الفصل الأربعمائة والسابع والثمانون: أشخاصٌ غُرباء
____________________________________________
فِي نِظَامِ الزِرَاعَةِ هَذَا، لَمْ يَعُدْ لِلجَسَدِ المَادِيِّ أَوِ الرُّوحِ تِلْكَ الأَهَمِّيَّةُ البَالِغَةُ، إِذْ إِنَّ مَا يَصْقُلُونَهُ فِي الأَسَاسِ هُوَ فِكْرُهُمْ ذَاتُهُ. فَكُلُّ مَرْتَبَةٍ مِنْ مَرَاتِبِ الزِرَاعَةِ تُمَثِّلُ تَبَدُّلاتٍ دَقِيقَةٍ تَطْرَأُ عَلَى طَرِيقَةِ تَفْكِيرِ المَرْءِ.
وَبِحَسَبِ مَا تَحْمِلُهُ ذَاكِرَةُ الفَتَاةِ، فَإِنَّ عَالَمَهُمْ يَنْقَسِمُ إِلَى عَشَرَةِ مُسْتَوَيَاتٍ، وَمَا هِيَ إِلَّا مُبْتَدِئَةٌ فِي أَدْنَاهَا. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّ قُدْرَاتِهَا فِي المُسْتَوَى الأَوَّلِ تَفُوقُ قُدُرَاتِ البَشَرِ العَادِيِّينَ بِمَرَاحِلَ.
فَهِيَ قَادِرَةٌ عَلَى التَّسَلُّلِ إِلَى عُقُولِ الآخَرِينَ كَيْفَمَا تَشَاءُ عَبْرَ وَعْيِهَا الخَاصِّ، فَتُعَدِّلُ بَعْضَ ذِكْرَيَاتِهِمْ، ثُمَّ تُسَيِّرُهُمْ وَفْقَ هَوَاهَا. لَكِنَّ قُوَّتَهَا كَانَتْ أَضْعَفَ مِنْ أَنْ تُؤَثِّرَ طَوِيلاً، فَالزَّمَنُ الَّذِي تَسْتَطِيعُ فِيهِ التَّعْدِيلَ مَحْدُودٌ لِلغَايَةِ، وَلَا يُجْدِي فَنُّهَا نَفْعًا إِلَّا مَعَ ذَوِي الإِرَادَاتِ الضَّعِيفَةِ.
وَمَعَ ذَلِكَ، لَوْ وَاجَهَتْ رَجُلاً قَوِيًّا، لَتَمَكَّنَتْ بِهَذَا الأُسْلُوبِ مِنْ إِفْقَادِهِ وَعْيَهُ لِلَحْظَاتٍ وَقَتْلِهِ عَلَى الفَوْرِ. فَإِرَادَةُ مُعْظَمِ البَشَرِ لَيْسَتْ بِتِلْكَ القُوَّةِ، حَتَّى أُولَئِكَ الَّذِينَ خَاضُوا مَعَارِكَ انْتِحَارِيَّةً وَتَدْرِيبَاتٍ خَاصَّةً لَا يَبْلُغُونَ سِوَى المُسْتَوَى الثَّالِثِ فِي هَذَا النِّظَامِ.
وَبِسَبَبِ القُيُودِ المُخْتَلِفَةِ المَفْرُوضَةِ فِي المُنَظَّمَةِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَمْثَالُهَا سِوَى التَّرْكِيزِ عَلَى الضُّعَفَاءِ فِي هَذَا العَالَمِ. أَمَّا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَحْتَلُّونَ مَرَاتِبَ عُلْيَا وَيَمْلِكُونَ ثَرَاءً فَاحِشًا، فَهُمْ لَا يَقْتَرِبُونَ مِنْهُمْ أَبَدًا، وَإِلَّا لَكَانَ الكِبَارُ بَيْنَهُمْ قَادِرِينَ عَلَى تَغْيِيرِ ذِكْرَيَاتِ البَشَرِ جَمِيعًا وَالسَّيْطَرَةِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِسُهُولَةٍ. إِنَّهُمْ يُطْلِقُونَ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ لَقَبَ "المُتَحكِّمُون".
