أحد أشهر الروايات الرومانسية، بغيت أوضح إن الرواية تصنيفها بالغ يعني +18 من ناحية بعض الكلام والمشاهد. وهي قصة حب بالغين في الزمن القديم حين اشتهار النبلاء.



***



المقدمة


كان يوما صيفيا حار عندما وصل عمرها للثانية عشر. عالم لوسيا انقلب رأسا على عقب. كل شيء تغير عندما توفيت أمها وكان يجب عليها الدخول للقصر الملكي.



" هل كنت أحلم؟ أم ما زلت أحلم؟ "



لوسيا جلست على سريرها تتمتم بينما كانت نصف واعية، كان فقط حلما طويلا. شعرت كما لو أنها عادت للماضي، أو ربما كان حلما استبصاري. داخل الحلم هي رأت حياتها المستقبلية. هي لم تكن حياة سلمية. بل كانت أغلب أيامها ملطخة بالمعاناة والدموع.ولكن كانت هناك بعض الأيام التي شعرت فيها بالسعادة والفرح.هي كانت تعيش على بصيص ضئيل من الأمل.



" أمي... "



هي لم تكن تعلم أن أمها لديها دم نبيل. فعندما كانت على قيد الحياة هي لم تذكر أي شيء عن هذا على الإطلاق. عندما كانت لوسيا تبلغ من العمر 25 عاما في الحلم، هي رأت خالها وأرادت معرفة الحقيقة.



أمها أماندا ، كانت الابنة الصغرى لـ بادن إيرلدوم، نبلاء البادن كان لديهم نفوذ في عدد من الأقاليم الحدودية. مع ذلك، حاليا هم فقط نبلاء بالاسم وليسوا مشرفين حتى على قطعة أرض واحدة. نسل نبلاء البادن قديم جدا، ولكن أسمهم قد تم نسيانه من قبل الغالبية العظمى من السكان. ومن غير المعروف لمتى سيبقون نبلاء.



أماندا قد هربت في الليل بعد أخذها قلادة واحدة، وتلك القلادة كانت تورث من جيل إلى جيل بداخل الغرف الفارغة في المنزل القديم داخل أراضي البادن.



خال لوسيا قال بمرارة أنه كان يجب عليهم الخروج خلف أماندا للامساك بها عندما أقدمت على الهروب. فهو لم يتخيل أن يكون ذلك الوقت هو آخر مرة يراها فيه. كانت شابة غبية عندما هربت، وكان من الحماقة الاعتقاد بأنها ستعود مجددا. بعد شهر، هم حاولوا البحث عنها ولكنهم كانوا متأخرين للغاية.



خالها لم يجد أي وسيلة للعثور على أمها. فهي هربت للعاصمة مما جعل إيجادها مستحيلا تقريبا. حتى لوسيا لا تتذكر تماما كيف عاشوا خلال الأوقات العصيبة في العاصمة.



بالرغم من أن أماندا لم تكن متزوجة، ولكنها أنجبت ابنة الملك الحقيقية. وكما يمكن لأي شخص أن يتصور. عند ولادة لوسيا، الحقيقة كان من المفترض أنها كشفت للعائلة الحاكمة، لكن أماندا فعلت ما لم يفعله أي شخص آخر. هي أخفت أنها من نسل نبيل وعاشت مع العامة رفقة لوسيا.



والدة لوسيا كانت ارستقراطية - من أعلى فئات المجتمع - ، ابنة لعائلة بادن النبيلة. والأكثر من هذا، أن ابنتها لوسيا مرتبطة بالدم مع الملك. لوسيا لم تكن تعلم بهذا. وأمضت طفولتها تعتقد أن أماندا من عامة الشعب.



والدتها كانت جميلة، وكان جميع سكان المدينة لطيفين. وهي كانت دائما تلعب مع باقي الأطفال في النهر أو الغابة. يبدو هذا كما لو كان بالأمس، ولكنه الآن أصبح ذكرى قديمة، وهي لا تستطيع الآن فعل أي شيء إلا البكاء. فقد كانت أسعد ذكرياتها تنتمي لتلك الأيام.



