حلمت حلماً سيئاً واستيقظت في منتصف الليل,” قال الفتى, “نظرت نحو النافذة وكانت مفتوحة, بالرغم من أنني أتذكر بأني قد أغلقتها قبل أن أذهب للسرير. وقفت وأغلقتها مرة أخرى. بعد ذلك عدت للسرير تحت الغطاء وحاولت العودة للنوم. ولكن عندها شعرت بشعور غريب, وكأن أحدهم كان يراقبني. نظرت للأعلى, وكدت أن أقع من سريري. هناك, عند الضوء الخافت, يظهر بين الستائر, زوجٌ من العيون. لم تكن عينين طبيعيتين؛ لقد كانت مظلمة, عينا شرير. كانت محاطة بالسواد و… بصراحة قد أفزعتني . وعندما رأيت فمه. تلك الابتسامة الطويلة المخيفة التي جعلت كل شعرة في جسدي تقف. الهيئة بقيت واقفة هناك, يراقبني. أخيراً, بعد أن تم الأمر طويلاً, هو قد قال جملة بسيطة, ولكنه قالها بطريقة فقط الشخص المجنون يمكنه التحدث بها. هو قال لي

“اذهب إلى النوم.”

صرخت , وذلك جعله يأتي نحوي. سحب سكيناً؛ ووجهها نحو قلبي. قفز فوق سريري. لقد قاتلته؛ ركلته, ولكمته, استدرت, محاولاً إبعاده عني. ذلك عندما أتى أبي. الرجل رمى السكين, ودخلت في كتف أبي. بالتأكيد كان يريد إنهاء حياته, ولكن أحد جيراننا قد اتصل بالشرطة.

أوقفوا سياراتهم في الموقف, وركضوا نحو الباب. الرجل ركض لينزل أسفل الممر. لقد سمعت صوت تحطم, مثل صوت تحطم الزجاج. عندما خرجت من غرفتي, رأيت النافذة المطلة على خلفية منزلنا محطمة. نظرت من خلالها لأرى بأنه قد اختفى في الفراغ. استطيع أن أخبرك بشيءٍ واحد, أنا لن أنسى ذلك الوجه أبداً. تلك العينين الشريرة والباردة, وتلك الابتسامة المختلة. لن تغادر عقلي أبداً.”

الشرطة لا تزال تبحث عن هذا الرجل. إذا رأيت أحداً يمتلك مثل هذه الصفات في القصة, تواصل رجاءاً مع أقرب قسم شرطة.

.

.

.

جيف وعائلته انتقلوا للتو إلى حي جديد. والده قد حصل على علاوة في عمله, واعتقدوا بأنه من الأفضل الانتقال إلى أحد الاحياء الفخمة. جيف وشقيقه ليو لا يمكنهما حتى التذمر. منزل أفضل وجديد. ما الذي يمكنهما كرهه؟ بينما يفرغون أمتعتهم, إحدى جاراتهم جاءت إليهم.

“مرحباً,” قالت, “أنا باربرا؛ أسكن في المنزل المقابل. أردت فقط أن أعرفكم بنفسي وأعرفكم بابني.” التفتت ونادت ابنها.”بيلي, هؤلاء جيراننا الجدد.” بيلي قال مرحباً وركض عائداً لحديقتهم ليلعب.

“حسناً,” قالت أم جيف, “أنا مارغريت, وهذا زوجي بيتر, وهذان ولداي, جيف وليو.” كلٌ منهم عرف بنفسه, بعد ذلك باربرا دعتهم لعيد ميلاد ابنها. جيف وشقيقه كانا على وشك المعارضة, ولكن عندها قالت والدتهما بأن ذلك سيسعدهم. عندما انتهى جيف وعائلته من إفراغ أمتعتهم, جيف ذهب لوالدته.

“أمي, لماذا تقبلين الدعوة لحفل ميلاد طفل ما؟ إذا لم تلاحظي, أنا لست طفلاً أحمق.”

“جيف,” قالت والدته, “نحن انتقلنا للتو هنا؛ يجب أن نظهر بأننا نرغب بأن نقضي بعض الوقت مع جيراننا. الآن, نحن سوف نذهب لتلك الحفلة, وهذا قرار نهائي.” كاد جيف أن يتحدث ولكنه علم بأنه لا يمكنه فعل شيء. فعندما تقول والدته أمر ما, فهو نهائي. صعد نحو غرفته وارتمى على سريره بقوة. بقي هناك يحدق في السقف عندها شعر فجأة بشعورٍ غريب. لم يكن ألماً, ولكن… شعور غريب. أخبر نفسه بأنه شعور عادي ليتفاداه. سمع والدته تناديه ليأخذ حاجياته من الأسفل , لذلك نزل ليأخذها.

