كان ماساشي و الرجل ذو البدلة البيضاء يقفان بوجه بعضهم البعض مباشرة تقريباً .. على أي حال لم يكن القتال متساوياً على الإطلاق كان ماساشي مليئاً بالجروح بينما كان الرجل ذو البدلة البيضاء و بالكاد متسخاً بالغبار

"في قتال واحد ضد واحد ضدي .. تحتاج لهزيمتي أكثر من لاعب من الرتبة S لا أظن بأنك أيها البشري قد وصلت إلى هذه الرتبة حتى .. لماذا تقاتل إذاً..؟"

.

"هل هذا يهمك حتى..؟ أنا لن أجيبك على هذا السؤال قبل أن أقتلك.. "

يقول ماساشي الذي يبصق الدماء من فمه

.

"حسناً كما تشاء.. "

يقول الرجل ذو البدلة البيضاء بابتسامة و يهاجم ماساشي بركلة تصيب معدة الأخير الذي يخفف من أثر الهجمة قليلاً بوضع يديه لكنه يفشل بذلك و يطير على أثر الضربة الكثير من الأمتار نحو الخلف إلى أن يصطدم بجدار يتصدع بعد الضربة

.

يقف ماساشي من جديد و أثناء وقوفه تتساقط الدماء من جبينه إلى وجهه حيث تمر من جانب وجهه إلى أن تسقط على الأرض

"أنت قوي جداً .. لكنك تبالغ بتقدير نفسك حقاً.. "

يقول ماساشي الذي يمسح الدماء عن وجهه و يقوم بفرقعة رقبته

.

"أنا أبالغ بتقدير نفسي..؟ كيف لضعيف مثلك أن يقول هذا..؟ حتى لو كنت أبالغ فأنت لست مؤهلاً لتعرف ذلك حتى.. "

يقول الرجل ذو البدلة البيضاء الذي يبدو بأنه قد انزعج من كلام ماساشي

.

"حسناً كما تشاء.. "

يقول ماساشي بابتسامة مستفزة للرجل ذو البدلة البيضاء الذي يهاجم مباشرة على ماساشي الذي يتفادى الهجوم بمهارة عالية بعد أن اخترقت يد الجان الحائط

.

يقوم ماساشي بتدوير قبضة يده و يضرب الرجل بلكمة قوية يتراجع على أثرها و يكمل ماساشي الهجوم بعشرات اللكمات التي لم يكن لأحدها أثر كبير وحدها لكن تجمعها سبب أضراراً للرجل ذو البدلة البيضاء

.

على أي حال الرجل الذي كان يقف بوجه ماساشي كان غضبه يتصاعد مع الوقت

"أيها الوغد .. هل تعرف معنى إيذائي..؟"

يسأل الرجل ذو البدلة البيضاء الذي لم يترك مجالاً لماساشي لكي يجيب على سؤاله و مباشرة اندفع نحوه و قام بلكمة لكمة أولى و من بعدها قام بركل ذقنه فطار ماساشي عالياً بالهواء إلى أن وصل قتال الإثنين إلى سطح المبنى الذي يتقاتلان فيه

"إذا رميتك إلى الأسفل .. هل سوف تموت..؟"

يقوم الرجل بدفع ماساشي بقبضة يديه معاً فيسقط ماساشي على الأرض من مسافة عشر أمتار تقريباً سقوط بهذه القوة و الارتفاع كان ليكون قاتلاً لأي شخص مهما كانت قوته

.

ماساشي ليس رجلاً قوياً عادياً بأي شكل من الأشكال طالما هو واعي فأنت لم تنتصر عليه مهما كانت قوتك

"سألتني إن كنت سأموت إذا سقطت..؟ أنا لن.. "

يقول ماساشي الذي يقف مليئاً بالإصابات و الجروح و يداه تهتزان من أثر الضربة و بالكاد يتمكن من استخدام قدميه الإثنتين بشكل صحيح

"هل تتوقع حقاً قتلي فقط عن طريق إسقاطي من مبنى بارتفاع عشر أمتار..؟ ليس بعشر أضعاف هذا أيها الوغد .. خل تتوقع قتلي فقط باستخدام القوة التي تملكها..؟ غيرك حاول بقوة تفوقك ألف مرة و فشل .. لست ذلك النوع من الرجال الذي يخسر فقط لأن قوته أقل من قوة خصمه .. لذلك إياك أن تظن بأنني سوف أتأثر من مجرد مبالغاتك بوصف نفسك .. هل تسمعني جيداً..؟"

يقول ماساشي الذي يأخذ وضعية قتال مختلفة عن تلك التي كان يستخدمها من قبل بهذا القتال

.

