100 - جوهر الدرب في البساطة، وثلاث صفعات تحطم الروح

الفصل المئة: جوهر الدرب في البساطة، وثلاث صفعات تحطم الروح

____________________________________________

"سلاحي المقدس؟"

ردد يو وين شين فنغ الكلمات بتهكم، ثم علت شفتيه ابتسامة ساخرة. وبينما كان يحدق في هيئة نينغ تشينغ شوان، غمر الهدوء فؤاده فجأة، وتبددت كل مشاعر الصدمة والاضطراب التي اعترته.

خطر ببال بعض خبراء السهول الوسطى أمرٌ ما، فأخذوا يتراجعون خطوات متتالية وقد اعتلى وجوههم شحوب متزايد. همس أحدهم بصوت يرتجف من الفزع: "كدت أنسى، إن سيد شياطين ليلة الشمعة العظيم هذا يحمل في عروقه دماء القديسة!".

"فالقديسة هي الزعيمة التي يختارها جبل السماء المقدس، وقوة سلالتها تمنحها السيطرة المطلقة على جميع الكنوز المقدسة في المعبد الأعلى" ثم أضاف آخر بصوت متهدج: "لم يُستولَ على مرجل حرق السماء، بل عاد إلى صاحبه الشرعي!".

عمت الفوضى أرجاء المكان، وشعر خبراء السهول الوسطى ببرودة جليدية تسري في أبدانهم، وسرعان ما انطفأت جذوة حماسهم التي كانت تدفعهم إلى خوض معركة دامية، وحل محلها يأس مطبق.

يا للعبث، ما أشده من عبث! لقد جاؤوا لقتال سيد شياطين ليلة الشمعة العظيم، فكيف لهم أن يشعروا في هذه اللحظة وكأنهم يخونون أسلافهم ويجحدون معلميهم؟ لقد انقلب المشهد رأسًا على عقب بطريقة لم يتخيلها أحد.

قاطع صمت المشهد صوت يو وين شين فنغ الهادئ الذي دوى من بعيد: "لقد خطوت تلك الخطوة أنت أيضًا، كما توقعت". بدا وكأنه لم يتأثر قط بفقدان مرجل حرق السماء، بل على العكس، أخذت تنبعث من جسده هالة من القوة أشد هولًا من ذي قبل.

لقد أمضى خمسة وثلاثين عامًا في عزلة وتدريب، وتجاوزت قوته منذ زمن بعيد قوة كل من سبقوه من زعماء جبل السماء المقدس. ولو قُدِّر له أن يُصنَّف بين أسياد السماء العظام في تاريخ عالم يوان يانغ، لتربع على عرش الصدارة دون منازع.

ورغم أن نينغ تشينغ شوان الذي يقف أمامه الآن يفرض عليه ضغطًا لم يشعر به من قبل، إلا أنه كان لا يزال يمتلك ثقة مطلقة في قدرته على سحقه. ارتفعت هالته بعنف، وأطلق العنان لأقوى مهاراته المقدسة، ختم الرياح السماوي.

في لحظة، تحول الإقليم الشمالي بأسره إلى سجن هائل يطبق على السماء والأرض، وغطت قوة لا يمكن تصورها كل شبر من الأراضي الثمانية المقفرة. تجهمت وجوه الشياطين جميعًا، فقد كانوا يدركون جيدًا مدى قوة وبطش ختم الرياح السماوي.

أمام معركة بين اثنين من أسياد السماء العظام، فقد الجميع قدرتهم على التدخل. بل إن مجرد موجة من التوابع الصادمة لهذه المعركة كانت كفيلة بسحق أي سيد سماوي في المرحلة الأولية، وتحويله إلى أشلاء متناثرة.

لم ينبس نينغ تشينغ شوان ببنت شفة، بل أطلق العنان لهيبة سلالة الإله الشيطاني التي تجري في عروقه. كانت هذه الهيبة نقية، وأصلية، تنتمي إلى سيد الشياطين الأوحد، وتفوق بما لا يقاس قوة أولئك الذين رسخوا قوتهم للتو كسيد الشياطين ذي الأصابع الستة وأمثاله.

في لمح البصر، تلبدت السماء بالغيوم السوداء، واجتاحت هيبة شيطانية عاتية الأفق لآلاف الأميال، مما جعل ختم الرياح السماوي الذي أطلقه يو وين شين فنغ يرتجف ويبدأ في الانهيار.

