ثم خفت صوت كازوما.
دوووم!
انتشرت قوة طاردة هائلة من مركزه.
السيارات العديدة التي كانت على وشك الاصطدام به ارتدت فوراً كألعاب بلاستيكية، وتحطمت باتجاه المسبب، داغون.
عند رؤية ذلك، استدعى داغون جيشاً فوراً.
فجأة، اخترقت ستار الماء أسماك عملاقة لا حصر لها بأشكال غريبة، فتحت أفواهها الدامية مندفعـة نحو كازوما.
وفي الوقت نفسه، ابتلعت أكبرها ماهيتو دفعةً واحدة في معدتها وهربت بعيداً.
فتح كازوما ذراعيه قليلاً، فانفجرت قوة طاردة مرعبة حطمت جميع الأسماك الغريبة القادمة نحوه.
انهار الجيش في لحظة.
لكن بسبب وجود أشخاص آخرين حوله، لم يستخدم كازوما كامل قوته.
وإلا لكانت معظم شيبويا قد سُويت بالأرض.
وبينما كان يفكر بذلك، تجاهل ماهيتو وداغون الهاربين، إذ كانت كامل شيبويا ضمن نطاق ختم إله الرعد الطائر خاصته.
ومهما كانت سرعة هربهما، هل يمكن أن تكون أسرع من إله الرعد الطائر؟
التفت إلى من خلفه وقال: "أحم... أنصحكم بالابتعاد قليلاً. قد يكون مدى تقنيتي الملعونة أكبر بقليل."
عند سماع ذلك، بدت الحيرة على الجميع.
سأل ناوبِيتو، وهو يمسك ذراعه المكسورة، في ارتباك: "ألسنا بعيدين بما فيه الكفاية؟"
"إنه على الأقل بضع مئات من الأمتار، أياً تكن قوة تأثير تقنيتك، هل يمكن أن تؤذينا؟"
"هيه، أيها العجوز من عائلة زينين، لا تكن واثقاً أكثر من اللازم."
ابتسمت نوبارا بمكر وقالت بنبرة ذات مغزى: "إذا مات عجوز بذراع مكسورة ويحب الشراب بسبب تأثير تقنية ملعونة من حليف، فسيكون ذلك عاراً كبيراً."
لقد شعرت بوضوح من نبرة كازوما أنه إذا اقتربت أكثر، فقد تصبح عبئاً عليه.
كانت كلمات كازوما مهذبة بالفعل.
انتفخت عروق جبهة ناوبِيتو وهو يكتم غضبه.
قال: "مي مي! هل كل السحرة في هذا الجيل بهذا الغرور؟"
"لا يعرفون كيف يحترمون كبار السن على الإطلاق!"
تجاهلته مي مي، وهي تحدق في بؤبؤي كازوما الغامضين، المملوءين الآن بضوء وخطوط أرجوانية.
إذا كانت تتذكر جيداً، فقد كان بؤبؤاه في السابق قرمزيين، أما الآن فأحدهما تحول إلى أرجواني.
لا شك أن هذا الرجل قد اكتشف تقنية مذهلة.
قالت مي مي: "استمعوا إلى كازوما. إذا بقينا هنا فلن نكون بلا فائدة فحسب، بل سنصبح عبئاً أيضاً."
قال نانامي: "أتفق. مي مي-سينسي على حق. الأرواح الملعونة تجتاح شيبويا، وقد تحولت إلى جحيم حي."
"فلنتفرق وننقذ أكبر عدد ممكن من الناجين العاديين."
وأشار نانامي إلى أطول برج في شيبويا وتابع: "بعدها، يتجمع الجميع عند ذلك البرج."
أومأ كازوما موافقاً. بهذه الطريقة سيتمكن من القتال بلا قيود.
قبل أن يغادر، نظر يوجي إلى كازوما برجاء: "كازوما، أرجوك أعد غوجو-سينسي."
"وأيضاً! يجب أن نقتل ذلك الوحش!"
ثم ركض يوجي نحو المحطة، وتفرق باقي الطلاب في اتجاهات مختلفة.
