فوق منصة كبيرة وسط الساحة الرئيسية في العاصمة يقف ضابط عسكري و هو يقرأ من مخطوطة في يده على جميع الحاضرين .

" اذا ايها الدوق هل تقر بكل هذه الجرائم و التهم الموجهة نحوك انت و النبلاء اتباعك "

" نعم افعل "

عودة إلى شهر من الان في مكان احتجاز النبلاء المتمردين قال ضابط الاستجواب الخاص بهم .

" اذا ما رأيك ايها الدوق هل تقبل العرض ام ترفضه و تتسبب في هلاك كل اسرتك معك و اسر باقي اتباعك "

سكت الدوق قليلا و هو مغمض عينيه و ملامحه تدل على اليأس و الحزن .

في الاصل كان ارون ينوي اهلاك النبلاء مع عائلاتهم بما فيهم النساء و الاطفال ليجعلهم عبرة على جريمة الخيانة و التمرد للباقي . لكن بعد تفكير قرر ان لا يفعل و ذلك بأن العقوبة القاسية التي سيتم تنفيذها فيهم كافية لذا فقد توقف عن معاقبة كل العائلة و اكتفى بتنزيل رتبتها الى العبيد في مقابل ان يقر كل الخونة بجرائمهم امام الناس في الساحة العامة .

يستطيع ارون ان يستخدم قوته الذهنية مع بصمة العبيد لجعل هذا الامر يحصل لكن الشخص المسيطر عليه لن يتفاعل مع المشهد بنفس الطريقة التي سيفعها اذا كان واعيا و ايضا ارون لا ينوي التدخل بشكل مباشر في اي امور كهذه مستقبلا فوقته ضيق و كان سبب انشاءه لمنظمة الارقام هي خدمته في امور كهذه .

فتح الدوق عينيه و قال بصوت عالي

" نعم لقد فعلت لقد اقدمت التمرد و اردت ارتكاب مجزرة في العائلة الملكية و ان استولي على الحكم "

عم الصمت في كل ارجاء الساحة بعد ان صرخ الدوق بكلماته .

ثم صاح احدهم

" اقتلوه "

" اعدموه "

و انتشرت الهتافات المتتالية بإعدامه في الارجاء . بالنسبة لسكان الإمبراطورية فهم يعيشون افضل أيامهم فالجفاف الذي كان يعرف بأنه يحصد الاف الأرواح لم يسمع بأمر كهذا منذ زمن طويل لدرجة أن البعض ظن انه مجرد حكاية كاذبة تناقلها اسلافهم منذ مئات السنين و ايضا اذا ما استطعت تعلم القراءة و الكتابة فستستطيع تغيير حياتك اذا ما نجحت في اختبار الأكاديمية الإمبراطورية حتى اذا لم تنجح يمكنك الدراسة في المدرسة العمومية التي تم انشاءها مؤخرا و التوجه نحو مجالات أخرى كالعلماء و الموظفين الحكوميين او التخصص في احد المهن الحرفية التي يتم تدريسها لذا فولاء أغلب العامة و العبيد للإمبراطورية فوق المتصور .

صرخ الضابط المسؤول عن قراءة جرائم المتهمين .

" يكفي . اهدؤوا قليلا "

صمت الجميع و لم يعد يسمع الا بعض الهمس هنا و هناك .

التفت وراءه و قال للجنود خلفه يمكنكم البدأ .

كانت العقوبة التي قررها ارون من اقسى ما استطاع التفكير فيه من العقوبات بين البشر . و هي تقطيع الاطراف و تمزيقهم بالأحصنة .

يتم ربط كل طرف في جسم الإنسان بما فيهم الرأس بحصان قوي و يركض كل حصان في اتجاه مختلف مما يؤذي الى تمزيق الجسم إلى عدة أجزاء.

