28 - الفصل الثامن و العشرين (28) من : ISSTH


شانغوان شيوى





لم يسمح الوقت ل(مينغ هاو) بالتفكير طويلا , فتح الباب الأمامي للمبنى بهدوء , في داخل كان يتواجد ساحة سوداء واسعة و انبثقت منها هواء سلبي




تحدث (شانغوان شيوي) ببردة قائلا :ا




ا"ألم تدخل بعد" ...تردد (مينغ هاو) بعينين خافتتين , أدرك أنه لا مجال للتراجع الآن و بعد تفكير دام لحظة من الوقت قرر الولوج داخلا




في الداخل . سطعت أشعة ضوئية تدريجيا في المكان و على الرغم من أنه كان قاتما إلى أنه أضاء المكان . كان (شانغوان شيوي) جالس هناك بردائه الذهبي الرائع و عيونه الباردة يرمق نظره نحو (مينغ هاو) و هو داخل






و بمجرد أن خطى خطوته الأولى في الداخل. لمعت عينا (شانغوان) فجأة و رفع يده اليمنى عاليا و رمى إبرة...طعن اخترقت (مينغ هاو) و عادت من جديد إلى صاحبها , و حتى جميع حقائبه طارت بعيدا عنه خارج تماما عن سيطرته ساقطة عن قدمي (شانغوان شيوي)




لعق (شانغوان شيوي) بعض قطرات الدم التي علقت على ابرة الطائرة




ا"ليس هناك أي اثر للمواد الثمينة ..." ......قبط (شانغوان) حاجبيه , اجتاحت نظرته (مينغ هاو) كما كأنه بإمكانه رؤية جميع الأسرار التي يخفيها عنهم ... أثار القلب الشيطاني تكاد تفضحه و كما انه بذل قصارى جهده لإخفاء ذلك من (شانغوان شيوي)ا




تغيرت تعابير (مينغ هاو) و كشف عن خوفه الذي اجتاحه في تلك اللحظة , فتح فمه و لكنه لا يعرف ما سيقوله حينها





و ملامح كئيبة , فتح (شانغوان شيوي) حقيبة من حقائب (مينغ هاو) , لقد فتش جيدا فيها عن أية سيوف طائرة لامعة إلى أنه لم يجد شيئا حتى أنه لم يلاحظ المرآة النحاسية , و بعدما لم يجد شيء غير عادي ازداد عبوسه




ا"أيها العم (شانغوان ...ما الذي تبحث عنه ؟" ...كان يرتعب من الخوف, و لكنه في داخله يضحك بهدوء, فقد حضر نفسه على هذا الموقف من قبل. فالسيف الخشبي موجود الآن في مكان آمن مع جميع الحجار الروحية الأخرى عند (السمين), مخبأة بعيدا




ا"دعني أسألك ؟" رد (شانغوان شيوي) بنظرة كالبرق ..."كيف تقدمت قاعدتك التدريبية في فترة وجيزة؟"ا




ا"الأخت الكبرى شو و الاخ الأكبر أويانغ كانوا يراقبونني" ..أجابه برعشة في صوته ..."أعطوني بعض الحبوب الطبية..." ...و أجبر نفسه على التظاهر بالهدوء , و لكنه في قلبه لم يكن قلقا من شيء , و يبدوا أنه لم يحضره ما حدث مع (وانغ) بل بسبب تقدمه السريع في مجال النمو




قطب حاجبيه مرة ثانية , من الواضح أنه يعلم أن الأخ الأكبر( أويانغ) يحب (مينغ هاو) , و إلا فإنه لن يكون سطحيا في تحقيقه




بعد ذلك , سُمع صوت (هان تسونغ) يصدر من الخارج




ا"أبلغك أيها العم المعلم (شانغوان) . كهف الخلود الخاص ب(مينغ هاو) خالي"ا




أجابه (شانغوان شيوي) :ا




ا"تستطيع المغادرة الآن" ....ظل يتأمل للحظات حينما غادر (هان تسونغ) , لا يكف عن النظر في (مينغ هاو)ا