اليوم التالي, نزل جيف من الدرج ليتناول فطوره ويستعد للمدرسة. عندما جلس هناك, يتناول طعامه, مجدداً ذلك الشعور اجتاحه. ولكن هذا الوقت كان أقوى. جعله يشعر بألم خفيف, ولكنه مجدداً تناساه. عندما أنهى هو وليو فطورهما, خرجا ليتوجهان نحو موقف الحافلة. جلسا هناك ينتظران قدوم الحافلة, عندها, فجأة, فتى على لوح تزلج قفز من فوقهما, يبعد فقط ببعض إنصات عن حضنهما. كلاهما عادا للخلف بتفاجؤ. “هيي, ماذا بحق الجحيم؟”

توقف الفتى والتفت نحوهما. ركل لوح التزلج خاصته للأعلى ليمسكه بيديه. بدا الفتى وكأنه في عمر الثانية عشر؛ أصغر من جيف بسنة.

“حسناً, حسناً, حسناً؟ يبدو بأننا حصلنا على لحم جديد.” ظهر صبيان آخران فجأة. أحدهما كان نحيلاً جداً بينما الآخر كان ضخماً. “حسناً, بما أنكما جديدان هنا, سوف نعرفكم بأنفسنا, هذا كيث.” جيف وليو نظرا نحو الفتى النحيل جداً. يمتلك وجهاً مغفلاً يجعلك تعتقد بأنه يمكن أن يكون صديقك الحميم. “وهذا تروي,“نظرا نحو الفتى السمين. تحدث عن حوض ملئ بدهن الخنازير. هذا الفتى يبدو وكأنه لم يتمرن أبداً بما أنه كان يزحف.

“وأنا,” قال الفتى الأول, “أنا راندي. الآن, نحن نأخذ نسبة من جميع الأولاد في هذا الحي, لتذكرة الحافلة, إذا فهمت ما أقصد.” وقف ليو, مستعد للكم الفتى بقوة ويخرج الدموع من عينيه عندها أحد أصدقائه سحب سكيناً نحوه. “تسك, تسك, تسك, لقد تمنيت أن تكونا متعاونين, ولكن يبدو بأنه علينا فعلها بالطريقة الصعبة.” الفتى توجه نحو ليو وأخذ محفظته من جيبه. جيف عاد له الشعور مجدداً. الآن كان ذلك الشعور حقاً قوي؛ إحساسٌ حارق. وقف, ولكن ليو أومأ له ليجلس. جيف تجاهل شقيقه واتجه نحو الفتى.

“اسمع أيها الحقير الصغير, أعد لي محفظة شقيقي وإلا.” راندي وضع المحفظة في جيبه وأخرج سكينه.

“آوه؟ وما الذي ستفعله؟” ما إن أنهى جملته, إلا وبجيف يلكم الفتى على أنفه. عندما أمسك الفتى بوجهه, جيف أمسك بمعصم الفتى وكسره. صرخ راندي بقوة وجيف أمسك السكين التي بيده. تروي وكيث ركضا نحو جيف, ولكن جيف كان سريعاً جداً. رمى راندي على الأرض. وكيث توجه نحوه, ولكن جيف تحاشاه وطعنه في ذراعه. أوقع كيث سكينته على الأرض وصرخ. تروي ركض نحوه أيضاً, ولكن جيف لم يكن بحاجةٍ للسكين. هو فقط قام بلكم تروي تماماً على بطنه ووقع إثر ذلك. عندما سقط تقيأ على المكان كله. ليو لم يستطع فعل أي شيء, فقط وقف وحدق بإعجاب بـ جيف.

