نظرت الى الخريطة التي امامي، كانت خريطة كبيرة على مستوي اتساع الطاولة، ومليئة بتفاصيل دقيقية.

امامي وقف بليك وايان وفارس ظل اخر يدعى اوسكار.

اشرت جهة الشمال قبل ان اغير التجاه يدي نحو الشمال الغربي.

"هنا توجد شجرة الأمنيات"

بوصف اختصار شديد، شجرة الأمنيات تقع بجانب قرية التنانين.

نظر ايان للخريطة لوهلة قبل ان يرفع رأسه ويسألني بنبرة كما لو انه لم يفهم"لكن سيدي الشاب كيف عرفت انها هنا؟"

ابتسمت وانا اجيب"هناك ادلة تاريخية، الأمر معقد بعض الشيء لشرحه لكنني واثق بوجودها"

لاتلومني لاتوجد اعذار في دماغي حاليا، قبل ان اكمل متجاهلا رد ايان المضطرب.

"نحتاج من المؤن ، لأننا لن نأكل هناك بينما يمكننا احضار بعض الخضار والفاكهة، اما بالنسبة للأسلحة لأكثر احياط يجب ان تحملوا اسلحة اضافية في حالة تحطم احدى السيوف، ونحتاج لملابس كثيرة لأن البرد شديد، ولاتستخدوا السحر الاعندما نكون في خطر فهمتم؟"

اومأ الثلاثة بقوة، نظرت الى الخريطة مرة اخرى.

'بالمناسبة بعد التفكير في الأمر، الطريق الى قرية التنانين وعر ومليء بالفخاخ السحرية، كما ان درجة الحرارة مادون 40 درجة تحت الصفر، مما يعني اننا سنموت ان لم نتدفئ بشكل جيد، كما يوجد قطاع طرق اقوياء يستخدمون السحر لذالك يجب علينا الحذر، وبما ان اسلوديا تجوع كثيرا، فهل اطعمها قطاع الطرق حتى نصل لشجرة الأمنيات؟ لااعتقد انه يجب فعل ذالك، لكن يجب فعل شيء بخصوصها'

تنهدت بتعب من التفكير بأمر اسلوديا، قبل ان اسمع بيليك يقول.

"عذرا لكن هل يمكنني ان اسأل كم ينبقى هناك؟"

اومأت براسي بتفهم، قبل ان اجيب"حوالي ثلاثة الى اربعة اسابيع بحساب اننا نستغرق اسبوعين لنصل الى هناك"

رفعت عيناي وحدقت بهؤلاء الثلاثة قبل ان اقول" احتمالية مقابلتنا لقطاع الطرق عالية خاصة انهم يأتون لمثل تلك الطرق لأنه يقال ان هناك كنوز لمن يمر هناك، يجب ان تقاتلوهم بالسيف او بالقبضة لاتدعوا السحر الا كحل بديل، واذا شعرتم ان قطاع الطرق اقوى منكم من ناحبة مهارات السيف او القبضات، فيجب الهجوم عليهم بشكل مبغث، البعض يندفع للأمام ويهاجم بينما الأخرون يهاجمون من فوق بالسهام"

حدقت بالثلاثة الذين كانوا ينظرون للخريطة بتعمق، قبل ان انظر لبيليك"بليك، ان حصل شيء، فستكون انت من يقود الفريق المكون من فرسان"

حدق بي بيليك بنظرات غريبة لكنني ظللت انظر اليه بهدوء فقط، حينها اومأ برأسه، انزلت رأسي مرة اخرى ونظرت للخريطة.

"بما ان الظروف المناخية قاسية، ولااعتقد وجود عدد كبير من السكان هناك، لذالك يجب ان نحتمأ هذه الأيام في كهف"

اشرت على نقطة معينة في الخريطة كانت تبعد عن قرية التنانين حوالي العشرين قدم.

"هل ان اسأل كيف تعرف هذه التفاصيل؟"

وضعت يدي على خدي لتكون مسندا لرأسي قبل ان اجيب"اذا كنت ستذهب لمثل هذه الأماكن فيجب ان تضع خطة وخطة بديلة، لكن ان حدث ووجدنا الكهف مغلق بسبب كمية الثلج حينها سنلجأ لإستخدام سحر النار"

اومأ الجميع بتفهم مرة اخرى،وقفت من على الكرسي قبل ان اقول بهدوء يحتوي على الرزانة.

