الفصل الأربعمائة والسادس والعشرون: الدروع!
____________________________________________
كانت الحياة المدرسية ممتعة بحق، وقد شعر غو شانغ هذه المرة براحةٍ لم يسبق لها مثيل. ففي بداية وصوله إلى العوالم الأخرى، كان يضطر لاستخدام شتى الوسائل لتعزيز قوته، أما هنا، فلم يكن هناك ما يدعو للقلق حيال هذا الأمر، إذ كان مستوى القوة في هذا العالم منخفضًا نسبيًا، ولم يكن هناك سبيلٌ للتدريب يسمح له بأن يزداد قوةً شيئًا فشيئًا.
والأهم من كل ذلك، أن جميع الأسلحة الفتاكة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي إرغو في هذا العالم قد وقعت تحت سيطرته الكاملة. حتى إن العديد من الدروع القتالية التابعة للاتحاد البشري قد اخترقها الذكاء الاصطناعي، وباتت جاهزةً لاستخدامه في أي لحظة. ناهيك عن ميزته الذهبية التي تضاعف قوته كل يوم، فكل هذه العوامل جعلت حياته في هذا العالم هانئةً وسهلة.
مرت الأيام يومًا تلو الآخر، وبعد ثلاثة أيام، وصلت إلى غو شانغ أخبارٌ سارة. لقد نجحت تشين شياو مي في بيع الجوهرتين عبر قنواتها الخاصة، مما عاد عليه بعائدٍ بلغ مليارًا. كما نجح عددٌ من أبناء دمه في التواصل مع رجال مجموعة فنغ يون بوسائلهم الخاصة، وجمعوا مبلغًا كبيرًا من المال، فتركهم غو شانغ يواصلون مساعيهم دون أن يتدخل كثيرًا في هذا الشأن.
أودع المال الذي حصل عليه من الجواهر لدى تشين شياو مي، فبوجود الذكاء الاصطناعي، كان يمتلك طرقًا لا حصر لها لكسب أموالٍ طائلةٍ بأساليب مشروعة ومعقولة. وبعد بضعة أيامٍ أخرى، استقبل غو شانغ أول إجازةٍ له في هذا العالم، فبصفته طالبًا في المرحلة الثانوية، كان يحق له الحصول على يومي عطلةٍ في الشهر، وقد حان موعدهما بالفعل.
وخلال يومي الإجازة، لزم منزله كما كان يفعل من قبل، منعزلًا عن العالم الخارجي. في عصر اليوم الأول، وبينما كان يعبث بهاتفه في المنزل، دُقَّ الباب فجأة. ارتسمت ابتسامةٌ خفيفةٌ على شفتي غو شانغ وهو يفكر في نفسه: 'يبدو أن حلقة السببية الثانية على وشك الاكتمال'.
"شياو مينغ، هناك محامٍ في الخارج يريد رؤيتك". فُتح باب غرفة نومه فجأة، وظهرت والدته وعلى وجهها نظرة خوفٍ، فأسرعت إليه وسألته بصوتٍ خفيض: "شياو مينغ، أخبرني الحقيقة، هل سببت أي مشكلةٍ في الخارج؟ ماذا فعلت؟ لِمَ يأتي المحامي إلى بابنا بنفسه!".
بصفتها مواطنةً عادية، عاشت عقودًا طويلةً دون أن تتعامل مع المحامين قط، وقد أثار هذا اللقاء فزعًا شديدًا في نفسها.
أجابها غو شانغ متظاهرًا بأنه لا يعلم شيئًا: "أنا لا أعرف شيئًا عن هذا الأمر أيضًا، ولا أظن أن شيئًا كهذا قد حدث". ثم هرول إلى الخارج بسرعة، فوجد والده يتجاذب أطراف الحديث مع المحامي. كان كلاهما يختبر الآخر في محاولةٍ للحصول على المعلومات التي يريدها، لكن أساليبهما كانت لبقةً للغاية، فلم يصل أي منهما إلى مبتغاه.
"شياو مينغ، أخبره بما حدث". صادف أن اليوم كان عطلة نهاية الأسبوع، وكان والداه في المنزل بعد أن أخذا يوم إجازة. كانا يخططان للبقاء في المنزل ثم الخروج لتناول وجبة طعام، لكنهما لم يتوقعا زيارة محامٍ مفاجئة أثارت دهشتهما.
"أهلًا بك، لا بد أنك لي زي مينغ". ما إن رآه المحامي الشاب الذي يرتدي حلةً رسمية حتى نهض على عجل، ومد يده اليمنى بأدب.
"أهلًا بك، أجل، أنا هو".
"انظر، لدي هنا عقد نقل أسهمٍ، وقد طلب مني رئيس مجلس إدارة مجموعة تيان دي أن أسلمه لك شخصيًا. تبلغ نسبة الأسهم ثلاثة وستة وخمسين بالمئة من إجمالي أسهم الشركة، وتقدر قيمتها بثمانمائة مليون. كل ما عليك فعله هو توقيع اسمك عليها، وسيصبح كل هذا ملكًا لك".