155
” مدهش! هؤلاء المتخلفون… “.
فرك إسحاق صدغي رأسه المتألم يجب أن يكون هناك قائد لكل عملية مهما كان حجمها صغيرًا.
إنه أمر إلزامي إقامة تعاون قوي بين الفصائل المختلفة خاصةً عندما شارك العديد منهم هذه المرة – مثل فرسان الفيكونت القتاليين وحكام مدينة بورت وأنطون وقوات المشاة.
“سفينة بها قباطنة كثيرون تبحر في الجبل” هذا المثال موجود لسبب ما.
تنهد إسحاق فقط لما فعله هؤلاء الحمقى كما هو متوقع من خريجي الكلية وقعوا جميعًا في مأزق عبقريتهم.
العناد في مواجهة الخطأ وخيبة الأمل لدرجة أن الجميع مخطئين إنهم البيادق المثالية.
ملاحظة واحدة تندد بالظلم والمجتمع وهمسات التغيير في المركز كافية ليجعلوا من أنفسهم حمقى لم يستطع إسحاق إلا أن يشتبه في أن شخصًا ما قد أنشأ وسام الإمبراطورية لإستخدامه كمجرد أداة.
” دعني أخمن كل شيء من المفترض أن تكون قوات المشاة هنا أليس كذلك؟ إذا مت فإن الأشخاص القلائل الذين إختفوا أثناء الإرتباك سيعتبرون موتى لذلك لن يكون هناك أي داع للقلق بشأن التداعيات على عائلاتكم، الخطة الأصلية هي إعادة التجمع هنا والهروب معًا ربما أدركت أن الخطة قد إنحرفت عندما لم تتمكن من الإتصال بأعضاء آخرين من الوسام ولم يتبق لك سوى أوامر بالإنسحاب، لكن السبب في عدم قدرتك على الجري وإبقاء مؤخرتك هنا هو أن المكان الوحيد الذي يمكنك الهروب فيه من عيون المراقبة هو العالم الآخر لذلك لم يكن لديك خيار سوى مص إبهامك وإنتظار وصول قوات المشاة هل أي مما قلته خطأ؟ “.
“…”.
رفع ديلكرو رأسه دون إجابة.
نقر إسحاق على لسانه محبطًا وتحدث إلى لانبورتون.
” لا أعرف من الذي حرض هؤلاء المتخلفين ولكن هؤلاء الهواة ليس لديهم الموهبة للإتصال بقوات المشاة أو إجراء إتصالات مع الشيطان بمستوى تنظيمهم هناك منظمة أعلى إبحث عنها “.
” سنبدأ التحقيق في أسرع وقت ممكن “.
سرعان ما بدأ لانبورتون في التحرك وصارت ريفيليا أيضًا مشغولة بوجود المتصل في متناول يدها حيث إتصلت بموظفي الأمن وساعدتهم في قمع الفوضى داخل المدينة.
وضع إسحاق السيجارة في فمه وفكر في مكان وجود قوات المشاة.
لدى الجميع حتى الآن سبب للمشاركة في هذا الحادث – بإستثناء قوات المشاة ولم يكونوا من النوع الجيد.
لم تكن قيمة إسحاق وحدها كبيرة بما يكفي لكي تخاطر قوات المشاة بالتسلل إلى مدينة تعج بغير البشر لذا يجب أن يكون هناك شيء آخر يهدفون إليه… ولكن ماذا يمكن أن يكون لتحريك مؤخراتهم الكبيرة؟.
أنشأ شخص ما وإستخدم وسام الإمبراطورية.
عند رؤية كيفية تجنيد عملاء المركز من الآمن إفترض تورط في منصب رفيع.
” حسنًا؟ “.
صرخ إسحاق فجأة.
توقف الجميع في مسارهم وشاهدوا إسحاق لكن لم يكن لديه وقت ليهتم بكونه مركز الإهتمام تشدد وجهه بسرعة.
قطع اللغز في رأسه قد بدأت في ترتيب نفسها.
خيانة ضابط المركز رفيع المستوى وإمكانية الوصول إلى المعلومات السرية.
أكبر حاجز أمام غزو قوات المشاة لهذا العالم هو المركز.
كيف تضعف الفعالية القتالية لخصمك؟…
فضح وإستغلال خلافاتهم؟ إغتيال كبار الشخصيات؟ إضعاف قدراتهم على خوض الحرب؟…
إضعاف قدرتهم على شن الحرب…
ضابط رفيع المستوى يمكنه الوصول إلى معلومات سرية…
عندما جمع إسحاق هذين معًا شتم على الفور بصوت عالٍ.