"سننطلق بعد ثلاثة ايام، حتى نستعد بالشكل الكافي لتأمين المؤن"

"حاضر!"

'واو اصبحت اتذكر ايام الماضي عندما كنت مسؤولا عن قيادة فريق من الصيادين'

ابتسمت عندما تذكرت ذالك، قبل ان اراهم يخرجون، بقي ايان ينظر لي، وقفت امام النافذة وقلت.

"هناك شيء ترغب بالسؤال عنه صحيح؟"

اومأ ايان قبل ان يسأل"اجل، هل سيكون الأمر جيدا بعد وضع هذه الخطط؟"

استدرت جانبيا وابتسمت"حتى وان فشلت طالما انا حي سأفكر بحل"

نظرت الى النافذة المرصعة بالنجوم كما لو انها جواهر، انا اتمنى ان يكون كل شيء بخير.

****

وبعد مرور ثلاثة ايام.

نظرت للمشهد الذي امامي بتعبير منزعج قبل ان اتنهد.

"سيدي ارجوك خذني معك!"

بكل اختصار قائد الفرسان رايموند الذي كان معي في رحلة الشمال مع كاثرين يقف امامي ويريدني ان اجعله يذهب معنا، لماذا؟ انا ايضا لااعرف.

"لم تريد الذهاب؟"

عندما سألت هذا السؤال تفاجئت من تغير موقفه، وقف امامي بتعبير يحمل الجدية ويبرز الكاريزيما التي لديه ويقول.

"اريد ان اساعدك، المرة السابقة خطفت امامي دون ان استطيع فعل اي شيء لذالك تدربت بجد وارغب بحمايتك هذه المرة سيدي"

ضيقت عيناي عندما سمعت ماقاله، هذا هو سببك اذن.

حدقت بعينيه الزمردية التي تنظر لي بترقب ولهفة، وضعت يدي على جبهتي وتنهدت بعمق.

"حسنا لاتثر ضجة"

"امرك!"

جفلت عندما رأيت رد فعله القوي لم يعتريك الحماس هكذا؟

"كايلوس.."

استدرت ووجدت كاثرين والفريد، ابتسمت وانا اقول"امي.."

نظرت لي كاثرين، كان بمقدوري سماع نبرة صوتها الحزينة التي جعلتني اشعر بالندم، قبل ان تقرب مني وتحضنني بحنان ورفق وهي تهمس"تذكر ان تعود حسنا؟"

اومأت وانا اربت على ظهرها"بالتأكيد"

قبل ان انظر اليهم واقول"اذا سأذهب"

فتح الفريد فمه وقال لي بتلك النظرة مرة اخرى"احرص ان لاتصاب بخطر"

اومأت مرة اخرى ونظرت للعربة، هل سأكون بخير بخروجي؟ شعرت بإحساس غريب لوهلة كما لو انني اخاف من المجهول، قبل ان اتذكر ان وجود قوتي واسلوديا واهز رأسي وصعدت العربة، لايوجد خوف او توتر سأكون بخير، نظرت الى ريون الذي كان ينظر لي بتوتر ابتسمت عندما رأيته بتلك الحالة.

"لاتقلق، سنكون بخير"

اومأ ريون بتردد، ازدادت ابتسامتي ونظرت الى النافذة.

****

نظرت عينيها ذات اللون الفوشي ببرود، قبل ان تقف من عرشها المرصع بالألماس.

نظرت سماعدتها لها بتوتر، قبل ان تسأل بنبرة احترام وتقدير.

"سمو الملكة اريادين، هل هناك مايقلقك؟"

استدارت اريادين ونظرت لمساعدتها بنظرة باردة يعتليها كبرياء قوي، كما هو متوقع من اريادين بعد كل شيء.

فتحت اريادين فمها وخرجت نبرة مليئة بالهيبة والهدوء"ولم تظنين ان هناك مايقلقني؟"

انزلت مساعدتها رأسها قبل ان تقول بإحترام"اعتذر سموك لقد كان الأمر مجرد احساس"

جلست اريادين وهي تضع يدها على خدها لتكون مسندا لرأسها، قبل ان تقول.