" وااااه هااااااه اقتلوني هااااه ارجوكم "

انتشر الصراخ العالي لأحد المحكومين اثناء تنفيذ حكم الاعدام حتى ان من الحاضرين من بدأ بالتقيأ و خصوصا النبلاء فقد حرص ارون على حضورهم جميعا لهذا المشهد البائس . أدى المنظر امامهم الى اصفرار وجوههم من الخوف اما بالنسبة لبعض الاشخاص الضعاف نفسيا فقد اغمي عليهم من هول المنظر . لم يسمع من قبل بطريقة الإعدام هذه في الإمبراطورية و لا حتى في كتب التاريخ لذا فوقعها كان فعالا جدا و هذا ما اراده ارون من الامر بمجمله .

مرت السنين بسرعة و قد تمكنت سكاتاش من انهاء هدف تدريبها مؤخرا محققة أمرا يعتبر مستحيلا في عالم السحرة .

حاليا ارون جهز كل القوات التي سيتم استخدامها في الهجوم المرتقب على قبائل الاورك .

ينوي ارون اخذ كل القبائل في ضربة واحدة بهجوم مفاجئ و ان لا يمنحهم الوقت للتجمع ابدا اما بالنسبة للقبيلة الرئيسية التي يسكنها الهرطقة و بعض الزنادقة فسيتم الهجوم عليهم و اخضاعهم من قبل سكاتاش و فالن و احد الاوندد السحرة الذي تمكن من اكتساب وعيه مؤخرا .

في هذا الهجوم سيستخدم ارون حتى أتباعه الشخصيين ايضا طبعا بإستثناء الحرباء و ذلك لتدريهم على مستوى عال جدا من الاعداء في الحقيقة يستطيع ارون تشكيل نسخة بسيطة من تشكيل الوهم القتالي لأتباعه غير السحرة لكنه اجل الامر الى حين اختراقه لمستوى الساحر الرسمي لذا فالمعارك من هذا النوع تكفيهم حاليا بسبب فارق القوة الكبير بينهم و بين اعدائهم .

في احد الممرات المؤذية الى قاعة العرش التي يستخدمها ارون يسمع صوت خطوات مشي متناسقة . يجلس ارون حاليا على عرشه منتظرا الشخصية الرئيسية في الهجوم القادم .

دخلت القاعة امرأة ذات بشرة قمحية سمراء قليلا و شعر ابيض طويل و عينان بنفسجية جذابة ترتدي بدلة قتالية سوداء و تحمل في يدها رمحا احمرا قرمزيا .

" سموك " ركعت نحو ارون قائلة .

" لا حاجة سكاتاش " اشار لها ارون بيده لتقف امامه .

نظر ارون نحو هذه الشخصية الخارقة التي قام بإنشاءها و هو معجب مما يرى .

" سكاتاش لا تخذليني في المهمة التي كلفتك بها " قال ارون بصوت خشن .

" لن افعل سموك سأتأكد من ان اجلب لك النصر بيدي "

" جيد لست اشك في ذلك فبعد كل شيء انت اغلى و اثمن كنز استطعت صنعه لحد الساعة "

ركعت سكاتاش بسرعة " شكرا لك سموك سأتأكد ان اكون عند حسن تقديرك "

شعرت سكاتاش بأن روحها ترتعد من الفرح بسبب كلمات ارون و لو انها تملك قلبا حيا انفجر من قوة الخفقان فولاءها و حبها للشخص امامها امر فطري بالنسبة لها و لاخوتها الاوندد .

احس ارون ايضا بالتغييرات في روحها .

" حسنا سكاتاش يمكنك العودة و التأمل قليلا في الوادي لتعديل مزاجك فغذا ليلا سيتم اطلاق الهجوم المرتقب "

..............

اتمنى ان استمر برؤية تفاعلاتكم فهي الدافع الوحيد الذي يجعلني استمر في الكتابة بحماس

2022/12/18 · 496 مشاهدة · 911 كلمة
yomiroo
نادي الروايات - 2024