اللهم صل وسلم على نبينا محمد~

.

.

داخل غرفتي حيث استلقي على السرير والعب مع ريكس سمعت صوت طرق باب ثم انفتاحها لذا جلست انظر منِ الطارق فاتضح أنه ايان.

"ويليام ، يبدو ان سيرا قد طلبت منا الذهاب الى مكان ما لذا يجب عليك الاستعداد."

نظرت الى ايان بريبة رغم انه انسان لطيف على ما رأيته طوال الشهر والنصف تقريبا ، إلا أن عيناه الحادتان مخيفة في بعض الأحيان؟ ، بالطبع لن أخاف من مثل هذه الأمور.

سألته قائلا ،"إلى أين؟"

فأجاب علي ،"الى مملكة دالو."

"هل سنذهب الى هناك بمفردنا؟"

"اجل ، اخبرتني انك غني لذا لا داعي للقلق بشأن المال ومرافقتها لنا."

'يا لها من بخيلة لكنه منطقي.'

"صحيح ، اخبرتني ان اقول لك : إن فكرت بالهروب للحظة واحدة ستموت."

بدّل ايان صوته وكأنني اسمع تهديدا من قاتل ، مما جعلني اتفاجأ من طريقة حديثه والتي هي عكس شخصيته تماما.

"متى سنغادر؟"

"بعد ثلاثة أيام."

"حسنا."

ابعدت نظري عن الباب حيث اردت امساك كتاب قد أخذته من قبل لالتفت الى الخلف فأجد ايان لا يزال واقفا.

"هل هناك المزيد مما تريد قوله؟"

"حسنا..اريد امساك ريكس."

نظرت اليه مرفوعا حاجبي بسبب تلك الوجه الذي يبدو متشوقا لذلك فانظر الى الريكس الذي تجاهله تماما فأقول له.

"يبدو أن ريكس لا يريد لذا فلتغادر."

"هاه.."

تنهد ايان وأوحى ملامحه الحزن لكنه تقبل الواقع لذا غادر.

***

اليوم التالي..

"دعنا نتدرب."

"هل كان اليوم؟"

"صحيح."

كنت اتناول الافطار مع ايان فابعد عينيه الى الجهة الاخرى علمت ما قصده لذا قلت.

"خمس دقائق."

"اجلل!"

بدا متحمسا عندما أخبرته بذلك ، لم يستطع ايان لمس ريكس سوى مرة في الاسبوع لكن ما جعلني أتساءل في ما يفكر به ريكس هو انه بدا قريبا من ثيو في حين عند رؤيته لايان يتجاهل ويتنافر معه ، ربما لدى ريكس ذوق فريد.

أعطيت ريكس قطعة لحم كبيرة فبدأ برفرفة ذيله.

***

بعد يومين..

جلست انظر الى ريكس وصوت زقزقة العصافير وهي تغرد في السماء بعد أن عادت الخضرة الجميلة في أنحاء الغابة ، فيلمس العشب القصير حذائي و الرياح التي تهب على وجهي بطريقة لطيفة جعلني اشعر بالانتعاش في هذا الصباح الجميل.

"وواهه"

تثاءب ايان خلفي قائلا وهو يمسك بحقيبته البنية.

"لم أستطع النوم الليلة البارحة.."

التفت اليه قليلا لكنني أعدت نظر الى الامام حيث ظهر عربة بنية فاتحة أمام وجهي ووجه ايان لذا دخل الثلاثة منا في الخلف … لكن المشكلة هي وجود ريكس في المنتصف حيث اخذ الغالبية العظمى من المساحة لذا سأل ايان السائق والذي كان متحولا إن كان بإمكان ريكس وضعه في الامام ، وافق السائق الا ان ريكس رفض الفكرة تماما لذا لم يكن لدى ايان خيار سوى التقدم بدلا عنه.

"كيو~"

'حسنا ، ان المتحولين مخلوقات شريرة..ربما.'

تذكرتُ الاميرة يور حينها حيث قالت انهم كانوا سابقا غير عدائيين ، لكن ذلك لا يبرر افعالهم ، الا يعيشون بالفعل داخل القصر بأريحية دون فعل شيء؟

***

امام مطار ايسا الضخم والذي بدأت اعتاد على منظره من الأصوات الصاخبة و الناس المحتشدة إلى السفن الطائرة التي تطفو وتتحرك في السماء.

