في تلك اللحظة، كانت تسوميكي غارقة في رعب شديد.
خلال المحادثة قبل قليل، سمعت اسم "مدرسة الجوجوتسو" واسم شخص يُدعى كازوما.
وباعتبارها أخت ميغومي الكبرى، كانت تعرف بعض الأمور عن الجوجوتسو.
هل يُعقل أن يكون هذان الشخصان أمامها هما مستخدما اللعنات اللذان تحدث عنهما شقيقها الأصغر؟
ولكن… إذا كانا يريدان مواجهة مدرسة الجوجوتسو والـ"ساحر" المسمى كازوما، فلماذا اختطفاها هي بالذات؟
هي لا علاقة لها بمدرسة الجوجوتسو… إنها فقط أخت ميغومي.
انتظري! ميغومي…
خطر ببالها فجأة احتمال جعل قلبها يخفق بعنف.
هل يمكن أن… يكونا يريدان استخدامها لإيذاء ميغومي؟
ابتسم كينجاكو ابتسامة بريئة وقال: "تسوميكي-سان، أرجو أن تتعاوني معي. خلال هذه الفترة، سأعاملك كضيفة شرف."
شحبت ملامح تسوميكي وتبدّل مزاجها.
في تلك اللحظة، لم يكن أمامها خيار، لكنها لم تستطع الجلوس وانتظار الموت.
ربما تستطيع معرفة المزيد عن مؤامراتهم ثم إيجاد وسيلة لإيصال الخبر.
—
ليلاً
منطقة محظورة في مدرسة الجوجوتسو.
في زنزانة صغيرة، جلس شخص متجهم الملامح.
حادثة "وعاء البلازما النجمي" والتحوّل المظلم لغيتو وجها لياغا ضربة قاسية.
وفي حادثة شيبويا، أُغلق على تلميذه المحبوب غوجو، مما جعله يبدو أكبر سناً وأكثر إنهاكاً.
كانت الأصفاد الملعونة الباردة تثقل قلب ياغا.
ومع غياب غوجو الذي كان يردعهم، بدأ كبار المجلس الذين طالما طمعوا في تقنية "صنع الجثث الملعونة" بالتحرك.
وبعد حادثة شيبويا بوقت قصير، حكموا عليه بالإعدام بتهم ملفقة.
لم يُخبر أحداً بذلك، لأنه كان يعرف دافعهم الحقيقي، ورفض أن يكشف طريقة صنع الجثث الملعونة.
كل شيء كان يتجه نحو أسوأ نهاية ممكنة.
خارج الباب، دوّى صوت عجوز:
"لستَ الوحيد القادر على صنع جثة ملعونة، لكن لا أحد غيرك يستطيع صنع واحدة تفكر باستقلالية."
"بل وأكثر من ذلك… هذه الجثة الملعونة تستطيع النمو كساحر. سيكون أدق أن نسميها ’ساحراً حيّاً‘ وليس ’جثة ملعونة‘!"
"سَلِّم الطريقة، يا ياغا."
في تلك اللحظة، رفع غاكوكانجي صوته فجأة:
"لا تقل لي أنك حقاً لا تعرف كيف تصنعها؟"
جاء الرد الوحيد من داخل الزنزانة:
"نعم، لا أعرف."
تنهد غاكوكانجي قائلاً:
"في العناد… أنت تتفوق على غوجو نفسه."
برأيه، لم يكن ينبغي على ياغا أن يُظهر باندا للعالم.
لو لم يفعل، لما اشتد حقد الكبار عليه.
ورغم أن غاكوكانجي، كرئيس لمدرستين، كان يحمل في داخله شيئاً من الحسد تجاه عبقرية ياغا، إلا أنه كان يُكن له الإعجاب.
يكفي أنه درّب شخصاً بقوة غوجو ليثبت أن قدرته التعليمية تفوق قدرته هو بكثير.
لو كان غاكوكانجي من كبار المجلس، لما طمع في تقنية صنع الجثث الملعونة، بل كان سيدرس فلسفة ياغا في التعليم.
لم يكن يريد أن يموت ياغا هكذا. لكن رغم كل محاولاته للإقناع، لم يتلقَ أي رد.
تضيق عينا غاكوكانجي الملبدتان، وعبوسه يزداد.
هناك خطب ما…
صرير—
انفتح الباب.
داخل الزنزانة الضيقة، لم يكن هناك أحد… سوى الأصفاد الملعونة المكسورة.
