في هذا العالم المليء بالسحر، كانت الممالك تتنافس في تقدمها العلمي والتقني، إلا أن واحدة فقط اختارت مساراً مغايراً. كانت الجزء الثاني من المملكة المملكة التي يحكمها الأمبراطور كينجي مملكة متقدمة، لا يقتصر سحرها على أساليب تقليدية، بل تضم مختبرات متخصصة لتطوير السحر، وأكاديميات تعليمية تسعى لتدريب الطلاب على استخدامه بطرق مبتكرة. بينما كانت الممالك الأخرى تكتفي بالطرق القديمة التي لا تسمح بتعليم السحر على نطاق واسع.
في حال وقوع الحروب، كان القرار هنا أن يكون السحر متاحاً لجميع الأفراد. لكن الغريب في الأمر كان هو قرار هذه المملكة بالتقسيم، مما أثار تساؤلات العديد من في المملكه لماذا لم تفكر أي مملكة أخرى في هذا التوجه؟
السبب ببساطة يعود إلى أن المملكة كانت آخر من اتخذ خطوة كهذه. وقد تردد الكثيرون في اقتباس هذا النموذج خوفاً من أن يؤدي إلى تمرد جزء من المملكة في المستقبل ضد الجزء الآخر. ومع ذلك، قرر الحفيد العقل المدبر لهذا التوجه، أن هذه الخطوة ستضمن للمملكة التفوق الدائم في العالم، حتى في حال اجتمع الأعداء ضدها.
كان الحفيد واثقاً أن هذا التقسيم سيكون في مصلحة المملكة على المدى الطويل. فقد قرر أن يتقاسم الموارد، ولكن يظل كلا الجانبين في حالة تعاون مستمر، كحلفاء وليس كجزء واحد. فالحليف يقدم دعماً غذائياً، وتكنولوجياً، وكذلك سحرة متطورين. وهذا الحلف سيكون بمثابة درع للملكة، مما جعل من الصعب أن تكون هناك تهديدات حقيقية للمملكة.
وفي المقابل، فضل العديد من الحكام أن تكون مملكتهم تحت سيطرتهم الكاملة، حتى لو كانت متأخرة في تطوير السحر. لا يعني ذلك أنهم سيخسرون المعركة، إذ كان هناك العديد من الطرق لتطوير مهاراتهم، مثل تشكيل فرق من فرسان سحريين يستطيعون مواكبة المملكة المتقدمة. ومع ذلك، كان الحفيد واثقاً بأن الممالك الأخرى لن تكون قادرة على هزيمتهم، حتى لو اجتمعت جميع القوى ضدهم، حيث أن التحضير المستقبلي لهذه المملكة سيكون تفوقاً حقيقياً على المدى البعيد.
الانتقال إلى الحاضر: شيل كينجي
مرت ثلاث سنوات، وتدريب شيل كينجي، ابن الإمبراطور، قد وصل إلى نقطة فارقة. كان يعتقد أنه قد بات مستعداً للاختبار الأكبر: اختبار الفرسان السحريين.
في الساحة الواسعة التي تجمع فيها المتفرجون من مختلف أنحاء المملكة، كان الجميع يتطلع إلى أداء شيل كينجي، وريث الامبراطور،
لكنهم كانوا غير مدركين أن نتائجه لم تكن كما توقعوا.
نادا المقدم، وهو يقف أمام الجميع، بصوت عالي:
"فليتقدم المبارز السحري، شيل كينجي!"
هتافات المتفرجين ملأت المكان، في انتظار عرض سحري أسطوري من الوريث الشاب. كانت الآمال كبيرة، إلا أن شيل كان يعلم في أعماق قلبه أن تدريبه في السنوات الثلاث الماضية لم يكن كافياً. بالرغم من ذلك، كان لديه الإيمان التام بقدراته، فقرر أن يواجه التحدي بكل ما أوتي من عزيمة.
قفز شيل إلى الساحة، وهو يرفع سيفه عالياً نحو السماء، وهو يعلن بثقة:
"أنا شيل كينجي، أتيت هنا لأحقق حلمي في أن أصبح مبارزاً سحرياً عظيماً .
وبتركيز شديد، امتلأ سيفه بالمانا، وظهر عنصر البرق بشكل رائع، لامعاً في الهواء أمام الحاضرين. ثم حاول دمج عنصر الماء مع البرق، وهو ما كان قد تدرب عليه طيلة السنوات الماضية. في البداية، بدا أن الدمج قد نجح، إلا أن البرق والماء اختفيا فجأة بعد ثوانٍ قليلة، وسقط السيف من يده. فقد شيل طاقته السحرية في لحظة، ولم يستطع استعادة السيطرة.
أخذ شيل نفساً عميقاً وهو يحاول مجدداً. "لا... لا يمكنني الفشل هنا، يجب أن أتمكن من التحكم بالماء!"
في البداية، استطاع استخدام عنصر الماء، لكن لثواني قليلة فقط قبل أن يختفي مجدداً. كانت المحاولة فاشلة، وأمام عينيه، شعر الجميع بخيبة أمل.
وفي لحظة صمت، أتى قرار القادة:
رفع قائد فرقة D، فان سوو، يده وقال:
"لا يمكنك التحكم بالعنصرين بشكل مستمر، وفقدت كل طاقتك السحرية بسرعة. على الرغم من ذلك، يمكنك الانضمام إلى فرقتنا، وسنعمل على تدريبك. ربما ستتمكن من إتقان التحكم بعناصرك في خلال عامين."
وأضاف قائد الفرقة C:
"أتفق مع ما قاله فان سوو."
أما الجمهور، فكانوا في حالة ترقب شديدة. كانوا يتساءلون إن كان قائد فرقة آخر سيرتفع ويمد يد العون لشيل، لكن ما كان يهمهم أكثر هو رد فعل الإمبراطور كينجي.
بعد صمت طويل، قال الإمبراطور، وهو ينظر في عيون الحاضرين:
"لقد توقعت منك أكثر من هذا، ولكن هذا هو مستواك الآن. لذا، ستكون في فرقة D."
تفاجأ الجميع من القرار. تعابير الصدمة كانت بادية على وجه الحاضرين، حتى أن بعض القادة شعروا أن الإمبراطور قد أخطأ في اختياره.
وأضاف الإمبراطور بغضب :
"قد يظن البعض أني أخطأت في اختياري، لكن هذا هو حكمنا. كل شيء يتم بعدل."
كان الجميع صامتين، ولم يستطع أحد الاعتراض. في تلك اللحظة، شعرت الساحة بحضور هالة غضب قوية من الإمبراطور، الذي غادر دون أن ينطق بكلمة أخرى.
وبينما كان شيل ينظر للأسفل، شعر بخيبة أمل شديدة. همس في نفسه:
"هل هذا حلم؟ ثلاث سنوات من التدريب، والآن أغضبت والدي، وأهنت نفسي أمام الجميع. أنا أول من يفشل في هذه العائلة."
ثم جاء صوت قائد فرقة D:
"ماذا تنتظر يا شيل؟ اذهب من هنا."
.