دارت الشارينغان في عيني كازوما وهو يراقب يوجي بصمت.
ثم لاحظ قطرة دم على ياقة قميص يوجي من الخلف.
إن لم يكن مخطئاً، فهذا بالتأكيد أسلوب تشوسو، الذي يمتلك تقنية التلاعب بالدم، لتتبع فريسته.
لذلك، من المرجح أن يوجي سيقاتل أخاه تشوسو، كما في القصة الأصلية.
لم يكن لدى كازوما أي نية للتدخل في هذه اللحظة المصيرية بين الأخوين.
فحياة يوجي لن تكون في خطر، بل سيكسب حارساً شخصياً وأخاً سيفديه بحياته دون تردد.
وبالحديث عن تقنية التلاعب بالدم، فهي أسلوب يستخدم دم صاحبه لتشكيله والهجوم به.
على الأقل في يد تشوسو، كانت مرنة وقوية في آن واحد.
لكن إن كان المستخدم مصاباً بالإيدز...
لقاربت قوة هذه التقنية قوة "القطع" الخاصة بسكونا.
هز كازوما رأسه، طارداً هذه الفكرة الغريبة.
ثم التفت نحو الاتجاه الذي هرب فيه داغون وماهيتو.
"المعركة تبدأ!"
هوووش!
اختفى كازوما فوراً، تاركاً خلفه خطاً من البرق الأصفر يشق السماء.
في الوقت نفسه
داخل محطة المترو
كان يوجي يسير وحيداً عبر المحطة الخافتة الإضاءة، يبحث عن أي ناجين من البشر.
أما ماهيتو وداغون، فلن يفلتا من قبضة كازوما.
وجوغو، الذي بدا الأقوى، اختفى فور رؤيته لكازوما يكسر الحاجز.
الآن، أصبح يوجي قوياً بما يكفي لمواجهة خصوم من الدرجة الأولى، لذا لن يكون في خطر كبير.
كانت أولويته إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس.
لكن في تلك اللحظة، توتر يوجي فجأة.
سويش!
انطلق سهم دموي مضغوط وقاتل من الظلال.
لم يتردد يوجي، تدحرج جانباً متفادياً الهجوم بصعوبة.
من هناك؟!
عندما التفت، رأى رجلاً طويلاً بشريطتين سميكتين من الضفائر وهالات سوداء تحت عينيه يخرج من الظلال.
"أأنت... مستخدم لعنات؟"
عبس يوجي. أليس من المفترض أن يكون مستخدمو اللعنات خارج شيبويا؟
لكن الأهم أن التقنية الملعونة التي استخدمها كانت مطابقة لتلك الخاصة بكامو نوريتوشي.
هل يمكن أن يكون ساحراً من عشيرة كامو؟
كان وجه تشوسو بارداً، ونيته القاتلة تتسرب بوضوح.
دون أن ينطق بكلمة، رفع يده وأطلق عدة أسهم دموية أخرى.
هوووش!
كان يوجي يعلم تماماً أن إصابته ستكون قاتلة.
تقنية العدو الملعونة تمكنه من التحكم بالدم عن بُعد لهجمات مميتة.
إن أراد الفوز، فعليه تقليص المسافة واستخدام مهاراته المتفوقة في القتال القريب.
فكّر بسرعة، وتوقف عن المراوغة العشوائية، مستغلاً هياكل المحطة للمناورة والاقتراب تدريجياً من تشوسو.
وأخيراً، وجد لحظة ضعف.
اندفع يوجي إلى الأمام بلكمة "الوميض الأسود".
في الوقت نفسه، اخترق سهم دموي كف يوجي—
لكن قبضته الأخرى ارتطمت مباشرة بوجه تشوسو.
تراجع الاثنان إلى الخلف.
لمس تشوسو وجنته المتورمة ونظر إلى يوجي بدهشة.
"ليس سيئاً."
لا عجب أن هذا الفتى قتل أخويه الاثنين.
وبينما فكر فيهما، أظلمت عيناه بالغضب.
أصبحت نيته القاتلة شبه ملموسة.
قال: "قبل أن أقتلك، لدي سؤال أطرحه عليك."