13 - إلى هالفبثور To Halfbthour

10/ ستونهارت: إلى هالفبثور.


«الناس يصدقون ما يعجبهم فقط»

إمتدت الطريق أمامهم للأيام الماضية، كانوا قد غادروا "سكيليك" منذ ثلاثة أيام صوب العاصمة في اتجاه "هالفبثور" الأرض التي يحكمها "آل ميتز" في جو من الكآبة.
لم ترسل الشمس أشعتها منذ مدة.

وسط زعيق الرجال و صهيل الخيل و قعقعة العربات تطايرت الأتربة من حولهم، كانت الأرض قد أصبحت موحلة و رطبة بسبب زخات المطر.

إعتاد ماكون على امتطاء الأحصنة و التدرب على المبارزة لكن هذه كانت أول مرة له يخوض فيها سفرا طويلا كهذا و أول مرة يحل فيها على قلعة أحد النبلاء.

سار ماكون بحصانه بجوار السير "ميرين فوت" الذي رافقه كمستشار له و عين من طرف والده و إن كان الإثنان غير متوافقين تماما فالسير ميرين شخص متجمد الملامح و يبدو أنه ليس من محبي النكات على الإطلاق إنه رجل ذو أسلوب تقليدي؛ يتلقى الأوامر فينفذها و حسب... أو هكذا بدا لماكون الذي تساءل عن نظرة الفارس المعدني إليه، هل يا ترى يعتقد أنه مجرد صبي؟ أم أن ماكون نفسه يعلي من شأنه و يعتقد أنه قرأ كثيرا حتى صار عقله ناضجا بما يكفي لأن يحتك بمن هم أكبر منه؟ لكن مع هذا فدائما ما اعتقد أن السير ميرين فوت رجل ممل و ليس نوع رفقته المفضلة.

رافقهما مئة رجل بين فرسان و جنود و محاربين غير نظاميين لتأمين الرحلة و تجنب الإحتكاك مع قطاع الطرق فرؤية هذا الموكب من الرجال ذوي الدروع اللامعة و السيوف التي تقطع الحجر سيجبر أي نخاس على التنحي جانبا.

كانت الطريق البرية المباشرة طويلة و تستغرق أكثر من أسبوع لهذا انعطفوا غربا قبل يوم من الآن وصولا إلى "هالفبثور" حيث سيحلون ضيوفا على "ريدهوك" معقل آل ميتز.

كان ماكون قد قرأ الكثير حول العوائل و تاريخها و نشأة البشر على الأرض، حسنا قرأ بقدر ما وجد من كتب و مخطوطات و بقدر ما كان مسموحا له أن يفعل، آل ميتز أيضا كانوا من بين من قرأ عنهم ماكون الذي كان يريد أن يسأل سؤالا لم يطق صبرا على كتمانه. إقترب بحصانه الهزيل نحو الفارس المعدني الذي كان يسبقه ببضع خطوات و قال سائلا: أتساءل كيف يبدوا آل ميتز هؤلاء هل هم ذوي قامات طويلة فعلا؟

- هل هذا ما يثير فضولك أيها الصبي؟
أجاب السير ميرين.


قال ماكون: حسنا ليس هذا بالضبط، كنت أتساءل لماذا "كلب الملك" هو لقب "اللورد ميتز".

- أي سؤال هذا؟ لا تكثر الكلام حول هذا الأمر إنه غير مستحب حيث نحن متجهون.

- حسنا لقد قرأت هذا في مكان ما و أردت أن أعرف صحته.

- لازلت مستمرا في حشو رأسك بالترهات أليس كذلك؟ لكنني أعتقد أنه من غير الجيد أن تخبر الناس بكل ما تقرأه و بكل ما تعلمه فليس كل ذلك قد يبدو صحيحا للبعض، الناس يصدقون ما يعجبهم فقط.

رمق ماكون السير ميرين بنظرات غريبة و شعر أن هذه أول مرة يتحدث فيها ”المؤخرة المعدنية“ كما يناديه والده عندما يكون ساخطا بحكمة، و بذكر المؤخرة المعدنية فقد ابتسم ماكون و ابتلع ضحكته الطفولية حتى لا يبدو كالأبله فقد شعر بالرغبة في الضحك كل ما سمع والده يناديه هكذا.