” اللعنة! لانبورتون أرسل… “.
تمامًا عندما كان إسحاق على وشك الطلب من لانبورتون إهتزت الأرض من إنفجار مدوي وهائل.
” ماذا حدث للتو؟ “.
بدا لانبورتون مرتبكًا أثناء تقييمه لحالة موظفيه.
صاحت ريفيليا.
” تلقينا رسالة من المدينة! وقع إنفجار هائل في المناجم مما تسبب في حدوث إنهيار أرضي! “.
ألقى إسحاق السيجارة من فمه عندما سمع الخبر.
” اللعنة! لقد فات الأوان “.
السبب في عدم إهتمام أحد بالمناجم عند تعقب مكان وجود قوات المشاة هو أن وجودهم نفسه بمثابة معلومات إستخباراتية سرية للغاية.
عرف عملاء المركز أن هناك مناجم لبلورات المانا لكنهم لم يعرفوا مكانها ولن يكون لديهم أي فكرة عن حجم الوريد الموجود إلا إذا كانوا مرتبطين بها بشكل مباشر.
” لانبورتون ما حجم إنتاج منجمي؟ “.
” يعد منجم مدينة نيو بورت أكبر منتج منفرد لبلورات المانا في العالم ووفقًا لأرقامنا جاء حوالي نصف إجمالي الإنتاج من مدينة نيو بورت “.
أدرك الجميع ما يعنيه سؤال إسحاق وشحبت وجوههم.
أخذ إسحاق نفسا عميقا وسيجارة جديدة في فمه.
” لقد خدعونا “.
بلورات المانا ضرورية للمعاطف الدفاعية التي يمكن أن تحمي من القوة النارية لقوات المشاة مع إنهيار منجم يصنع نصف إنتاج الإمبراطورية سيؤثر هذا بشكل كبير على إمداد بلورات المانا.
قطع إمدادات العدو من الأولويات القصوى في الحرب إذا غزت قوات المشاة في هذا الموقف فلن يتمكن المركز من الحفاظ على إمدادات ثابتة من المعاطف الدفاعية مما يؤدي إلى إنهيار القوات القتالية الرئيسية للمركز ويجعلهم غير قادرين على الصمود أمام القوة النارية لقوات المشاة.
في نظر قوات المشاة قطع الإمدادات وقتل إسحاق الذي لديه القدرة على إغلاق نقطة الدخول عند رغبته يستحق المخاطرة بفقدان فصيلة بأكملها.
النجاح في واحد فقط من الهدفين من شأنه أن يعيق بشكل كبير قدرات المركز القتالية مما يجعلها خطة عمل فعالة من حيث التكلفة بشكل لا يصدق.
” هذا هو الهدف الحقيقي لقوات المشاة لم يخططوا أبدًا للتعاون من البداية “.
إستطاع إسحاق أن يتخيلها بوضوح في رأسه.
لم يكن يعرف من أنشأ الوسام لإستخدامه كأداة لكن هدفهم على الأرجح هو السلطة السياسية يجب أن يكونوا قد إتصلوا بقوات المشاة وتفاوضوا للسيطرة على المركز.
هذه النعمة المفاجئة ستجلب سعادة غامرة لقوات المشاة لكن من غير المرجح أن تكون المناجم هي الورقة الأولى على طاولة المفاوضات، ربما أرادوا فقط موت إسحاق في البداية لكن من هم قوات المشاة؟ لقد جائوا من عالم مليء بالدبلوماسيين والمفاوضين الذين يستجوبون ويكشفون الألغاز من كلمة واحدة أو فارق بسيط في النبرة.
” حسنًا سنساعدك لكن هل تعتقد حقًا أن مفاوضات السلام يمكن أن تبدأ بإغتيال فرد واحد؟ “.
إذا كنت ترغب حقًا في وقف الحرب فيجب عليك تدمير قدراتهم على خوضها أولاً هذه هي الطريقة التي تجعل المرء يجلس على طاولة المفاوضات، كما نريد التعايش السلمي وليس الحرب يجب أن تكون هذه هي الطريقة التي أغرتهم بها قوات المشاة.
إن شعوب هذا العالم الذين يعاملون الحروب كرياضة ما زالوا يقدرون الشرف والإنصاف لذا فإن هؤلاء الحمقى الأبرياء على الأرجح نقلوا المعلومات مؤمنين بكل شيء في تلك الوثيقة الواحدة.