'يَا لَهُ مِنْ عَالَمٍ غَرِيبٍ حَقًّا، فَلَا يُمْكِنُ مُمَارَسَةُ هَذَا النَّوْعِ مِنَ القُوَّةِ الرُّوحِيَّةِ إِلَّا لِلنِّسَاءِ.' بِسَبَبِ جِنْسِهِ، لَمْ تَكُنْ لَدَى غُو شَانغ أَيُّ فُرْصَةٍ لِسُلُوكِ دَرْبِ الزِرَاعَةِ فِي هَذَا العَالَمِ، لَكِنَّهُ شَعَرَ بِأَنَّ دَرْبَ "المُتَحَكِّمِ" لَيْسَ المَسَارَ الوَحِيدَ هُنَا، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ أَنْظِمَةٍ رُوحِيَّةٍ أُخْرَى تُلَائِمُ الرِّجَالَ.
بَعْدَ أَنْ أَعَادَ تَرْتِيبَ أَفْكَارِهِ، حَوَّلَ غُو شَانغ انْتِبَاهَهُ إِلَى الفَتَاةِ أَمَامَهُ. كَانَتْ هَذِهِ الفَتَاةُ قَدْ أَحْكَمَتْ سَيْطَرَتَهَا عَلَى مَالِكِ القَصْرِ، وَهُوَ هَدَفُهُ هَذِهِ المَرَّةَ. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ العَلَاقَةَ بَيْنَهُمَا تَبْدُو مُتَرَابِطَةً، إِلَّا أَنَّهَا مُعَقَّدَةٌ لِلغَايَةِ، فَقَدِ اعْتَمَدَتِ الفَتَاةُ عَلَى قُدُرَاتِهَا لِجَعْلِ مَالِكِ القَصْرِ يَنْصَاعُ لِأَوَامِرِهَا.
فِي الوَاقِعِ، لَمْ تَمْكُثِ الفَتَاةُ هُنَا سِوَى بِضْعَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَتْ هَذِهِ مُجَرَّدُ مَحَطَّةٍ فِي رِحْلَاتِهَا العَدِيدَةِ. فَبِصِفَتِهَا عُضْوًا فِي المُنَظَّمَةِ وَمُتَحَكِّمَةً عَظِيمَةً مِنَ المُسْتَوَى الأَوَّلِ، كَانَتْ رُؤْيَتُهَا لِلأُمُورِ وَاسِعَةً جِدًّا، وَلَمْ تَكُنْ لِتَحْبِسَ نَفْسَهَا فِي مَدِينَةٍ صَغِيرَةٍ.
كَانَ غُو شَانغ يُوَاجِهُ مُعْضِلَةً، فَهُوَ فِي هَذَا العَالَمِ لَا يَزَالُ شَخْصًا عَادِيًّا، وَقُوَّتُهُ لَيْسَتْ كَافِيَةً لِتَحْوِيلِ الفَتَاةِ، وَبِالتَّالِي لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ أَيُّ طَرِيقَةٍ فَعَّالَةٍ لِلسَّيْطَرَةِ عَلَيْهَا. عَقَدَ حَاجِبَيْهِ، ثُمَّ قَرَّرَ أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ القُيُودِ عَنْهَا.
"أَنْتَ، مَاذَا فَعَلْتَ بِي بِالضَّبْطِ؟" نَظَرَتِ الفَتَاةُ إِلَيْهِ بِحَذَرٍ، وَقَدْ عَلَتْ عَيْنَيْهَا نَظْرَةُ اشْمِئْزَازٍ عَمِيقٍ. لَمْ يُعْجِبْهَا أَبَدًا ذَلِكَ البَرِيقُ فِي عَيْنَيْهِ، وَكَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى سِلْعَةٍ مَعْرُوضَةٍ، يَا لَهُ مِنْ أَمْرٍ بَغِيضٍ.
صَمَتَ غُو شَانغ لِلَحْظَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ فَجْأَةً: "مَا رَأْيُكِ فِي أَنْ تَتْبَعِينِي مِنْ الآنَ فَصَاعِدًا؟"
"أَتْبَعُكَ؟ وَلِمَاذَا؟" سَخِرَتِ الفَتَاةُ قَائِلَةً: "إِنْ تَجَرَّأْتَ عَلَى إِيذَائِي وَلَوْ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ، فَإِنَّ رَفِيقَاتِي سَيَبْذُلْنَ الغَالِي وَالنَّفِيسَ لِلعُثُورِ عَلَيْكَ وَالانْتِقَامِ لِي". كَانَ لَدَيْهَا العَدِيدُ مِنَ الرَّفِيقَاتِ، وَكُلُّهُنَّ مِنْ أَرْفَعِ الشَّخْصِيَّاتِ فِي هَذَا العَالَمِ، فَارِسَاتٌ مِنَ المُسْتَوَى الثَّالِثِ، وَكَانَتْ تَثِقُ بِأَنَّهُنَّ سَيُسَاعِدْنَهَا عَلَى حَلِّ جَمِيعِ مَشَاكِلِهَا.