تلاشى سجن السماء والأرض، وبدأت أختام الإله الشيطاني الغامضة تظهر تدريجيًا حول يو وين شين فنغ. حملت هذه الأختام قوة فتك مرعبة، وقدرة كافية لختم هاوية الشياطين بأكملها، وفي اللحظة التي تكثفت فيها، انتصبت شعيرات جسد يو وين شين فنغ وارتجفت حدقتا عينيه من الصدمة.

كان يعلم أن نينغ تشينغ شوان يمتلك وسيلة لفتح هاوية الشياطين، لكنه لم يتوقع أبدًا أنه تمكن من تحويل قوة الختم ذاتها إلى مهارة مقدسة خاصة به! صاح يو وين شين فنغ بغضب: "تحطم!".

اجتاحت موجة تصادمية عنيفة المكان، فاهتزت السماء والأرض وتماوجت، ودوى في آذان الشياطين طنين يصم الآذان. أما خبراء السهول الوسطى، فقد عجزوا عن تحمل هذا الضغط الهائل، وبصقوا الدماء واحدًا تلو الآخر، وقد ارتسم على وجوههم رعب لا يوصف.

وسط كل هذا، ظهر نينغ تشينغ شوان بوجه خالٍ من أي تعابير، وبدأ يسير بخطوات ثابتة نحو يو وين شين فنغ. في عيني خصمه، أثارت هيئته الهادئة هذه ذعرًا حقيقيًا، فقد أدرك أنه حتى لو استخدم كل قوته، فلن يتمكن من كسر أختام الإله الشيطاني.

وصل نينغ تشينغ شوان أمامه، ورفع يده بهدوء ثم قال ببرود: "هذه الصفعة، لأجل أبي الإمبراطور". انقضت كفه على وجه يو وين شين فنغ، فاندفع الدم من حواسه السبع، وتطايرت أسنانه المحطمة في الهواء، بينما التوى وجهه وتورم في الحال. حتى هالته الواقية كسيد سماوي عظيم، تحطمت وتلاشت تحت وطأة تلك الصفعة.

أصابت يو وين شين فنغ حالة من الذهول، لم يتوقع قط أن يستخدم نينغ تشينغ شوان أسلوبًا بسيطًا وبدائيًا إلى هذا الحد. لقد كانت إهانة لا تطاق، فاشتعلت عيناه بنيران الغضب، ولوح بكمه ليطلق العنان لمهاراته المقدسة.

"وهذه الصفعة، لأجل أمي الإمبراطورة". لم يعبأ نينغ تشينغ شوان بما يفعله خصمه، وصفعه مرة أخرى بقوة، فسحقت كفه المهارات المقدسة التي أطلقها يو وين شين فنغ وحولتها إلى فتات. أطلق الأخير صرخة ألم مروعة، وبدأ جسده ينهار ويتشقق تحت وطأة الضربات.

تناثر دمه في كل مكان، ليرسم في السماء لوحة قرمزية مروعة. بدأ الخوف يتسلل إلى وجه يو وين شين فنغ، هو، السيد المبجل لجبل السماء المقدس، قد يُصفع حتى الموت! يا لها من نهاية مهينة ومخزية.

انعكس هذا المشهد في عيون جميع خبراء السهول الوسطى، ليتحول إلى رعب مطلق. أي مزاح هذا؟ أليست هذه معركة بين اثنين من أسياد السماء العظام؟ كيف لسيدهم يو وين، أقوى زعيم في الدرب القويم، أن يُصفع مرتين بأساليب بدائية دون أن يمتلك أدنى قدرة على المقاومة؟

أما الشياطين، فقد وقفوا فاغري الأفواه من الدهشة، فقد تجاوزت هذه المعركة كل توقعاتهم. فالسيد يو وين الذي كان قبل لحظات يستعرض قوته بصلف، وكاد أن يقضي على جميع خبراء الشياطين، يُسحق الآن بمنتهى البساطة.

"وهذه الصفعة الأخيرة، لأجل مئات الآلاف الذين قضوا في مدينة قمع الشياطين". رفع نينغ تشينغ شوان يده ببطء هذه المرة، وبدا وكأنه يحشد قوته فيها. في عيني يو وين شين فنغ، كانت هذه الحركة أشبه بنداء من حاصد الأرواح. هو وحده من يدرك حجم القوة المدمرة التي تختبئ خلف كل صفعة من صفعات نينغ تشينغ شوان.

صرخ في يأس: "لا... لا تفعل!". غمر قلبه خوف من الموت لم يسبق له مثيل، لكنه لم يستطع فعل شيء سوى المشاهدة بعجز.

بعد أن حشد نينغ تشينغ شوان قوته، انقضت كفه كصاعقة مدوية، وهبطت مباشرة على روح يو وين شين فنغ. مع ارتطام كف الشيطان، التوت روحه وتوقفت صرخاته فجأة، وتلاشى وعيه في تلك اللحظة عينها.

