدة ليو قد جلب لها صدمه أكبر ، مستحيل... كل هذه العيوب فى مصفوفة الحمايه

تم صنع المصفوفة وتعزيزها وصقلها على مر السنين من كبار نخبة برج المصفوفات ، ولكن مشاهده كم الأخطاء الكبيرة التى كان ليو يصلحها جعلها تصدم ، وفهمت فى النهاية أن ليو لم يكن يعبث ولكن كيف ؟ ، إنه مجرد طفل !

أخذ الأمر من ليو فى معرفة أسرار المصفوفة نصف ساعة وهذا بسبب إختلاف قوانين هذا العالم عن عالم ليو بينما أخذ فحص العناصر ساعتين أما تعزيز المصفوفة فأخذ....... سبعة أيام

السبب بسيط فى الحقيقة ، مع أن فهم ليو كان عالياً جداً فبعد كل شئ لقد قضى قرابه المليون عام فى تعلم المصفوفات ، ولكن كان هناك مشكلة وهى أن ليو لا يملك تدريباً

يحتاج الأمر فى صنع المصفوفات إلى طاقة قوية تدعم هذا العمل وهو ما كان ليو يفتقده وبشدة ، فتدريبه كان مغلقاً هنا ، بالنسبه لقلب الداو فهو شئ مختلفة لأنه تجسد للخبرات والمواقف ونضوج الشخصية.... مثل ذكريات ليو لذلك لم يقمع هنا

بما أن ليو لم يكن يملك تدريب فقد إضطر إلى أخذ الكثير من فترات الراحة ورغم أنها كانت لفترة قصيرة فى كل مرة إلا أن الأمر إستغرق سبعة أيام

كان وجه ليو حالياً شاحباً بشكل لا يوصف كما كان جسده غائراً مثل شخص لم يأكل شيئاً لفترة طويلة ، خرجت الدماء من فتحات وجهه السبعه وبدا كما لو كان على وشك الموت

" لقد إنتهيت أخيراً " قال ليو بإبتسامه ولكنها لم تتشكل بشكل صحيح بسبب ضعفه

فور أن أخذ ليو خطوه واحده شعر بضعف لم يشعر به حتى عندما كان فى المشفى ، وعندما كان على وشك السقوط ، شعر بيد لطيفه تدعمه ثم يد أخرى وضعت على ظهره وطاقة غنية خرجت منها محاولة ً علاج ليو

" أنجيلا إعتنى به " قال الحاكم بنظرة معقده

لقد كان سعيداً بما فعله ليو ، الأن هم يملكوا مصفوفة من المستوى السادس والتى سوف توقف هجمات الوحوش لسنين طويلة وعندما تضعف وتعتقد الوحوش أن فرصتهم حانت سوف يرون قوة المدينه التى كانت تتدرب خلف الحاجز طيله هذه المده ، ومع ذلك كانت نظره الحاكم معقده لأنه لم يصدق فى ليو من البداية ، لأن فى نظره المستوى السادس كان إسطورة لم يصل إليها أحد أبداً

******

فى غرفة جلس ليو على وساده وخلفه إمراه لطيفه تعتطى إبتسامه قادرة على جعلك تشعر بالسعادة بغض النظر عن الظروف ، كانت أنجيلا وحالياً كانت تضخ طاقه الحياه الناتجه عن عنصر الخشب فى محاولة شفاء إصابات ليو

" شكراً " قالت أنجيلا والدموع تنهمر فى عينيها

" أنا أساعد نفسى " قال ليو ولكن صوته كان قاسياً بشكل لا يوصف بسبب التعب

" حتى ولو ، بدونك سوف يهلك كل من فى المدينه " قالت أنجيلا ولم تحاول التستر على دموعها

" أوقفى بكائك وركزى على شفائى دون إصدار أى صوت فأنا بحاجة إلى التأمل " قال ليو وهو يفكر فى بضعة أشياء

المواقف الأخيرة التى حدثت مع ليو جعلته يشعر بشكل أو بأخر بأن النظام يساعده ولكن هذا غريب ، إذا كان يساعدنى الأن فلما لم يساعدنى سابقاً ، ليس الأمر وكأنى أصبحت لاعباً

فكر ليو قليلاً ، رغم أنه لم يجد السبب وراء مساعدة النظام له إلا أنه كان متأكداً من أفكاره

الأن ليس الوقت للتفكير فى هذه الأشياء ، المهم هو إستغلال هذه الفرصة فربما لن تكون موجودة مرة أخرى

فى نظر ليو لم يكن هذا المكان.. مكان إختبار أو محاكمة لأجل أن تعود عناصره له ، بل فرصة ذهبيه لن تتكرر مرة أخرى

تأمل ليو وشعر بأن عالماً جديداً يظهر بين الظلام يضئ له ظلمته ويرشده حول ما كان غافلاً عنه سابقاً

" أعضائك كلها مدمرة تقريباً يا سيدى ولكنى سوف أبذل كل جهدى " قالت أنجيلا قبل أن تصمت بشكل تام

******

أتى اليوم الموعود وظهر الجيش العظيم بقيادة ثلاثة وحوش على هيئة بشر واحد منهم ذئب والثانى أسد والأخير دب

تحدث الملك الأسد والذى يبدو القائد " لقد إكتشفتم الأمر وبدلاً من الهروب إنتظرتم بحماقه إلى أن يتم ذبحكم "

" الملك الأسد " قال الحاكم بإبتسامه " ألا تريد أن تعرف لما لم نهرب "

" ما الذى يمكنكم أن تفعلوه " سخر الملك الذئب " لا تخبرونى أنكم وجدتم إثنين أخرين من المستوى الخامس "

" حتى ولو وجدوا إثنين أخرين من المستوى الخامس " قال الملك الدب " هل تعتقد أن قوة مدينتك تقارن بقوة جيشنا "

" صدقونى لن تستطيعوا فعل أى شئ لمدينتا اليوم ومعنا هذا السيد " تحدث الحاكم بإحترام وهو ينظر إلى ليو ، الذى وقف على قمه الأسوار أمام الحاكم وفى وجه الجيش والملوك الثلاثة

اولاً : عذراً على غياب أمس

ثانياً : عذراً على الفصل الوحيد اليوم

ثالثاً : عذراً على التأخير فحياتى مضطربة هذه الأيام

رابعاً : بعض الدعم ليس بالمال لأنى أعلم أنكم غير قادرون بل بالتعليقات

و........................................ شكراً

2021/02/04 · 907 مشاهدة · 1620 كلمة
نادي الروايات - 2024