147
عرف عملاء الأمن أكثر من أي شخص آخر أنه في اللحظة التي يلمس فيها هؤلاء المتظاهرون الغاضبون إسحاق ستفتح أبواب الجحيم – حتى لو لم يكن إسحاق في خطر حقيقي على الإطلاق، هذا هو بالضبط سبب إعطاء الأولوية لمنع المتظاهرين من دخول قاعة المدينة قبل كل شيء، هؤلاء العملاء الذين تم القبض عليهم متلبسين بالإنضمام إلى فصيل ليلى لم يجرؤوا حتى على التنفس في إتجاه إسحاق وسرعان ما إعتذروا للقيام بدوريات في المدينة وقمع إندلاع الجرائم في فوضى الإحتجاجات،
كان هناك حاجة إلى ريفيليا في مكان آخر بما أنها المسؤولة عن إطفاء الحريق لذا على شخص ما أن يتولى دور مساعد إسحاق مما إضطر عملاء الأمن على إختيار واحد من بينهم، لابد من التضحية بشخص ما وفي نظر العملاء لم يكن هناك مرشح أكثر ملاءمة من كاينين.
” لماذا ما زلت هنا على أي حال؟ ألم تعد إلى المنزل؟ “.
” تولى كايزن حكم روندارت – أعني بارونية كاروندارت “.
” هاه؟ ذلك الغبي؟ ماذا كنت تفعل كل هذا الوقت؟ “.
” لقد بررت عائلة زوجي ذلك بذريعة أن المقعد لا يمكن أن يظل فارغًا لفترة طويلة وإختاروا كايزن الذي في المنزل بالفعل بدلاً مني لحكم الأرض “.
” آه! لا يزال كاروندارت إذا تولى المسؤولية أيضًا لكنك تبدو هادئًا نوعًا ما لكونك في الطرف الخاسر “.
” أنا أعلم جيدًا أن أهل زوجي يفضلون أخي علي وسأكون مجنونًا أيضا إذا بقيت في مديرية الأمن “.
” يبدو الأمر صعبًا جدًا “.
عند سماع تعليق إسحاق غير المبالي ورؤية إيماءته الفريدة فإن الحفاظ على سلوك هادئ تطلب أكثر من مجرد جهد من جانب كاينين، لقد سقطت النخبة الناجحة التي ترتقي في صفوف مكتب شؤون الموظفين فجأة إلى الهاوية بمجرد أن لاحظ الإمبراطور مدينة نيو بورت، بمساعدة زوجته سرق شقيقه الباهت الأساس لعودته إلى الصدارة ومن خلال لحظة اليأس هذه تم إعطائه بصيص أمل لذا مهما كانت حالته غير عادلة وقذرة عليه أن يتحملها.
” يبدو أنهم أصبحوا أكثر جرأة؟ “.
تمتم إسحاق عندما بدأ المتظاهرون بإلقاء الحجارة والعصي على السطح، منزعجًا سرعان ما جمع كاينين أفكاره وتحدث.
” سوف نفرّقهم “.
” لا… أتركهم أنا فضولي لمعرفة إلى أي مدى سيذهبون “.
‘ هذا بالضبط ما أشعر بالقلق حياله ‘.
تذمر كاينين في رأسه وحدق في مؤخرة رأس إسحاق متمنيا وجود هدف مرسوم عليه فهذا ما سيقوله رجال الأمن لبعضهم البعض.
” أين هي المتحاذقة؟ “.
” أخذت السيدة ريفيليا عددًا من العملاء ودخلت مدينة نيو بورت لكن قبل أن يتمكنوا من إمساكهم هرب رودني ونيسكي “.
” هربوا؟ “.
نظر إسحاق إلى الوراء بدهشة.
” نعم لقد وجدنا آثارًا لطريق هرب ليس فقط رودني ونيسكي ولكن معظم الشخصيات الرئيسية في مدينة بورت قد إختفوا، لقد شكلنا فريق عمل لتعقبهم على النحو الذي أمرت به السيدة ريفيليا “.
” إنهم مجرد مواطنين عاديين لذا أترك هذه المهمة للمتحاذق “.
نظر كاينين إلى الوراء بدهشة من أمر إسحاق.
” ألم تسمع؟ “.
” أسمع ماذا؟ “.
” وفقًا للاجئين من مدينة نيو بورت تعرض السيد سولاند لكمين أيضًا “.
” المتحاذق؟ “.
” نعم بعض المنظمات الصغرى التي لم تكن سعيدة جدًا بحكمه تمردت عليه وهذا أيضًا سبب تجنيد السيدة ريفيليا سريعًا لبعض العملاء ودخولها مدينة نيو بورت “.
” هاه؟ هؤلاء الأوغاد في مدينة بورت لقد قاموا بكل ما في وسعهم “.
” تقريرهم الأخير يقول إنهم متورطون حاليًا مع العصابات المتمردة التي تدعمها قوة مسلحة غامضة “.