كلام ماساشي أزعج الرجل بشدة فنظر إلى عين ماساشي مباشرة و صرخ بصوت عالي للغاية

"لا تتحدث كأنك أيها البشري قادر على هزيمتي فقط بأخذ وضعية لعينة لا فائدة منها أمام قوتي .. كما ظننت أنا أكره جميع فناني القتال و سوف أقتلهم جميعاً لاحقاً.. "

.

يهاجم الجان باندفاع تام على ماساشي الذي على الرغم من توقع جهة الهجوم إلا إنه عجز عن تفاديه تماماً و تلقى ركلة على أضلاعه اليمنى فطار على أثر الركلة و حط على قدميه من جديد و لم يلبث أن يستجمع أنفاسه حتى قبل أن يتلقى ضربة أخرى على جانبه الأيسر هذه المرة

"تباً.. "

يصرخ ماساشي من الألم بعد تلقيه للركلة

.

"كما قلت لك من قبل لا فائدة ترجى من الصمود ما دامت قوتك لا تكفي لمقارعتي على الإطلاق.. "

يقول الجان الذي لا زال بالهيئة البشرية حتى الآن أثناء إرسال سلسلة من الهجمات على ماساشي الذي يواصل تلقي الهجمات من جميع الجهات دون توقف

.

فقدت عيون ماساشي الحياة بعد تلقيه لتلك الضربات و سقط على ركبته عاجزاً عن الحركة تقريباً مما سر خاطر الرجل الذي يقف أمامه مباشرة

"حسناً .. لقد فات الأوان أمامك .. لقد مت فقط لكي تحافظ على قناعاتك الغبية تلك .. مهما كنت ماهراً بالقتال كفنان دفاع عن النفس .. لن يمكنك هزيمة شخص أقوا منك بكثير .. على عكس القوة المطلقة فنون القتال لها حدودها.. "

يقول الجان الذي يوجه الضربة القاضية إلى ماساشي الجاثي على ركبتيه بهدف قطع رقبته

.

"..."

لا يقول ماساشي أي شيء و هو على الأرض بل يكتفي بصد يد الرجل بلكمة ام يتمكن الرجل ذو البدلة البيضاء من رؤيتها حتى فتراجع إلى الخلف خطوة بشكل تلقائي بعد أن شعر بالخطر

"هل قلت لي بأن فنون القتال لها حدودها..؟ كيف يعرف رجل مثلك لا يستخدم سوا لكمات و ركلات عادية بقتاله شيئاً بذاك الحجم..؟ أعترف بأنني ضعيف أمامك .. على أي حال أنا أتحدث عن قوتي فقط إذا قاتلتك مثلما تتقاتل الحيوانات بنفس أسلوبك أنا أقصد .. أعرف إلى أين سوف أصل على أي حال ليكون بعلمك.. "

يقول ماساشي الذي يقوم بصفع وجهه بقوة لكي يستعيد وعيه الذي كان غائماً بعض الشيء

.

"تسك .. تسك .. لا أعلم ماذا أقول أنا فقط أكره كل كلمة قلتها للتو..!"

يصرخ الرجل ذو البدلة البيضاء من الغضب و يمزق البدلة التي يرتديها حتى و يرميها على الأرض و تتحول عيونه إلى لون أكثر احمراراً من الدم الغامق و ينظر بعيون ماساشي و كانت نظرته كافية لبث القليل من الخوف إلى قلب ماساشي الذي كان مرهقاً للغاية

.

الخوف الذي بثته عيون الجان أمامه لم يكن كافياً لزعزعة ماساشي الذي حول هذا الخوف إلى حماس

"لم أقاتل هكذا أبداً منذ كنت شاباً .. سوف أريك كيف يكون قتال فنان القتال الحقيقي.. "

تلمع عيون ماساشي بضوء أخضر واضح و سبب الضوء لسبب ما إزعاجاً كبيراً للرجل أمامه و الذي عض شفته حتى بدأت تنزف و هاجم نحو ماساشي الواقف بمكانه دون حراك

.

كان أسرع هجوم يشنه بالتأكيد لذلك كان من المنطقي بأن ماساشي لم يرى الهجوم حتى لكي يقوم بتفاديه من الأصل

ما أن شعر الجان بأنه أصاب جسد ماساشي ابتسم ابتسامة راحة كبيرة لأنه كان متوتراً بشدة و غاضباً من كلام ماساشي لكنه شعوره بالتوتر لسبب ما لم يختفي أبداً حتى بعد ضرب ماساشي و أحس بأن قوة هائلة تقف أمامه لذلك حاول التراجع للخلف لكنه فشل بهذا لسبب ما

.