ابتسم غاكوكانجي بمرارة:
"أجل… لو لم تأتِ إلى هنا طواعية، فكيف كانت هذه الأصفاد لتقيّدك؟"
"لكن بالهرب بهذه الطريقة… لقد قطعت طريقك بنفسك."
—
في الغابة
هبت رياح الليل، فحرّكت أوراق الخريف المتساقطة.
جلس ياغا وحيداً على جذع خشبي.
لا أحد يعرف المناطق المحظورة في مدرسة الجوجوتسو أكثر منه.
لم يحتج إلى جهد كبير ليهرب من السجن المشدد الحراسة.
هذه الغابة، المحمية بحاجز السيد تينغن، هي مكان إقامة رفقائه—ولا يستطيع التخلي عنهم.
قبل موته، كان هذا أمراً لا بد أن يقوم به.
إلى جانبه، كان يقف كلب يرتدي ربطة عنق وبدلة سوداء، قال بصوت خافت:
"ياغا، ما بك هذه الأيام؟ تبدو شارد الذهن. الجميع قلق عليك."
"لكنني قلت لهم أن يبحثوا عن طريقة ليرسموا الابتسامة على وجهك! ما رأيك؟ أليس هذا عبقرية مني؟"
كان هذا بوضوح جثة ملعونة مستقلة أخرى من صنع ياغا—تماماً مثل باندا.
كانت تملك مشاعر إنسانية.
ابتسم ياغا ابتسامة مجهدة، وهو يربت على رأس الكلب بحنان:
"تاكيرو، سأغيب لفترة طويلة. أخبر الجميع ألا يقلقوا."
"هاه؟ رحلة عمل مجدداً؟ وكم ستدوم ’لفترة طويلة‘ هذه؟"
اتسعت عينا تاكيرو دهشةً.
كان ينظر إلى الرجل الذي كان بمثابة أبٍ له، والحنين يملأ عينيه.
لم يُجب ياغا مباشرة، وصوته المرهق خرج بنبرة لطيفة:
"لا تقلق. هذه الغابة تحت حماية السيد تينغن، ستكونون بأمان هنا."
"حتى لو رحلت يوماً… لن يحدث لكم شيء."
كان قلبه يعتصر ألماً وهو يحدّق في السماء المظلمة.
كلماته كانت وداعاً هادئاً… لكن أفعاله خانت مشاعره الحقيقية.
وبعد تردد طويل، لم يستطع إلا أن يفتح الكوخ الذي يضم مخلوقاته.
عند قاعدة بيت الشجرة، انفتح باب خشبي صغير، كاشفاً عن عالم مخفي.
الجثث الملعونة التي صنعها بعناية ملأت نظره.
كانت صغيرة ومختلفة الأشكال، لكنها بالنسبة لياغا، كنوز لا تُقدّر بثمن.
"لا تقلق يا أبي، سنكون هنا دائماً، ننتظرك… حتى لو كان الانتظار إلى الأبد."
المتحدث كان مخلوقاً ملعوناً يشبه الكلب، عيناه الكبيرتان تغرورقان بالدموع.
من حديثه السابق مع ياغا، أدرك المعنى الحقيقي لكلماته.
"هيا يا تاكيرو، لدي بعض الوقت اليوم. سأأخذك لتقابل والدتك الحقيقية."
—
في مدرسة الجوجوتسو
غرفة محظورة مغلقة.
دمدمة! دمدمة!
في الداخل، كان باندا يضرب جسده بالجدار بعنف، وملامحه غاضبة.
لقد شعر بالفعل أن هناك خطباً ما. أراد العثور على ياغا، لكن الكبار سجنوه.
لا بد أن شيئاً ما حدث لياغا.
وفجأة، انفتح الباب الحجري، ولمع بريق شفرة.
توقف باندا عن الحركة، يحدق في السلاسل الحديدية المقطوعة في يديه. ارتسمت الحيرة في عينيه وهو يرفع رأسه:
"كوساكابي… ماذا تفعل؟"
كان كوساكابي يضع سيجارة نصف محترقة في فمه وهو يعيد سيفه إلى غمده ببطء.
"الكبار حبسوك حتى لا تنقذ ياغا."
"ياغا سبق وأن أسدى لي معروفاً. هذا رد دَيني له… هذه أبسط قواعد الإنسانية."
كان إنساناً بضمير أولاً، وساحراً ثانياً.
قبل سنوات، حين توفي ابن أخته فجأة، غرقت أخته—أم الفتى—في الحزن.
ولم يحتمل كوساكابي رؤية ألمها، فلجأ إلى ياغا.
تلك الجثة الملعونة…
كانت تاكيرو.