نظرت الي ايان الذي يبدو وكأنه قد رأى مثل هذه المشاهد مئات المرات فيتقدم دون قول شيء لذا تبعته مع ريكس.

أمام صف طويل تقدم العديد من الجان والبشر وبعد أن حان دورنا طلب ايان من السيدة إعطاء تذكرتين للدخول الى السفينة المتجهة نحو مملكة دالو.

'بعد التفكير ، هل عاد فيليكس الى مدينته .. لم أره سابقا عند زيارتي ل ثيو.'

لم يكن لدي وسيلة للتواصل بأي شكل من الأشكال مع ثيو أو مع هاين فغالبا سأرسل رسالات مجهولة مما يجعل الحديث من طرف واحد.

و بالنسبة للملكة دالو ، تشتهر مملكتهم بالأشجار الطويلة والخضراء وغالبا تصنف غاباتها على أنها غابات مطيرية ، تكثر الحيوانات البرية فيها والوحوش ايضا.

مدنها متقاربة ويمكن الوصول بسهولة على عكس مدينة تيلا التي بسبب التضاريس الوعرة وحتى الجبال المتعددة لم يكن باستطاعة الأقزام بناء المدن إلا على أبعاد متباعدة.

"تفضلا."

قدمت الموظفة تذكرتين من اجلي ومن اجل ايان فأمسك بها ايان مباشرة وشكرها لنبتعد عن الطريق.

التفت ايان نحوي مبتسما.

"لحسن الحظ سيقلع السفينة قريبا."

كان الانتظار من أجل دور السفينة التي ستقلع مملا جدا لذا وافقت سرا على كلامه.

اتجهت مع ايان وريكس بالقرب مني نحو المنفذ ثلاثة ، كما كتب على التذكرة وسرنا على طول الممر.

***

سفينة واسعة مليئة بالاقزام والجان والبشر ، النبلاء منهم والعامة ، على عكس الجان والبشر كانت الأقزام أكثر اريحية حيث أن طريقة الحكم لديهم لم تكن كالتي تحدد بالنسب والقوة … كانت علاقة الأقزام أشبه بالفريق مع قائد يحكم اعضاءه او كملك يحكم شعبه .. ربما كانت الأقزام أكثر المخلوقات سلمية.

اتجه احد موظفي الاستقبال نحوي ونحو ايان وقال.

"سيتم ايصالكما نحو الغرفة المخصصة ، لذا اتمنى منكما اللحاق بي."

اومأ كلانا ثم تبعناه وسط القاعة داخلين في احد الابواب التي أظهر ممرا طويلا به العديد من الأبواب يمينا ويسارا.

سرنا بين العديد منهم وبعد عدة دقائق توقف المستقبل ليخبرنا.

"هذه الغرفة لكما ، اتمنى رحلة سعيدة."

ابتعد عن ناظرينا ليفتح ايان الباب الذي كان مفتوحا بالفعل فتبعته بالدخول.

تحرك ايان مسرعا وقال.

"السرير سيكون لي!"

' يبدو أن الغرفة مختلفة تماما عن آخر مرة.'

ولأنني لم انفق المال في المزاد وبقي الخمس مئة رون في جيبي أنفقت مالا اكثر للسفر..لم ارد ان ادخل الى غرفة مع شريك وينتهي بي المطاف أنام على الأريكة مرة اخرى.

ولحسن الحظ تحقق ذلك الحلم ، سريران في غرفة واحدة وغرفة استحمام مع نافذة صغيرة يمكن رؤية السماء منه في الخارج.

استلقى ايان على السرير الذي اختاره والذي كان بالقرب من النافذة لذا ذهبت الى السرير الآخر المجاور له.

وضعت حقيبتي في الاسفل فقفز ريكس فوق السرير لينسدح ويغلق عينيه.

"هي ويليام ، دعنا نأكل الطعام .. لم استطع تجربته من قبل."