جميع المآسي أتت من الفراغ، أماندا قد أصيبت بمرض بسبب الوباء الذي انتشر في المدينة. في ذكريات لوسيا، أمها كانت امرأة صغيرة و نحيلة على عكس نساء العامة القويات في المدينة.



فهي نشأة في أسرة نبيلة ولم تمر بأي يوم قاسي. تربية لوسيا كأم عزباء كان يأخذ الكثير من طاقتها إلى أن أصبحت مريضة للغاية.



أمها بدا كما لو أنها عرفت أنها ستموت قريبا. قبل عدة أيام من موت أمها، لوسيا أرسلت رسالة بدلا عنها. ربما كانت تلك الرسالة للقصر الملكي.



لوسيا فهمت قرار والدتها، فهي قامت بأفضل ما لديها حتى آخر أنفاسها. فحياة الفتاة اليتيمة يمكن أن تصل لأعماق الجحيم. لو أن لوسيا لم تأتي للقصر، لكان من الممكن أن تصبح عاهرة وتبيع جسدها لباقي حياتها.



بعد بضعة أيام من وفاة أماندا، الحرس أحضروا لوسيا للقصر. العائلة الملكية لدها جهاز سحري يستطيع تأكيد أصل أي شخص. كان هذا كنز العائلة الملكية، ولكن في بعض الأحيان النبلاء الآخرون يأتون ويستخدمون الجهاز أيضا.



حتى لو زاد الأبناء الغير شرعيين، فإن الصراعات على علاقات الدم لن تحدث نتيجة لوجود هذا الكنز السحري.



الملك تأكد من أنها ابنته عن طريق الجهاز السحري ومنحها اسما. هذه كانت المرة الأولى والأخيرة التي التقت فيها بوالدها.



" فيفيان هيس. "



هذا كان اسم لوسيا الجديد. ولا شخص أزعج نفسه بالسؤال عن اسمها الأصلي. فكل شيء تحدد من جانب واحد. هي فقدت والدتها، وأجبرت على الذهاب للقصر الملكي، وعاشت في قصر قديم بعيدا عن الجميع.



بعد بكائها طوال الليل، استيقظت في الصباح الباكر وأدركت أن كل شيء قد تغير، فهي تغيرت ومحيطها تغير. جلست تعانق ركبتيها وهي تفكر في مستقبلها.



فقط لأنها أصبحت أميرة في يوم وليلة، لا شيء من حياتها تغير للأفضل حقا. فالملك كان غير مقيد فهو نشر بذوره في كل مكان. وخبر ظهور أمير جديد أو حتى أميرة ليس كافيا كي يكون موضوعا يسبب ضجة في القصر.



لوسيا كانت هي الأميرة السادسة عشر. وقد استطاعت أن تحسب هذا بعد إقامتها لفترة طويلة في القصر. وبعد حسابها للعدد الكلي للأطفال الذين نالوا موافقة الملك تبين لها أنها الأميرة السادسة عشر. كان لها خلفية مغمورة وقد ولدت بعد نوم أمها لليلة واحدة مع الملك. بالإضافة لهذا هي كانت أميرة قد نشأت بين العامة.



" حتى لو كنت أعرف مستقبلي ......... "



لوسيا تنهدت بشدة. هي أتت هنا فقط كي تعلم كيف سيكون مستقبلها. مستقبلها بدأ في الأراضي الحدودية وانتهى هنا. كما أنها لم تكسب أي شيء مفيد من حلمها. وهي لا تملك أي وسيلة للاختلاط بالطبقة الارستقراطية العليا. لذلك حتى معرفة مستقبلها لا فائدة منه.



حتى بعد دخولها للقصر الملكي حياتها لم تصبح مثيرة للاهتمام على الإطلاق. فقط هي تعيش حياة هادئة دون خوف من الموت من الجوع. ولم يظهر أي أحد أي اهتمام بها لهذا لم يأتي أي شخص للتنمر عليها على الإطلاق. وكانت جميع أيامها متشابه. ولكن عندما وصلت لوسيا لعمر التاسعة عشر حياتها تغيرت مرة أخرى.



