-
كان يُعنف اُمه و يُهمشها ، لـتوها طردت من منزلها ، مثيرٌ للسخرية إنَ من طردها هوَ إبنها الوحيد ؟
في وسط هذا الفصل القارس ، في ساعةِ الصِفرّ ، حيث يهطلُ الثلج ، تلكَ الام الوحيدة تمشي بين الشوارع البيضاء
عارية القدمين ، مَشَتْ و هي تُسابق الريح العاتية ، لمحت متجراً متواضعاً ، دَخلَت لـيُصدِرّ ذاك الجرسُ رنيناً مُعلناً قدوم احدٍ .
كان متجرَّ مفاتيح و أقفال .
إلتفتَ لها ذاكَ الكهِل ، لتفتَحَ فاهها و تبدأ الحديث " مرحباً ؟ "
أردفت بسرعة " اُريد مِفتاحاً يفتحُ لي باباً ! ، بابَ قلبِ إبني ، لقد سرقتهُ مني زوجة إبني و صنعت الاكاذيب عني ! هَل يُمكنكَ صُنع مفتاحٍ لـقلبه ؟ "
اومئ بـنعم دلالةً على انه يستطيع و اردفَ " في نِهـاية هذا الشارع يوجد قصرٌ فخِم ، هذا مفتاحُهُ ، وسَيكون إبنكِ لكِ " ليمُدَّ يده حاملاً المفتاح .
أخذتهُ بسرعة من يده و هي تتشكرهُ .
وصلت لِذلك القصر ، فتحت بابه المرصع بالالماسِ و الذهب و كلُ ما هُوَ نفيس .
لتُصدم بِإبنِها و زوجِها الراحِل بِسبب الحرب ، مُبتسمين لها مُكشرين عن فرحتهم لها ، لـيردف إبنُها " مرحباً بِعودتكِ ، أُمي ، لقد إنتظرناكِ طويلاً "
ذلكَ القصرُ كان دافئاً ، سقطت دمعة من مقلتها اليمنى دلالةً على فرحِها .
" كُل ذلك حلم هذا لن يحدث "
لـتستيقظ من غفوتها ، إزرقت شفتيها ، لم تعُدّ قادِرّة على التنفُس ! ، تختنق ! و تجثو على الارضِ ، سقطَت جُثتُها على الارضِ ، لـتسمع صوتَ نُباحِ بعض الكلاب ، هي عرفت إنها تحتضرّ ببطئ و لوحدِها ، أغلقت جفونها مستعدة لتُقبّضّ روحُهَا .
في صباح اليوم التالي ~
همساتٌ بين الناس ، " مسكينة تلك الام " ، " نعم نعم ، ولدها لتوه سافرّ و ترك أمه جثة ملقاةً على الارض " ، " سندفنُهـا هناك ! " .