مرت 3 سنوات منذ اكتشاف ارون الوريد الارضي لحجارة العناصر و بدأ خطة الاستيلاء على المنطقة .
و بعد عودة الامير من الإمبراطورية المقدسة الى وطنه أخذه الارقام نحو مدينة من الدرجة الثالثة تم اختيارها كمقر لعملية الاستيلاء على العرش .
اختار ارون نورمان كقائد للفريق المسؤول على سير هذه العملية بسبب خبرته السابقة في نفس المجال و ايضا كان قد اقترح على ارون تكليفه بدور ما فمنذ انتهاء فترة حكمه و تنازله لإبنه تشارلز صار خاملا و خصوصا بعد اختراقه مؤخرا لمستوى فارس الحد الثالت .
استخدم نورمان و فريقه اسم الامير في اطلاق عملية تجنيد واسعة و قد تمكنوا في هذه الفترة من اغراء الكثير من الرجال و الشباب و ذلك بسبب المعونات المغرية التي استثتمرها الارقام في بناء الجيش .
و ايضا كان ارون قد قرر استخدام تقنية الفارس العظيم لتدريب الجنود و بعد تحقيق مستوى اعلى من الانجازات و الترقية إلى مستوى الضباط يمكنك استبدال تقنية فارس على مستوى الارض و حتى فارس على مستوى السماء . اما بالنسبة لمستوى فارس دم التنين فينوي ارون منحها الى الشخصيات الرئيسية كقادة الجيش و الدولة المختارين من قبل منظمة الارقام . طبعا فسبب ارون في تسريب تقنيات الفرسان مختلف فهو يضع أساسا لخطة قادمة ينوي تنفيذها في ما بعد .
اما بالنسبة لإستخدام الارقام في الحكم مباشرة فقد قرر ارون انه لن يفعل ذلك ابدا تجنبا لأي مشاكل مستقبلية كأن يقف على رأسه جزار بإسم الانتقام في ما بعد بإسم العدالة و محاربة الشرير الاكبر .
و في هذه السنوات الثلاث تمكن الجيش الذي انشأه نورمان و فريقه من الاستيلاء على اغلب مناطق المملكة و بقيت فقط المعركة الحاسمة في العاصمة لذا فقد توجه جيش جرار ضخم نحو ساحة المعركة الأخيرة .
" جلالتك لا يمكنك هذا ارجوك تراجع عن قرارك "
في باحة قصر كبير رئيسي في العاصمة ركب فارس شاب بدرع فضي على فرس ابيض و حوله بعض الاشخاص .
" ارجوك جلالتك لا تفعل فأنت الامل ارجوك انسحب من الطريق خلف العاصمة للإمبراطورية المجاورة "
" نعم جلالتك ما دمت انت فقط تنجو فلديك امل في العودة "
" سنطلب من الإمبراطورية المساعدة و نجند جيشا كبيرا بإسمك و نعيد كل ما نملك مرة أخرى "
" نعم جلالتك "
" نعم "
…
..
.
استمر جمع من الاشخاص حوله بمناشدته و الصراخ .
" يكفي " صرخ الشاب فيهم بصوت قوي قطع كل كلامهم .
" لقد قررت سأخرج لملاقاة جيش الاعداء و انا على رأس جيشي و جنودي حتى لو تسبب ذلك في هلاكي "
انطلق الملك الشاب بحصانه نحو مكان تجمع الجيش قبل خروجهم لقتال العدو .
اما ان يفعل مثل ما اقترح عليه وزراءه فهذا غير وارد ان يطلب الدعم من دول خارجية فهو يعلم ان هذا اغبى قرار لأن الدول الخارجية لن تساعده مجانا بل ستطلب منه بعض التعويضات القاسية كأن يتخلى عن جزء من ارض المملكة أو ان تستنزف ثراوات بلده و هذا ما لن يوافق عليه حتى لو قتل .
و هو ايضا يعلم ان قائد هذا التمرد هو اخوه الاكبر فحتى لو هزم و تم اسره او قتله فسيكون افضل بكثير من ان يأتي بهذه الضباع الخارجية التي ستلتهم بلده و وطنه .
في سهل عشبي كبير يقف جيشان ضخمان مقابل بعضهما البعض و في مقدمة جيش العاصمة الملك و في الجيش المقابل يقف الامير في المقدمة و وراءه نورمان و فريقه من الارقام و الجنرالات و القادة .