في العام الذي وصلت فيه لوسيا للتاسعة عشر، والد لوسيا الملك هيس الثامن قد وافته المنية. لوسيا لم تقابله إلا مرة واحدة لهذا عندما سمعت بالخبر هي لم تشعر بأي شيء بسبب موته. وكانت تعتقد أن موته لن يؤثر على حياتها بأي شكل من الأشكال. مع ذلك، خليفة الملك، هيس التاسع وضع ميزانية جديدة للقصر الملكي. وقرر أن ينظف نواتج أعمال الملك السابق الغير مسؤولة. هيس التاسع بدأ مشروع لإرسال أخوته وأخواته الغير شرعيين لخارج القصر.



عندما وصلت لوسيا لسن العشرين، لم يبقى في القصر إلا ست أميرات من الملك السابق. لوسيا لم يكن لها أي أقارب، وقد أمضت حياتها مختبئة في القصر المنفصل دون أن تربطها أي علاقة بالعالم الخارجي. ولم يتطوع أي شخص كي يعتني بها. ولم يكن هناك أي فائدة من تزويجها للآخرين.



هيس التاسع وضع لوسيا في المزاد والتي لم تكن إلا وزن زائد موضوع في القصر. كان عمر لوسيا عشرين عاما عندما تم بيعها في المزاد لمن دفع أعلى مهر.



الكونت ماتين كان زوج لوسيا الجديد، هو أكبر منها بعشرين عاما وقد طلق مرتين سابقا. وهو لديه ثلاثة أبناء بنفس عمر لوسيا. الفترة التي قضتها لوسيا معه كانت أسوء خمس سنوات في حياتها. من الناحية الاقتصادية، كانت حياة لوسيا أفضل بكثير من حياتها في القصر ولكنها قد دمرت ذهنيا. فالكونت كان عجوز وسمين ومنحرف للغاية. وقد أنجز جميع رغباته الجنسية من خلال لوسيا.



" لا أريد ذلك !! "



ارتعد جسم لوسيا، فهي لا تريد تجربة هذا مجددا. بالأحرى، هي لا تريد تجربة مستقبلها. حتى لو عنا هذا موتها، فهي لن تتزوج هذا الوغد مجددا.



" يجب أن أغير مستقبلي ، بل سأغير مستقبلي بأي ثمن كان. "



المستقبل التي رأته في الحلم يتغير بالفعل. بالأصل، لوسيا أظهرت أعراض توحد في الأشهر الأولى من وجودها في القصر. وفاة والدتها، هوية والدها، وطردها لمكان دون حتى القليل من العاطفة؛ جميع هذه الأشياء لا يمكن لفتاة صغيرة التعامل معها لوحدها.



لم يكن هناك أي شخص يعتني بـ لوسيا، التي كانت قد حجبت نفسها عن العالم الخارجي. في البداية، كان الأطباء يزورونها بعض الأحيان، والخادمات كن يأتين للتأكد من أنها لن تموت من الجوع. البيئة الغير مبالية هذه قد عملت كحافز لـ لوسيا. وقد استطاعت استعادة ذهنها شيئا فشيئا من تلقاء نفسها. لكن هذه المرة، الأمور مختلفة. لوسيا لم تواجه أي أعراض توحد. ولم يكن لديها أي طموح لتغيير الحياة من حولها. لكن لديها أمنية واحدة، وهي أن تتمكن من عيش الحياة بالطريقة التي تحبها.



" يمكنني فعل هذا. أستطيع تغيره. "



هي لا تعلم كيف تقوم بهذا كأميرة بعمر الثانية عشر وبدون أي علاقات، فلم يكن لديها شيء يمكنها أن تفعله. ولكنها لم تيأس.



" لا يزال لدي الكثير من الوقت. "



مع ذلك، الوقت استمر بالمرور. ودون أن تنتبه، وصل عمرها للثامنة عشر.

2017/06/02 · 3,154 مشاهدة · 1348 كلمة
King_Abody
نادي الروايات - 2024