10 - تشويق للجزء الثاني

انطلقت سيارة الأصدقاء نحو أحدى جامعات مدينة بيروت العريقة لم يمض وقت طويل منذ أن هدأت الأمور بين لبنان و إسرائيل لذا فأن الشوارع عند أطراف المدينة غالباً ما يكون بها عدد قليل من المدنين كان كل من الأصدقاء يلقي الدعابات المضحكة وسط تعليقات ساخرة و العديد من الضحكات هنا وهناك الشخص الوحيد الذي ظل صامتاً طوال تلك الرحلة كان (وليد) ذلك الشاب بارد الملامح الصامت في العادة هو في الواقع ليس أحد أفراد هذه الجماعة فقط هو مجرد دليلهم خلال تجوالهم في المدينة لكنهم رغم ذلك كانوا يعاملونه كفرد منهم (أميرة) و (فوز) و (ماجد) و (حسين) و بالطبع الشخصية الأكثر أهمية بين الجميع و المرحة دوماً (حنين) كانت فتاة ذات حس فكاهي و نظرة متفائلة للحياة هادئة في أحيان و مثيرة للشغب في أحيان أخرى نبيهة و فطنة و لديها نسبة ذكاء لا بأس بها كانت قد عاشت في بيروت عشر سنوات ثم انتقلت مع والدتها بعد وفاة والدها إلى أمريكا لتعيش هناك و ها هي ذا تعود بعد ما يقارب ثلاثة عشر عاماً مع أصدقائها الستة الذين كانوا معها في أمريكا خلال فترة دراستها طوال الثلاثة عشر عاماً و لم تفارقهم يوماً لقد كانت علاقتهم أخوية و كأنهم أبناء أسرة واحدة رغم اختلاف جنسياتهم و ألوانهم و بعد أن توفت والدتها في أمريكا شرعت (حنين) بفراغ في حياتها لم يعد لديها أحد من أقاربها الآن فلا تعرف من أقارب والدها أحد و لا من أمها لكنها تذكر في صغرها ابنة خالتها المتوفاة (إيمان) لذا قررت البحث عنها في لبنان أوصلتها الخيوط المتعلقة بقريبتها الوحيدة (إيمان) إلى أنها قامت بتغير أسمها إلى (ليزا) و أنها تدرس التصميم في أحدى الجامعات في بيروت لذا قررت الذهاب إلى هناك للبحث عنها حيث أصر أصدقائها على القدوم معها إلى هناك، بعد فترة من الزمن أوقف (وليد) السيارة مشيراً للبقية بأنهم قد وصلوا قررت (حنين) الذهاب بمفردها إلى الإدارة للسؤال عن قريبتها (إيمان) أو كما تُعرف بـ(ليزا) وعندما ترجلت مسرعة من السيارة كان هناك شاب ما بشعر أسود غامق مجعد و كثيف يراقبها عن بعد و يراقب الشاحنة التي أتت منها أبتسم ابتسامة جانبية عندما شاهدها تتوجه لداخل حرم الجامعة نحو كلية الفنون ثم قال بصوت أشبه بالهمس :


- لقد وصلت أخيراً .


__


كان حلمها غريباً في تلك الليلة كان كل ما به مبهم فقط الشيء الوحيد الذي فهمته من هذا المنام هو أن هناك سيدتان ترتديان ثياب سوداء و جوههما غير واضحه أبداً كانت إحداهما تحمل طفل صغير بين يديها و على ما يبدوا بأنه فتاة و تمسك فتاة تبلغ عاماً بيدها الأخرى و بعد حوار دار بينهما سلمت الأولى الطفلة للثانية و ذهبت بها الثانية بعيدا بينما كانت تقف الفتاة ذات العام الواحد و تلوح للطفلة الرضيعة قائلة :


- سنتقابل عما قريب... عما قريب.

__


قد يظن البعض أن ما كتبته إلى الآن في هذه الرواية مجرد أسطورة و محض هراء و خزعبلات لكن في الحقيقة لكل شيء جانبين و حتى أن كانت أسطورة أخترعتها فأن بها جانب من الحقيقة و الواقعية لأن ذلك الكتاب موجود بالفعل و تلك الشخصيات حقاً موجودة في عالمنا .


عزيزي يامن أخترت خوض المغامرة في عالمي المرعب أحذر و أذكر الله فإنهم حولك و لأكون صريحة فأن ما تعرضت له من أمور غريبة خلال كتابتي لهذه الرواية جعلتني أكاد أوقف كتابتها إلى الأبد لأنني قد توغلت كثيراً في عالمهم لكن مرض كل كاتب هو أنه لا يستطيع التوقف عن الكتابة لا يمكنه على الإطلاق أنه شغف الكاتب و إلا لما سماه الناس كاتباً على العموم سأخوض المغامرة لكن بحذر لذا أنت مسؤول عن نفسك فيما ستقرأ هنا فقط عليك أن تعلم أني بريئة منك و مما قد يحدث معك أن لم تتحصن جيداً اللهم أني بلغت اللهم فشهد ..


"الجزء الثاني متوفر في موقع واتباد يمكنك البحث عنه و قراءة القصة الى حيث توقفت حالياً""

2017/07/17 · 339 مشاهدة · 604 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024