ابْتَسَمَ غُو شَانغ وَقَالَ: "إِنْ كَانَتْ لَدَيْكِ مُشْكِلَةٌ مَعَ هَذَا الأَمْرِ، فَأَنَا لَا أَنْصَحُكِ بِنَشْرِهِ عَلَى المَلَأِ حَتَّى يَعْرِفَ الجَمِيعُ بِأَمْرِكِ". وَمَا إِنْ أَتَمَّ كَلَامَهُ حَتَّى حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، سَارِدًا بَعْضَ أَسْرَارِ الفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ كَلِمَةً بِكَلِمَةٍ.
كَانَتْ تِلْكَ الأَسْرَارُ مِنْ أَشَدِّ المَحْظُورَاتِ بِالنِّسْبَةِ لَهَا، مَدْفُونَةً فِي أَعْمَقِ نُقْطَةٍ مِنْ قَلْبِهَا. وَلَوْ كُشِفَتْ حَقًا أَمَامَ العَامَّةِ، لَكَانَ الضَّرَرُ الَّذِي سَيَلْحَقُ بِهَا عَمِيقًا وَمُؤْلِمًا.
وَبَيْنَمَا كَانَ يُرَاقِبُ تَعَابِيرَ وَجْهِهَا الَّتِي امْتَزَجَ فِيهَا الحِقْدُ بِالحَيْرَةِ، شَعَرَ غُو شَانغ بِقَلِيلٍ مِنَ العَجْزِ. فَهُوَ الآنَ مُجَرَّدُ إِنْسَانٍ عَادِيٍّ، وَلَا يَمْلِكُ سِوَى هَذِهِ الفَجْوَةِ المَعْلُومَاتِيَّةِ لِكَبْحِ جِمَاحِهَا.
وَلَكِنْ، وَفْقًا لاسْتِنْتَاجَاتِهِ، فَإِنَّ قُوَّتَهُ الذِّهْنِيَّةَ سَتَتَعَاظَمُ أَكْثَرَ خِلَالَ أَيَّامٍ قَلَائِلَ بِفَضْلِ النُّمُوِّ الأُسِّيِّ، لِتَشْهَدَ تَحَوُّلاً نَوْعِيًّا. وَحِينَئِذٍ، سَيَكُونُ قَادِرًا عَلَى اسْتِخْدَامِ إِغْوَاءٍ ذِهْنِيٍّ بَسِيطٍ لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى زِمَامِ الأُمُورِ. فَقَدِ اكْتَشَفَ فِي تَجَارِبِهِ العَدِيدَةِ أَنَّهُ عِنْدَمَا تَصِلُ قُوَّتُهُ الذِّهْنِيَّةُ إِلَى مُسْتَوًى مُعَيَّنٍ، سَيَكْتَسِبُ سِلْسِلَةً مِنَ القُدُرَاتِ كَنَشْرِ الوَعْيِ الرُّوحِيِّ وَالإِدْرَاكِ الرُّوحِيِّ وَالتَّحْرِيكِ الذِّهْنِيِّ.
"أَنْتَ... لَمْ أَتَوَقَّعْ أَنْ يَكُونَ قَلْبُكَ بِهَذِهِ الدَّنَاءَةِ وَالقَذَارَةِ، بَلْ أَقْذَرُ مِنْ قَلْبِي". كَانَ التَّهْدِيدُ بِأَعْمَقِ جِرَاحِهَا فَعَّالاً لِلغَايَةِ، وَكَانَ عَلَى الفَتَاةِ أَنْ تَعْتَرِفَ بِذَلِكَ.
"حَسَنًا، أُوَافِقُ". لَمْ يَكُنْ أَمَامَهَا خِيَارٌ آخَرُ سِوَى الرُّضُوخِ، لَكِنَّهَا كَانَتْ لَا تَزَالُ تُضْمِرُ فِي قَلْبِهَا خُطَطًا صَغِيرَةً. فَبَعْدَ انْقِضَاءِ هَذِهِ الفَتْرَةِ، سَتُحَاوِلُ بِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ قُوَّةٍ التَّخَلُّصَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ! فَكُلُّ مَنْ تَجَرَّأَ عَلَى تَهْدِيدِهَا فِي هَذَا العَالَمِ قَدْ مَاتَ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ! وَلَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ إِجْبَارَهَا عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ!