“جيف كيف أمكنك؟” كان كل ما خرج من فم ليو. رأيا الحافلة قادمة وعلما بأن اللوم سيكون عليهما لكل ما حدث هنا. لذلك هما هربا بأقصى سرعتهما, التفتا لينظرا نحو سائق الحافلة الذي نزل ليطمئن على راندي والآخرين. عندما وصلا جيف وليو للمدرسة, لم يتجرأن ليقولان ما حدث. كل ما فعلاه كان الجلوس والاستماع. ليو كان يعتقد بأن شقيقه ضرب بعض الأولاد, ولكن بالنسبة لجيف كان شيئاً أكبر من هذا, لقد كان شيئاً مخيفاً. عندما أتاه ذلك الشعور شعر بأنه أصبح قوي جداً, فقط رغبةٌ… بإيذاء أحدهم. لم يعجبه كيف أنه فكر بذلك, ولكنه لم يستطع إخفاء سعادته. شعر بأن ذلك الإحساس الغريب قد رحل, وبقي بعيداً عنه حتى انتهاء يومه المدرسي. حتى عندما مشى عائداً للمنزل وتذكر ما حدث عند موقف الحافلة -والآن هو ربما لن يأخذ الحافلة بعد الآن- شعر بسعادة. عندما وصل للمنزل والديه سألاه عن يومه في المدرسة, وهو قد أجابهم بصوت ينذر بالشؤم, “لقد كان يوماً رائعاً.” في صباح اليوم التالي, سمع صوت طرقات على باب منزله. نزل من الدرج ليرى رجلان من الشرطة يقفان على عتبة الباب, استدارت والدته لتنظر له بغضب.

“جيف, يقول رجال الشرطة بأنك هاجمت ثلاثة أطفال. وأن ذلك العراك لم يكن عادياً, لأنهم قد طُعنوا, طعنوا. يا بني!” نظر جيف للأرض, يري والدته بأن كل ما قالته صحيح.

“أمي, لقد كانوا هم من أخرج سكاكينهم علي أنا وليو.”

“بني,” قال أحد رجال الشرطة, “لقد وجدنا الفتيان الثلاثة, الذين طعنتهم, وأحدهم لديه كدمة على معدته, ولدينا شهود يثبتون بأنك قد هربت من ذلك المكان بعد أن ضربتهم. الآن, ماذا يعني كل ذلك؟” جيف علم بأن كل ذلك بلا فائدة. يمكنه القول بأنه هو وليو من هُجِموا, ولكن لا يوجد أي دليل بأن أولائك الفتيان هم من بدأ الأمر. لم يستطع أن يقول بأنهما لم يهربا, لأنهما في الحقيقة قد فعلا. لذلك جيف لم يستطع أن يدافع عن نفسه أو عن ليو.

“بني, أخبر شقيقك بأن يأتي.” لم يستطع جيف فعل ذلك, بما أنه هو من ضرب الفتيان.

“سيدي, لقد… لقد كان أنا. أنا من ضرب أولائك الفتيان. ليو حاول أن يمنعني, ولكنه لم يستطع.” نظر الشرطي لزميله ثم أماءا كليهما.

“حسناً يا فتى, يبدو بأن سنة في الإصلاحية…”

“مهلاً لحظة!” قال ليو. نظروا جميعاً إليه, كان يمسك بسكين في يده. أخرج الشرطيان سلاحيهما ووجهاه نحو ليو.

“لقد كان أنا, أنا من ضرب أولائك الأوغاد. لدي جرح يثبت ذلك.” رفع كم قميصه ليظهر جروح وكدمات, كما لو أنه كان يناضل.

“بني, ضع السكين أرضاً,” قال الشرطي, لذلك رمى ليو السكين لتقع على الأرض. رفع يديه وتوجه نحو الشرطيان.

“لا, ليو, لقد كان أنا! أنا من فعلها!” دموع جيف بدأت تنزل لتبلل وجهه.

“هه, شقيقي المسكين. تحاول أن تتحمل مسؤولية ما فعلته أنا, خذاني بعيداً.” الشرطيان أخذا ليو لسيارتهما.

“ليو, أخبرهم بأنه كان أنا! أخبرهم! أنا من ضرب هؤلاء الفتية!” أمسكت والدته بكتفيه وسحبته نحوها.

“جيف أرجوك, لا داعي للكذب. الجميع يعلم بأنه ليو, توقف.” جيف وقف محدقاً بيأس بينما سيارة الشرطة تذهب مسرعة مع ليو. بعد دقائق عدة والد جيف عاد للمنزل, رأى وجه جيف وعلم بأن شيئاً ما قد حدث.

