الفصل الحادي والثلاثون: نزهة

____________________________________________

لقد أثار هذا الأمر حفيظة لي تشونغ وغضبه، حتى إنه حدّث نفسه قائلًا: ''هل يعقل أن يخبرني هذا الوغد الصغير إن كنت أستطيع الإنجاب أم لا؟'' عندها فقط أدرك غو شانغ السبب وراء كونه الابن الوحيد لوالديه،

فقد اتضح أن لي تشونغ يعاني من علّة صحية حالت دون ذلك. وفي أحد الأيام، استغل غو شانغ فرصة اجتماعهم على مائدة الطعام، فوظّف طاقة تشي الكركي الأخضر ليفحص جسد والده عن بعد، ويكشف عن إصاباته الخفية التي طال أمدها،

وبعد فحص دقيق، تبين له أن الإنجاب ما زال ممكنًا. ثم ألقى نظرة على والدته وانغ رو شي، التي كانت تتمتع بصحة جيدة على الدوام، ولم يكن بها بأس سوى أنها بحاجة لبعض الأدوية المقوية.

وقبل أن يغادر، التفت غو شانغ إليهما وعلى وجهه ابتسامة ماكرة وقال: "أبي، أمي، لمَ لا تحاولان هذه الليلة؟ ما دمتما لا تزالان في ريعان الشباب، أنجبا المزيد من الأطفال." ثم أخرج من جعبته وصفة طبية وقدمها لوالده مضيفًا: "تناولا هذا، وستريان نتائجه فورًا."

عندها تغيرت ملامح لي تشونغ جذريًا، ومال على أذن غو شانغ وهمس في لهفة: "حقًا؟"

فأجابه غو شانغ بتأكيد: "حقًا!"

سمعت وانغ رو شي حديثهما بوضوح، فتورد خداها حياءً ورمقت لي تشونغ بنظرة عتاب، بينما كانت تردد في سرها: ''هذا الشيخ لا يوقّر شيبته.'' لقد كان قرار غو شانغ بأن ينجب والده طفلًا آخر نتاج تفكير عميق، فهو نفسه لم يكن لينجب أطفالًا قط تجنبًا للمتاعب المستقبلية.

أما إخوته وأخواته الجدد، فسيساعدهم بكل ما أوتي من قوة بدافع الروابط الأسرية، وأما أبناؤهم، فذلك مرهونٌ بمزااجه. لم يكن غو شانغ يخطط للبقاء في مدينة دا يي طويلًا، فقد كان مُثُله الأعلى يكمن في خوض غمار الزراعة الروحية، شريطة أن يموت موتًا طبيعيًا بعد عمر طويل.

ومرّ شهران آخران، كان غو شانغ خلالهما قد بلغ المستوى السادس من أسلوب القفل الحديدي يعبر النهر، الذي يتألف من عشرة مستويات، فازداد وسامة وجاذبية، وتلاشت من ملامحه تلك السحنة الشريرة التي كانت تغلب عليه، حتى ليبدو لمن يراه لأول وهلة شابًا مشرقًا باسم المحيا، لا سيما حينما كان يرفع رأسه وينظر إلى الناس، فتأسِر عيناه الثعلبيتان القلوب.

<زيوس: عيون ثعلبية تأسر القلوب؟ 🙂>

وعند الظهيرة، وبعد أن أنهى تدريبات يومه، توجه غو شانغ كعادته إلى مقر المنظمة، ووقف على منصة عالية بينما احتشد الرجال عند قدميه. بعد عملية التصفية الكبرى الأخيرة، لم يتبقَ في المنظمة سوى ألفي رجل،

فأضاف إليهم غو شانغ ما يزيد على خمسمئة فتى من اللاجئين والفقراء. كانت الأنظار كلها معلقة به، والجو مشحونًا بالرهبة والترقب. ثم تحدث غو شانغ بجدية ووقار:

"أيها الإخوة، كل من انضم إلى المنظمة هو أخ لي. إن أهم ما يميز منظمتنا هو وحدتنا، فإن تعرض أحدكم للظلم في الخارج، فلا يكتم الأمر في صدره، بل ليخبرني مباشرة، وسأكون له سندًا وناصرًا. نحن لا نعتدي على الصالحين أبدًا..."