مَدَّ غُو شَانغ يَدَهُ وَنَقَرَ عَلَى جَبْهَتِهَا بِرِفْقٍ. "لَا تَقْلَقِي، لَنْ أَجْعَلَكِ تَفْعَلِينَ أَشْيَاءَ لَا تَرْغَبِينَ فِيهَا. كُلُّ مَا عَلَيْكِ فِعْلُهُ هُوَ البَقَاءُ مَعِي بِهُدُوءٍ."
"أَبْقَى؟" عِنْدَمَا سَمِعَتْ هَذِهِ الكَلِمَةَ، ضَحِكَتِ الفَتَاةُ فَجْأَةً.
"أَعْتَقِدُ أَنَّكِ أَسَأْتِ فَهْمِي..." هَزَّ غُو شَانغ رَأْسَهُ، ثُمَّ سَدَّدَ لَكْمَةً قَوِيَّةً أَصَابَتْ رَأْسَ الفَتَاةِ مُبَاشَرَةً. أَدَّى الهُجُومُ المُفَاجِئُ إِلَى سُقُوطِهَا أَرْضًا، وَالدِّمَاءُ تَسِيلُ مِنْ أَنْفِهَا وَفَمِهَا. فَجَسَدُهَا لَمْ يَكُنْ سِوَى جَسَدِ فَتَاةٍ عَادِيَّةٍ، وَبَعْدَ تَحَمُّلِ مِثْلِ هَذَا الهُجُومِ، شَعَرَتْ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ، خَاصَّةً أَنَّ اللِّيَاقَةَ البَدَنِيَّةَ لِغُو شَانغ قَدْ تَحَسَّنَتْ إِلَى حَدٍّ مَا.
"اسْتَمِعِي إِلَيَّ مِنْ الآنَ فَصَاعِدًا. يُمْكِنُنِي أَنْ أَعِدَكِ بِأَنَّ سِرَّكِ لَنْ يَتَسَرَّبَ، وَسَأَضْمَنُ سَلَامَتَكِ الشَّخْصِيَّةَ". جَثَا غُو شَانغ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَسَحَبَ سَيْفَهُ مِنْ بَيْنِ الأَعْشَابِ المُجَاوِرَةِ.
"وَلَكِنْ إِنِ اكْتَشَفْتُ أَنَّكِ تَجَرَّأْتِ عَلَى فِعْلِ أَيِّ شَيْءٍ يُؤْذِينِي، فَسَأَجِدُ مَنْ يَكْشِفُ سِرَّكِ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، وَأَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِي لِقَتْلِكِ! صَدِّقِينِي يَا أَمِيرَتِي الصَّغِيرَةَ الرَّقِيقَةَ، أَنَا أَمْلِكُ هَذِهِ القُوَّةَ". وَقَفَ غُو شَانغ عَلَى قَدَمَيْهِ، ثُمَّ رَكَلَهَا لِتَقَعَ عَلَى الأَرِيكَةِ فِي غُرْفَةِ المَعِيشَةِ.
الْتَقَطَ قَارُورَةً صَغِيرَةً، وَأَخْرَجَ مِنْهَا قَطْرَةً مِنْ دَمِهِ وَقَالَ: "عِنْدَمَا يَعُودُ صَاحِبُ القَصْرِ، ضَعِي هَذِهِ القَطْرَةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ اجْعَلِيهِ يُضِيفُ بَيَانَاتِ الاتِّصَالِ الخَاصَّةِ بِي". كَتَبَ سِلْسِلَةً مِنَ الأَرْقَامِ، ثُمَّ اسْتَدَارَ وَغَادَرَ المَكَانَ.
كَانَ مَا مَرَّ بِهِ حَدَثًا خَارِقًا لِلطَّبِيعَةِ، لَكِنَّ ذَاكِرَةَ الفَتَاةِ لَمْ تَحْتَوِ عَلَى أَيِّ خِبْرَةٍ فِي التَّعَامُلِ مَعَ مِثْلِ هَذِهِ الأَحْدَاثِ. لَيْسَ هَذَا فَحَسْبُ، بَلْ إِنَّهَا وَاجَهَتْ أَشْيَاءَ غَرِيبَةً مِثْلَ هَذِهِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ، لَكِنَّهَا كَانَتْ تَنْجُو بِسَلَامٍ بِفَضْلِ الوَسْمِ المَجِيدِ لِمُنَظَّمَتِهَا. وَلِحَلِّ هَذَا اللُّغْزِ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدَ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيِّينَ فِي المُنَظَّمَةِ.
