بالقرب من ساحة معركة كازوما وسوكونا
نظر جوجو إلى كازوما وسوكونا، المعلّقَين بلا حراك في السماء، وقال بجدية: "لم أتوقّع أن يتأثر ملك اللعنات أيضًا."
كانت تقنية الإيهام الخاصة بكازوما ببساطة خارقة للحدود.
حتى أنها بدت وكأنها تتجاوز نطاق ما يمكن لأي تقنية لعنات القيام به.
قالت أوراويمي: "مهما بلغت قوة الإيهام، فلن يدمر عقل سوكونا-ساما!"
"إنها مجرد تقنية إيهام… لا بد أن سوكونا-ساما يشعر بالراحة الآن، وسيتمكّن من كسرها قريبًا!"
كانت أوراويمي تنظر إلى سوكونا في السماء بعينين مليئتين بالإعجاب، ونبرة مشحونة بالفخر.
قبل ألف عام، خلال الحملة ضده، أي شخص حاول استخدام الإيهام على سوكونا كان ينهار أمام قوته الذهنية الطاغية.
في النهاية، بعضهم مات، وبعضهم أصيب بالجنون.
قال كينجاكو: "حسنًا، لنتعامل أولاً مع هذين العائقين العنيدين. وإلا، حين ينتهي الإيهام، لن نحصل على فرصة كهذه للهجوم المباغت مجددًا."
ضيّق كينجاكو عينيه قليلًا وهو ينظر إلى تودو وتشوسو، اللذين كانا يسدّان طريقهم.
صرخ جوجو: "هيه! تشوسو، أتريد أن تكون خائنًا؟"
ارتفع دخان كثيف من "جبل فوجي" فوق رأس جوجو، وهو يحدّق بتشوسو بعينين يملؤهما الغضب.
كان تشوسو في معركته مع غوجو في محطة المترو يبدو شبه نائم، حتى هجماته كانت بلا حماس.
إذا لم يكن سيساعدهم، فلا بأس.
لكن أن يقف في طريقهم الآن؟!
أطلق تشوسو شخيرًا باردًا، وهو يحدّق في جوجو والبقية.
قال: "أنا الخائن؟ أنتم المخادعون!"
لن يغفر أبدًا لأي شخص تجرأ على إيذاء أخيه.
بعد أن عزل نفسه عند باب المصعد لمدة ساعة، توصّل تشوسو أخيرًا إلى حقيقة مشاعره.
مهما كان قد حدث من قبل، فإن يوجي يظل أخاه.
وهؤلاء استعملوا جسد يوجي كوعاء لاستدعاء سوكونا.
وبصفته أخًا ليوجي، كان عليه إنقاذه… حتى لو كلّفه ذلك حياته.
وكل ما عليه فعله هو مساعدة السحرة في إخضاع سوكونا، وستعود وعي يوجي.
"أخ؟"
نظر جوجو إلى يوجي في السماء، وظهرت لمحة من الشك في عينيه.
سأل: "يوجي… أخوك حقًا؟"
ابتسم كينجاكو بهدوء، وكأنه يستعيد ذكرياته من مئات السنين.
ثم رفع نظره نحو مومو، التي كانت تحلّق على مكنسة في الهواء، وقال: "هه… مدرسة جوجوتسو اكتشفت الأمر بسرعة."
مع إشارة مومو، بدأت المعركة النهائية في شيبويا رسميًا.
انطلق جيل السحرة الجديد، المختبئ بين أنقاض البنايات البعيدة، في هجومهم.
"الموقع: أسفل مومو مباشرة." قال كامو نوريتوشي وهو يشد القوس بحزم.
حين أفلت الوتر، انطلقت ثلاثة أسهم مشبعة بطاقة اللعنات تخترق الهواء.
ثم تضاعفت بسرعة، متحوّلة إلى وابل أزرق داكن من الأسهم أضاء سماء الليل.
