عند سماعه هذا، تجمّد "أوي أوي" من الدهشة.
نعم… في هذا العالم المليء باللعنات والمخاطر، حيث يمكن أن تموت في أي لحظة، من الجميل حقًا أن تتلقى مثل هذا الوعد من رجل قوي.
وبينما يفكّر، تنفّس بارتياح وقال بفخر: "أختي… أقبل هذا الـ‘أخ-في-القانون’… على مضض."
وما إن أنهى جملته—
"أماتيراسو!"
حتى ابتلعت النيران السوداء "إله الجدري" بالكامل.
"آآآآآه!!"
صرخة مؤلمة للغاية دوّت في أرجاء المكان، مصدرها مالك هذا المجال نفسه.
مع إطلاق "كازوما" لـ"أماتيراسو"، خرج تلقائيًا من حالة "كاموي".
لكن لحسن الحظ، وبما أن هذا المكان داخل مجال، لم يشعر بعد بالقوة الطاردة.
كانت "أماتيراسو" لا تقتل الخصم فورًا، مما منح "كازوما" وقتًا لإعادة تفعيل "كاموي".
قدّر "كازوما" أن الفاصل الزمني سيكون حوالي ثلاث ثوانٍ فقط—قصير، لكنه طويل نسبيًا في ظروف خاصة.
ومع آخر صرخة لـ"إله الجدري"، مات تمامًا.
انحلّ المجال، وعاد الجميع داخله إلى المسار المظلم.
قال "كازوما": "أوه؟ تم القضاء على الجدري بهذه السرعة…"
لكن كلماته انقطعت فجأة.
"كيف… دخلت؟ الستائر لم تُكسر بعد."
كان "كينجاكو" ينظر بحذر إلى "كازوما" الواقف بجانب "مي مي".
لا عجب أن "إله الجدري" هُزم بهذه السرعة—يبدو أن هذا الرجل هو من تدخّل.
لو كانت "مي مي" وحدها، لربما صمد "إله الجدري" وقتًا أطول بكثير.
رغم أن هذه أول مرة يلتقيان، إلا أن اسم "كازوما" صار مألوفًا جدًا لديه—سواء من "جوجو" أو "ماهتو"، الجميع ذكره.
لكن حالته الآن بدت غريبة… هل يستخدم قدرة خاصة ليتجنب تأثير القوة الطاردة مؤقتًا؟
لا شك في ذلك! فلو كان قادرًا على التحرك بحرية هنا، لكان هاجمه مباشرة.
شعر "كينجاكو" بالاطمئنان، وألقى عليه ابتسامة هادئة.
قال: "لقد سمعت عنك كثيرًا من جوجو… والآن أرى أن سمعتك في محلها."
"لكن… لا يمكنك الهجوم بحرية في هذه الحالة، أليس كذلك؟"
"دعني أخمّن… بسبب قيود الستائر؟"
لم ينفِ "كازوما".
كما هو متوقع من وحش قديم عاش آلاف السنين، فقد فهم الموقف بسرعة.
فهو ليس مثل "إله الجدري"—فـ"كينجاكو" في قمة القمة، وبالإضافة إلى تقنيته الملعونة، يمتلك أيضًا تقنية "غيتو سوجورو".
والتنين المحيط به أكبر دليل.
قال "كينجاكو": "تقنية ‘أماتيراسو’ خاصتك قوية، لكنها تحتاج مهلة قصيرة للتفعيل. وإن لم تقتلني بضربة واحدة، سيتم طردك فورًا من الستائر."
"وبما أن كازوما-سان لن يتحرك، فسأنسحب الآن."
ابتسم وانحنى قليلًا، ثم بدأ يتراجع ببطء.
وفي الوقت نفسه، تنفّس الصعداء حين رأى "كازوما" لا يلاحقه.