صاح الملك بصوت قوي " اخي كيف حالك لم ارك من مدة "
رد عليه الامير بإبتسامة " بأفضل حال اخي "
" هل حقا لم يعد هنالك طريقة لحل هذا الامر بدون قتال "
سكت الامير قليلا ثم قال " للأسف لم يعد "
اغمض الملك الشاب عينيه قليلا ثم فتحهما و قال " حسنا بما ان الأمر وصل الى هذا فلن اخذلك انا اتحداك في قتال فردي قبل انطلاق شرارة الحرب "
حدق الامير في الملك قليلا ثم اجاب " لك ذلك لكنك لا تملك حتى املا صغيرا في الفوز "
خرج الامير و الملك من مقدمة جيشيهما و تقدما نحو بعضهما البعض .
نزل الاثنان من فوق احصنتهما و بعد تحية خفيفة سحبا السيفان في مواجهة بعضهما البعض .
" اخي اتمنى فقط ان تحافظ على جنود الجيش ففي الاخير هم جيش بلدنا و ايضا لدي طلب اناني ان لا يتم ايذاء زوجتي و ابناءي مقابل موتي امامك في هذه المقابلة "
سكت الامير قليلا على مطالبة الملك " في الحقيقة بالنسبة لعائلتك يمكنك الاطمئنان لن يتم لمسهما فبعد كل شيء نحن ننتمي لنفس العائلة الملكية اما بالنسبة للجيش فأسف لا استطيع تلبية طلبك "
كانت خطة نورمان هي إبادة الجيش بقوة قاهرة بدون أي مقاومة و ذلك لإطفاء اي مشاكل قادمة بإسم استعادة العرش من المغتصبين .
بعد ان رأى الملك الاصرار و الجدية في كلمات الامير تنهد و قال " حسنا لقد فعلت كل ما استطيع و ما بقي لي الان هو ان اموت من اجل ما أريد حمايته "
انطلق الشخصان نحو بعضهما متشابكين بالسيوف .
اثناء تشابكهما قال الامير " حقا بعد اختراقي لفارس دم التنين فمستوى فارس الارض و حتى فارس السماء لم يعد يشكل أدنى تهديد "
" ماذا تقصد "
" ان هذا الأمر ليس ممتعا كما تخيلته ان يكون وداعا اخي "
بعد قول هذه الكلمات تراجع الامير الى الوراء قليلا ثم قبل أن يستوعب الملك ما سيفعله اختفى من امامه بسرعة غير مرئية .
وووش
احس الملك ان هنالك ريحا خلفه و قبل ان يلتفت فإذا بضربة قوية بقبضة السيف تنزل على رقبته افقدته وعيه .
" كيف وصلت-" كان اخر كلام الملك قبل ان يغيب وعيه .
امسك الامير بالشخص امامه و حمله على كتفه و اختفى بسرعة غير مرئية من مكانه و عاد الى مقدمة جيشه .
" لماذا خالفت الخطة "
" انا اسف سيد نورمان ارجوك اغفر لي انانيتي فأنا أريده أن يعيش و اعدك بأن لا يكون هنالك أي تأثير "
سكت نورمان قليلا و هو يفكر" يبدوا ان هذا الامير ليس مناسبا حقا لسيدي و اظن انه بعد ان يصل الامر لسيدي سيستبدله بوريثه فور نضجه " يعرف نورمان شخصية ارون و انه لا يحتاج لأشخاص يتجاهلون أوامره و حتى يفكرون او يترددون في تنفيذها لذا فما فعله سينهي فترة حكمه باكرا بمجرد نضج ابنه و تدريبه من قبل المنظمة .
تجاهل نورمان الشخص امامه و قال لأحد اعضاء فريقه يمكنك اعطاء امر اطلاق الهجوم للجيش .
ما حدث بعد ذلك كان أمرا مملا فقد تم سحق جيش العاصمة و ابادتهم الى اخر جندي لأنه لا مجال لمقارنة جنود عاديين مع جيش ساحق مكون من الفرسان العظماء .
دخل بعدها الامير و نورمان للعاصمة و فرضوا حظر تجول حتى استقرار الاوضاع .
و بعد اسبوع من استيلاء الامير على الحكم وصل خبر غزو الإمبراطورية .
في قاعة اجتماعات في القصر يجلس نورمان على رأس الطاولة و حوله فريقه و الملك الجديد في اطراف الطاولة .
" الان و قد حصل غزو الإمبراطورية كما توقعناه فسنبدأ بالجزء الثاني من الخطة "
اجاب الجميع " امرك سيدي "
" سأقود انا بنفسي اول جيش و ادحر هجوم الإمبراطورية قبل انطلاق البعثات التالية "
فكر نورمان " لقد كنت اتشوق منذ اختراقي لمستوى فارس الحد الثالت لإختبار مستواي في ساحة المعركة "