شرع غو شانغ في خطبته مستلهمًا من تجاربه السابقة، وفي عينيه، كانت هيئة أعضاء المنظمة الواقفين أسفله تتغير بسرعة، إذ كان ولاؤهم يزداد شيئًا فشيئًا مع كل كلمة ينطق بها.

من بين آلاف الرجال، تجاوز ولاء معظمهم السبعين، وبلغ ولاء قلة منهم الثمانين، أما أولئك الذين تملّكهم الحماس الشديد، فقد ارتفع ولاؤهم درجة تلو الأخرى ليبلغ التسعين.

وبعد نصف ساعة، نطق غو شانغ بكلماته الأخيرة: "خلاصة القول، إن اتبعتموني فلن تصبحوا أثرياء، ولكنني أضمن لكم طعامًا وشرابًا كافيًا، وحياة كريمة لأسركم. والآن، أُعلن أن رواتب الجميع ستتضاعف ثلاث مرات!!"

وما إن أنهى كلامه حتى علت الهتافات من أعماق قلوبهم: "عاش الزعيم!!!"

"الزعيم لا يُقهر!!"

"الزعيم بقوته يجتاح العالم!"

"الزعيم سيوحد عالم فنون القتال إلى الأبد!"

"الزعيم كالجواد الأصيل في مربطه، لا تزال في صدره طموحات عظيمة."

"زعيم العصابة رائع!!"

نظر غو شانغ إلى ولائهم المتزايد وتبسم في خفة، محدثًا نفسه: ''بالمال يمكن شراء الولاء حقًا.'' ثم فرقع أصابعه، فتقدم منه تشو تشين الذي كان يرتدي رداءً أسود.

"يا سيدي الصغير!"

"هو، وهي، وذلك..." مد غو شانغ يده مشيرًا إلى أولئك الأعضاء الذين تجاوز ولاؤهم التسعين، وأردف قائلًا: "اجمعهم كلهم في فنائي، سألقنهم الأساليب لاحقًا."

في يوم واحد فقط، تحول ثلاثون رجلًا إلى أتباع مخلصين له، ولم يكن غو شانغ ليكرس وقته وجهده إلا لمن أثبت ولاءه المطلق. وخلال هذين الشهرين، ومع استمراره في إلقاء الخطب، تجاوز عدد أتباعه الذين بلغ ولاؤهم تسعين المئة رجل، هذا دون حساب الفتية الخمسة عشر ورجال اليوم الثلاثين. كان المستقبل يبدو واعدًا بكل المقاييس.

وبعد نصف ساعة أخرى، انتهى غو شانغ من نقل القوة لهذا اليوم، وتمتم لنفسه: ''أظن أن عدد الأسياد الذين أملكهم يفوق ما لدى تشو العظمى بأسرها.'' لقد أحصاهم للتو بعناية، فوجد أن عدد الأسياد تحت إمرته قد بلغ مئة وسبعة وأربعين، بما فيهم تشو تشين و شي شي.

وكان يؤمن أنه إذا استمر في كسب قلوب الرجال، فإن هذا العدد سيواصل النمو. ففي خطبته الأخيرة، كان هناك ما يزيد على ستين رجلًا تجاوز ولاؤهم الخمسة والثمانين، وبقليل من الجهد، يمكن لهم جميعًا أن ينضموا إلى صفوة أتباعه.

"عين لهم مناصب مناسبة. من كان ذا كفاءة فليُنقل إلى قسم الإدارة، ومن كان تنقصه الخبرة فليكتسبها تدريجيًا في قسم القتال أو قسم المعلومات."

لتسهيل التوزيع، كان قد قسّم المنظمة إلى ثلاثة أقسام: قسم الإدارة لتنسيق كل شيء، وقسم القتال المتخصص في المعارك، وقسم المعلومات لجمع الأخبار.