كَانَتْ قُوَّةُ غُو شَانغ لَا تَزَالُ ضَعِيفَةً نِسْبِيًّا، وَقُوَّتُهُ الذِّهْنِيَّةُ لَمْ تَكُنْ كَافِيَةً لِمُقَاوَمَةِ مَجْمُوعَةِ "المُتَحَكِّمِينَ" هَذِهِ. لِذَا، قَرَّرَ أَنْ يَتَجَنَّبَ الاتِّصَالَ بِهِمْ فِي الوَقْتِ الحَالِي، وَأَنْ يَسْتَخْدِمَ وَسَائِلَ أُخْرَى لِتَحْقِيقِ أُمْنِيَتِهِ الثَّانِيَةِ.
تَرَكَ غُو شَانغ شِياو تساو خَلْفَهُ، وَأَوْكَلَ لِلفَتَاةِ مُهِمَّةَ العِنَايَةِ بِهِ. فَهُوَ لَا يَزَالُ يَعِيشُ مَعَ زَوْجَةِ تَشين تاو، وَلَمْ يُحْرِزْ أَيَّ تَقَدُّمٍ جَدِيدٍ، لِذَا كَانَ عَلَى شِياو تساو أَنْ يَتَحَمَّلَ هَذَا الوَضْعَ لِفَتْرَةٍ. وَفِي اللَّحْظَةِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا مِنَ البَابِ، لَمْ يَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ يَتَذَكَّرَ النَّظْرَةَ الَّتِي أَلْقَتْهَا الفَتَاةُ عَلَى شِياو تساو.
'أَيُّهَا الشَّابُّ الصَّغِيرُ، أَرْجُو أَنْ تَصْمُدَ. هَذِهِ لَيْسَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً.' هَزَّ غُو شَانغ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَدْعَى سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ وَعَادَ إِلَى مَنْزِلِهِ. أَخْرَجَ هَاتِفَهُ الخَلَوِيَّ وَأَرْسَلَ رِسَالَةً إِلَى الفَتَاةِ. وَفِي اللَّحْظَةِ التَّالِيَةِ، بَدَأَتِ الرَّسَائِلُ تَتَوَالَى عَلَى هَاتِفِهِ، فَقَدْ حَوَّلَتْ لَهُ الفَتَاةُ عِشْرِينَ مِلْيُونًا.
هَذِهِ المُتَحَكِّمَةُ مِنَ الدَّرَجَةِ الأُولَى تُدْعَى لِي نِينغ نِينغ. كَانَ اسْمُهَا رَقِيقًا، وَلَكِنَّهُ بَعِيدٌ كُلَّ البُعْدِ عَنْ شَخْصِيَّتِهَا. عَلَى مَرِّ السَّنَوَاتِ، جَمَعَتْ لِي نِينغ نِينغ ثَرْوَةً طَائِلَةً، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا المَبْلَغُ يُشَكِّلُ سِوَى أَقَلَّ مِنْ وَاحِدٍ بِالمِائَةِ مِنْ ثَرْوَتِهَا. وَبِهَذَا المَالِ، كَانَ بِإِمْكَانِ غُو شَانغ تَحْقِيقَ أُمْنِيَتِهِ الأُولَى بِسُهُولَةٍ.
وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ ذَكَاءٌ اصْطِنَاعِيٌّ مِثْلُ إر غو، وَلَمْ تَكُنْ لَدَيْهِ طَرِيقَةٌ مَعْقُولَةٌ لِتَفْسِيرِ مَصْدَرِ هَذِهِ الأَمْوَالِ. لِذَا، قَرَّرَ أَنْ يَتْرُكَ هَذِهِ الأُمْنِيَةَ جَانِبًا فِي الوَقْتِ الحَالِي، وَيُنْجِزَهَا مَعَ الأُخْرَى عِنْدَمَا تَسْنَحُ الفُرْصَةُ فِي المُسْتَقْبَلِ.
بَعْدَ نُزُولِهِ مِنَ السَّيَّارَةِ، عَادَ إِلَى شِقَّتِهِ المُسْتَأْجَرَةِ، وَاسْتَلْقَى عَلَى سَرِيرِهِ، مُوَاصِلاً البَحْثَ عَنِ المَعْلُومَاتِ عَلَى الإِنْتَرْنِتِ. هَكَذَا هُمْ عَامَّةُ النَّاسِ، فَبِدُونِ هُوِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ وَقُدْرَةٍ عَلَى تَخْصِيصِ المَوَارِدِ، حَتَّى لَوْ حَصَلْتَ فَجْأَةً عَلَى ثَرْوَةٍ طَائِلَةٍ، فَلَا سَبِيلَ لِتَفْسِيرِ مَصْدَرِهَا.
