استفاق خمسون شابا لينظروا حولهم و ليجدوا انفسهم في غرفة كبيرة جدا و تقف أمامهم شخصية ترتدي عباءة سوداء .

" يبدوا انكم استفقتم "

سأل احدهم " من أنت و كيف وصلنا الى هنا"

اجابه ارون " بالنسبة لسؤالك عن من انا فهو غبي طبعا انا سيدكم الجديد اما عن الطريقة التي وصلتم بها فستعرفون في ما بعد اذا كنتم مؤهلين لذلك "

كان ارون قد انشأ طابقا ثانيا في المختبر خصصه لإستقبال العبيد و تجهيزهم فيه قبل البدأ بإستخدامهم.

نظر احد العبيد حوله قليلا ثم صرخ

" اسمعوني يا اخوة يبدوا ان هذا الشخص الغبي لوحده و بدون اي حماية . هذه فرصتنا للهرب"

نظر اليه ارون بعيون ميتة . في الحقيقة كان قد فك اصفادهم و خلق مثل هذا الحالة كي يصطاد منهم غبيا كهذا و يستخدمه كمثال على العقوبة .

صرخ الشاب قائلا " لماذا انتم مترددون هو شخص واحد فقط ما دمنا نقتله او نربطه على الاقل سنستطيع الهرب . هل تخبرونني انكم تفضلون ان تعيشوا حياتكم كلها في العبودية لهذا الشخص "

شجعت كلماته بعض العبيد حوله . لكن الأغلبية مازالوا مترددين قليلا .

خرج من الحشد و اشار الى اربعة اشخاص حوله " لننطلق يا اخوتي يبدوا ان هؤلاء الحثالة يفضلون حياة العبودية عكسنا نحن . لنقتل هذا الوغد أمامهم قبل مغادرتنا و نجعلهم يختارون الهرب غصبا عنهم . "

اعتقد الشاب ان الشخص امامه احد النبلاء و مادام يقتله فلن يكون لباقي العبيد خيار الا الهروب و الا فإنهم سيقتلون . كان سبب هوسه بتحرير العبيد انه اكتشف ميراثا لفارس السماء قبل ان يلقى القبض عليه من احدى مجموعات قطاع الطرق هو و قريته و يتم بيعهم لتجار العبيد. لهذا كره استعباد البشر و قرر انه مادام يستطيع الهرب فسيعود ليجد الميراث في المكان الذي خبأه .

فكر في نفسه " اول شيء سأقتل هذا النبيل و اقود هؤلاء الحمقى معي و اعود لأجد ميراث الفارس في المكان الذي خبأته . ثم بعدها سأختبأ في احدى الغابات انا و اتباعي و اتدرب حتى اخترق فارس السماء ما ان انجح حتى ابدأ حملة لتحرير العبيد من النبلاء و تدريبهم لتكوين جيش للتمرد على الإمبراطورية لإسقاطها و ابني مملكة جديدة تخصني . مجرد التفكير في هذا يجعلني متحمسا. "

انطلق هو و أربعة اشخاص نحو ارون و هو يصرخ

" بإسم العدالة سأنزل عليك العقاب ايها النبيل كيف تجرؤ-"

بووم

قبل ان ينهي كلامه تغيرت رؤيته الى ظلام .

" النملة تجرؤا على التمرد و ترفع صوتها ايضا "

استخدام ارون تعويذة اليد السحرية على شكل كف و ضغط هذا الشخص و من تبعه في يخنة لحم بضربة واحدة .

هووع

تقيأ احد العبيد في الخلف من المنظر و سقط اغلبهم على الارض من الخوف . تمتم احدهم بصوت خفيف " شيطان ". تفرق الحشد من حوله بسرعة خوفا من ارون. التفت الشاب حوله و ادرك ما حصل ثم ركع في الارض يبكي.

" سيدي ارجوك لقد اخطأت

هواه

ارجوك سيدي لا تقتلني "

توسل و هو يبكي . نظر ارون له و هو يفكر " كنت اظن انني بالغت قليلا في طريقة معاقبة خروف التضحية لكن بالنظر للنتيجة امامي اعتقد انني احسنت بذلك"

" حسنا يمكنني ان اسامحك هذه المرة فقط لكن تذكر لا توجد فرصة ثانية"

كان ارون قد قرر استخدام اسلوب العصا و الجزرة و متلازمة ستوكهولم معهم اي انه سيعاقب المخطئ بشكل قاسي و يسامح الأغلبية يشوه تفكيرهم و منطقهم قليلا بما يناسبه حتى يعتبروا عدم العقاب انه مكافأة.

