صباح اليوم التالي شاب اسود الشعر ابيض البشرة بني العينين ليس بالوسيم و لا بالقبيح مظهر عادي يمشي في احد ازقة الاحياء الجانبية الفقيرة للعاصمة متجها نحو وسط المدينة .

وقف ارون قليلا امام مبنى ضخم يتوسط المدينة معجبا بالتصميم " رغم ان العصر متخلف كثيرا لكن حقا لا يستهان بالحكمة البشرية ".

دخل ارون من احد الابواب الجانبية المخصصة للعمال في الأكاديمية توجه نحو غرفة تبديل ملابس العمل ثم بعدها الى المكتبة "حسنا اليوم مهمتي على ما اذكر في الاستقبال و خدمة ضيوف المكتبة " . طبعا كل الضيوف من النبلاء العامة غير مسموح لهم اصلا بدخول الأكاديمية.

النبلاء هم قلب الإمبراطورية الضخمة ثم هنالك المدنيين العاديين و اسفل منهم العبيد كل نبيل يملك اقطاعية ارض على حسب رتبته يحكمها . و لكن يجب عليه دفع الضرائب لكي يحافظ عليها . ما يجعل النبلاء قلب الإمبراطورية حقا انهم النخبة و القوة التي تستخدمها الإمبراطورية في الحروب.

توجه ارون لمنضدة بالقرب من مدخل المكتبة مكان عمله اليوم . بعد لحظات جاء شاب اشقر " صباح الخير ارون يبدو انك مبكر اليوم ايضا " . استعاد ارون ذكرياته عن الشاب امامه بيتر رفيقي في العمل اجتزنا انا و هو اختبار التوظيف في نفس الدفعة ياتي من خلفية مدنية .

" صباح الخير بيتر و يبدو انك تجد صعوبة في التخلص من عادة التاخر " استقر الاثنان في مكان عملها بعد دردشة قصيرة في بينهما . مر وقت الصباح في المكتبة بدون زوار ثم بعدها اتت فترة استراحة منتصف اليوم تناوب ارون و بيتر على الاستراحة .

وجبة الغذاء تقدمها المكتبة للعاملين قطعة كبيرة من الخبز البني و كوب من الحليب و قليل من الجبنة طبعا ارون المعتاد على المجتمع الحديث ذو الوفرة في الانتاج يعلم وضعه الحالي. في هذا الوقت تعتبر الوجبة المقدمة مقارنة مع الخبز الاسود القاسي الذي يأكله أغلب العامة جيدة جدا.

بعد ان عاد ارون لمكان عمله في فترة ما بعد الظهر بدأت المكتبة تستقبل الزوار . اغلبهم شباب ملابس نظيفة و مرتبة زي موحد طلاب الأكاديمية ابناء النبلاء. تثمثل مهمة ارون في مساعدتهم على البحث عن الكتب المطلوبة .

مر وقت الظهيرة هكذا ثم الرواح حتى العصر انتهى وقت العمل . مهمة ارون و الموظفين قبل الانصراف إعادة ترتيب الكتب. خرج ارون من مبنى الأكاديمية متجها نحو الأحياء الفقيرة مكان سكنه و هو يفكر في خطواته القادمة . بينما هو شارد الذهن في احد الأزقة الجانبية اقترب منه رجل ثم بعدها سقط و صار يصرخ " اه ماذا فعلت قدمي كسرت" بعدها سد رجلين مخرجي الزقاق قال احدهم لارون و هو يشير له بسيف " يا صديقي لا تفكر ابدا في الخروج من هنا سالما ان لم تدفع ثمن علاج اخي .

نظر ارون للرجل بعد ان استوعب ما يحدث " حسنا انا اسف ساعوضكم عن الضرر" اخذ ارون حزمة المال الصغيرة التي معه و اقترب من الرجل. " حسنا بما انك تفهم فلن احرجك " ابعد الرجل السيف و اقترب من ارون لاخد المال ما ان اقترب حتى فاجأته لكمة بسرعة غير مرئية. انفجر رأسه و سقطت الجثة بدون رأس استدار ارون وجد الرجلين مسمرين من الصدمة ركل احدهم للبطن سقط الرجل مكانه . استفاق الاخر من صدمته ثم هرب مسرعا للخروج من الزقاق و هو يصرخ " انقذو" لم يكملها حتى طار رأسه .

اخذ ارون السيف و اعاده لغمده و بحث في جثث القتلى وجد في كل واحدة صرة مال ثم خرج مسرعا قبل ان يجده احد. بعد ان عاد لغرفته اخذ السيف ليتفحصه ثم بعدها احصى غنائمه من الأموال مفكرا " حسنا ليس سيئا وفرت علي اموال شراء السيف و حصلت على 50 قطعة فضية لكني محظوظ هذه المرة فقط اعتقد ان اولى اولوياتي ان انتقل من الأحياء الفقيرة في أسرع وقت نسبة الخطر عالية جدا و احتاج ان ابدا برنامج التمرين كي إعتاد على قوتي بسرعة بعد ان حصلت على ما يكفي من مال لشراء الجرعات و الترقية للفارس العظيم " .

عرف ارون انه افلت من حادث اليوم فقط لانه يملك القليل من القوة و ان من حاصره بعض الحثالة لكن لو لم يكن متيقنا حقا منهم لسلم لهم ما يملك . اما ان يفعل كالابطال في الروايات و ان لا ينحني لاحد و طريق اني لا اقهر فهذا هراء على الاقل بالنسبة له فحياتي اهم ان كان الإنحناء لك و اخسر لك سينقذ حياتي حقا لا مانع مع حياتي الطويلة سأكون دائما المنتصر. بالنسبة لخوفه من ان قتل هؤلاء الحثالة سيجلب له المتاعب لم يفكر في ذلك هذا من الامور معتادة في الأحياء الفقيرة و لن يهتم احد لموت مثل هؤلاء الحثالة.

2022/10/23 · 755 مشاهدة · 722 كلمة
yomiroo
نادي الروايات - 2024