وقف البطل في وسط الساحة، يلتقط أنفاسه بعد معركته الأولى. الألم في ذراعه لم يكن مجرد جرح، بل كان تذكيرًا بأن هذا المكان لا يرحم. لم يكن هناك وقت للراحة، فالجرس قد دق، والبوابة الأخرى انفتحت، كاشفة عن خصمه الجديد.

رجلٌ ضخم البنية، يرتدي درعًا ثقيلًا يحمل آثار معارك عديدة، وسيفًا طويلًا يلمع تحت الشمس القاسية. كان يسير بخطوات هادئة، ثابتة، كأن هذه الساحة منزله. عيناه لم تحمل أي تعبير، كأنه قاتل بدون قلب، مجرد أداة أخرى من أدوات أرينا فالدار.

"لا تقلق…" قال المحارب بصوت منخفض وهو يرفع سيفه، "سأحرص على أن تكون ميتتك سريعة."

لم يرد البطل، بل أمسك بشفرته بقوة، رغم أنها بدت ضعيفة أمام السيف الطويل. كان واضحًا أن هذه المعركة ستكون مختلفة.

أطلق المحارب هجومه الأول، سيفه يشق الهواء بسرعة مخيفة. بالكاد تمكن البطل من تفادي الضربة، لكن الريح الناتجة عنها كانت كافية لتكشف مدى قوة خصمه. لم يكن مجرد مقاتل عادي، كان مدربًا، محترفًا، يعرف كيف يقتل بأكثر الطرق كفاءة.

"كيف أواجه شخصًا كهذا؟" تساءل البطل في داخله، لكنه لم يسمح للشك بأن يسيطر عليه.

تراجع بسرعة، محاولًا تحليل أسلوب القتال. المحارب كان يعتمد على قوته وسيفه الطويل، مما يعني أن السرعة قد تكون نقطة ضعفه. إذا استطاع البطل البقاء قريبًا منه، ربما يتمكن من كسر دفاعه.

بدأ البطل بالمراوغة، يتحرك بخفة حول المحارب، يبحث عن ثغرة. لكن الرجل كان يقظًا، لم يترك أي فرصة للهجوم. كان دفاعه صلبًا، وحركته رغم ثقل درعه لم تكن بطيئة كما توقع البطل.

ثم، فجأة، اندفع المحارب للأمام، مستخدمًا درعه لضرب البطل بعنف. لم يستطع تفادي الضربة بالكامل، وارتطم بالأرض بقوة، الهواء يهرب من رئتيه. سيف المحارب كان في طريقه لإنهاء القتال، ولكن في اللحظة الأخيرة، تدحرج البطل بسرعة، متفاديًا الضربة التي شقت الرمال بجانبه.

"لا يمكنني مجاراته بالقوة، ولكن…"

نهض البطل بسرعة، وبدلًا من التراجع، اندفع نحو خصمه، لكن هذه المرة لم يكن يهاجم مباشرة. أراد جعله يهاجم أولًا.

وبالفعل، رفع المحارب سيفه عاليًا، مستعدًا لإنزال ضربة قاضية. لكن البطل كان أسرع، قفز إلى الجانب في آخر لحظة، وبدلًا من الهروب، استغل الثواني الحاسمة ووجه طعنة مباشرة نحو فخذ المحارب، حيث كان الدرع أقل سماكة.

الشفرة اخترقت اللحم، والمحارب تأوه لأول مرة.

تراجع خطوة، نظراته تحولت من الثقة إلى الحذر. لكن البطل لم يمنحه وقتًا لالتقاط أنفاسه. استغل الفرصة، ضرب ركبته بقوة، مما جعله يسقط على الأرض. قبل أن يتمكن المحارب من النهوض، كان البطل قد وضع شفرة السكين على عنقه.

صمتت الساحة للحظات… ثم دوى صوت الجرس.

"الفائز…" صرخ المذيع من أعلى البرج، "المقاتل الجديد!"

ارتفعت هتافات الجماهير، بعضهم كان غاضبًا لفقدان محاربهم المفضل، بينما صرخ آخرون بحماس، متحمسين لرؤية المزيد من هذا القادم الجديد.

لكن البطل لم يحتفل. هذه كانت مجرد بداية التصفيات… والمعركة القادمة لن تكون ضد بشر.

من خلف إحدى البوابات، سُمع زئير

منخفض، زئير لا ينتمي لأي مخلوق عادي.

2025/03/03 · 7 مشاهدة · 447 كلمة
FOX NITE
نادي الروايات - 2025