“بني, بني ما بك؟” لم يتمكن جيف من الرد. أحباله الصوتية كانت متأثرة بسبب البكاء. بدلاً منه, والدة جيف أتت لتستقبل زوجها وتصدمه بالأخبار السيئة بينما جيف بقي يبكي في الخارج. بعد ساعة أو نحوها دخل جيف للمنزل, نظر لوالديه مصدومان, حزينان, خائبي الظن. لم يستطع النظر إليهم. لم يتمكن رؤية كيف أنهم يفكرون بـ ليو بينما الأمر كان كله خطؤه. لذلك هو فقط ذهب لينام, محاولاً إخراج الأمر كله من عقله. يومان قد مرا, ولم يأتي أي خبر عن ليو في الإصلاحية. لم يكن لديه أصدقاء ليتسكع معهم. لا شيء سوى الحزن والذنب. حتى أتى ذلك اليوم , السبت, عندما استيقظ جيف بصوت والدته, بابتسامة مشرقة وسعيدة.

“جيف, إنه اليوم.” قالت بينما تفتح الستائر جاعلةً الضوء يدخل للغرفة.

” ماذا؟ ما هو اليوم؟ ” سأل جيف بينما يتحرك ليستيقظ.

“إنه يوم ميلاد بيلي.” الآن هو أصبح مستيقظ تماماً.

“أمي, أنتِ تمزحين, صحيح؟ هل تعتقدين بأني سأذهب لحفلة هذا الطفل بعد أن…” كان هناك صمتٌ طويل.

“جيف, جميعنا نعلم ما حدث. أعتقد بأن هذه الحفلة ستكون الشيء الذي سيمحي ظلمة الأيام السابقة. الآن, ارتد ملابسك.” والدة جيف خرجت من الغرفة ونزلت لتستعد هي أيضاً. تصارع مع نفسه ليستيقظ. أخذ قميصاً عادياً وجينز ليلبسها قبل أن ينزل للأسفل. رأى ما ارتدى والديه؛ والدته ترتدي فستاناً ووالده يرتدي بذلة. فكر بنفسه, لماذا يرتديان ملابس فخمة في حفلة ميلاد طفل؟

“بني, ما الذي ترتديه؟” والدة جيف قالت.

“أفضل من الملابس المبالغ بها.” قال. والدته أمسكت بأعصابها لكي لا تصرخ عليه وأرغمت نفسها لتبتسم.

“جيف, قد نبدو مبالغين بملابسنا, ولكن هذا ما ترتديه إن أردت أن تثير إعجاب أحدهم.” قال والده. بينما جيف شخر وعاد لغرفته.

“ليس لدي أي ملابسي فخمة!” صرخ ليسمعا والديه في الأسفل.

“فقط اختر أي شيء.” قالت والدته. نظر في خزانته ليبحث عن شيء فخم. وجد بنطال رسمي لمناسبات خاصة مع قميص تحتي. لم يستطع إيجاد قميص يناسب معه. نظر مجدداً, رأى قميصاً مخططاً وآخر مشجر. لا شيء منهما يتماشى مع البنطال. أخيراً هو وجد هودي بيضاء ليرتديها.

“ستذهب هكذا؟” قالا معاً. والدته نظرت لساعتها. “آوه, لا يوجد وقت للتبديل. دعونا نذهب فقط.” قالت كما خرجوا جميعاً من المنزل. عبروا الشارع ليصلوا لمنزل باربرا وبيلي. طرقوا الباب وفتحت لهم باربرا, فقط مثل والديه, مرتديه بطريقة مبالغ بها. دخلوا ورأى جيف بأن الجميع كانوا بالغين ولا وجود للأطفال.

“الأطفال في الحديقة الخلفية. جيف, ما رأيك أن تذهب لمقابلتهم؟” قالت باربرا.

خرج جيف للحديقة الخلفية الممتلئة بالأطفال. كانوا يركضون ويرتدون أزياء رعاة بقر غريبة ويطلقون على بعضهم بمسدسات بلاستيكية. هو أيضاً قد يذهب لمحلات الألعاب. ولكن ليس لهذه الدرجة! فجأة ركض نحوه طفل صغير وأعطاه مسدساً بلاستيكي وقبعة.

“هل تريد اللعب؟” قال له.

“آه, لا يا صغير. لقد كبرت على هذه الأشياء.” نظر له الطفل بعينين حزينتين.