أجاب تشو تشين بوقار: "أمرك يا سيدي!"

وفي ساعة متأخرة من الليل، وبعد أن تناول عشاءه، انطلق جسد غو شانغ بخفة، مندفعًا نحو خارج مدينة دا يي. كانت حركته سريعة للغاية، فلم يلحظه أحد في عتمة الليل.

فخلال السنوات القليلة الماضية، كان قد أتقن العديد من مهارات الخفة، وتحسنت سرعة رد فعله وهجومه بشكل كبير، متجاوزًا كل من هم في مستواه. لقد أصبحت هذه عادته الجديدة، أن يتجول في محيط ثلاثين ميلًا خارج مدينة دا يي قبل أن يأوي إلى فراشه، فتمرين الجسد مسؤولية الجميع.

وبعد خمس دقائق، حلق فوق بستان كبير من الأشجار، وفجأة توقف وهمس لنفسه: "همم؟"

هبط غو شانغ برفق على الأرض، وقد ارتفع طرف ردائه قليلًا. أمامه مباشرة، كان هناك شخص يهرول بسرعة قصوى، يرتدي رداءً أحمر ممزقًا تغطيه الندوب، وكانت هالته تضعف شيئًا فشيئًا. وما إن وصل إلى غو شانغ حتى خرّ صريعًا على الأرض.

"بووف، بووف، بووف!!"

هبّت رياح قوية، وظهر ما يزيد على عشرين رجلًا يرتدون السواد ويحملون السيوف.

"يا تشو تشينغ فنغ، لا جدوى من التظاهر بالموت."

خرج من بين الحشد شاب يرتدي ثوبًا من الديباج الأزرق ويمسك بمروحة ورقية، ثم مد يده قليلًا، فانطلقت خصلة من الطاقة لتصيب الرجل ذي الرداء الأحمر بدقة.

"آه!!"

شهق تشو تشينغ فنغ وأخذ نفسًا عميقًا، ثم نهض واقفًا، واستدار لينظر إلى المجموعة المقابلة له، قبل أن يدير رأسه ويركع بجانب غو شانغ فجأة.

"أيها الشاب، أُسلمك أسلوب شيان تيان الفطري، فلتصنه جيدًا ولا تدعه يقع في أيديهم!!"

بعد أن قال هذا، انبعثت منه هالة مهيبة، وقبض على يديه، ونهض بجسده المثخن بالجراح ليندفع نحو الرجال ذوي الرداء الأسود صائحًا:

"أيها الزنادقة الأشرار، لن تكون لكم نهاية طيبة!! حتى لو متّ أنا، تشو تشينغ فنغ، فلن أستسلم لكم أبدًا!! أيها الشاب، اهرب بسرعة، سأعترض طريقهم لأجلك!" كانت هيئته مهيبة، وقوته جبارة، ونبرته آمرة.

قطب الشاب الذي يحمل المروحة حاجبيه، فقال أحد أتباعه القريبين منه: "سيدي، لقد أفلت منا في البداية بالفعل، لذا فما يقوله ليس مستحيلًا."

"إذا كان الأمر كذلك، فاقبضوا عليهما معًا!"

أخفض الشاب رأسه قليلًا، وأصبحت هالته أكثر قوة، فقد كان فنانًا قتاليًا في قمة عالم هوا غانغ، لا يفصله عن عالم شيان تيان سوى خطوة واحدة.

كان تحت إمرته خمسة وعشرون رجلًا، جميعهم من مقاتلي عالم هوا غانغ أيضًا. أما تشو تشينغ فنغ، فكان مثله في قمة عالم هوا غانغ.

تحرك الرجال العشرون ذوو الرداء الأسود بشكل منفصل، فانبرى ثلاثة منهم لإيقاف تشو تشينغ فنغ، بينما أحاط البقية بغو شانغ من كل جانب.

2025/07/25 · 114 مشاهدة · 1205 كلمة
ZEUS
نادي الروايات - 2025