2 - ساحرة التقت بطفل أحمر العينين

بالتأكيد لقد كتبت عنوان خاطئ. لقد عاد، وبعدها؟ المسافة من سورينت حيث أنا، إلى العاصمة تيزيبا، تستغرق حوالي خمسة أيام للعودة سواء أكان ذهابًا أو إيابًا، حتى مع خدمة التوصيل السريع.

ماذا حدث؟

بالتأكيد، أنا وضعت التنين في القفص وأغلقته لذا لن يفتح، إلا إن كان غير مغلقًا...

نظرت نواه إلى الأسفل وراقبت الأجنحة الرفيعة الرقيقة للتنين الصغير.

هذا الشيء لا يكادُ يمشي بشكلٍ صحيح، إلى أين يمكنه الطيران؟ يبدو أن هناك خطأ ما، حتى إن الطرد أُرجِع قبل وصوله إلى العاصمة.

ومع ذلك، ظلت تتسائل كيف دخل التنين الصغير إلى منزلها. هي ظنت أن الباب ربما كان مفتوحًا.

حاولت نواه بإرهاق أن تُصَفِّ ذهنها من الأسئلة المحيرة للعقل وربتت على رأس التنين بلطف، "لا داعي للقلق، سأحرص على أن أرجعك إلى أمك الحقيقية."

بعد أن فتشت مستودعها، أحضرت نواه قفصًا عالي الجودة باهظ الثمن، أكبر حجماً، وأكثر ليونة، وأقوى، وأمسكت بزجاجة ونظفتها، وملأتها بالحليب الدافئ لتخفف جوع التنين الطفل في الطريق وتروي عطشه.

"أجل، هل هذا مكتب البريد؟"

قامت نواه بفتح الهاتف والإتصال بمكتب البريد، وقدمت طلبًا للحصول على خدمة توصيل سريعة متميزة بقيمة مضاعفة بشكل خاص. وخريطة الشحن هذه المرة أُكِدَت بشكلٍ صحيح:

العاصمة، تيزيبا، شارع ٣٥ في إزيت، الكونتيسة فالتاليري.

"كييي!" اهتز القفص والتوى التنين ودخل إلى الداخل. كانت نواه جاهلة.

"صغيري، قليلًا فقط، أصبر!"

التنين بكى.

"هذه المرة، نحن سنكون في العاصمة خلال يومين، هل فهمت؟"

الدموع ظلت تنهمر من عيني التنين الحمراء، ضعف قلبها عندما نظرت إليه. ترددت نواه لفترة من الوقت ولكنها فتحت غطاء القفص قليلًا في النهاية.

"هذا الشيء كنز لي، وأنا أعطيه لكَ الآن'

وضعت نواه قبعتها الليلية على رأس التنين، وأعطته الزجاجة وأغلقت القفص.

وداعًا أيتها النسخة المحدودة من القبعات الليلية، وداعًا أيها الطفل اللطيف الذي كاد أن يعرقل حياتي السلمية، اذهب إلى والدتك وانمو مليئًا بالحب!

***
في صباح اليوم التالي، استيقظ نواه في حالة معنوية عالية وهي راضية، لقد ذهب التنين. عاد السلام والهدوء. شقت طريقها إلى المطبخ وأعدت لنفسها كوبًا من الشاي.

ظنت أن اليوم سيكون يومًا آخر مسالم، وبقيت مبتهجة قليلًا، حتى سمعت صرخة من النافذة.

هناك التقطت التنين ومضت في طريقها.

مرة أخرى، أرسل التنين إليها، لم تكن حتى المرة الثالثة التي أدركت فيها إليونورا أن التنين الصغير اللعين لم يكن لديه نية لتركها.

لا أعتقد أنني سأذهب إلى البطلة الرئيسية بنفسي. لا أعرف ما الذي فعله هذا التنين، لكن لابد أنه دمر القفص وحلق إلى هذا المكان!

بمرور الوقت، أصبحت إليونورا التي كانت لطيفة في البداية، أكثر عداءً تجاه التنين.

"هاي، أيها التنين!" نادت التنين الصغير الذي جلس أمام الموقد.

تظاهر المخلوق الذكي بعدم سماع نداءها، الآن بعد أن علم أنه سيتم ربطه ووضعه في القفص مرة أخرى.

نما التنين بسرعة في بضعة أيام فقط. تغيرت أجنحته التي تشبه الفينيل إلى أجنحة صلبة تشبه الزجاج الصلب.

هل التنانين تنمو بسرعة هكذا؟ هي سألت نفسها.

الساحرة أصبحت أكثر قلقًا.

وفقًا للرواية، عندما يصل التنين إلى فترة الحضانة، يبدأ في تطوير ارتباطه بالبشر، ومن بينهم يجد الإنسان المفضل لديه ويفعل ما يسميه ب"النقش". البصمة هي عملية أساسية للتنين، فهي كائنات من عوالم أخرى، لتعيش بشكل صحيح على الأرض.

من الواضح، من خلال ما قرأته، أن البطلة لينيا، تتعهد شخصيًا مع التنين في غضون شهر بعد أن يفقس، والتنين الذي يختم من المضيف*، يجعل نفسه أكثر إنسانية كصبي.
**المضيف هو الذي سيعتني بالتنين**

شهر، في الواقع، هذا وقت كافي لإعادته أو أيًا كان. ولكن لماذا أنا قلقة للغاية؟

اليوم، هناك شيء واحد مختلف تمامًا عن الأيام الخمسة الماضية.

"هاي!"

مشى إليَّ طفل ذو شعر أسود مجعد وعيون حمراء داكنة، كان صبيًا يبلغ من العمر الآن سنتين أو ثلاث سنوات.

ما الذي يحدث بحق الأرض؟

ترجمة: إلينا~

2020/04/02 · 1,062 مشاهدة · 578 كلمة
Elina
نادي الروايات - 2024