رواية لم أقصد حقا كسب المال و كل ما اردته هو خسارته

ذلك الرجل في منتصف العمر - رآه تشن مو في وقت سابق اليوم عندما كان متوجهًا إلى الطابق السفلي. كان الرجل يوصل طفله إلى المدرسة.

الآن، عند رؤيته يتوقف بتواضع أمام كل مجند تلو الآخر، أدرك تشن مو أنه بحاجة ماسة إلى وظيفة.

لم يستطع إلا أن يتذكر الجدال الذي سمعه قبل بضعة أيام. بعد لحظة من التفكير، قرر أن يمشي إليه.

بعد كل شيء، كان بحاجة إلى موظفين جدد لاستهلاك أموال نظامه. لم يكن مهمًا من وظفه، طالما أنه كان يوظف. إذا كان بإمكانه تقديم يد العون أثناء القيام بذلك، فإنه لم يمانع على الإطلاق.

…

"مرحباً، هل ما زالت شركتكم توظف؟ هذه سيرتي الذاتية - يرجى إلقاء نظرة."

توقف يانغ داههاي بحذر أمام أحد المجندين وحاول تسليم سيرته الذاتية.

"لقد انتهى معرض الوظائف. ألا تعلم ذلك؟ أيضًا، شركتنا توظف الشباب فقط. انظر إلى نفسك - كم عمرك؟"

صفع المجند السيرة الذاتية بعيدًا بضيق صبر وغادر دون أن ينظر إلى الوراء.

لم يغضب يانغ داههاي. انحنى ببساطة، والتقط سيرته الذاتية، واستمر في البحث عن مجند آخر.

في وقت سابق اليوم، كان قد أوصل ابنته إلى المدرسة، لكن المعلم أبقاه لفترة طويلة لمناقشة أدائها الأكاديمي. نظرًا لأن المدرسة كانت بعيدة جدًا عن معرض الوظائف، وبحلول الوقت الذي وصل فيه، كان الحدث قد انتهى بالفعل.

مع عدم وجود خيار آخر، كان عليه أن يوقف المجندين أثناء مغادرتهم، على أمل أن يحالفه الحظ.

لم يهتم بمواقفهم. أراد فقط وظيفة.

لقد كان عاطلاً عن العمل لفترة من الوقت الآن، وكان عبء الأسرة قد وقع بالكامل على زوجته. أصبحت نفقاتهم العائلية أصعب وأصعب في تغطيتها.

ولكن بسبب حالته البدنية، لم يتمكن من القيام بأعمال شاقة. كان أمله الوحيد هو الاستمرار في البحث حتى يجد شيئًا مناسبًا.

"مرحباً، هل يمكنني أن آخذ لحظة من وقتك؟ هذه سيرتي الذاتية - يرجى إلقاء نظرة."

أوقف يانغ داههاي مجندًا آخر وسلمه سيرته الذاتية بأدب.

"لا وقت."

لم يصفع هذا المجند السيرة الذاتية بعيدًا ولكنه كان لا يزال يتمتع بموقف سيئ.

"امم... هل يمكن أن أرﻯ سيرتك الذاتية؟"

بينما كان يانغ داههاي على وشك الانتقال إلى الشخص التالي، ناداه صوت من الخلف.

بالالتفات، رأى شابًا يبتسم له.

"أنت؟ أوه، إنه أنت. ماذا تحتاج؟"

تعرف يانغ داههاي على الفور على الشاب - كان الجار الجديد الذي انتقل مؤخرًا إلى الشقة العلوية. لقد تقابلوا عدة مرات على الدرج خلال الأيام القليلة الماضية.

ولكن لماذا كان هذا الشاب يبحث عنه؟

لاحظ تشن مو الشك في تعبير الرجل في منتصف العمر ورفع إعلان الوظيفة المكتوب بخط اليد في يده، مبتسمًا.

"شركتي توظف أيضًا. إذا كنت مهتمًا، يمكننا إيجاد مكان للتحدث."

