الآن بعد أن أصبح كازوما معلّمًا، ألن يكون من الأسهل الحصول على إرشاده؟
إن كانت تريد أن تصبح أقوى بسرعة، فعليها أن تجد طريقة لاستغلال وجوده لأقصى حد.
المعلمون الآخرون كانوا يعلمون بالفعل بما يجري، ولم يُظهروا أي دهشة.
باستثناء أوتاهيمي، التي عادت لتوّها من مهمة.
أوتاهيمي: ؟؟؟
"بهذا التفاعل القوي، يبدو أن الجميع يعترفون بكازوما كمعلّم."
أظهر ياگا ابتسامة خطيرة ونظر إلى الأسفل.
كان يريد أن يرى من يجرؤ على الاعتراض على قراره.
خصوصًا الباندا المتمرّد، الذي كان صوته الأعلى منذ قليل.
كان عليه أن يكون حذرًا مع شخصية كازوما الكسولة. وإلا، إن استقال كازوما، فسيكون الندم بلا فائدة حينها.
"طالما لا أحد يعترض، فلنطرح بعض الأسئلة ثم نختتم الاجتماع."
"أنا!"
صاح گوجو فجأة من بين مجموعة الطلاب.
"كازوما-سينسي، من أين تعلّمت تلك التقنيات الملعونة الغريبة؟"
هذا السؤال كان يدور في ذهنه منذ فترة، خصوصًا بعد أن سمع المعلمين الآخرين يتحدثون عن طرق كازوما العجيبة.
تقنيات كازوما الملعونة شملت إطلاق النار، والتحكم في الماء، وحتى تشكيل كرة عملاقة؟
رغم أنه لم يرها بنفسه، إلا أن مجرد سماعها أثار فضوله.
"نعم، نعم، نعم! نريد أن نعرف أيضًا كازوما... لا! كيف يعرف كازوما-سينسي كل هذه التقنيات الملعونة؟"
في تلك اللحظة، لم يهتم أحد بحقيقة أن كازوما أصبح معلّمًا. كان الفضول منصبًا على مهاراته الخارقة.
أكثر من بدا مهتمًا بهذا هو يوجي.
في الحادثة السابقة، كادت وعيه أن يتشوّش بالكامل ويقع في غيبوبة.
لكن، من كان يظن أنه سيسمع فجأة صوت الرعد، يليه تيار كهربائي شلّ جسده بالكامل وأيقظه فجأة؟
تلك الحركات كانت قاسية حقًا. لذا، كان لديه الكثير ليقوله حول هذا الموضوع.
ولم يكن الطلاب وحدهم من اهتموا، بل حتى مي مي، وشوكو، ونانامي، وأوتاهيمي رمقوه بنظرات فضولية.
شعر كازوما بأنه محاصر. كان هذا السؤال محرجًا.
من أين تعلّم تلك التقنيات؟
بالطبع، حصل عليها من النظام. لكنه لا يستطيع إخبار أحد عن النظام.
وسط نظرات الترقّب من الجميع، نطق كازوما بأربع كلمات فقط:
"تعلّمتها من الإنترنت."
...
حدق الجميع في كازوما بعدم تصديق.
أصرّ كازوما: "ما قلته صحيح، أقسم. وإن كنت أكذب، فلن آكل الكزبرة مجددًا في حياتي."
ردّ الجميع عليه: "هاي! أنت لا تأكل الكزبرة أساسًا!"
في تلك اللحظة، وقفت مي مي وقالت: "حسنًا، لكل شخص أسراره. لا تضغطوا عليه~"
"تش، لم يمضِ يومٌ واحد، وها أنتِ بدأتِ تدافعين عن أفراد عائلتك."
...
انتهى الاجتماع، وغادر جميع المعلمين.
في ساحة التدريب
كان الباندا يتبارز مع نوبارا ويوجي.
جلس كازوما على الدرجات يراقب القتال.
يبدو أن نوبارا قد أتقنت بعض أساسيات بوابات الطاقة الثمانية.
الصرخة القوية التي أطلقتها قبل أن تطير بالباندا بعيدًا كانت لحظة فتحها للبوابة الأولى.
وبالنظر إلى تعبير الصدمة على وجه الباندا، كاد كازوما أن ينفجر ضاحكًا.
يبدو أن الباندا لم يتوقّع أن يكون الوافدون الجدد أقوياء إلى هذا الحد.