"اجل، انت بالفعل تعرفين عما يحدث في هذه القرية والقرى المجاورة"

اغلقت اريادين عينيها قبل ان تفتحها مرة اخرى، توهجت عينيها ذات اللون الفوشي، بشكل مرعب مما جعل مساعدتها تضيق عينيها بسبب الضغط الذي بدء يهبط على المكان، قبل ان تتمتم اريادين.

"بالفعل يجب العثور على حل"

****

مر وقت، رفعت عيناي وحدقت بالنافذة، كانت تحتنا ارضية مغطاة بالثلج، كان هذا دليلا كافيا اننا قد وصلنا لشمال، خاصة انه لاتوجد اي مناطق مثلجة عدى هي.

اتكئت على الكرسي الخاص بالعربة مع تنهد عميق،

سيستغرق الأمر بعض الوقت للوصول الى قرية التنانين.

بدأت اشعر بالصقيع يتغلغل الى عظامي، على الرغم من انني ارتديت الكثير من الملابس، كما هو متوقع من الشمال.

"ريون اتشعر بالبرد؟"

نظر لي ريون وهز رأسه قبل ان يقول بإبتسامة" ل-ا اع-لم ل-كن اظن انن-ي معت-اد عل-ى هذ-ه البيئ-ة"

من الطبيعي ان تكون معتادا عليها هذا لأنك ولدت في الشمال حسب ماذكر في الرواية.

نظرت الى النافذة مرة اخرى، كان بمقدوري رؤية رقاقات الثلج التي تسقط من السماء وتهبط على الأرض برقة ونعومة.

كان مشهدا مريحا لرؤيته، قبل ان اسمع صوت صرير حاد، وتوقف العربة بعنف جعلني انتفض عن مكاني.

شعرت بذهول بسبب التوقف المفاجئ من المفطرض اننا لن نتوقف حتى نصل لمكان الشجرة، مستحيل هل هجم قطاع الطرق؟ لكن حسب الرواية هم لم يظهروا في هذا المكان....

فتح ايان باب العربة ونظر لي بتعبير مرتبك، انتظر ايان دخل العربة هذا...الايعني هذا انه لايوجد قطاع طرق؟ اذن ماخطب تعبيره؟

"مالأمر؟ لم توقفت العربة فجأة"

انزل ايان عينيه وقال على مضض"نعتذر عن التوقف المفاجئ لكنني اعتقد انه يجب عليك ان ترى هذا"

رفعت حاجبي بإستغراب وتبعت ايان الذي قاد الطريق، كان الجنود ملتفين على شكل دائرة حول شيء ما، بمجرد ان رأني الفرسان ابتعدوا عن الطريق، وحينها كان بمقدوري رؤية ماكانوا ينظرون اليه.

كان هناك طفل مصاب بجروح سطحية وكدمات، رغم ان الجو بارد الى انه كان يرتدي زي صيفي باهت، كما كان بمقدوري رؤية انه يمتلك اجنحة مخدوشة، والأهم من هذا كله انه يرتجف.

رؤيته وهو لي هذه الحالة اعاد لي ذكرى، عندما كنت تحت تعذيب الرجل ذو الأعين البنفسجية، كنت مثله تماما مصاب وارتجف، شعرت بإحساس غريب لكنني بعد وهلة استطعت تأكيد ماهو....

'الخوف'

اجل، لطالما كان احساس الخوف هو المسيطر مقارنة بالأحاسيس الأخرى، مهما تظاهر البشر بالقوة فإنهم ضعفاء امام هذا الإحساس.

على الفور نزعت الرداء الذي كنت ارتديه وقلت.

"سنتوقف لفترة حاولوا اشعال النار"

نظر الفرسان لي بذهول، لكن عندما ظللت احدق لهم ببرود تحركوا على الفور.

نظرت للفتى قبل ان اتمتم تحت انفاسي..

"لاتقلق ستن

جوا"

بالتأكيد لن ادعك تموت، لااريد ان ارى شخصا يعيش مثل حالتي المزرية ان يموت.

ابدا.

2025/12/06 · 9 مشاهدة · 1270 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2025