لم يظهر نينغ تشينغ شوان أي رحمة، فاستدعى مرجل حرق السماء مرة أخرى، وأحرق ما تبقى من روح خصمه حتى تحولت إلى رماد متناثر، ولم يترك لها أثرًا في الوجود.

"لقد مات السيد... لقد قتله سيد الشياطين العظيم بثلاث صفعات!". انفجرت الفوضى في صفوف خبراء السهول الوسطى، وأخذوا يتراجعون بخطوات متعثرة، عاجزين عن تصديق أن السيد يو وين قد قُتل بهذه السهولة على يد سيد شياطين ليلة الشمعة العظيم.

في هذه اللحظة، أصبحت تلك الهيئة التي تعتلي السماء، أفظع شيطان شهده عالم يوان يانغ على مر العصور. صاح أحدهم في فزع: "اهربوا!".

فرت قوات السهول الوسطى كالكلاب المذعورة، لكن نينغ تشينغ شوان لم يكن لينوي تركهم يذهبون بهذه السهولة. لوح بكمه الواسع، واستدعى راية الأرواح الخالدة مرة أخرى.

"إلى أين تذهبون أيها السادة؟ مكانكم هنا". دوى صوته الهادئ في السماء، وفي تلك اللحظة، انفتحت راية الأرواح الخالدة لتغطي نطاقًا يمتد لآلاف الأمتار، وانطلق منها عشرة آلاف جسد من الأرواح الخالدة.

اجتاحت هالة شرسة وقاتلة المكان، وانقضت تلك الأرواح بنهم وجشع على خبراء السهول الوسطى. وعندما خطت الروح الرئيسية إلى الأمام، كان جسدها يحمل سبعة أنماط شيطانية، وبلغت قوة هالتها مستوى سيد سماوي عظيم قد بلغ نصف تلك الخطوة!

في لحظة، بدأت مذبحة مروعة، وعملية التهام لا هوادة فيها. انضم الشياطين بدورهم إلى المعركة، وبدأت مشاهد مقتل أسياد السماء من السهول الوسطى تتوالى. بعد فترة وجيزة، شعر نينغ تشينغ شوان بزيادة أخرى في قوته.

عند هذه النقطة، وجد نفسه في حيرة مؤقتة بشأن تحديد مستوى قوته الحالي. لقد أتقن ختم الإله الشيطاني، وارتقت سلالته إلى مستوى الإله الشيطاني، وحصل على قوة راية الأرواح الخالدة، كما امتص كمية هائلة من طاقة الشياطين الأصلية من هاوية الشياطين.

لم يعد من الممكن وصف قوته بلقب "سيد سماوي عظيم" فحسب. ففي عالم يوان يانغ، لا توجد تقسيمات فرعية لهذا المستوى، فبمجرد بلوغه، يصبح المرء في قمة الهرم. كان نينغ تشينغ شوان قد قدّر سابقًا أن بلوغ هذا المستوى يعادل مستوى النيزك المتقدم، لكنه الآن يشعر أنه يلامس عتبة نجم الكارثة، أو ربما يكون قد وصل إليها بالفعل.

نظر إلى مذبحة الالتهام التي تقوم بها الأرواح الخالدة، ثم تفقد لوحة حياته مرة أخرى.

'تطوير الحياة: جارٍ.' 'الموهبة الفطرية: الفهم الأقصى.' 'الموهبة الفطرية: راية الأرواح الخالدة.' 'الموهبة الفطرية: انقسام الروح.' 'الوقت المتبقي لتطوير الحياة الحالي: عشر سنوات.'

بالنسبة لنينغ تشينغ شوان، كانت تجربة هذه الحياة مسيرة يسيرة لم تكتمل متعتها بعد، فقد سحق كل من وقف في طريقه دون عناء. أما بالنسبة لموهبته الفطرية الثالثة، فلن تكون هناك حاجة لاستخدامها هذه المرة، فلم يتبق سوى عشر سنوات.

فكر في نفسه قائلًا: 'حان وقت العودة إلى هاوية الشياطين'. ثم عادت إلى ذهنه صورة الدوامة في فضاء الهاوية، وآثار قاعة التناسخ التي تقع تحت سطح البحر هناك.

____________________________________________

مئويتنا الاولى! والاحداث نار 🔥

الي وصل الى هنا، اترك بصمتك بتعليق لطيف ❤️😁

2025/10/20 · 200 مشاهدة · 1422 كلمة
ZEUS
نادي الروايات - 2025