اكملت اسورا كلامها لايروني : " و بعد ان افقت وجدت نفسي ملقاة في احدي الازقة الضيقة و محاطة بالدماء

لقد كنت اتنفس بصعوبة و بالكاد استطيع فتح عيناي الدماء تنزل ببطء
المكان مظلم
اشعر بالارهاق الشديد كما ان الالم لا يفارقني

تلك كانت حالتي و لكن في داخل عقلي صدمة كبيرة لم افق منها في ذلك الوقت
لقد كنت يائسة جدا
احسست اني حمل ثقيل علي تلك الحياة

ما اثار حيرتي اني لم احدد موقفي الكامل من تلك الصدمة
هل اغضب ام احزن علي حالي ؟؟
لقد كنت مصدومة لدرجة نسياني ذلك في ذلك الوقت

اثناء تفكيري العميق سمعت صوت اطلاق عيار ناري
اول ما جاء في ذهني انهم عائدون لقتلي
لقد ارتجف جسدي بالكامل لقد كان اكبر شعور للخوف احسسته في حياتي كلها

في تلك الظلمة التي يصل اليها ضوء القمر بصعوبة لقد لمحت رجلا ذو تسريحة صارخة و قد كان يرتدي قناعا يغطي وجهه فقط و يلبس ثيابا مرسوم عليها وجه تنين

و قد كان خلفه رجل بثياب زرقاء و يحمل مسدسا
عندما لمحني الرجل المقنع امسك بي و وضع السكين علي رقبتي و قال : " ت ت توقف . . . سأقتلها . . . توقف "

لقد ادركت ما يحدث انه مجرم مطارد من رجل شرطة و هذا يفسر حمله للمسدس حيث ان المسدسات منقرضة في الجيش ولكنها سلاح الشرطة الرئيسي لان رجال الشرطة ضعفاء في استخدام السحر الا فرق معينة منهم

رجل الشرطة كان في المنتصف من عمره و لكن شعره ابيض قليلا مع بعض الشعر البني و قد قال ضاحكا : " يالك من مجرم . . . انت عصابة التنين لا تنفكون عن محاولات سرقة البنوك و قتل العامة بحيل قذرة "

بدأ المجرم بجري الي الخلف بعد ان كنت ممددة علي الحائط و قال في خوف : " الم تسمع كلامي توقف ايها الوغد ابتعد عن هنا ، و الا سأقتلها "

عم الصمت بشكل غريب في الارجاء و بعدها ضحك رجل الشرطة و ضرب مسدسه فقتل المجرم
لقد كانت ضربة مباشرة في رأسه

قال رجل الشرطة ضاحكا : " ياله من غبي ظن ان سكينه اسرع من رصاصاتي "

اكمل الرجل كلامه في صدمة : " ما هذا بحق الجحيم ؟! "

لقد حملني الرجل و هرع بي الي المستشفي

بعد ثلاث ساعات
عاد الرجل الي غرفتي مرة اخري و قد كنت مستيقظة بصعوبة

ثم قال مبتسما : " كيف حالك يا فتاة ؟ ما اسمك ؟ "

قلت له : " اسورا . . . "

لم افهم لما لم استطع ان اكمل اسمي حاولت و لكن لساني يأبي ذلك
حاولت ان اقول اسم امي او اسم ابي او حتي اسم شتاين ذاك و لكن لم استطع

رد الرجل : " اذا يا اسورا كيف حدث هذا ؟!
هل هذا اغتصاب ؟ ام اعتداء منزلي ؟ "

لا اعلم كيف و لكن لساني قال تلقائيا : " لا اتذكر "
انا اتذكر كل شئ و لكن لساني لا يقول ما اريد
لقد صدمت و حتي علامات الصدمة تأبي ان تظهر علي وجهي

قال الرجل : " تلك مشكلة !!
اذا ما اسم ابيك ؟ اسم عائلتك ؟ احد اقربائك "

لقد كان نفس الرد : " لا اتذكر "

قال الرجل : " اذا انت لا تعلمين الا اسمك . . .حالة فقدان ذاكرة اذا !! . . . انتظري قليلا ، ساجري مكالمة "

خرج الرجل من غرفة المستشفي و بعد نصف ساعة عاد و كان يحمل اوراق كثير و اراني ورقة ثم قال :
" اذا يا اسورا . . . هل تلك هي انت ؟
انت تعلمين ان موعد تجديد ملفات المواطنين لم يحن بعد فتلك الصور قد تكون لك و انت في سن العاشرة "

لقد اجبته بان تلك الصورة ليست صورتي و من ثم اخرج اخري و اخري و اخري و قد كانت اجابتي بالمثل و كلما اقتربنا من نهاية الصور تملكني رعب غريب
لقد صعقت عندما انتهت الصور و لم اجد صورتي

قال الرجل و قد ضرب قبضته اليمني في كفه اليسري ( علامة علي تذكر امر ) : " لقد تذكرت، انت من الضواحي السفلية اليس كذلك ؟!
تلك المنطقة المنخفضة القريبة من الجبال التي لم تصل اليها خدمات المملكة "

بالطبع اجبت بالنكران لا يطاوعني جسدي اطلاقا

قال الرجل بهدوء : " اذا يا اسورا انا اسمي جون كلاوسن انا شرطي في قسم مكافحة العصابات و الثوار و سأكون . . . "

توقف قليلا ثم قال : " سأكون مربيك الجديد اتمني ان تقبلي بذلك " قالها منحنيا

بدأ الرجل بالبكاء قائلا : " يالها من دنيا و ياله من تعويض . . . يالها من دنيا و ياله من تعويض . . . يالها من دنيا و ياله من تعويض "

قالها ثلاث مرات و كانت دموعه في انهمار

......... النهاية

الفصل السادس و العشرون بعنوان : ما بعد الصدمة

2019/08/06 · 364 مشاهدة · 772 كلمة
Youssef2003
نادي الروايات - 2024