إبتعد ماكون عن الفارس المعدني و راح يفكر في طبيعة العالم الذي يعيش فيه، فكر في أن آل ميتز و على رأسهم سيد العائلة و حاكم «ريدهوك» اللورد الموقر "ألفرد ميتز" يستحق أن يكون ملكا طالما هو من كان وراء النصر الذي تحقق في الشمال قبل سنوات حين تأخرت بشائر النصر و بدا كما لو أن خليط الجيوش الجنوبية المتحالفة يتم دحره، على الأقل يستحق أن يكون في منصب ساعد الملك و لكن بإعادة تفكير بسيطة سيتبين أن ذلك سيكرس لقبه ككلب الملك و كأنه يستحقه.

وسط ضباب الطريق انكشف جسم عظيم في الأفق، قلعة عظيمة لاحت للأنظار فوق ربوة مرتفعة و تحتها برزت مباني المدينة، إنها "هالفبثور".

كانت أسوار قلعة "ريد هوك" العالية قد لاحت لهم من على بعد نصف ميل تقريبا، كانت تبدو كإحدى قلاع الحكايات القديمة، قلعة بأسوار عالية و أبراج شاهقة تبلغ عنان السماء لتناطح السحاب، فكر ماكون أنه و على الرغم من هذه المسافة فالقلعة تبدو حصنا منيعا للغاية، لا توجد سلالم بطول أسوارها و لا أي مدق قد يحطمها لكن رغم هذا فهو لن يعرف صحة ما يفكر فيه حتى يصير عند أعتابها و عندها سيتحقق بنفسه.

عند هذه المحطة استوقفهم فارسين بدرعين قرمزيين نُقش عليهما بلون مذهب رمز الصقر و لاحت رايات آل ميتز الخفاقة المزينة بصقر ذهبي عريض الأجنحة على خلفية قرمزية .

هدر أحدهما قائلا و هو يرفع مقدم خوذته عن وجهه: من أنتم و ماذا تفعلون هنا؟

تقدم الفارس المعدني مجيبا و قد رفع هو الآخر مقدمة خوذته ليبرز وجهه المتجهم: ألا ترى الراية و عليها شعار النبالة؟

- نرى و لا نهتم.

- أعتقد أنكم تتوقعون قدومنا و لهذا أنتم هنا.

- هذا لا يجيب على السؤال.

تقدم اللورد الصغير و قد رفع رأسه و عدل من قامته و هو على متن حصانه محاولا أن يبدو أكبر من سنواته الخمسة عشر و قال: نحن في طريقنا لتلبية نداء الملك و قد قادتنا الطريق إلى أعتاب مدينتكم الجميلة لهذا نرجوا منكما السماح لنا بالعبور و الإقامة هنا لليلة واحدة و أعتقد أن اللورد الموقر ألفرد ميتز لن يمانع في استضافتنا كما أن الطعام و الشراب و المأوى كلها ستكون على نفقتنا الخاصة و هكذا حانات المدينة ستعمل لساعات متأخرة من الليل و ستجني أكثر و في اعتقادي انها ستكون صفقة رابحة لكلا الطرفين.

إستطرد الفارس قائلا في لهجة احتقار واضحة: من أنت أيها الطفل المتبجح؟

- أنا اللورد ماكون ستونهارت إبن اللورد ريفز ستونهارت سيد ستون-ايف و حاكم سكيليك و أنا وريثه الشرعي الوحيد.

- لورد؟ هذا طريف للغاية، كان حديثك جميلا عن كون استضافتكم صفقة رابحة لكنك صغير جدا لأصدق أنك لورد قلعة و قائد كل هؤلاء الحمقى متحجري الوجوه.

- أوه هل أهنت رجالي للتو؟

- أنت فتى مدلل متبجح قام والدك بإعطائك عددا كبيرا من الحرس لتمارس البلطجة أليس كذلك؟ من يعلم ما قد تفعلونه إذا سمحنا لكم بدخول مدينتنا؟

تقدم السير ميرين فوت و قال بنبرة حادة مصوبة كالرمح: ما يمنعنا من فصل رأسك عن جسدك رغم كونك تستحق ذلك هو أننا عكس ما تفوهت به تماما.

- هل أعتبر هذا تهديدا؟

- إعتبره قضيبا يداعب مؤخرتك القرمزية الجميلة إذا أردت.

