4 - ذكريات من الماضي - الخيانة والنار

عاد البطل إلى زنزانته في أرينا فالدار بعد المعركة العنيفة مع الوحش. جسده كان متعبًا، والجروح التي أصيب بها كانت تؤلمه مع كل نفس. لكنه كان يعلم أن الألم الجسدي لا يقارن بما كان يدور في عقله.

كلما أغمض عينيه، عادت إليه صور من ماضٍ حاول نسيانه…

كان البطل مجرد صبي يعيش في قرية هادئة ومتواضعة، حيث كانت الحياة بسيطة وخالية من الصراعات. لم يكن يحلم بأن يصبح مقاتلًا أو محاربًا، بل كان يساعد والده في الحقل، يزرع المحاصيل، ويقضي أوقاته في اللهو مع أصدقائه. كان يتخيل مستقبله متواضعًا مثل والده، بعيدًا عن العنف والمغامرات.

لكن، على عكسه تمامًا، كان لديه أخ أكبر، شاب غامض لا يبدو مستقرًا أبدًا. لطالما شعر البطل بأن هناك شيئًا غريبًا بشأنه، فكان كثير الغياب، يتحدث مع الغرباء في الخفاء، ويتصرف بطرق مشبوهة. لم تكن علاقتهما قوية، لكنه ظل شقيقه رغم كل شيء.

في إحدى الليالي، استيقظ البطل على أصوات صراخ وضوضاء. هرع إلى الخارج ليرى قريته تحترق… ألسنة اللهب التهمت البيوت، والدخان الكثيف غطى السماء. رجال ملثمون، سيوفهم تلمع تحت ضوء القمر، يتحركون بين الأزقة كأشباح قاتلة. كانوا يقتلون ويحرقون بلا رحمة.

ركض البطل بلا وعي، يبحث عن والده وسط الفوضى. كان يعلم أن والده كل ما تبقى له في هذه الحياة، أما أخوه… فلم تكن بينهما رابطة حقيقية.

بينما كان البطل يراقب المشهد من بعيد، رأى والده يرفع الفأس بيد مرتجفة، محاولًا حماية ابنه الخائن. لكن المغيرين كانوا أسرع. ضربة واحدة من سيف قائدهم أطاحت بالفأس من يد الأب، ثم ضربة أخرى أوقعته على الأرض.

"لا!" صرخ الأخ الأكبر، لكنه كان عاجزًا عن فعل أي شيء. القائد التفت إليه وقال ببرود:

"لقد حذرتك… الخيانة لها ثمن."

ثم أشار إلى رجاله، الذين بدأوا في جر الأب بعيدًا. البطل، الذي كان مختبئًا خلف جدار محترق، شعر بقلبه ينفجر من الألم. أراد أن يركض لإنقاذ والده، لكنه كان يعلم أنه لا يستطيع فعل شيء. كان مجرد صبي… ضعيف… عاجز.

في تلك اللحظة، سقط على ركبتيه و شعر بشيء ينكسر داخله. الحزن تحول إلى غضب، والغضب تحول إلى عزم الإنتقامي. أقسم أن ينتقم مهما كان حتى لوكان على حياته ليس فقط من المغيرين، بل من أخيه أيضًا.

2025/03/04 · 5 مشاهدة · 340 كلمة
FOX NITE
نادي الروايات - 2025