نظر يانغ داههاي إلى الإعلان المكتوب بخط اليد، ثم عاد إلى وجه الشاب، وتلألأ الشك في عينيه.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها صاحب عمل شابًا كهذا.

ومع ذلك، بعد تردد للحظة، أومأ بالموافقة.

كان يعلم أن فرصه في العثور على وظيفة عن طريق إيقاف المجندين تقترب من الصفر. كان من الأفضل أن يتبع هذا الشاب ويرى ما سيقوله.

بعد كل شيء، لم يكن أصحاب الأعمال الشباب أمرًا غير مسبوق.

في ظل منطقة جلوس عامة في الهواء الطلق،

ناول تشن مو زجاجة ماء معدني مثلج إلى يانغ داههاي قبل أن يجلس ويتصفح سيرة الرجل الذاتية.

قبل يانغ داههاي الماء وشكره.

بعد فترة، أغلق تشن مو السيرة الذاتية ونظر إلى الأعلى.

"أرى أنك كنت تقود شاحنات كبيرة لمدة عشرين عامًا. لماذا توقفت؟"

ظهرت ابتسامة مريرة على وجه يانغ داههاي.

"يتطلب نقل البضائع لمسافات طويلة سفرًا مستمرًا. أنا أتقدم في العمر، وبالمقارنة مع السائقين الأصغر سنًا، لم أعد أستطيع المنافسة."

"بالإضافة إلى ذلك، في العام الماضي، أصبت في ظهري. بعد أن تعافيت، أردت العودة إلى قيادة الشاحنات، لكن لم تقبلني أي شركة."

صمت تشن مو للحظة، غير متأكد كيف يجيب.

كان من المفهوم أن تفضل الشركات العمال الأصغر سنًا - لديهم المزيد من الطاقة والكفاءة.

ولكن ما الذي فعله يانغ داههاي خطأ؟ لقد عمل بجد كسائق شاحنة لمدة عشرين عامًا، لينتهي به الأمر عاطلاً عن العمل.

البقاء للأصلح، والقادرون يعتلون العرش.

لم يكن أي من الجانبين مخطئًا. إذا كان هناك أي شيء، فقد كان المجتمع هو الذي أصبح غير مبالٍ للغاية، ويفتقر إلى الدفء الإنساني.

تأمل تشن مو، محاولًا تحديد أفضل منصب ليانغ داههاي.

كان العمل الشاق مستبعدًا بسبب إصابة ظهره، لكن ذلك لم يكن مشكلة - لقد لاحظ الورشة من قبل، والعمل هناك لم يتطلب الكثير من القوة البدنية.

ومع ذلك، فكر في دور أكثر ملاءمة.

سائق.

بصفته صاحب عمل، أليس من المعقول تمامًا توظيف سائق شخصي؟

ومع خبرة يانغ داههاي التي تبلغ عشرين عامًا في قيادة الشاحنات الكبيرة، فإن التعامل مع سيارة الشركة سيكون أمرًا سهلاً للغاية.

المشكلة الوحيدة الآن هي السيارة نفسها.

السائق يحتاج إلى سيارة، بعد كل شيء.

بصفته الرئيس، أليس من المعقول تمامًا أن يحصل على سيارة لنفسه - لا، أن تحصل الشركة على سيارة؟

عندما فكر في الحصول على سيارة لنفسه في وقت سابق، قام النظام على الفور بالإشارة إليها على أنها انتهاك.

ولكن الآن بعد أن كان يفكر في الحصول على سيارة للشركة، لم يتفاعل النظام.

إنه يعمل!

كان تشن مو سعيدًا للغاية. طالما أنه قدمها على أنها سيارة شركة، فمن يمكنه أن يقول خلاف ذلك؟

وإذا لم يخبر أحدًا، فمن الذي سيعرف؟

أنا عبقري.

"أحم، إذن - أحتاج إلى سائق شخصي. ما رأيك؟"

"إذا لم تمانع في عمري، فسأكون سعيدًا بالقيام بذلك."