لا هناك إحتمال حتى أنهم لم يتركوا أي دليل على التفاوض متذرعين بالسرية كعذر على كل حال إستفادت منه قوات المشاة فقط.
” إذا مت بسبب إنفجار المناجم فلن تكون هناك طريقة لإيقاف قوات المشاة “.
بلورات المانا مواد حساسة مع موجة الصدمة الكبيرة بما يكفي لتفجير المنجم من المحتمل أن تصبح متقلبة للغاية لدرجة أن حتى أدنى لمسة ستطلقها.
حتى بعد مرور عقود لن يكون كافيا لبدء عمل المناجم مرة أخرى سيكون من المستحيل إيقاف قوات المشاة الغازية سرًا خلال تلك الفترة لذلك سيتم الكشف عن وجودهم في وقت أقرب بكثير.
بمجرد الكشف عن وجودهم سيكون هناك الكثير ممن سيحاولون الإستفادة منه – معظمهم من البشر مما يزيد من سوء العلاقات بين البشر وغير البشر لن يعمل هذا إلا لصالح قوات المشاة التي تهدف إلى إستعمار هذا العالم.
لذلك مؤامرة الإغتيال مجرد هدف ثانوي لقوات المشاة يجب أن يكون تدمير المناجم وإعاقة القدرات القتالية للعالم بأسره هدفهم الرئيسي.
الآن يرى الدليل على تواطئهم مع الشياطين لن يكون حتى المركز قادرًا على تحمل هجمات قوات المشاة من الخارج والمعارضة الشيطانية التي تسبب الفوضى من الداخل – كل ذلك أثناء محاولة شم الخونة بينهم.
قام إسحاق بإخفاء فمه عن طريق فرك ذقنه محاولًا إخفاء الضحك الذي داخل حلقه.
أصبحت الأمور ممتعة للغاية المركز أيضًا يسير على خطى سقوط الإمبراطوريات العظيمة.
” ولكن ما يثير إستيائي هو أنني الشخص المتلقي “.
سواء إحتلت القوات الإستكشافية هذا العالم أو أقامت “الشياطين” حفلة في هذه الجنة أو “الملائكة” تلاشوا للهروب من هذا الجحيم بعد سقوط المركز – لم يهتم إسحاق بذلك.
لكنهم يهدفون إلى حياته لم يكونوا من النوع الذي يستسلم بعد فشل واحد ولم يكن إسحاق حريصًا على إبقاء رقبته ممدودة للإستسلام لنصل السكين – خاصةً إذا كان ينتظر لحظة مناسبة.
إنتهى وقت الصبر الآن بعد أن بدأ الإشتعال لم يكن هناك سوى خيار الهجوم الجامح.
” دعونا ننسحب “.
أعطى إسحاق الأمر لأنه لم يكن هناك أي سبب للبقاء هنا بعد الآن.
أوقف لانبورتون إسحاق.
” ماذا سنفعل مع رودني ونيسكي؟ “.
” حسنًا؟ آه لقد نسيت أمرهم مع تدمير المناجم أنا متأكد من أن المنطقة السكنية في حالة خراب أيضًا أيتها الفتاة إذهبي أولاً وقودي عملية الإنقاذ أخرج الإثنين وإحرق الفيلا “.
بدا أن ريفيليا في عجلة من أمرها تمامًا لأنها لم ترد حتى وإندفعت بعيدًا مع عدد قليل من الجان السريعين خلفها.
بمشاهدة ريفيليا تختفي في الأفق دفع إسحاق الدمية التي لا حياة لها وجلس في مقعده.
ألقى الجان عشرات المشاعل في الفيلا لكنهم حرصوا على إحضار رودني ونيسكي إلى الخارج قبل أن يتحول المكان إلى كرة نارية.
” لم يكن لدينا خيار عندما إبتزنا ديلكرو! من فضلك إرحمنا سنتبرع بكل ثروتنا للمجتمع “.
” لا تزال عائلتي تمتلك ثروة كبيرة إنهم محجوبون في سرية تامة لذا فإن التوقيع الوحيد هو كل ما يلزم لنقل ملكيتها إليك “.
رودني ونيسكي غير مهمين للغاية لدرجة أن الجان لم يكلفوا نفسهم حتى عناء تكبيلهما بالأصفاد ترنحا على الأرض بمجرد أن رأيا إسحاق.
إلتوى وجه ديلكرو عندما وضعوا كل اللوم عليه وضحك إسحاق على محنتهم.
” أقسم أنا معجب بهذين المراوغين كل مرة “.
بناءً على نزوة المركز تمامًا لم تُفقد حياتهم بعد – وهذا هو السبب في أنهم توسلوا من أجل حياتهم مقابل التبرع بثروتهم.