يمر الوقت تدريجيا و سرعان ما قدم المساء , اتسعتا عينا (مينغ هاو) أكثر و كما ازدادت عصبيته و ظل الخوف يسكن قلبه , و أخيرا تحدث و هو يرتجف :ا




ا"أيها العم المعلم ...."ا




عندها تحدث (شانغوان شيوي) ملوحا يده : "حسنا حسنا , تستطيع الذهاب الآن" ...بدا مغيظا جدا




وقف (مينغ هاو) و ألقى التحية ثم غادر , شعر بالارتياح و بعد وصول إلى أسفل الجبل زاد من سرعته حتى أنه تسابق مع نفسه للوصول إلى المنطقة الجنوبية من الجبل




حينما غادر (مينغ هاو) تغيرت تعبيرات (شانغوان شيوي) , رفع الإبرة الفضية مجددا و فحصها بعناية ثم لعق ما تبقى من الدماء , عندها تألقت عيناه




ا"يوجد شيء غير صحيح ,هذا الدم لديه كمية ضخمة من المستوى المخفض من هالة القلب الشيطاني .لم اكن قد لاحظت ذلك من قبل , و ذلك لانني كنت مهتما بشدة حول نفوذ (أويانغ) الواسع, ولكن الان جفت دماءه و هو يحتاج إلى استهلاك المزيد من القلوب الشيطانية , من اين سيحصل عليها الان ؟ لابد ان ل(مينغ هاو) بعض الأسرار المخفية عنا" ا...تجلت نية القتل من عينيه , و قفز مسرعا نحو (مينغ هاو)ا




تسارع (مينغ هاو) في مشيته للوصول ‘إلى وجهته , ينتابه شعور رائع و لكنه متقلب بعض الشيء , و صل إلى الجهة الجنوبية من الجبل أين يقع كهف الخلود ,و عندما اقترب من المكان رأى راس (السمين) مابين الأشجار , تنهد (مينغ هاو) و انطلق اليه




قال (السمين) :ا


ا"لقد كنت خائفا جدا" واخذ نفسا بعدها...." مينغ هاو . لقد اختفيت هذا اليوم كله ..." أخرج حقيبته و أعطاها ل(مينغ هاو) "لحسن الحظ لا أحد اكتشف وجود هذا عندي"ا


مع تعبيرات مبجلة ,أومأ (مينغ هاو) رأسه و اخذ الكيس منه , إلا انه حينما وضع يديه عليها , صرخ مباشرة صرخة قوية يمكن سماعها من على بعد أمتار , حيث لاحظا قدوم انعكاس ضوئي يقترب منهما . لقد كان رجلا عجوزا برداء ابيض , لم يكن سوى (شيانغوان شيوي)ا







كان يطير !و المتدربين الذين وصلوا إلى المرحلة مؤسس المؤسسة فقط من يمكنهم الطيران مثله باستعمال العناصر السحرية بالطبع لولاها لكان يتمايل قليلا في طيرانه مثل الأخت الكبرى (شو)ا




رؤية هذا هز قلب (مينغ هاو) و هو يشاهد خصمه يحلق بالقرب من قمة الجبل . انتقل بسرعة شبيهة بسرعة (مينغ هاو) عندما استخدم السيوف الطائرة




رأى (شانغوان شيوى) مشهد تسليم (السمين) الحقيبة ل(مينغ هاو) . ومضت عيناه و بدون أي كلمة هاجم (مينغ هاو) واثقا أنه سيحصل على الحقيبة , و سيعرف سره المخفي اليوم لا محالة و لعل ذلك السر سيفيده كثيرا




تغيرت تعبيرات (مينغ هاو) و تقلب مزاجه , و لكن الوضع كان طارئا و لم يكن لديه الكثير من الوقت للتفكير . وضع حقيبته بعيدا و تشبث ب(السمين) ثم قفز على سيف طائر و أطلق مجموعة من الهجمات في الهواء




حدث ذلك في طرفة عين . انطلق (شانغوان شيوي) في ملاحقتهما




كان (السمين) خائفا جدا و صار وجهه ابيض , و لكنه تجمد في مكانه و لم يتحرك لكي لا يثير انتباه (مينغ هاو) و وضع ثقته في صديقه الذي لن يتخلى عنه