“أرجوك؟” قال الطفل. “حسناً,” قال جيف. وضع القبعة وبدأ يلعب مع الصغار وكأنه سيرميهم بالنار. في البداية اعتقد بأنه يبدو سخيفاً جداً, ولكن عندما لعب قليلاً بدا الأمر ممتعاً. ربما ليس رائعاً جداً, ولكنها كانت المرة الأولى التي فعل بها شيئاً ينسيه أمر ليو. لذلك لعب مع الأطفال قليلاً, حتى سمع بعض الضجيج. صوت دحرجة غريب. ثم لاحظ ذلك. راندي, تروي, وكيث جميعهم قد قفزوا من فوق السياج بلوح التزلج. جيف ألقى بالمسدس ومزق القبعة. راندي حدق بجيف بضغينة.

“مرحباً, جيف, أهو كذلك؟” قال, “لدينا بعض الأعمال التي لم نهيها.” رأى جيف أنف راندي المتورم. “اعتقد بأننا تعادلنا. لقد هزمتكم شر هزيمة, وأنتم قمتم بإرسال شقيقي إلى الإصلاحية.”

عينا راندي امتلأت بالغضب. “آوه لا, لم نتعادل, أنا فقط أفوز. ربما قد تكون ركلت مؤخراتنا في ذلك اليوم, ولكن ليس اليوم.” بعد أن قال ذلك راندي ركض بسرعة لـ جيف. كلاهما وقعا على الأرض. راندي ضرب جيف على أنفه, وجيف أمسك به من أذنيه لينطح رأسه. دفع جيف راندي بعيداً عنه ثم وقفا كليهما. الأطفال كانوا يصرخون والأهل خرجوا من المنزل. تروي وكيث سحبا سلاحيهما من جيوبهما.

“لا يتدخل أي أحد وإلا ستطير أحشاؤكم!” قالا. سحب راندي سكيناً ووجهها نحو جيف وطعنه في كتفه.

صرخ جيف ووقع على قدميه. راندي بدأ يركله على وجهه. بعد ثلاث ركلات جيف أمسك بقدمه ليلفها, مما جعل راندي يقع على الأرض. وقف جيف وتوجه نحو الباب الخلفي. ولكن تروي قد أمسك به.

“تحتاج بعض المساعدة؟” رفع جيف من عنقه ورماه على باب المنزل. عندما حاول جيف الوقوف ركله أحدهم ليقع على الأرض. راندي بدا يركله مرة تلو الأخرى, حتى بدأ جيف يسعل دماً.

“هيا جيف, قاتلني!” رفع جيف ورماه للمطبخ. راندي رأى علبة ڤودكا على المنضدة لذلك أخذها ليحطمها على رأس جيف.

“قاتل!” رمى جيف لغرفة المعيشة.

“هيا جيف, انظر إلي!” نظر جيف للأعلى, وجهه محمر من الدم. “أنا من أرسل شقيقك للإصلاحية! وأنت ستبقى جالساً هنا بينما هو يتعفن هناك لسنة كاملة! عارٌ عليك!” جيف حاول الوقوف.

“آوه, أخيراً! وقفت لتقاتل!” الآن جيف واقفٌ على قدميه, الدماء والڤودكا يغطيان وجهه. مرة أخرى هو شعر بذلك الشعور الغريب, الشعور الذي لم يأتيه لفترة. “أخيراً. هو قد وقف!” قال راندي بينما يركض نحو جيف. عندما حدث ذلك. شيءٌ بداخل جيف قد توقد. عقله قد تدمر, جميع أفكاره العقلانية قد تبخرت, كل ما يستطيع فعله, هو القتل. هو أمسك بـ راندي ودفعه نحو الأرض. اعتلاه وبدأ يلكمه نحو قلبه مباشرةً. اللكمات كانت سبباً لإيقاف قلب راندي. لهث راندي , يرغب بالتنفس. ولكن جيف لم يتوقف عن لكمه. لكمة بعد لكمة, الدم خرج من جسد راندي, حتى لفظ نفسه الأخير, ثم مات.

الجميع ينظرون لـ جيف الآن. والديه, الأطفال الباكين, حتى تروي وكيث. بالرغم من أنهم قطعوا تحديقهم ووجهوا أسلحتهم نحو جيف. عندما رأى جيف الأسلحة تصوب نحوه ركض نحو الدرج. عندما ركض تروي وكيث أطلقا النار عليه, ولكنها لم تصبه. صعد جيف الدرج. سمع تروي وكيث يتبعانه. عندما أنهوا جميع طلقاتهم اختبأ جيف في الحمّام. أمسك برف المناشف ليقتلعه من الحائط. بينما تروي وكيث ركضا, سكاكينهم جاهزة.