سأل "أوي أوي" باستغراب: "بما أن صهر المستقبل لا يستطيع القتال بسهولة… لماذا لا نطارده؟"
أجابه "كازوما": "لأنك لن تستطيع هزيمته."
"المشكلة ليست في ‘غيتو سوجورو’ نفسه، بل في ذلك الوحش الذي عاش آلاف السنين ويسكن جسده، فهو مليء بالحيل."
كان هذا صحيحًا—ففي القصة الأصلية، حين كانت الغلبة لـ"غيتو"، استخدم "أوي أوي" تقنيته لينقل نفسه وأخته للخارج.
لكن الآن مع وجود "كازوما"، الأمور ستختلف.
قالت "مي مي": "في هذه الحالة، لا خيار أمامي سوى البحث عن أرواح ملعونة في مكان آخر لكسب بعض المال."
ثم ابتسمت مازحة: "هل تريد الانضمام إلينا يا كازوما-كن~؟"
لكن "كازوما" هزّ رأسه: "لا، أظن أن ميغومي قد يحتاج مساعدتي."
وبعد أن قال ذلك، ظهر دوّار حلزوني، واختفى بداخله.
نظرت "مي مي" باستياء إلى مكان اختفائه، ثم قالت: "لنذهب يا أوي أوي… إلى حيث الأرواح الملعونة كثيرة."
سألها "أوي أوي": "أختي… نحن أغنياء بالفعل، لماذا نتعب أنفسنا بالقتال؟"
ابتسمت "مي مي": "في الماضي لم أكن أكسب المال لغرض معين، بل لأني أحب عملية الكسب نفسها… لكن الآن لدي هدف."
"أريد جمع ما يكفي من المال لأعيل كازوما."
حي شيبويا
بانغ! بانغ! بانغ!
تواصلت أصوات اللكمات وهي تصطدم بالأجساد، والرياح العاتية تبعثر القمامة في الشوارع.
بعد دوي مكتوم، تراجع "يوجي" و"ميغومي" في نفس اللحظة.
وهما يهزّان أذرعهما المتخدّرة، نظر كلاهما بجدية إلى العجوز المبتسم أمامهما، مرتديًا قميصًا أبيض بلا أكمام.
قال "يوجي" وهو يلهث: "هذا العجوز… قاسٍ جدًا. حتى ضربة بكامل قوتي لا تؤذيه إطلاقًا."
أومأ "ميغومي" موافقًا.
فكلاهما حقق تقدمًا كبيرًا مؤخرًا—سواء في القوة أو السرعة أو التحكم في الطاقة الملعونة.
لكن رغم ذلك، لم تستطع ضرباتهما إلحاق أي ضرر حقيقي بهذا المستخدم للّعنة.
باستثناء بعض تمزّق في ملابسه، لم يظهر حتى خدش واحد على جسده.
قال العجوز بابتسامة مجنونة: "ليس سيئًا… التقيت باثنين من السحرة الموهوبين."
"يستحقان القتل!"
قفز من الأعلى، وعيناه ممتلئتان بنية القتل.
زمجر "يوجي": "لا أصدق هذا!"
وكان على وشك الهجوم مجددًا، لكن "ميغومي" أوقفه.
"لماذا توقفني يا ميغومي؟ علينا إنهاء هذا العجوز بسرعة… ‘تاكومي-سينباي’ لم يأتِ بعد، لا بد أن شيئًا حدث."
قال "ميغومي" بجدية: "أعتقد أني فهمت تقنية خصمنا الملعونة."
"يوجي! انتبه… وتعاون معي."
ثم شكّل ختم يدوي:
"الأرانب الهاربة!"
ظهر أرنب أبيض صغير عند قدمي العجوز، يرمقُه ببراءة.
قال العجوز بازدراء: "هه؟ ظننتك قويًا، لكن يبدو أنك كنت تمثل فقط—"
بوووم!
قبل أن يُكمل، انهالت آلاف الأرانب من السماء، لتبتلعه تمامًا في لحظة.