وكأن ريكس قد استطاع فهم ما يقوله ايان ولاول مرة في حياته اتفق اخيرا معه حيث استيقظ وبدأ يدور وهو يلامس جسده بظهري فالتفت الى ريكس الذي ينظر الى بعيون طالبة للطعام.

'حسنا ، لم نأكل إفطار لذا لا بأس.'

شعرت للحظة وكأنني شخص سهل المنال لكنني وافقت على طلبه وشرعنا بالخروج من الغرفة.

***

"هل يمكنك احضار شاي البابونج مع فطيرة محلاة من فضلك؟ ، وايضا.. شريحة لحم اكانت نيئة أم مطبوخة فلا بأس."

بدأ الموظف بكتابة الطلب وبعد أن انتهى نظر الي طالبا الانتظار لبعض من الوقت فشرعت انا وايان بالبحث عن طاولة للجلوس بها.

لم يأخذ الامر وقتا طويلا فبعد عشر دقائق حضر النادل وبيده صينية على طول كتفيه يضعه على الطاولة الخشبية البيضاء فيخرج الرائحة العبقة منه التي استطاع ريكس شمه من بعيد ، خرجت الصينية عن الجمالية بسبب اللحم رغم ذلك لم يكن الحل سوى ابعاده واعطائه لريكس الذي يجلس على الارض.

وبعد أن وضع النادل جميع الاطباق على الطاولة واخذ الصينية معه امسكت بالشوكة لاخذ قضمة من الكعكة الكريمية و الاسفنجية المزينة في أعلاها بالفواكه الشهية التي جعلت لعابي تسيل.

وضعت القضمة الاولى لتذوب الكريمة على فمي ، لقد كان شهيا فأخذت أحتسي شاي البابونج المعطر والذي جعل جسدي يشعر بالراحة .. شرب الشاي كان مناسبا لي على الإفطار رغم تفضيلي للقهوة.

***

لم يمر سوى بضع ساعات وقد دخل الوقت على الثانية عشرة ظهرا وعلى عكس مدينة تيلا كان مدينة دالو أقرب إلى المطار فقد شكلت مملكة ايسا نصف المساحة الاجمالية تقريبا لجميع الممالك وتم تقسيمه الى ثلاث مناطق الشمالية والوسطى والجنوبية ولكل منطقة دوق واحد يحكمه الملك وولي العهد.

لم يكن لولي العهد دور أساسي في القصة الاصلية لذا تم ذكره فقط كولي العهد الذي مات قبيل الحرب فبدأ الشعب بالقلق والفزع وانتشر الخبر كالنار في الهشيم على أنحاء المملكة ، حينها وقفت الاميرة اميليا والتي تعرف باميرة الجنوب وتحدثت امام الجيوش من اجل التكاتف والتعاون فقد امتازت بمهارة اقناعها العالي و قوتها المتميزة والفريدة .. لكن المشكلة الوحيدة التي بها هي ثقتها الكبيرة والتي جعلتها عمياء مما سبب بخسائر في المعارك.

ولحل تلك الازمة كان يجب علي ان اصبح قويا كفاية لإنهاء الحرب القريبة .. فستبدأ تلك الحرب بعد سنتين من انتهاء الشخصية الرئيسية من الدراسة داخل الأكاديمية.

انهيت طبقي وقد نفذ الشاي من فنجاني وحصل الأمر ذاته مع ايان لذا وقفت من مقعدي لادفع الحساب.

***

[ يرجى من المسافرين الاستعداد للهبوط.]

مر نصف ساعة وبعد سماع إشارة الهبوط أمسكت بحقيبتي السوداء ونظرت الى المرآة التي تعكس وسامتي الطبيعية ، عيني الزمردية و شعري الاشقر و ملابسي الانيقة السوداء التي بداخله قميص ابيض في منتصف رقبتي البروش الاخضر.

التفت نحو ايان الذي اخذ حقيبته من فوق سريره عندها علمت ان الامور اصبحت جاهزة لذا سرت للخروج من الغرفة بعد ان سمعت خبر هبوط الطائرة أخيرا وبسلام.

.

.

شكرا على القراءة~♡

2023/08/09 · 122 مشاهدة · 1355 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025