- ماذا قلت يا هذا؟

تدخل ماكون بين الإثنين ليهدأ الوضع و حَالَ بينهما بحصانه قائلا: أيها السادة دعونا لا ننجر خلف هذا أكثر، يمكنك اصطحابنا إلى اللورد ميتز و هو سيتكفل بكل شيئ غير ذلك نحن لن ندخل المدينة عنوة لهذا لا تقلق أيها الفارس و أنا أعتذر عن كلام تابعي قبل قليل.

- من تقصد بتابعك أيها الصبي؟
غمغم السير فوت.

تراجع الفارس ذو الدرع القرمزي البراق و هو يزم شفتيه و يحاول السيطرة على حصانه ، ثم قال متهكما: لقد كان ذلك مجرد اختبار و أعتقد أنكم قد تجاوزتموه اللورد ميتز يتطلع للقائكم.

- اللعنة على اختبارك.
غمغم السير ميرين فوت و هو ينطلق بحصانه متجاوزا الفارس ذو الدرع القرمزي و معه انطلق ماكون و الرجال المئة لينزلوا من على ربوة مرتفعة نحو مدخل المدينة الذي تراءى للأعين بالأسفل في حين برزت القلعة شاهقة من على هذا البعد و كلما خطوا خطوات أكثر أصبح حجمها يبدو أعظم. بعد ذلك انطلق الفارسين نحو مقدمة الحشد كي يقوداه وصولا إلى المدينة.

بوصولهم إلى المدينة تجمع المزيد من رجال آل ميتز و قد التمعت دروعهم القرمزية المصقولة و برزت الصدرية التي على شكل الطائر الذهبي الذي فرد جناحيه مزينة درع كل واحد منهم و قد تزاوج الدرع مع المعطف الأبيض الناصع ليمنح كل واحد منهم منظرا مهيبا أما ماكون و من معه فكانت دروعهم رمادية رنانة بدون معاطف و صدرياتها كانت رمز العائلة سيفان متقاطعان.

بدت الشوارع مزدحمة و توقف المارة على جانبي الطريق و بلغ عدد فرسان القلعة أكثر من خمسين، كلما مروا على شارع انظم الفرسان الذين تواجدوا فيه إلى الموكب و من خلفهم الفارس المعدني و ماكون و بقية الرجال في حين بدت القلعة و كأنها ستسقط عليهم من فرط علوها و قد بدا لونها الأحمر القرمزي الخفيف يتضح شيئا فشيئ عبر الضباب المحيط بأبراجها و قد استوت على ربوة عالية كانت السبب في منظرها هذا و أدى ارتفاعها إلى هذا المشهد الذي حمل رمزية تفوق آل ميتز عن غيرهم بكونهم سادة المكان و حماة "هالفبثور" و إن كان ذلك ضمنيا فقط مع الأخذ في الحسبان خضوعهم لسلطة الملك و العائلة المالكة.

بدت البوابة عظيمة تماما كمنظر القلعة، أحاط ماكون هذا الصرح العظيم بنظراته و لم يجد منفذا لاختراقه بدت القلعة كما لو أنه لا يمكن اخترقها مثلها مثل فرج عجوز شمطاء إنها قادرة على صد جيش من مليون رجل.


كان آل ميتز مشهورين بنبالتهم و عراقتهم إنها الطبقة المخملية الراقية، قصورهم و بيوتهم، طرقاتهم و شوارعهم، أزياءهم و طريقة حديثهم كلها توحي أنهم قد بلغوا درجة عالية من الرقي.

توقف حشد الرجال وسط جلبة أحدثتها الأحصنة و العربات و صياح المارة هنا و هناك و تقدم نحوهم عدد من الحراس يتوسطهم رجل أقل قامة منهم فيما تنحى الفرسان الذين رافقوهوم وصولا إلى القلعة جانبا.
تقدم الشاب القصير الذي اتضح أنه هو الآخر فتى لا يكبر ماكون إلا بعامين و ألقى التحية على الرجال.

كان ذلك ثاندر ميتز ولي عهد ريد-هوك أكبر أبناء اللورد ألفرد و هو من يشغل منصب قائد الفرسان و يلقى احترام الجميع. بدا شعره كشلال من الجدائل الذهبية كان اطول من شعر الصبية مجدولا و معقودا كذيل الحصان عيناه خضراوان عميقتان و حادتا النظرة و شفتاه ممتلئتان و قد بدا كما لو أنه قد ترك شعر وجهه ينمو كي يمنح نفسه منظرا رجوليا أكثر و في الواقع كان محبوبا من النساء لوسامته و منصبه.