تروي حرك سكينه نحو جيف, الذي عاد للخلف وضرب برف المناشف على وجه تروي. تروي وقع بقوة والآن من بقي هو كيث. والذي يبدو أنه أذكى من تروي, هو قد انخفض عندما حاول جيف ضربه بالرف. ترك سكينه وأمسك جيف من عنقه. دفعه نحو الحائط بقوة. إحدى علب المبيضات وقعت على جيف من الرف العلوي. لقد أحرق كليهما لذلك صرخا. جيف مسح عينيه بقدر المستطاع. ثم أخذ الرف مجدداً وضرب رأس كيث تماماً. بينما هو يستلقي هناك, ينزف لحد الموت, أظهر ابتسامة شريرة.

“ما المضحك؟” سأل جيف. كيث سحب قداحة من جيبه وأشعلها. “الأمر المضحك,” قال كيث, “هو أنك مغطى بالمبيض والكحول.” فتح جيف عينيه على وسعها عندما رمى كيث القداحة عليه. ما إن لامسه اللهب, النيران قد اشتعلت أكثر بسبب الكحول في الڤودكا. بينما الكحول تحرقه, المبيض ذوب بشرته. جيف صرخ بألم بينما يحترق في النار. حاول أن يطفئ النار ولكن لا فائدة, الكحول جعلته كالجحيم المتحرك. ركض لأسفل الرواق, ووقع من على الدرج. الجميع بدأوا يصرخون عندما رأوا جيف, رجلٌ محترق الآن, يقع على الأرض, تقريباً ميت. آخر ما رآه جيف كان والدته والأهالي الآخرين يحاولون إخماد الحريق. ذلك عندما فقد وعيه.

عندما استيقظ جيف كان هناك ضمادات ملفوفة حول وجهه. لم يستطع رؤية أي شيء, وشعر أيضاً بضمادة على كتفه, وغرزٌ حول جسده كامل. حاول أن يقف, ولكنه لاحظ وجود أنبوب ما في ذراعه, وعندما كان سيقف وقع الأنبوب على الأرض, عندها توجهت الممرضة نحوه.

“لا اعتقد بأنك تستطيع ترك السرير الآن.” قالت بينما تعيده للسرير وأعادت إدخال الأنبوب. جلس جيف هناك, بلا رؤية, ولا أي فكرة عن ما يوجد حوله. أخيراً, بعد ساعات, سمع صوت والدته.

“عزيزي, هل أنت بخير؟” سألته. لم يستطع جيف أن يجيب بالرغم من ذلك, وجهه كان مغطى, وهو لم يكن قادراً على التحدث. “آوه يا عزيزي, لدي أنباءٌ سارة. بعد كل هذا الشهود أخبروا الشرطة بأن راندي هو من هاجمك أولاً. لذلك هم قرروا إطلاق سراح ليو.” هذا جعل جيف يقفز من مكانه تقريباً, توقف قبل أن يفعلها, تذكر الأنبوب في ذراعه. “سوف يخرج غداً, وبعدها ستعودان معاً مرة أخرى.”

والدة جيف عانقته وودعته. بعد أسبوعين كان جيف مع عائلته الذين أتوا لزيارته. وأتى اليوم الذي سيفك ضمادته فيه. عائلته كانوا هنا جميعهم ليروا, ماذا سيبدو شكله. بينما يفك الطبيب ضمادة جيف الجميع كانوا على طرف كراسيهم. لقد انتظروا حتى أبعد الطبيب آخر ضمادة كانت تغطي وجهه.

“دعونا نتمنى الأفضل,” قال الطبيب. هو أبعد الضمادة بسرعة؛ جاعلاً البقية تقع من على وجه جيف.

والدة جيف صرخت على منظر وجهه. ليو ووالد جيف حدقا برعب وتأثر بوجهه.

“ماذا؟ ماذا حدث لوجهي؟” قال جيف. مسرعاً نحو الحمام. نظر نحو المرآة ورأى سبب ألمه. وجهه. إنه… إنه شنيع. شفتيه احترقت لتصبح ذات لون احمر غامق. وجهه أصبح أبيض, وشعره البني احترق ليصبح أسود. ببطء هو وضع يده على وجهه. جلده أصبح سميك قليلاً الآن. نظر إلى عائلته ومن ثم للمرآة مجدداً.