ابتسم يانغ داههاي ابتسامة ساخرة. كان بالفعل فوق الأربعين، مع إصابة في ظهره بالإضافة إلى ذلك. لم يكن في وضع يسمح له بأن يكون صعب الإرضاء.

مجرد العثور على وظيفة كان بالفعل نعمة.

"بالطبع لا أمانع! مع خبرتك التي تبلغ عشرين عامًا في قيادة الشاحنات، سأشعر بأمان أكبر بكثير وأنت خلف عجلة القيادة."

ضحك تشن مو - كانت الحقيقة.

عشرون عامًا من قيادة الشاحنات بدون حوادث؟ كان هذا هو تعريف المحترف المخضرم.

"الآن، لنتحدث عن الراتب. هل لديك أي توقعات؟"

"طالما أن الدفع في الوقت المحدد، فهذا كل ما أطلبه."

"لا توجد توقعات محددة للراتب؟"

"لا أعرف حقًا المعدل السائد لسائق خاص. أي شيء تقرره سيكون جيدًا، السيد تشن."

أجاب يانغ داههاي بصدق.

تنهد تشن مو داخليًا.

من حسن حظه أنه كان يتعامل معه. لو كان صاحب عمل آخر، لربما قدم أجرًا منخفضًا بشكل مهين.

بعد بعض المساومة مع النظام، اكتشف أخيرًا الحد الأقصى للراتب الذي يمكنه تقديمه.

"لنضعه عند 8000 شهريًا في الوقت الحالي. بالإضافة إلى مزايا كاملة - بما في ذلك التأمينات الخمسة والصندوق الواحد."

حتى أن الرقم فاجأ تشن مو. كان أعلى من راتب شين رو.

ولكن بعد التفكير في الأمر، كان منطقيًا.

لم يكن لدى شين رو خبرة عمل - كانت مجرد متدربة.

يانغ داههاي، من ناحية أخرى، كان لديه عشرون عامًا من القيادة الاحترافية. راتب 8000 ليس غير معقول.

وكان ذلك بعد إضافة الزيادة التي وافق عليها النظام بنسبة 30٪ - كان يجب أن يكون راتبه الأساسي حوالي 6000.

ومع ذلك، من حيث الإمكانات طويلة الأجل، كان لدى شين رو بالتأكيد مجال أكبر للنمو.

"ثمانية آلاف؟"

"أنت تمزح، أليس كذلك؟"

حدق يانغ داههاي في تشن مو في دهشة، وبدأ يرتفع في قلبه شك خفيف.

هل يمكن أن يكون هذا الشاب محتالًا؟

ملاحظة :

في سياق العمل في الصين، يشير مصطلح " التأمينات الخمسة والصندوق الواحد " (五险一金 - wǔ xiǎn yī jīn) إلى نظام شامل للضمان الاجتماعي والمزايا التي يتم توفيرها للموظفين. يتكون من:

التأمينات الخمسة (五险 - wǔ xiǎn):

تأمين التقاعد (养老保险 - yǎnglǎo bǎoxiǎn): يوفر دخلًا للموظفين بعد التقاعد.

التأمين الطبي (医疗保险 - yīliáo bǎoxiǎn): يغطي تكاليف الرعاية الصحية.

تأمين البطالة (失业保险 - shīyè bǎoxiǎn): يوفر دعمًا ماليًا مؤقتًا للموظفين الذين يفقدون وظائفهم.

تأمين إصابات العمل (工伤保险 - gōngshāng bǎoxiǎn): يغطي النفقات الطبية والإعانات في حالة الإصابات المتعلقة بالعمل.

تأمين الأمومة (生育保险 - shēngyù bǎoxiǎn): يوفر مزايا للنساء الحوامل أو اللاتي يلدن حديثًا.

الصندوق الواحد (一金 - yī jīn):

صندوق الإسكان (住房公积金 - zhùfáng gōngjījīn): نظام ادخار إلزامي يساعد الموظفين على شراء أو بناء أو تجديد منازلهم. يساهم كل من الموظف وصاحب العمل في هذا الصندوق.