كَانَتْ مَهَارَاتُ غُو شَانغ فِي الحَوْسَبَةِ مِنْ بَيْنِ الأَفْضَلِ فِي العَالَمِ، لَكِنَّ تِقْنِيَةَ الإِنْتَرْنِتِ فِي هَذَا العَالَمِ كَانَتْ مُتَقَدِّمَةً أَيْضًا. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ قَادِرًا عَلَى إِنْجَازِ الكَثِيرِ بِمَهَارَاتِهِ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ سَيَتْرُكُ آثَارًا فِي نِهَايَةِ المَطَافِ. فَهُوَ لَيْسَ مِثْلَ إر غو، الَّذِي أَصْبَحَ جُزْءًا مِنَ الإِنْتَرْنِتِ نَفْسِهِ وَيَسْتَطِيعُ فِعْلَ مَا يَشَاءُ.
بَحَثَ غُو شَانغ بِجُنُونٍ عَنْ مَعْلُومَاتٍ حَوْلَ الأَحْدَاثِ الخَارِقَةِ لِلطَّبِيعَةِ. وَبَعْدَ بِضْعِ دَقَائِقَ، وَجَدَ مَعْلُومَاتٍ مُشَابِهَةً فِي مَنْشُورٍ مِنْ نَفْسِ مَدِينَتِهِ. "قَبْلَ عَامَيْنِ، رَأَى أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِي جَدِّي المُتَوَفَّى. لَمْ يَسْتَطِعِ الرَّجُلُ العَجُوزُ تَحَمُّلَ فِرَاقِ أَبِي، فَكَانَ يَأْتِي لِيَتَحَدَّثَ مَعَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ قَبْلَ النَّوْمِ..."
"وَلَكِنْ كَمَا نَعْلَمُ جَمِيعًا، كَانَتْ أَنْفَاسُ الرَّجُلِ العَجُوزِ بَارِدَةً جِدًّا، وَبَعْدَ فَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ، مَرِضَ أَبِي... بِمَا أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الأُمُورِ تَقْلِيدِيٌّ، لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِلذَّهَابِ إِلَى المُسْتَشْفَى لِلعِلَاجِ، وَلَكِنَّنَا فِي النِّهَايَةِ ذَهَبْنَا إِلَى قِسْمِ الطَّوَارِئِ، وَكَانَتِ النَّتِيجَةُ مُجَرَّدَ أَرَقٍ وَقَلَقٍ، وَلَمْ يُكْتَشَفْ أَيُّ أَعْرَاضٍ أُخْرَى."
"كَانَتِ الحَادِثَةُ بِأَكْمَلِهَا غَرِيبَةً جِدًّا، وَلَمْ يَكُنْ يَرَاهُ سِوَى أَبِي فِي عَائِلَتِنَا. فِي النِّهَايَةِ، وَجَدَتْ جَدَّتِي زَمِيلَ دِرَاسَةٍ قَدِيمًا. كَانَ الرَّجُلُ يَعِيشُ فِي المُقَاطَعَةِ المُجَاوِرَةِ لَنَا، وَكَانَ خَالِدًا عَجُوزًا يَتَوَارَثُ سِرَّهُ لِأَجْيَالٍ عَدِيدَةٍ. أَحْرَقَ البَخُورَ وَتَعَبَّدَ لِلآلِهَةِ، وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ أَبِي كُوبًا مِنْ مَاءِ التَّعْوِيذَةِ، شُفِيَ تَمَامًا. لَا بُدَّ أَنْ أَقُولَ، إِنَّهُ فَعَّالٌ حَقًّا."
بَعْدَ رُؤْيَةِ هَذَا المَنْشُورِ، شَعَرَ غُو شَانغ بِالحَمَاسِ الشَّدِيدِ. لَمْ يَتَوَقَّعْ أَنَّهُ سَيَجِدُ خَيْطًا جَيِّدًا! وَلَكِنْ عِنْدَمَا حَرَّكَ الفَأْرَةَ وَرَأَى مَا فِي الأَسْفَلِ، تَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهُ فَجْأَةً. فِي نِهَايَةِ المَنْشُورِ، كَانَ هُنَاكَ سَطْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ الصَّغِيرَةِ: "مَاءُ التَّعْوِيذَةِ الغَامِضُ مِنْ مُقَاطَعَةِ تِيَان شُوِي، جُنَيْهَانِ لِلرَّطْلِ الوَاحِدِ، وَشَحْنٌ مَجَّانِيٌّ لِلطَّلَبَاتِ بِقِيمَةِ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ جُنَيْهًا، انْقُرْ عَلَى الصُّورَةِ الرَّمْزِيَّةِ لِلشِّرَاءِ، مَعَ إِمْكَانِيَّةِ الإِعَادَةِ وَالاسْتِبْدَالِ بِدُونِ قَلَقٍ."
