في المختبر المظلم، جلس فيكس على الطاولة المعدنية، موصولاً بأقطاب كهربائية متصلة بجهاز معقد يعرض بيانات طاقته على شاشة ضخمة. كان قلبه ينبض بسرعة، ليس من الخوف، بل من الترقب. سينجيد، الذي كان يقف بجواره، يتفحص الشاشات بوجه خالٍ من التعبير، بينما كانت كيرا تراقب من زاوية الغرفة، ملامح القلق ترتسم على وجهها.
"حسنًا، يا فيكس." بدأ سينجيد وهو يدير مفتاحًا على الجهاز. "سأقوم بزيادة تدفق السحر داخل جسدك تدريجيًا. إذا كان لديك أي شك في قدرتك على التحمل، توقف فورًا."
"ولماذا أشعر أن هذا ليس خيارًا حقيقيًا؟" قال فيكس بسخرية.
"لأنه ليس كذلك. إذا لم تتحمل، فإنك لن تخرج من هذا حياً." قال سينجيد بابتسامة خبيثة.
"رائع، هذا يطمئنني جدًا."
---
بداية التجربة
أدار سينجيد مفتاح الجهاز، وبدأت الآلة تصدر صوتًا منخفضًا متزايدًا. شعر فيكس بحرارة تسري في جسده، طاقته الكامنة تستجيب بشكل غير مستقر. أول الأمر كانت كشرارة صغيرة، ثم بدأت تتحول إلى تيار قوي ينتشر في عروقه.
"كيف تشعر؟" سأل سينجيد، بينما كان يراقب الشاشات.
"كأنني أحترق من الداخل..." قال فيكس بصوت متقطع. "لكنني أستطيع التحمل."
"جيد. السحر الكامن لا يحب القيود. إذا أردت التحكم به، عليك أن تفرض إرادتك عليه."
لكن الأمور لم تبقَ تحت السيطرة. فجأة، بدأت الأجهزة تعرض بيانات غير مستقرة، وشعر فيكس بصداع حاد يضرب عقله. الأضواء في المختبر تذبذبت، وكأن المكان كله يستجيب لطاقة غير عادية.
"هذا ليس جيدًا!" صرخت كيرا وهي تتراجع.
"إنه يحاول السيطرة على السحر بداخله." قال سينجيد، وعيناه تلمعان بالفضول. "إما أن ينجح... أو يتحطم."
---
داخل عقل فيكس
في اللحظة التي فقد فيها فيكس السيطرة على جسده، وجد نفسه في عالم غريب. السماء سوداء تتخللها ومضات من البرق الأزرق، والأرض تحت قدميه مغطاة بشقوق ينبعث منها ضوء متوهج.
"أين أنا؟" تمتم لنفسه، وهو يتقدم بحذر.
فجأة، ظهرت أمامه صورة مشوهة لهيئته. كانت نسخته المظلمة تملك عينين متوهجتين بلون السحر الكامن، وابتسامة شريرة على وجهها.
"أخيرًا، قررت مواجهتي." قالت النسخة بصوت خافت، لكنه محمّل بالتهديد.
"من أنت؟" سأل فيكس، محاولاً الحفاظ على رباطة جأشه.
"أنا أنت. لكنني الجزء الذي تخشاه. القوة التي لا يمكنك السيطرة عليها. إذا أردت أن تستمر، عليك أن تهزمني."
"وهذا ما سأفعله." قال فيكس بثقة، رغم أنه شعر بخوف داخلي يتسلل إليه.
"أوه، صغيري." قالت النسخة المظلمة وهي تتقدم نحوه. "السحر ليس شيئًا يمكنك امتلاكه. إنه يمتلكك. وكلما حاولت السيطرة عليه، ستكتشف أنك عبثًا تحارب ما لا يمكن هزيمته."
"سنرى ذلك."
---
المواجهة مع الظل
رفعت النسخة المظلمة يدها، وأطلقت دفعة من الطاقة نحو فيكس. بالكاد تمكن من تفاديها، لكنه شعر بارتجاج قوي في كيانه. كل ضربة كانت تُشعره وكأن السحر بداخله يحاول تمزيقه.
"النظام!" صرخ فيكس في عقله. "كيف أتعامل مع هذا؟"
"إنه تمثيل لسحرك غير المستقر. الطريقة الوحيدة للفوز هي أن تقبل السحر كجزء منك، وليس كشيء منفصل. توقف عن محاربته، وتعلم الانسجام معه."
"قبوله؟ كيف؟"
"اربط بين قوتك وإرادتك. تذكر لماذا تقاتل، وما الذي تريد حمايته. السحر قوة، لكن الإرادة هي من تُحدد من يسيطر."
أخذ فيكس نفسًا عميقًا، وركز على هدفه. تذكر جينكس، عالم رونتيرا، وكيرا التي كانت تقف بجانبه دائمًا. تذكر أن هذه القوة ليست لعنة، بل أداة لحماية من يهمه أمرهم.
"أنا أتحكم في هذه القوة." قال لنفسه بثبات.
رفع يده، وبدلاً من إطلاق الطاقة، بدأ في جمعها داخله. النسخة المظلمة أطلقت دفعة جديدة، لكنها ارتدت عنه هذه المرة.
"مستحيل!" صرخت النسخة المظلمة.
"هذا السحر ليس عدوًا لي. إنه جزء مني." قال فيكس، واندفع نحو النسخة المظلمة، ممسكًا بيديه.
مع صرخة أخيرة، تلاشت النسخة المظلمة، وعاد فيكس إلى وعيه.
---
العودة إلى الواقع
فتح فيكس عينيه ببطء، شعر بأن جسده أكثر خفة، لكن طاقته أكثر قوة. الأجهزة توقفت عن العمل، وسينجيد كان يراقبه بدهشة.
"مذهل..." قال سينجيد بصوت منخفض.
"هل أنا بخير؟" سأل فيكس بصوت ضعيف.
"ليس فقط بخير. لقد أصبحت أقوى مما كنت عليه."
كيرا، التي كانت تراقب بقلق، تقدمت نحوه. "هل تشعر بتحسن؟"
"أشعر... وكأنني أملك السيطرة أخيرًا." قال بابتسامة خفيفة.
النظام تحدث في عقله: "تصنيفك الآن: فضي. لقد تجاوزت حدودك السابقة، لكن عليك أن تتذكر أن هذه ليست النهاية. السحر الكامن ما زال يحتاج إلى توجيهك."
"سأتذكر ذلك."
---
تهديد جديد
لكن فرحتهم لم تدم طويلاً. أطلقت أجهزة المختبر إنذارًا جديدًا، والشاشات أظهرت مجموعة كبيرة من الأنياب السوداء تقترب بسرعة.
"ها نحن مجددًا." قال سينجيد، وهو يضغط على أزرار لتفعيل دفاعات المختبر.
"كم عددهم؟" سألت كيرا، وهي تمسك بسيفها.
"عدد كافٍ لإبادة هذا المكان." قال سينجيد ببرود.
"حسنًا، حان الوقت لاختبار هذه القوة الجديدة." قال فيكس وهو يقف، مشحونًا بطاقة لم يشعر بها من قبل.
"لن تكون وحدك." قالت كيرا بابتسامة، وهي تستعد للقتال بجانبه.
تقدموا جميعًا نحو المدخل، ب
ينما كان صوت خطوات الأعداء يقترب. فيكس، مليء بالإرادة والثقة، همس لنفسه: "هذه معركتي. وهذه المرة، لن أتركهم ينتصرون."