في الحقيقة هذا صحيح جدا. ف(مينغ هاو) ليس ذلك النوع من الناس ,فقد كان يعلم انه إذا رمي (السمين) فسيكون قادرا على التحرك بشكل أسرع و لكنه يدرك أن (شانغوان شيوي) لن يرحم (السمين) و سيعاقبه







ا"اللعنة لهذا الرجل , تلاميذ الطائفة الخارجية مثل النمل , فقط تلاميذ الطائفة الداخلية هم التلاميذ الحقيقيين لطائفة الاعتماد"ا




صر على أسنانه و القي نظرة خاطفة من خلفه ناظرا إلى (شانغوان شيوي) الذي يقترب أكثر و أكثر نحوه. و في نفس الوقت كان (مينغ هاو) يقرب من الأرض أكثر و أكثر و لم يكن قادرا على التحمل أكثر و كان يحاولوا قد مستطاعه الاندفاع إلى الأمام و قد غطى عرقه جبهته . رأى الطائفة الخارجية أمامه و فجأة جاءته فكرة, و الآن يعلم ما يجب فعله




بعينين مشرقتين قفز على الأرض , مرتطما بالطائفة الخارجية و بدون مبالاة للخطر الذي قد يترصد به قفزة مرة أخرى على السيوف الطائرة ثم صرخ صرخة سمع صداها سببت إلى إثارة انتباه تلاميذ الطائفة الخارجية و الذي رفعوا أعناقهم للاستفسار عن الأمر




أصبح وجه (شانغوان شيوي) أكثر غمقا , ثم نفض أكمامه و هو يرشق نظرة حادة إلى (مينغ هاو) , المسافة الفاصلة بينهم صارت أكثر قربا مما كانت عليه و عندما وصلت إلى 30 مترا , تغير وجهه فجأة فقد أدرك إلى أين (مينغ هاو) ذاهب , و لكن لقد فات الأوان ألان لوقفه




اقترب (مينغ هاو) من ساحة الطائفة الخارجية , تحت أعمدتها المنحوتة و المنصة الطويلة كان الأخ الأكبر (أويانغ) جالسا يتأمل هناك و بجانبه (وانغ تونغفاي) جالسا على رجليه أيضا




لقد كان ذلك أين يتم التسجيل للتدريب المميز!




"أريد أن أسجل !" بكى (مينغ هاو) حالما وطأت قدماه الساحة




"أنا أيضا !" صاح (السمين) و الدماء تنهمر من على وجهه







توقف (شانغوان شيوي) عن التحليق لم يلج إلى الساحة بعد. بدا متعطشا إلى قتلهما و لكن سرعان ماتغيرت ملامحه و استبدلت بإبتسامة متالقة , كان الأخ الأكبر(أويانغ) قد فتح عينيه ناظرا غلى (مينغ هاو) و متفاجئا من مستوى قاعدته التدريبية , بادله (مينغ هاو) بنظرة ثناء و تمجيد




كما فتح (وانغ تونغفاي) عيناه و لكنه لم يبدي أي اهتمام ب(مينغ هاو)




تحدث الأخ الأكبر (أويانغ )قائلا :




"و الآن بعدما اشتركت, يجب عليك أن تظل في هذا المكان فالتدريب سينطلق بعد يومان فقط"....اجتاحت نظرته (شانغوان شيوي) , الذي انهار قلبه بعدها مباشرة , أبدى ابتسامة أكثر ودية و نظر إلى (مينغ هاو), كانت نظرته تبدوا خادعة




أرمقه (مينغ هاو) بنظرة ايضا أدت إلى إغضاب (شانغوان شيوي) , لم يكن قادرا على فعل شيء آخر و رغم ذلك و بعد لحظات طويلة ضحك و سار في طريقه




لم يمضي الكثير من الوقت حتى دخل (هان تسونغ) إلى الساحة بضحكة متلألئة معلنا أنه سيشترك أيضا




سار نحو (مينغ هاو) و همس له "أنت أسئت ل(شانغوان شيوي) و مازلت تجرؤ على البقاء هنا ! هذا التدريب هو المكان الذي سوف تجني به موتك "ا