كَانَ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنَ التَّعْلِيقَاتِ تَحْتَ هَذَا السَّطْرِ مِنَ الكَلِمَاتِ الصَّغِيرَةِ، وَكَانَ مُعْظَمُ النَّاسِ يَشْتُمُونَ صَاحِبَ المَنْشُورِ بِأَنَّهُ مُحْتَالٌ... بَعْدَ بَحْثٍ طَوِيلٍ، اتَّضَحَ أَنَّهُ مُجَرَّدُ إِعْلَانٍ، وَكَانَ إِعْلَانًا كَاذِبًا. هَزَّ غُو شَانغ رَأْسَهُ، وَأَطْفَأَ الحَاسُوبَ، وَاسْتَلْقَى عَلَى السَّرِيرِ عَاجِزًا عَنِ الكَلَامِ.
أَخْرَجَ الصُّورَةَ مِنَ الخِزَانَةِ المُجَاوِرَةِ وَنَظَرَ إِلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى. لَمْ يَتَغَيَّرِ الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ فِي الصُّورَةِ عَلَى الإِطْلَاقِ. كَانَتْ بَزَّةُ كُرَةِ السَّلَّةِ الخَاصَّةُ بِهِ لَا تَزَالُ جَدِيدَةً، وَكَانَتِ الكُرَةُ السَّوْدَاءُ لَا تَزَالُ تَطْفُو بِهُدُوءٍ عَلَى البُحَيْرَةِ... كَانَ الصَّبِيُّ يَطْفُو عَلَى ظَهْرِهِ، لِذَا لَمْ يَتَمَكَّنْ غُو شَانغ مِنْ رُؤْيَةِ وَجْهِهِ، وَلَمْ تَكُنْ هُنَاكَ طَرِيقَةٌ لِتَحْلِيلِ أَيِّ مَعْلُومَاتٍ فَعَّالَةٍ أُخْرَى مِنَ الصُّورَةِ.
'يَبْدُو أَنَّ هَاتَيْنِ الأُمْنِيَتَيْنِ لَا بُدَّ مِنْ وَضْعِهِمَا جَانِبًا فِي الوَقْتِ الحَالِي.' غَطَّى غُو شَانغ وَجْهَهُ. 'إِذَا أَرَدْتُ تَسْرِيعَ الوَتِيرَةِ، فَلَا سَبِيلَ سِوَى تَحْوِيلِ بَشَرٍ مِنْ مُسْتَوًى أَعْلَى.' بَعْدَ التَّفْكِيرِ لِفَتْرَةٍ، قَفَزَ مِنَ السَّرِيرِ وَخَرَجَ مِنَ البَابِ مَرَّةً أُخْرَى. لَمْ يَكُنِ الأَمْرُ مُلِحًّا بِشَكْلٍ خَاصٍّ، لَكِنَّهُ كَانَ يَخْشَى الحَوَادِثَ السَّابِقَةَ، لِذَا قَرَّرَ حَلَّهُ مُبَكِّرًا.
اسْتَدْعَى سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ أُخْرَى. كَانَ هَدَفُهُ هَذِهِ المَرَّةَ شَرِكَةً كَبِيرَةً فِي المُقَاطَعَةِ المُجَاوِرَةِ. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ هَذَا الشَّخْصَ لَمْ يَكُنْ بِنَفْسِ قُوَّةِ الَّذِي فِي مَدِينَتِهِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتَمَتَّعُ بِمَكَانَةٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ أَعْلَى، وَكَانَتِ السُّلْطَةُ وَالمَوَارِدُ الَّتِي فِي يَدِهِ مِنْ أَرْفَعِ المُسْتَوَيَاتِ.
