"أسرع"

طلب من الغوبلن أن أسرع، و أنا أحمل المضرب،ظننت أنه فقط يريدني أن أختار سلاحا لكنه قادني للسطح ثم جعلني أركض.في النهاية بعد دفعت للإسراع،وصلنا للمكان المراد،قرية تبدو أنها مهجورة.

لم أستطع التأكد،هل هي مهجورة فعلا أم لا، بسبب لمحي بضع ظلال.

ما هؤلاء؟

اتضح أن ما تكدس هنا،هو تجمع من غوبلن خضراء.و في الوسط ما يبدو أنه رئيس ذو جلد أحمر.

"تقدم"

الغوبلن الذي قدم معي،أخذني من ذراعي لمكان تواجد الرئيس الأحمر. و أنا أقترب لم أتمالك نفسي من أن أتفاجئ من تخيلي عن أن الرئيس لن يملك هالة ملكية.

الغوبلن الأحمر كان من مرتبة محترمة،ذراعاه الكبيران،بريق حاد في عينيه،و أهم من أي شيء شكل قبيح.كان مسلحا بدرع قديم،و سيف مثلوم،بالنظر إليه،شككت أننا من نفس الفصيلة.

"الملك،تقدم،هذا،التافه"

و أنا أسمع هاته الكلمات المتناثرة،فهمت بدرجة كبيرة العلاقة بين هذين الإثنين.

الأحمر هو ملكهم،و الغوبلن هنا هم خدمه.و هذا الغوبلن يقدمني للملك كشخص أدنى مرتبة منه حتى.

ثم من غير مقدمة،نظر الملك لي.

"أنت،الأخير،وغد بطيء،اعطوه عقابا"

بعبارة أخرى،يريد أن يعاقبني لأنني الأخيىر؟

لا تعبث معي...من تظن نفسك؟

و أنا أفكر في ذلك،الغوبلن بجانب الوغد الأحمر ثبتوني أرضا.

"أنا،رحيم،لن أقتلك."

نظرت عاليا،و التقت عيناي مع عيني الغوبلن الأحمر.

عندما نظرت لعيني الوحش،قلت لنفسي أنني لن أنسى ذلك المنظر ما حييت.

عيناه كانت مليئة بشعور من التفوق و الإحتقار.النظرة التي يوجها لك والد،معلم،أو قريب حقير.

ثم أحسست بضربة في ظهري.

"غوغيغب"

محسا بالألم،لم أستطع سوى أن أصرخ.

ذلك الغوبلن الأحمر كان يضربني بمضرب،و هو يظهر شعورا باللذة.

أحسست أنه استمتع بذلك،الحكم علي،و ضربي عدة مرات. بعد لحظات توقف، داس على رأسي و قال الأتي:

"أنا،ملك.لا...تعصي"

سأقتلك.

لا أعرف هذا المكان،لكنني سأقتلك قطعا!

في هذا المكان الكابوسي، للمرة الأولى،كان يمكنني استعادة شعور قديم.

إنه شعور مختلف تماما عن الرغبة في الأكل الذي كان يقودني منذ لحظات.

لا مانع لدي حتى لو قيل لي إنه بشري.

ربما يمكن أن يقال أن إحساسا كهذا يجب أن لا يكون في عالم كهذا محكوم بقانون الغابة. في عالم حيث القوي دائما قوي و الضعيف دائما ضعيف.

"رد"

أجبت و الحقد يغمرني كلية:

"غاي"

لن أعترض.

أقسمت أنني سأقتل أنا اللعين، و الدم الأزرق ينزف من جسدي.

*******

و أنا أسب و قدم الملك تطئني،سمعت صوتا أقرب للصراخ من مكان قريب:

"أع...داء!"

فجأة،ركلت جانبا،و رفع الملك صوته.

و أنا مرمي على الأرض كالقمامة،نظرت لا إراديا للمنظر.

بجانب الغوبلن الأحمر العديد من الغوبلن،و في نهاية خط بصري هناك ثلاثة من الأورك.

حصد الأورك دزينة من الغوبلن و هو يقترب من الملك.

لكن رغم التفوق العددي للغوبلن،الأورك الأضخم بضعفين من الغوبلن حطموهم بسهولة بمضاربهم.

ليسوا متكافئين.

كان هذا رأيي الصريح،بالفارق الجسدي الكبير،لن يستطيعوا ربح معركة مباشرة.