ومضت عينا (مينغ هاو) و بينما كان يحدق به بنظرة باردة تراجع ببطء إلى الخلف




و بعد ذلك , اقترب الموعد النهائي للتسجيل , قبل وصول (مينغ هاو) كان (وانغ تونغفاي) المسجل الوحيد في التدريب و الآن ها قد سجل(هان تسونغ) , حتى الآن سجل أربعة أشخاص آخرين في التدريب







لم يكونوا غرباء على (مينغ هاو) , (يين تيان) و (تشو كاي) كانوا حاظرين ايضا , أما الاثنان الآخران بدا أثر من ثلاثين عاما من العمر ,واحدا منهم كان طويل القامة و قوي البنية ,و الآخر كان نحيفا و واهيا مع الندوب البشعة على وجهه , انبثقت كل منهما هالات الموت المقفرة .و كان هؤلاء اثنين من تلاميذ المستوى الخامس من (تشي التركيز)ا




دخل أربعتهم الساحة , سواد حالك يصيب (مينغ هاو) و (السمين) , كانت نيتهم في القتل واضحة من عينيهم




بدأ التوتر يظهر على (السمين) . و كما ضاقت عينا (مينغ هاو) فالآن قد أدركا قوة خصمهما (شانغوان شيوي) الحقيقية




مرة الوقت بسرعة و ها قد مر يومان و لم تبقى سوى الساعة واحدة فقط و تنتهي فترة التسجيلات , كانت الساحة قد ملئت بالتلاميذ من الطائفة الخارجية و لكنه لم يأتوا للاشتراك بل لمشاهدة التدريب الداخلي لتعزيز الطائفة الداخلية , ربما يتعلمون شيئا ما بباللإضافة إلى متابعة (وانغ تونغفاي) و تشجيعه




بالطبع كان يتواجد ثمانية أشخاص في الساحة فيما بينهم (السمين) مع قاعدة تدريبية منخفضة




و حتى في الوقت الذي اشتد فيه الجدال تم التوصل إلى للمهلة المحددة, انطلقت أصوات الأجراس في أنحاء الطائفة بأكملها لم يتوقفوا عن الرنين حوالي تسع مرات. عندها فتح الأخ الأكبر (أويانغ) عيناه و نظر إلى الأشخاص الثمانية حوله حينها نفض عن كميه و توهجت المنصة الطويلة بالعديد من الألوان و شملت حتى قطرها الذي يصل لحوالي ثلاثمائة متر




و لوح يده اليمنى مرة أخرى, و تصاعدت ثمانية من الجاد (الأحجار الكريمة ذات اللون الأخضر ) و حلقت بعيدا, عندها نزل كل جاد عند كل واحد منهم







تحدث الأخ الأكبر (اويانغ) بهدوء :




ا"بالمناسبة يحظر إكراه أي شخص على أداء هذا التدريب قبل المعركة.... في هذه المنافسة للترقي إلى الطائفة الداخلية تعتبر الحياة و الموت قدر محتوم , بعد التوجه إلى المنصة ستشعر بأن ليس لديك أمل في الفوز و عليك الاعتراف بالهزيمة ,المباراة الأولى ستكون بين متسابق (1) و متسابق (8)"ا




فتح (وانغ تونغفاي) عينيه و رفع الجاد الخاص به عاليا الذي كتب عليه رقم (1) عندها وقف من مكانه و حلق إلى المنصة , حركت الرياح بلطف شعره الطويل كان مرتدي رداء ابيضا , كان يبدو مثاليا , وسيم و لطيف و بالإضافة إلى روحه النقية...ابتسم حينها هتف له جميع التلاميذ الحاضرين و لكن مالم يراه أي احد كانت تحت تلك الابتسامة الألم المر من الفقدان و الهزيمة




في تلك اللحظة طهر (شانغوان شيوي) في الحشد مهددا بغضب (مينغ هاو)ا




2017/05/23 · 2,614 مشاهدة · 1823 كلمة
akram_bensalem
نادي الروايات - 2024