وَلَكِنْ، كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ فِي مَكَانٍ لَا يَصِلُهُ عَامَّةُ النَّاسِ. بَعْدَ سَاعَتَيْنِ مِنَ القِيَادَةِ، وَصَلَ غُو شَانغ أَمَامَ الشَّرِكَةِ بِسَلَامٍ. كَانَ يَرْتَدِي مَلَابِسَ عَادِيَّةً وَيَقِفُ عِنْدَ سَفْحِ مَبْنًى مِنْ ثَلَاثِينَ طَابِقًا.
"أَهْلًا بِكَ سَيِّدِي، هَلْ أَنْتَ هُنَا لِأَجْلِ عَمَلٍ فِي شَرِكَتِنَا؟" سَأَلَهُ حَارِسُ الأَمْنِ عِنْدَ البَابِ بِلُطْفٍ. تَقَدَّمَ غُو شَانغ بِصَمْتٍ وَسَكَبَ قَطْرَةً مِنْ دَمِهِ عَلَى وَجْهِ الرَّجُلِ الآخَرِ. لَمْ يَكُنْ أَمَامَهُ سِوَى التَّحْوِيلِ خُطْوَةً بِخُطْوَةٍ ثُمَّ إِنْجَازِ كُلِّ شَيْءٍ. بَعْدَ نِصْفِ ثَانِيَةٍ، كَانَ حَارِسُ الأَمْنِ قَدْ أَصْبَحَ ابْنًا لِلدَّمِ تَحْتَ قِيَادَتِهِ.
"أُرِيدُ أَنْ أَرَى رَئِيسَ شَرِكَتِكُمْ".
"لَا سَبِيلَ لِرُؤْيَتِهِ بِدُونِ مَوْعِدٍ أَوْ مُنَاسَبَاتٍ خَاصَّةٍ أُخْرَى..." هَزَّ الحَارِسُ رَأْسَهُ.
"أَعْلَمُ، انْتَظِرْ لَحْظَةً، افْعَلْ كَذَا وَكَذَا..." بَعْدَ أَنْ أَعْطَى الحَارِسَ بِضْعَ تَوْجِيهَاتٍ، اسْتَدَارَ غُو شَانغ وَغَادَرَ المَبْنَى، جَالِسًا عِنْدَ سَفْحِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ مُجَاوِرَةٍ، مُنْتَظِرًا بِهُدُوءٍ. الْتَقَطَ هَاتِفَهُ الخَلَوِيَّ، وَبَدَأَ يَلْعَبُ بَعْضَ الأَلْعَابِ الصَّغِيرَةِ الشَّائِعَةِ لِيَقْضِيَ الوَقْتَ بِبُطْءٍ.
بَعْدَ قَلِيلٍ، وَتَحْتَ انْعِكَاسِ مِرْآةِ الهَاتِفِ، رَأَى الحَارِسَ يُحَوِّلُ أَحَدَ مُوَظَّفِي الشَّرِكَةِ المَارِّينَ إِلَى ابْنِ دَمٍ جَدِيدٍ. كَانَ هَذَا الرَّجُلُ يَحْمِلُ حَقِيبَةَ مَلَفَّاتٍ فِي يَدِهِ، وَيَبْدُو أَنَّهُ كَانَ يَسْتَعِدُّ لِلخُرُوجِ لِأَدَاءِ مُهِمَّةٍ مَا. بَعْدَ أَنْ هَمَسَ الحَارِسُ بِبِضْعِ كَلِمَاتٍ فِي أُذُنِهِ، اسْتَدَارَ الرَّجُلُ مُتَوَسِّطُ العُمْرِ وَأَسْرَعَ بِصُعُودِ الدَّرَجِ. رَأَى غُو شَانغ هَذَا المَشْهَدَ وَأَوْمَأَ بِرِضًى. يُمْكِنُ لِلأُمُورِ أَنْ تَبْدَأَ حَقًا مِنْ هُنَا.
لَمْ يَسْتَغْرِقِ الأَمْرُ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ دَقَائِقَ حَتَّى تَلَقَّى طَلَبَ صَدَاقَةٍ بِنَجَاحٍ. "شُو وَن تشيانغ يَطْلُبُ إِضَافَتَكَ كَصَدِيقٍ!" نَقَرَ غُو شَانغ عَلَى المُوافَقَةِ. وَمَا إِنْ أَكْمَلَ هَذِهِ الحَرَكَةَ حَتَّى سَارَتِ امْرَأَةٌ تَرْتَدِي بَدْلَةً وَكَعبًا عَالِيًا أَمَامَهُ وَقَالَتْ: "أَهْلًا بِكَ، رَئِيسُنَا شُو يَدْعُوكَ لِلصُّعُودِ".