بتلويحة،تتحطم رؤوس الغوبلن،و تتطاير سوائل أجسامهم.الغوبلن هاجموا الأورك واحدا تلو الأخر، لكن نصالهم الضخمة أوقفتها شحوم الأورك.و لم يستطيعوا إحداث جرح مميت.

في خضم هذا،الغوبلن الأحمر نظر للمذبحة دون أن يتقدم للمساعدة.

الملك نظر لأورك و هم محاطون بحائط من الغوبلن.وهو ينظر،دفع حتى بالغوبلن بجانبه للمشاركة في القتال.

لكن شيئا كهذا كان بلا فائدة،هاته الخطوة من المستحيل أن توقف الأورك المندفعين.

مستخدمين أجسادهم،استطاع الأورك أن يخترقوا حائط الغوبلن.

كل ما يتطلبه الأمر هو سقوط غوبلن واحد، إذا سقط واحد فسيتبعه الجدار كذلك.

لكن هذا لا يعني أن الأورك خرجوا بدون خدش،في الواقع كانت أجسادهم مليئة بالجروح،جروح دفعتهم للغضب.يمكنك أن ترى في أعينهم الحنق،بلا أي أثر للمنطق.

أظنهم كانوا يائسين للخروج من ذلك الحصار.

و من ثم اقترب أحدهم من الملك و اصطدم به.

"غورررررووو"

"غوغا"

رغم أنه كان صداما بين وحشين فإنه انتهى سريعا.

و ما بقي كان النتيجة الحتمية.

لا حركة.

و أنا أفكر في ذلك،رأيت بطرف عيني سيفا.

السيف الذي سقط،السيف المثلوم.

"دن،دن"

في تلك اللحظة،سمعت دقات قلبي،و هي تتسارع.

استجمعت ما بقي عندي من شجاعة، متجاهلا أنين الوحش،جلست.

"غبهيهي"

حسنا،حسنا، هذا تحول مثير للأحداث، أليس كذلك؟

صحيح؟

رغم كوني مهزوزا،أمسكت الشيء الذي لفت انتباهي.

السيف الطويل ذو النصل المثلوم.

ثم اقتربت من الغوبلن الأحمر المتجمد.

لا يمكنه الموت فقط من ذلك الإصطدام.

"غيغبييييي"

....مت،أيها السافل.

غرزت السيف الطويل في عنق الملك بكل ما أوتيت من قوة.

عندما دخلت حافة السيف عميقا في حنجرته ، حركته عموديا.

"ايفغغغغغغغي"

"بغا.---بغغغب"

مع تردد صرخة موت الملك،تنفس أخر نفس له و من ثم توقف.

"غغو،بوابوا..."

قتلته.

"غيييغغغغيييووووو"

ما هذا؟

أنا متحمس في الحقيقة أكثر مما توقعت.

"غي،غييغو!؟

و أنا أفكر في ذلك،شعرت بشيء ينفجر داخلي،دافعا أياي للوقوف على ركبتي.

" غيبغي،غوها"؟

و أنا أحس بشيء غريب فيا،لم أجد بدا عن الإمساك برأسي.شيء ما يحدث،شيء غريب،إحساس مخيف من نوع ما، يأكلني من الداخل.

هناك،سمعت سيفا يسقط بعنف من مسافة ما.

"اه....اهههه.."

مرت ثانية فقط،لكن أحسست بساعة من الألم.مع اختفاء الألم نظرت حولي.

هادئ للغاية.

بالنظر حولي، تفاجأت أن كل الغوبلن ينظرون لي.

هل أنا...في مشكلة؟

رغم ذلك للأسف، لا يمكنني استجماع أي قدر من القوة،حتى القوة للهرب بعيدا.

و أنا أخشى الأسوأ،تقدم أورك نحوي.

"الملك."

ماذذذذذا؟

اههه؟

ماذا قال هذا الغوبلن قبل قليل؟ملك؟

"أوامرك."

بأرتياب،فكرت مجددا في تلك الكلمات الحمقاء،و من ثم نظرت لذراعي.

حمراء،قبيحة، و قاسية كالحديد.

كيف يمكنني أن أصف هذا الشعور الذي ينتابني الأن؟

لم يكن أدنى إحساس بالسعادة لأنني أصبحت قويا.و لم يكن ندما لوسمي بالقبح.بالأحرى شعورا بالنشوة.

من ماذا أتساءل .

لكن رغم ذلك أنا قطعا منتش.









2017/11/15 · 1,378 مشاهدة · 816 كلمة
نادي الروايات - 2024