تنهد...

صحيح أن روايتي وصلت للمركز الأول في موقع نادي الروايات، وذلك بفضل الله أولًا.

لكن هل حقًا وصلت إلى هذا المركز لأن شعبيتها جارفة؟ أم لأن الساحة هنا باتت خاوية، والقراء تراجعوا حتى صارت المنافسة بلا روح؟

كل مرة أنشر فصلًا جديدًا، أراقب الأرقام…

معدل المشاهدات لا يتجاوز 18 أو 20 في اليوم.

بعض التعليقات القليلة التي بالكاد تُذكر، وأحيانًا فصول كاملة تمر بصمتٍ تام، كأنها لم تُقرأ أبدًا.

أليس هذا محبطًا؟

نعم، هناك روايات مذهلة تستحق الاهتمام، وهناك روايات ضعيفة لا تترك أثرًا. لكن جوهر المشكلة أعمق من مجرد جودة عمل أو سوء آخر.

السؤال الحقيقي هو:

لماذا الروايات المستمرة قليلة إلى حد الندرة؟

لماذا نرى كتّابًا ينسحبون واحدًا تلو الآخر؟

تذكروا "تاتش"، مؤلف رواية منظور الشرير، لماذا غادر إلى ويب نوفل؟

لأن هناك جمهورًا حيًا، تفاعلًا صاخبًا، تعليقات تحرك الكاتب وتدفعه ليستمر.

هناك شعور بأنك تكتب لشعلة متقدة، لا لفراغٍ بارد.

أما نحن؟ فكأننا نكتب في صحراء لا يجيب صداها أحد.

فهل نحن كعرب عاجزون عن تكوين جمهور حقيقي؟

لماذا لا يوجد مجتمع "مرعب" من القراء كما في الخارج، جمهور يجعل الكاتب يحترق حماسًا ليكتب أكثر وأكثر؟

هل الدعم الحقيقي صعب لهذه الدرجة؟

بضع مشاهدات متناثرة… تعليقات لا تكاد تُرى… ثم نتساءل: لماذا يختفي الكتّاب؟

متى سنرى جمهورًا يتناقش في كل فصل، يحلل الأحداث، يضع النظريات، ويزرع في الكاتب شغف الاستمرار؟

متى نصل لليوم الذي يكتب فيه المؤلف العربي وهو يعلم أن مئات بل آلاف القراء ينتظرون كلماته بلهفة؟

حتى ذلك الحين… سيبقى الفشل يطاردنا.

وسيظل ضعف الاستمرارية لعنتنا.

وستبقى الأحلام تُدفن قبل أن تولد حقًا.

الكاتب: Ashveil

2025/08/29 · 138 مشاهدة · 251 كلمة
Ashveil
نادي الروايات - 2025