إرتسمت على وجهه ابتسامة مرحبة و هو يقول: أتمنى أن الطريق كان رحيما بكم و أنا أعتذر نيابة عن والدي لعدم قدرته على الحضور بسبب انشغاله.

غمغم الفارس المعدني و هو يترجل من على حصانه: الطريق كان هينا بالمقارنة مع فظاظة رجالكم.

- أتمنى أن تعذر فظاظة رجالنا، البعض لازال يعتقد أنا عائلتينا لازالتا في خصامهما القديم.

حاول ماكون أن يتحين الفرصة ليقول شيئا لكن السير ميرين يقوم بالفعل بلعب دور القائد هنا و لا أحد يهتم لوجوده فكر أنه عليه أن يفرض حضوره لكن حتى هذا الفتى الشاب لا يكاد يلاحظه و لا يهتم بوجوده.

قال ثاندر: لقد جهزنا إقامة لائقة للورد و تابعه في حين سيقيم بقية الرجال في دار الرعاية إنها عبارة عن نزل مخصص للضيوف و ستكون مناسبة تماما.

ثم أكمل حديثه مخاطبا الفارس المعدني: أتوقع أنك قائد الرجال لكنني لا أرى لك تابعا.

رمى ماكون بنفسه داخل هذه المحادثة تماما كما يرمى السهم نحو الهدف و قال: توقع خاطئ! لست ثاقب النظر فأنت تخاطب التابع و قد تركت السيد ينتظر.

هدر السير ميرين ساخرا و متهكما: مرة أخرى أنت تقول عني أنني تابعك أيها الصبي.

قال ثاندر: أعتذر منك لكن هل أضعت الطريق أيها الفتى؟

شهق السير ميرين بضحكة كتم نصفها لكنه لم يعلق بشيئ.

- أراهن بمؤخرتك المعدنية أنك تجد الأمر ممتعا يا سير ميرين. قال ماكون ثم صفع وجهه بابتسامة مصطنعة و هو يقول مخاطبا ثاندر ميتز: أنا ماكون ستونهارت ابن...

قاطعه السير ميرين: توقف عن تعريف نفسك لكل من تقابلهم. باختصار هذا الفتى سينوب عن والده و أنا هنا في حال طرأ شيئ غير متوقع أما الرجال فهم لتأمين الرحلة و دفع أي خطر محتمل هذا كل شيئ.

- آه حسنا أنا آسف حقا يا سيدي اللورد لقد تعجلت في الحديث و خلطت الأمور و كتعويض عن ذلك سيتم اصطحابك إلى غرفتك الخاصة حالا كما سيكون الحمام الساخن في انتظارك ليخلصك من تعب المسير و لاحقا ستكون هناك وليمة تليق بمقام ضيوفنا.

- هذا أكثر من كاف.
رد ماكون.

كان ظلام الليل قد أحاط القلعة كلها، حين استيقظ ماكون ليجد السير ميرين يجلس أمام أحد الفوانيس يشحد سيفه، راقب ما حوله و استرجع ما حدث لقد غط في نوم عميق بعد أن أخذ حماما ساخنا.

- هل حل الليل يا سير ميرين؟

- أجل لا يحتاج الأمر إلى سؤال.

- ألا تتخلى عن عنجهيتك هذه أبدا؟

- لا أتوقع منك أن تفهم تصرفاتي و أنت في سنك هذا لهذا لن أجيبك أبدا.

تطلع ماكون حوله ليرى نور الفانوس يشق ظلام الغرفة و قال بصوت شبه مسموع: أغغ أنا جائع.

- هناك يخنة سنجاب في القدر الذي هناك. -مشيرا إلى منضدة في الزاوية-

- هه! هل هذا هو الإستقبال الذي يليق بمقام الضيوف؟ ياله من كلام فارغ.

- هل توقعت أكثر؟ ستكون أحمقا إن فعلت.

- هل هذا سبب كونك متجهما طوال الوقت ولا تجامل أحدا هو أنك تعرف حقيقة الأمور، أهذا صحيح؟

- من الجيد أنك بدأت تفهم الأمر لكنه يتطلب خوض الكثير من التجارب لتكتسب نظرة صحيحة عن الأمور.