ركع الشاب و هو يبكي " شكرا شكرا لك سيدي على رحمتك "

التفت ارون للبقية و قال " الان و قد انتهينا من هذه المهزلة سأشرح سبب وجودكم هنا "

سكت قليلا حتى انتبه و ركز الكل على كلامه " في الواقع فهو امر جيد لكم و سأمنحكم قوة لم تحلموا بها في حياتكم البائسة التي عشتموها حتى الان و لن تفكروا مرة أخرى في ملئ بطونكم او في ملبسكم . لكن هذا لن يكون مجانا طبعا "

تهيج العبيد بعد سماع هذا و ركزوا على ارون اثناء كلامه . كانو يعلمون ان اغلب العبيد الشباب مثلهم يستخدمون عادة في العمل بالمزارع في اقطاعيات النبلاء و يعيشون حياة صعبة جدا حتى ان اغلبهم يموت من سوء التغذية و الامراض.

استمر قائلا " لكن رغم ذلك لن ارغمكم على هذا لذا فأنا اسألكم الان من لا يريد الطريق التي خططتها له الان فليخرج و يصرح بذلك و اعده بإعادة بيعه او استخدامه في احد الأعمال الخاصة بالعبيد ". فكر ارون في نفسه " فقط امزح طبعا من سيرفض فسأجعله متبرعا في تجاربي " .

ركع العبيد كلهم لأرون و صرخوا بصوت واحد " سيدي نحن مستعدون لخدمتك".

" جيد بما انكم اتخذتم قراركم . الان فلتستريحوا لقد جهزت لكم في هذه الغرف أسرة كافية و بعض الطعام و سأجدكم غذا " أشار ارون الى رواق متصل بالطابق.

ثم استخرج كرة نارية من كفه و احرق كتلة اللحم امامه في رماد و اختفى من امامهم تاركهم في صدمة من المنظر .

صباح اليوم التالي وقف خمسة و أربعون شابا امام ارون .

"يمكنكم الدخول على هذه الغرفة بالتوالي . " جهز ارون مختبرا صغيرا للبدأ بحقن جرعة السلالة .

دخل الشاب الاول جعله ارون يتمدد على الطاولة بعد السيطرة عليه بقوته الذهنية ثم حقنه بالجرعة . انتفض جسمه قليلا ثم بعدها انتفخت عضلاته و تشكلت بطريقة قوية . ازال ارون قوته الذهنية على الشاب .

استيقظ من غيبوبته و احس بقوته الخارقة الجديدة و بدأ يبتسم و يضحك.

" حسنا يمكنك الخروج الان و جعل الشخص التالي بعدك يدخل "

قفز الشاب من امامه " نعم سيدي سأفعل "

استمر ارون بحقن جرعات السلالة و لم ينتهي حتى الظهر . ثم بعدها جمع العبيد امامه و قال " يبدوا لي ان التغييرات في اجسامكم قد نالت اعجابكم . لكني اذكركم ان هذا جزء صغير فقط مما استطيع منحه لكم ما دمتم تبدلون وسعكم و لا تخذلونني فأنا لن اكون شخصا بخيلا في معاملتكم "

ركع الكل و قالوا بصوت واحد " لن نخذلك سيدي"

استخدم ارون قوته الذهنية و سيطر عليهم جميعا و بدأ بجعلهم يشربون جرعة الحيوية و استخدام التقنية المرافقة لها .

اخترق خمسة و أربعون شخصا مستوى الفارس بسهولة في وقت واحد . و لو علم احد هذه الطريقة لقامت حرب عليها بين الامبراطوريات لكن ارون يعلم ان هذه فقط نتيجة بسيطة جدا من نتائج ابحاث الساحر و أن هنالك اسرار اكبر تحتاج منه كسرها و حلها.

" اصبحت مؤخرا مدمنا على البحث . اظن انه عقليتي تتغير كنتيجة لزيادة قوتي الذهنية . استطيع الان ان افهم لماذا يلقب السحرة برواد الحقيقة "

………………..

ملحوظة : اشكركم على تعليقاتكم و اتمنى ان ارى تفاعلا اكبر منكم.

2022/11/03 · 613 مشاهدة · 1057 كلمة
yomiroo
نادي الروايات - 2024