تردد صدى الحديد وهو يحتك بالحجر بينما فُتحت البوابة الثقيلة، كاشفةً عن الساحة الضخمة التي غمرتها أشعة الشمس القاسية. كان الهواء محمّلًا برائحة الدم والتراب، والجمهور يصرخ بحماسة من خلف الأسوار الحديدية، يطالبون برؤية الدماء تُسفك على الرمال الحمراء.

كان البطل يقف في وسط الساحة، معصوب الرأس من أثر الضربة التي تلقاها قبل أن يُلقى به في هذا المكان. لم يكن يعلم كيف وصل إلى هنا، لكن الغريزة أخبرته بشيء واحد: النجاة تعني القتال.

أمام البوابة المقابلة، ارتجت الأرض مع كل خطوة ثقيلة. دوّت أصوات سلاسل تتكسر، ثم انفتح الباب، كاشفًا عن أول خصم له: مخلوق هجين بين الإنسان والثور، يحمل فأسًا ضخمًا يكاد يكون بحجم رجل بالغ. كان جلده أسود مثل الفحم، وعيناه مشتعلة بالغضب، وكأنهما تتغذيان على وحشية المكان.

"المواجهة الأولى!" صرخ أحد المذيعين من أعلى البرج الحجري، "إنه اختبار البقاء للمقاتل الجديد! هل سينجو، أم سيكون مجرد بقعة دم أخرى في تاريخ أرينا فالدار؟!"

لم ينتظر الوحش طويلًا. اندفع نحو البطل بسرعة غير متوقعة لحجمه، والفأس في يده يهبط مثل نيزك مشتعل. بالكاد تمكن البطل من تفادي الضربة، لكن شظايا الحجارة المتكسرة جرحت ذراعه. كان هذا الوحش قويًا جدًا، وضربة واحدة ستكون كافية لإنهائه.

لكن البطل لم يكن بدون سلاح. التقط شفرة قصيرة مرمية في الرمال، ممسكًا بها بقوة، وبدأ في دراسة خصمه. السرعة لن تكون كافية... عليه أن يستغل نقطة ضعف الوحش.

استمر القتال لدقائق بدت وكأنها ساعات، كل حركة محسوبة، كل تفادٍ بالكاد ينقذه من الهلاك. ثم، في لحظة خاطفة، رأى فرصة. الوحش رفع فأسه عاليًا للهجوم، تاركًا صدره مكشوفًا. انطلق البطل بسرعة، مستخدمًا الرمال للتمويه، وغرس الشفرة في عنق الوحش قبل أن يتمكن من إنزال فأسه.

لحظة صمت خيمت على المكان، قبل أن يترنح الوحش إلى الخلف ويسقط بقوة على الأرض، مثيرًا سحابة من الغبار.

الجماهير صرخت، بعضها بحماس، وبعضها بخيبة أمل. صوت الجرس دوى في الساحة، معلنًا فوز البطل في المواجهة الأولى. لكن لم يكن هناك وقت للراحة.

من أعلى البرج، أعلن الصوت مجددًا:

"المعركة الثانية... تبدأ الآن!"

انفتحت بوابة أخرى، ليخرج منها خصم جديد، مختلف تمامًا عن السابق. لكن هذه المرة، لم يكن وحشًا... بل إنسانًا.

رجلٌ يحمل درعًا ثقيلًا وسيفًا طويلًا، عيناه تحملان نظرة شخص قاتل مئات المعارك.

ابتسم المحارب قليلاً، ورفع سيفه نحو البطل، قائلًا:

"لا تقلق... سأحرص

على أن تكون ميتتك سريعة."

2025/03/02 · 8 مشاهدة · 363 كلمة
FOX NITE
نادي الروايات - 2025