“جيف,” قال ليو,”إنه ليس بهذا السوء…”

“ليس بذلك السوء؟” قال جيف, “إنه مثالي!” عائلته تفاجئوا كلهم. جيف بدأ يضحك بلا توقف. والديه لاحظا بأن عينه اليسرى ويده كانت ترتعش.

“آه… جيف, هل أنت بخير؟”

“بخير؟! أنا لم أشعر بهذه السعادة من قبل! ها هاهاهاهاهااااا, انظروا إلي. هذا الوجه يناسبني بمثالية!” لم يستطع التوقف عن الضحك. لمس وجهه ليشعر به. ينظر نحو المرآة. ما سبب هذا؟ حسناً, تستطيع القول بأنه عندما قاتل جيف راندي شيء في عقله, إدراكه, تفجر فجأة. الآن هو أصبح آلة قتل مجنونة, هذا ما حدث, عائلته لا يعلمون.

“أيها الطبيب,” قالت والدة جيف, “هل ابني… بخير, أنت تعلم. في رأسه؟”

“آوه أجل, ردة الفعل هذه طبيعية للمرضى اللذين أخذوا الكثير من المسكنات. إذا لم يتغير تصرفه بعد بضع أسابيع, أحضروه إلى هنا, وسوف نعطيه اختبار نفسي.”

“آوه شكراً لك.” عادت والدة جيف إليه. “جيف, عزيزي. لقد حان وقت الذهاب.”

نظر جيف بعيداً عن المرآة, ما زال وجهه تعلوه تلك الابتسامة المجنونة. “حسناً أمي, هاهاهاهااا!” والدته سحبته من كتفه لتأخذ ملابسه.

“هذا ما أتى به,” قالت المرأة التي في المكتب. نظرت والدة جيف لترى بنطال أسود وهودي بيضاء, التي كان يرتديها ابنها. الآن هي نظيفة من الدماء ومخيطة. والدة جيف قادته للغرفة ليرتدي ملابسه. ثم غادروا, لم يعلموا بأن هذا اليوم هو آخر يوم لهم في هذه الحياة.

لاحقاً في تلك الليلة, والدة جيف استيقظت على صوت صادر من الحمام. كما لو كان أحدهم يبكي. ببطء مشت لترى ما هو. عندما نظرت للحمام رأت منظر مريع. جيف كان يمسك بالسكين ينحت ابتسامة على خديه.

“جيف, ما الذي تفعله؟” سألت والدته.

نظر جيف لوالدته. “لم استطع إبقاء الابتسامة يا أمي. إنها تؤلم بعد فترة. الآن, أستطيع أن ابتسم إلى الأبد.” والدته لاحظت عينيه, محاطة بالسواد.

“جيف, عينيك!” عينيه كانت وكأنها لا تُغلق أبداً.

“لم أستطع رؤية وجهي. وتعبت وعيني بدأت تنغلق. لذلك حرقت جفناي لذلك سأرى نفسي إلى الأبد؛ وجهي الجديد.” ببطء والدته بدأت تعود للخلف, أدركت بأن ابنها أصبح مجنونا. “ما بكِ أمي؟ ألست جميلاً؟”

“بلى يا بني,” قالت, “بالطبع أنت كذلك. د-دعني أحضر والدك, لكي يرى وجهك.” خرجت راكضة وهزت والد جيف بقوة ليستيقظ. “عزيزي, أحضر المسدس نحن…” توقفت عندما رأت جيف واقفٌ عن الباب, يحمل سكيناً.

“أمي, لقد كذبتي.” هذا آخر ما سمعاه قبل أن يركض نحوهم بالسكين, ليطعنهما ويخرج أحشاؤهما.

شقيقه ليو استيقظ, جفل بسبب الضجيج. لم يسمع بعدها شيء, لذلك أغلق عينيه محاولاً العودة للنوم. بينما هو كذلك, شعر بشيءٍ غريب, وكأن أحد يراقبه. نظر للأعلى, قبل أن يغطي جيف فمه. ببطء هو رفع السكين مستعد ليغرسها في جسد ليو. ليو حاول ضرب جيف ليهرب من قبضته.

“ششش,” قال جيف, “فقط اذهب للنوم.”

____________________________________________________________________________________________________________________________________

سوف اقوم بنشر سلسلة شبه يومية لترجمة قصص الكريبي باستا

2019/06/30 · 834 مشاهدة · 3130 كلمة
Paranormal
نادي الروايات - 2024