كانت عيون ماساشي التي تشع بلون أخضر تخص رجلاً فاقداً للوعي .. ماساشي لم بكن يشعر بأي شيء من حوله بل كان يقاتل بلا وعي منه

هذه تعتبر مهارة و من أصعب المهارات بفنون القتال و هي مهارة قتال اللا مشاعر يقوم الشخص باستخدامها فقط عندما يكون بوضع حياة أو موت لأنه ببساطة هذه المهارة تتيح للشخص استخدام جميع مهارات القتال التي يعجز جسمه عن استخدامها لكنه يتحمل عواقب استخدام قوة لا تنتمي له أضعافاً مضاعفة و الموت بعد استخدام هذه المهارة حتى بحالة الفوز ليس شيئاً غريباً على الإطلاق

.

بحالة ماساشي و القوة التي يجب عليه استخدامها لهزيمة الرجل أمامه كان يملك ثواني عديدة فقط قبل أن يموت باستخدام هذه المهارة

.

"أنت .. أنت .. قوتك هذه ليس طبيعية بالتأكيد لن أستطيع أن أقاتلك على الإطلاق هكذا.. "

ترتجف قدما الرجل ذو البدلة البيضاء الذي يتحول دون وعي إلى هيئة الجان الخاصة به

"تباً .. سوف أقتلك بالضربة القادمة.. "

يقول الرجل الذي أخيراً بدأ باتخاذ هيئة الجان الخاصة به و التي بدأت تظهر على جسده أثناء اندفاعه نحو ماساشي الغير واعي بما يحدث من حوله حتى

.

أحد الصفات السلبية الأخرى لمهارة القتال اللا واعي بأن الشخص لا يستطيع الخروج منها إرادياً حتى بعد الفوز في القتال فهو يحتاج إلى شيء يوقظ الوعي الخاص به تماماً ليتمكن من استعادة وعيه من جديد

.

كان كل من ماساشي و الجان يتواجهان بشكل مباشر

ماساشي الواقف قام بتغيير وضعية جسده القتالية للمرة الثالثة إلى وضعية فقط من الشكل كان واضحاً بأنها أقوا ألف مرة من الوضعيتين قبلها و حجم الجان قد ازداد ثلاث أضعاف حجمه الأصلي كذلك و كان لونه أزرقاً مخضر بعض الشيء

.

مرت نصل دقيقة تقريباً منذ استخدم ماساشي مهارة القتال اللا واعي لذلك جسمه بدأ بالموت بالفعل و لم يتبقى أمامه سوا لحظات يعيشها إن واصل بهذا الشكل

.

قبيل حدوث الصدام الهائل بين الإثنين كلا الطرفين قد توقفا بمكانهما تماماً و نظرا إلى بعضهما البعض بعيون غير مصدقة كما لو إن الإثنين قد استعادوا أسوء الذكريات بحياتهما

.

"أ.أ.أنت من ذلك اليوم..!"

يصرخ الجان على ماساشي الذي كان واقفاً بمكانه غارقاً بذكرة كان قد حفرها عميقاً بداخله و أغلق عليها منذ سنين طويلة....

....

...

..

.

بالعودة إلى ذكريات ماساشي سنين نحو الخلف كانت الذكريات مشوشة للغاية برأسه كل ما تمكن من تذكره كانت بعض الجمل من امرأة شعرها أحمر اللون

"ماساشي أيها الوغد .. احمل يامي الآن و أهرب بسرعة..!"

صرخت المرأة على ماساشي الذي كان أصغر بوضوح من عمره الحالي

كان ما أعاد إلى ماساشي تلك الذكرة هو الجان أمام تلك المرأة التي أثناء جري ماساشي كان قد تعرض إلى لكمة من المرأة ثقبت له معدته

....

...

..

.

كان الجان من ذكريات ماساشي يقف أمامه تماماً بنفس المواصفات تماماً حتى إن معدته لم تشفى تماماً و لازالت مثقوبة بعض الشيء

.

..

...

....

.....

......

عذراً على عدم النشر يوم الخميس و أتمنى بأن الفصل قد أعجبكم🤍

2021/10/30 · 413 مشاهدة · 1530 كلمة
KALAMAZOO
نادي الروايات - 2024