"كازوما."
صوت أنثوي بارد همس بجانبه.
جلست ماكي إلى جانبه بتردد واضح، وكأنها تريد قول شيء ما لكنها مترددة.
فما حدث في المرة السابقة لا يزال محفورًا في ذاكرتها.
هل ما زال يحتفظ بتلك الجوارب؟
لا!
كان لديها أمور أخرى لتقولها، فلماذا تستمر أفكارها في الانحراف عن الموضوع؟
رؤية كازوما لها وهي تهزّ رأسها بعنف جعلته يشعر بالعجز.
قال كازوما: "نحن عائلة. قولي ما لديكِ فقط. هذا ليس من عادتكِ."
كانت ماكي تدرك أن "العائلة" التي يشير إليها كازوما هي الأكاتسوكي.
قالت ماكي: "في الواقع، جئتُ لأشكرك. منذ أن تعلمت التقنية التي أعطيتني إياها، لم يعد بإمكان الباندا مجاراتي في القوة."
"لذا، إن كنت متفرغًا في الفترة القادمة، أود أن أطلب منك الإرشاد."
احمرّ وجه ماكي قليلًا، وهمست بصوت خافت للغاية: "أنا أرتدي جوارب سوداء."
هسس...
أطلق كازوما شهقة قصيرة.
طالما أن ماكي قالت ذلك، فبالطبع هو متفرغ.
أما ياگا، الذي أراد التحدث إليه؟
فلينتظر قليلًا.
فهو الآن معلّم.
كيف له أن يرفض طلب طالبة لطيفة تطلب إرشاده؟
سارع كازوما بالقول: "ماكي، أنا متفرغ، ويمكنني أن أقدّم لكِ كل الإرشاد الذي تحتاجينه!"
...
في اجتماع رفيع المستوى
كان الجو مشحونًا بالهيبة.
وبعد أن لاحظ الخدم الجوّ المتوتر، انسحبوا بهدوء من تلقاء أنفسهم.
في تلك اللحظة، دوّى صوت عجوز: "رغم أن بعض الشخصيات الأساسية قد نُقلت، إلا أن يوجي لا يزال حيًا."
دووم!
ضُرب العكاز بالأرض بقوة، كتحذير تعبيري عن الغضب.
"بحسب المخبر، فإن السبب في ذلك هو مبتدئ يُدعى كازوما."
"كازوما؟"
فتح شيخ عينيه المتجعدتين وقال: "لم أسمع بشخص كهذا من قبل."
"وفقًا لمصادرنا، فقد انضم إلى مدرسة الجوجوتسو مؤخرًا فقط، ومن رشّحه هو گوجو ساتورو."
حين قيلت هذه الجملة، ومضت نظرات من الدهشة في عيون الشيوخ.
وفي الوقت نفسه، أدركوا سرّية وخطورة هذه المسألة.
قوة گوجو لا يمكن إنكارها. وإن تصرفوا بتهوّر، فقد تكون العواقب كارثية.
"في هذه الحالة، لنستدعِ هذين الاثنين ونوجّه لهما تحذيرًا."
"أوافق."
...
على طريق جبلي متعرج
كانت سيارة رياضية سوداء تنطلق بسرعة على الطريق.
جلس كازوما يحدق بشرود في المناظر خارج النافذة.
قال گوجو من مقعد السائق، بصوت واثق: "لا تقلق، كازوما-كن. هؤلاء العجائز مجرد مهرجين يحاولون لفت الانتباه. إنهم يفتعلون الضجيج فقط."
"أنا أعلم أنني الأفضل، لكن لا داعي لكل هذا الجهد لجذب انتباهي~"
"إن أزعجوك لاحقًا، فسأعزمهم على وجبة."
عندما سمع ذلك، بدأ إيتشيچي، الذي كان يقود السيارة، يتصبب عرقًا باردًا. واهتزت يداه قليلًا على المقود.
ارتعشت زاوية فم كازوما.
وجبة، هاه؟
إن خرجت الأمور عن السيطرة، فلن تكون مجرد وجبة.
بل ربما تتحوّل إلى كارثة مفتوحة لكل الاحتمالات.
وإن تصاعدت الأمور، فقد تُدمَّر نصف المدينة.
تنهد كازوما.
المتاعب تلوح في الأفق.