- حسنا لا تطل الأمر يا سير فوت، أخبرني ما سر العداوة القديمة بين عائلتي و آل ميتز.

- آه حسبتك قرأت عن المكان في أمر ما.

- لقد خلطت الكلام الأصح هو قرأت عن الأمر في مكان ما.

- أتحسب أنني لا أعلم؟

و ترك السيف من يده و استدار نحو ماكون و تابع حديثه: خلاصة القصة أن أسلافك من حفروا القلاع و البيوت في الجبال و آل ميتز و حلفاؤهم أرادو غزو سكيليك لكنهم لم يستطيعوا، آل ميتز كانوا دائما قياديين و يعتبرون أنفسهم أفضل من الآخرين و ليس ذلك نوعا من الكبرياء بل تجسيدا لشعارهم المميز "دائما في القمة" حتى قلعتهم هذه ليست على صعيد واحد مع بقية البيوت إنه فخرهم الموروث، لهذا ذلك الفارس الذي قطع طريقنا عاملنا بفظاظة بسبب تاريخ العائلتين المشترك و الذي لم يكن ودودا أبدا.

- لكن هناك شيئ يشغل تفكيري، قبل سنوات و في عام الغزو بالتحديد آل ميتز رفضوا أن يقودهم آل دي روز لكنهم في آخر لحظة إنظموا إلى حملة التطهير الكبرى لماذا لم يهاجموا الحلفاء و يستغلوا ضعفهم؟

- حسنا لقد كنت هناك و لم يكن غزو الشمال في جولة واحدة بل كان نتاج عدة معارك طاحنة و عرف اتحاد الشماليين تحت راية واحدة لكن المضحك في الأمر و الذي يدعو للسخرية هو أنني لم أقتل أحدا طوال تلك المعارك فقد انشغلت بمرافقة السيد والدك الذي كان مصابا في إحدى ساقيه بجرح غائر تعفن نتيجة عدم تعقيمه فالشراب قد نفذ و لا أحد كان يعلم أي نبات نستخدم لهذا اضطررنا للبقاء في الخلف.

- و كيف سار الأمر بعدها؟

- بالنسبة لوالدك فقد صار أحد أبطال الحرب و توج بوسام الشجاعة و منح لقب فارس ملكي فخري و جعله ذلك في غنى عن إجابة دعوة الملك أما بالنسبة لآل ميتز فمن الصعب أن أحدد موقفهم لكن لو كنت مكانهم لفكرت بنفس الطريقة.

- لكن الفرصة كانت مواتية ليحصلوا على كل شيئ.

- الشماليون كانوا سيقاتلون العدو أيا كان و لن يفرقوا بين آل ميتز و غيرهم أما آل ميتز فسيضطرون لقتال الجيوش المتحالفة و كذا الشماليين و لو حدث مثل هذا لما كنا هنا الآن كان ذلك الحدث ليعرف بأكبر مجزرة في التاريخ و لما كان أحد لينجوا لكنهم اختاروا أن يدعموا الطرف الذي أوشك أن ينهزم و يدحر ثم سينظرون إلى تبعات الموقف.

- و كل ما حصلوا عليه لقب كلب الملك
إنهم يقولون عنه الملك الذي ركع و كلب الملك خلف ظهره أما أمامه فيبجلونه كونه من حقن دماءهم و جلب لهم النصر.

همهم ماكون ثم أضاف: أعتقد أن اللورد ميتز هو من يستحق أن يكون الملك.

- لا أحد يعلم ما تحمله الأيام فمن المستحيل أن يستمر حكم آل دي روز إلى الأبد لربما يعود حكم آل ميتز ذات يوم.

- لقد قرأت أنهم لا يملكون مشاة في جيشهم.

- نعم هذا صحيح إنهم مولعون بالخيول و امتطاءها و المبارزة هما أول الدروس التي يتعلمها فتيان هالفبثور.

- مثير للإعجاب حقا!

قال ماكون و قد وثب من مكانه نحو قدر اليخنة ليطيح بها من شدة جوعه أما السير ميرين فقد عاد لشحد سيفه مرة أخرى.

2019/07/14 · 326 مشاهدة · 2478 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024