هذا بالإضافة إلى تزويد إسحاق بصندوق من الأموال – كل ذلك في مقابل تقديم كلمة طيبة لهم إلى المركز.
بينما نظر الإثنان إلى إسحاق ألقى سيجارته عندما بدأ الدخان الأسود في الإرتفاع من الفيلا.
” لقد إنتهيت من النظر إلى وجوههم إرميهم مرة أخرى”.
” في الفيلا؟ “.
حتى غير البشر ترددوا عندما أمر بإحراق الإثنين أحياء.
أمسك رودني ونيسكي بساقي إسحاق وتوسلا بهيستيريا.
” لو سمحت! الرحمة! “.
” أنا آسف! لن نفعل ذلك مرة أخرى! “.
أشفق المتفرجون على الحمقى اليائسين في هذا الموقف المشكوك فيه أخلاقيا.
نظر الجان إلى إسحاق لكنه ظل ثابتًا على الدوام.
” سأراقب على الأقل حتى تموتا من باب المجاملة ماذا تفعل؟ لا نملك الوقت إرميهم فيها “.
تراجع الجان إلى الوراء في إشمئزاز على ما يبدو هذا الفعل ليس حسب ذوقهم لكن الدببة الشمالية الذين كادوا أن يفقدوا أحد قادتهم المستقبليين تقدموا مكانهم.
” لا! ساعدني! لو سمحت! نعم! سأعطيك العسل! سأشتري كل العسل في العالم بثروتي! “.
دافع الإثنان بإستخدام رغبات الدببة الشمالية لكن غضبهم إنتصر على إغواء العسل.
أمسك الدببة الشمالية بالثنائي المتسول وألقاهما في الفيلا المشتعلة.
” ألقوا هذا القمامة في الداخل أيضًا ليس هناك أمل في إعادة تدويره “.
إنفتحت عيون ديلكرو في محاولة يائسة التحدث لكن إسحاق ركل فكه.
” أنا أعرف ومتأكد من أن لديك معلومات لا نملكها لكنني أعتقد أنني سأكون قادرًا على النوم بشكل أفضل عندما تموت بدلاً من إبقاء الأبله الذي إستخدم طوال حياته حياً للحصول على بعض المعلومات هناك العديد من المتخلفين غيرك “.
” آاك! “.
” النجدة! “.
” إسحاق يا إبن العاهرة! أنا ألعنك! “.
هرب رودني ونيسكي من الفيلا المغطاة بالنيران.
لقد تدحرجوا على الأرض على أمل إطفائها لكن الدببة الشمالية أمسكوا بهم وألقوهم مرة أخرى مع ديلكرو.
صرخات الألم والشتائم لإسحاق ترددت في الهواء.
شاهد إسحاق المشهد يتكشف دون تغيير في تعابيره ومعجبا به بلا مبالاة مع سيجارة في فمه.
نظر لانبورتون إلى إسحاق وإبتلع لعابه.
الوضع أسوأ بكثير مما يعتقد إستيقظ الوحش تمامًا كما تخشى مديرة المراقبة.
لم يستطع لانبورتون فهم هدف الملكة.
الشخص الوحيد الذي يمكنه تهدئة الوحش هو مديرة المراقبة نفسها لكن من الصعب عليها العودة على الفور بسبب الفخ الذي نصبته لها الملكة.
يجب على الملكة أن تدرك جيدًا مدى خطورة الوحش عندما يكون خارج نطاق السيطرة.
تساءل لانبورتون عن سبب قيام الملكة بتدبير ذلك.
عندما وقف إسحاق تلاشت الصراخ.
” يجب أن أقول إن الأمر سلمي وممل إلى حد ما دون أن تعلق الفتاة عليّ كما تفعل عادةً “.
إختفت كل مخاوف لانبورتون مع تعليق إسحاق.
هناك شخص آخر غير مديرة المراقبة يمكنه التحكم في الوحش إلى حد ما.
” بم تفكر؟ “.
” لاشيء أنا فقط قلق بشأن كيفية تطور الوضع من الآن “.
إبتسم إسحاق.
” لن يتغير شيء سواء كانت قوات المشاة أو الشياطين أو الملائكة أو المركز فإنهم جميعًا سيتصرفون لمصلحتهم الخاصة هذا كل شيء “.
‘ ولكن ما الذي تريده يا سيد إسحاق؟ ‘.
إبتلع لانبورتون سؤاله خوفًا من الإجابة التي سيسمعها.