” قوة مسلحة غامضة… يصعب علي التخمين هناك الكثير من الناس الذين يكرهونني من تعتقد أنه الفاعل؟ “.
” سيتم تأكيد ذلك قريبًا لكن على الأرجح هم فرسان الفيكونت روزينبرغ السابقون “.
” الفيكونت روزينبرغ؟ “.
” نعم تمت مصادرة ألقابهم وثرواتهم لمهاجمتهم للمبعوثين جميع الفرسان القتاليين الذين لديهم حتى أبعد العلاقات مع الفيكونت روزينبرغ فقدوا كل آفاقهم المستقبلية إنهم يحملون أكبر ضغينة ضدك “.
هذا أقرب إلى وجود سجل جنائي إن للشرف والثقة أهمية قصوى لأنهم إستخدموا أدوات القتل لإطعام أنفسهم، من الغريب ألا يحملوا ضغينة عندما يتم وصفهم بشكل دائم لشيء لم يرتكبوه.
” يبدو أنهم الأدوات المثالية للإستخدام إذن هل المتحاذق ميت أم حي؟ “.
” ربما كان ذلك كمينًا مفاجئًا لكن السيد سولاند لا يزال عميلًا للمركز ربما لم يكن قادرًا على الفوز لكن الهروب يعد إنجازًا سهلاً بالنسبة له، حشد السيد سولاند عصاباته الموالية ويتلقى المساعدة حاليا من قبل المرتزقة “.
” المرتزقة؟ هل ما زالوا يثرثرون بشأن الولاء لي؟ “.
” نعم إنهم متمسكون بإعلانهم أن كل من يجرؤ على تدمير مدينة اللورد فإن فعله لن يغتفر “.
” أرى أنهم يسددون إستثماري “.
أومأ إسحاق بإرتياح لكنه عبس على الفور.
” من أين لك كل هذه المعلومات؟ “.
” إن المرتزقة والسيد سولاند يرسلون رسلًا حيث بدأت الأمور تستقر مما يوفر لنا تقريرًا تفصيليًا بشكل روتيني “.
” لِم لا أعرف شيئًا عن هذا؟ “.
” أنا مندهش أكثر لأنك لا تعرف فقد أخذ غير البشر منطادًا ودخلوا المدينة دون أن يحاولوا حتى إطفاء الحريق لهذا السبب تم إرسالي لأكون مساعدك لم يُطلب مني مطلقًا أن أقدم لك تقريرًا “.
عبس وجه إسحاق على تفسير كاينين لن يحاول غير البشر أبدًا حماية مدينة بشرية، السبب وراء إستمرار ذهابهم إلى المدينة المحترقة هو تأمين سلامة غيرهم من غير البشر الذين ما زالوا في المدينة وريزلي، الغريب أنه حتى الآن غير البشر يرسلون تقريرًا روتينيًا كلما حدث شيء ما بالطبع ريزلي هو من يتلقى هذه التقارير أولاً قبل تسليمه لإسحاق، ولكن حتى في غيابه فإن غير البشر سيرسلون شخصًا إلى إسحاق إذا لم يقولوا شيئًا حتى الآن فلا بد أن شيئًا خطيرًا قد حدث.
كان إسحاق يفكر في ما يمكن أن يتسبب في تخلي غير البشر عن تقاريرهم إلا أن تلقى كاينين رسالة على جهاز الإتصال الشخصي الخاص به من المركز.
قرأ كاينين الرسالة وشحب وجهه.
” ماذا حدث؟ “.
” تقول السيدة ريفيليا أن هناك شيئًا يجب أن يراه المدير شخصيا “.
” ما الذي يقوم ريزلي بفعله؟ “.
” لقد إختفى السيد ريزلي والآنسة ليلى “.
“…”.
تصلب وجه إسحاق بطريقة مخيفة.
” و… “.
“و؟… “.
” السيد كالدن قد مات “.
إبتسم كاينين عن غير قصد وتراجع لم يكن يعرف أبدًا أن منظر شخص ما يقف وينفض الغبار عن ساقيه يمكن أن يكون مخيفًا للغاية،
—
كانت نتائج المعركة واضحة في قاعة المدينة التي بدت وكأنها تحت قصف تناثرت الجثث والأسلحة في المنطقة وهي شهادة على مدى ضراوة المعركة، إستمرت ريفيليا في أمر الناس بإغلاق الساحة وجمع الجثث والذهاب عبر الأنقاض إلا أن وجدت إسحاق وإقتربت منه.
” أنت هنا “.
إستقبلت ريفيليا إسحاق بتعبير صارم لأن المزاج المحيط به أصبح ثقيلًا بشكل مرعب حتى هي إبتلعت لعابها بشدة.
” من هؤلاء؟ “.
لمح إسحاق مجموعة من الرجال المقيدين في الزاوية.