على سطح أحد المباني المهدّمة، كانت ماي قد وجّهت بالفعل بندقيتها القناصة نحو رأس كينجاكو.
حبست أنفاسها وثبّتت يديها، وأصابعها النحيلة ضغطت على الزناد.
بانغ!
ارتدّ جسدها قليلًا مع الطلقة، بينما الرصاصة عالية السرعة شقت طريقها عبر الهواء.
في ساحة المعركة البعيدة
رفع كينجاكو يده بلا مبالاة، أمسك الرصاصة الموجهة إلى جبينه، وسحقها.
ثم ضيّق عينيه وابتسم، متفاديًا وابل الأسهم القادمة بسرعة مذهلة.
في تلك اللحظة، ومضة زرقاء خاطفة ظهرت وسط الظلام.
انخفضت ميوا في وضع قتالي، عيناها حادتان، وأطلقت نطاقها البسيط.
سويش!
ومضة من الضوء البارد ظهرت.
لكن في اللحظة التالية، اتسعت عينا ميوا بصدمة.
هجومها المفاجئ بكامل قوتها… أُمسك به بيد عارية؟!
كلانغ!
بصوت معدني حاد، تحطمت سيف ميوا إلى شظايا.
كيف… كيف يكون هذا ممكنًا؟!
قبل أن تستوعب الأمر، كانت يد كينجاكو الضخمة تمتد نحوها.
لو أصابها، ستكون نهايتها.
وفجأة…
"بانغ!"
ارتفع صوت تصفيقة قوية في أرجاء ساحة المعركة.
في لحظة، تبدّل موقع ميوا، لتجد نفسها خلف تودو وتشوسو.
قطّب تودو حاجبيه وزجر: "إذا كنتِ ضعيفة لهذا الحد، فلا تقتحمي المعركة وتبطئي من سرعتنا!"
"لكن ضربتك الأخيرة كانت حاسمة. أقوى من هذين الاثنين."
وألقى نظرة نحو نوريتوشي وماي في المبنى المدمّر خلفهم.
تنفست ميوا بعمق، وعاد وجهها إلى ملامحه الهادئة المعتادة.
الهجوم المشترك من السحرة الثلاثة لم يدم سوى لحظة، لكنه لم يحقق شيئًا أمام كينجاكو.
اشتدت ملامح تودو وهو ينظر إلى كينجاكو وجوجو وأوراويمي.
اللعنة…
هل يوكي تأخذ الأمر بجدية أصلًا؟!
قوة هؤلاء الثلاثة لا تقل عن رتبة الدرجة الخاصة.
إلى متى يمكنهم صدّهم بمجرد القتال المباشر؟
لحسن الحظ، إن استخدم [بوغي ووغي] بذكاء، يمكنه على الأقل إرباك هجماتهم.
نفض كينجاكو الغبار عن كتفه وقال: "تبديل فوري للمواقع؟ ليس سيئًا."
نظر إليه جوجو بعمق وقال: "ألم تقل إنك لست بارعًا في القتال؟"
مما رآه للتو، كينجاكو لم يستخدم أي تقنية لعنات، ومع ذلك تفادى ثلاث هجمات متتالية بسهولة.
أما أوراويمي، فلم تكن قلقة أبدًا.
في نظرها، لا توجد تقنية لعنات يمكن أن تضاهي قوة سوكونا-ساما، حتى تقنيتها الخاصة!
ضحك كينجاكو وقال: "كيف أجرؤ على الكذب عليك يا جوجو؟ أنا لست بارعًا في القتال، لكن…"
في تلك اللحظة، ارتسمت على وجهه ابتسامة مظلمة، وتطاير رداؤه وشَعره الطويل بشكل غير طبيعي.
"الحد الأقصى: أوزوماكي"
مع كلماته، ظهر دوّامة ضخمة خلفه.
كانت هذه الدوّامة مكوّنة من أرواح لعنات لا تُحصى—تلتف حول تنين قوس قزحي وحشي.