” إنهم الجناة الذين شاركوا في مهاجمة المدينة “.
أجابت ريفيليا بشكل بارد.
” إذن لماذا لا يزالون يتنفسون؟ “.
” لقد إستسلموا “.
” إستسلموا؟ سنتحدث عن ذلك لاحقًا أين هو؟ “.
” وضعناه في منطقة منفصلة “.
لا يمكن أن يعامل هذا الجسد بنفس المعاملة مثل الجثث العديدة المكدسة في الزاوية، تبع إسحاق خلف ريفيليا ووجد عميلًا يحرس جثة مغطاة بملاءة من الكتان.
” حركه “.
العميل الذي جمده سلوك إسحاق رفع الغطاء بعيدًا.
نظر إسحاق إلى جثة كالدن الباردة.
جثم وفتش جثة كالدن بعناية إلا أن لاحظ وجود جرح في مؤخرة الرأس لذا عبس ووقف.
” هذا ليس ما أعتقد أنه هو أليس كذلك؟ “.
تحدث إسحاق وسحبت ريفيليا شيئًا من جيبها بتعبير قاتم.
” وجدنا هذا بالقرب من الجثة “.
ضحك إسحاق عندما رأى ما في يد ريفيليا.
جسم أسطواني فارغ بطول الإصبع إنه شيء مألوف للغاية.
” مخزن خرطوشة… قتل كالدن برصاصة في مؤخرة رأسه مباشرة وبرؤية كيف أنه لا يوجد جرح في وجهه يجب أن يكون مسدسًا منخفض العيار… ماذا يقول الجان والدببة الشمالية؟ “.
” لم نسمع أي معلومات منهم “.
” لا شيئ؟ “.
” نعم إنهم يركزون جهودهم حاليًا للعثور على السيد ريزلي المفقود ولسبب غريب هم باردون معنا “.
” بالطبع هم كذلك “.
شهد إسحاق مباشرة وهو في طريقه إلى هنا كيف قام الجان والدببة الشمالية الذين كانوا دائمًا ودودين ومهذبين بغزو المباني والمنازل والمتاجر، فتشوا المنطقة بالقوة وتم إخضاع كل من يقاوم بعنف لقد صدم الكثير من المشهد سيؤدي هذا الفعل إلى تشويه صورة المدينة، لكن تلك الصورة قد تحطمت بالفعل بسبب الحرق المتعمد لمدينة نيو بورت ومستودعاتها، تم كسر الثقة لكن معرفة كيفية معاملة غير البشر للبشر في حالة الطوارئ هي فكرة قيمة.
” أطلبي من لانبورتون القدوم “.
أمر إسحاق ريفيليا.
أعطى جسد كالدن لمحة أخيرة ثم نظر إلى قاعة المدينة المدمرة متنهدا وأخرج سيجارته متجها نحو السجناء الذين تم تكميم أفواههم، عندما إقترب منهم إسحاق بدا أنهم دخلوا في حالة جنون لدرجة أن النظرة الحادة في عيونهم كانت تحاول تقطيعه إلى أشلاء، نظر إسحاق إليهم ببرود ومسح من خلالهم ثم أخرج بندقيته مشيرًا نحو رأس السجين الأقرب وضغط على الزناد، فجرت الكريات رأس السجين وأصيب البقية بالذعر من الضجيج بل بالأحرى من السهولة التي أهلكت بها رأسًا بشريًا، فجّر إسحاق على الفور رأس سجين آخر بجانب الضحية الأولى ثم نزع المخزن وأعاد تحميله ما أصاب ريفيليا بصدمة شديدة لذا حاولت بمنعه.
” لقد إستسلموا بالفعل! “.
” أعلم هذا مجرد إنتقام لقد أصبح هذا عملًا للمركز في اللحظة التي وجدنا فيها مخزن الخرطوشة لذا لا تردي أنا لست في مزاج جيد الآن “.
ترددت ريفيليا لكنها تنحت جانبا من الممكن أن تجرب شيئًا ما إذا كان هذا مجرد تمرد ضد إسحاق فقط لكن لم يكن لديها رأي عندما يتعلق الأمر بأمور المركز.
” هل تعتقد حقًا أن السيد كالدن سيستمتع بمثل هذا الإنتقام؟ “.
إبتسم إسحاق على تعليق ريفيليا.
” ما دخل هذا فيما أفعله؟ هذا مجرد إرضاء للنفس أشعر برغبة في القيام بذلك لأن شخصًا عمل معي قد مات لذا ما يحبه الرجل الميت أو يكرهه ليس من شأني “.
“…”.
” ماذا تفعل؟ أمسكهم من الصعب التصويب “.
نظرت ريفيليا والعملاء إلى إسحاق في رعب وبدا أن الفرسان في صراع محموم كما حاول أعضاء النقابة الإبتعاد عنه قدر الإمكان.