لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

====

خرجت بنفس الرداء المحرج ذاك, وبدأت في السير نحو قاعة الخطابات.

لم يكن الطريق طويلًا للغاية, وأمكنني الوصول اليه باستخدام أحد طرق النقل الخاصة بالحصن.

طُرق النقل هنا مُذهلة حقًا, هناك نظام قطارات خاص, رصيف مُتحرك, ومحطات للحافلات.

أيًا كان المبنى أو القطاع الذي تريد الوصول اليه, فدائمًا هناك وسيلة نقل يمكنها أن تأخذك.

وبالطبع, فإن الوسيلة التي أخترتها حاليًا هي المشي بشكل عادي. خرجت مبكرًا إلى حد ما وقررت أن اخذ الطريق الطويل لتنقية عقلي.

هواء الصباح كان باردًا, ولكن منعشًا للأنف في نفس الوقت. وجدت له تأثيرًا مهدئًا, وشعرت بالضغط يغادر جسدي ببطء.

ولكن بدأ الصداع المألوف يخترق عقلي, شعرت به مثل الأبر.

على الرغم من أن كل شيء على وشك البدأ في غضون دقائق, إلا أني وبشكل غريب لم اشعر بالكثير من القلق.

في أسوء الأحوال, سأقضي على البطل بهجوم غادر وانهي الأمر مبكرًا. في أفضل الأحوال سأقضي عليه بعد أن يؤدي دوره, وسأنجح بدرجة كاملة بعدها.

خطتي لا مجال للخطأ فيها على أي حال, لذا فلا داعي للقلق أبدًا.

أما أني فكرت حقًا بهذه الطريقة, أو أني احاول خداع نفسي ببساطة لكي أهدأ.

أرجح الأعتقاد الأخير صراحة, لا أعتقد أني بذلك الجنون لكي أهدأ حقًا في هذا الوضع.

حتى وأن قضيت على البطل بطريقة ما, فلن اكون قادرًا على رؤية العالم يتوقف عن كونه لعبة بأم عيني, وهذا هو جوهر هدفي على أي حال.

كل شيء من أجلي, هدفي ليس نبيلًا كأن أوقف العالم عن كونه لعبة.

ما أريد فعله حقًا, هو رؤية أن العالم ليس لعبة. قد يبدو الهدفين نفس الشيء ولكنهم ليسوا كذلك.

هناك أختلاف جذري, وأناني أيضًا.

لا اريد أن أنقذ الجميع, أريد إنقاذ نفسي ومعتقداتي وحياتي, أنه تكبر وأنانية…

مر بعض الوقت, وقد كنت على وشك الوصول إلى قاعة الخطابات, حيث سأسمع كلمات المدير لوسيوس فارو الأيقونية.

بدأت ألاحظ الناس يتنقلون بسرعة عبر الممرات, بعضهم على الرصيف المتحرك او الحافلات, والبعض الأخر مشيًا مثلي.

لاحظت بعض الشخصيات الثانوية والرئيسية وأنا أمشي, ولكني لم ارى من بحثت عنه كثيرًا.

لا اعرف أي طريق سيتخذه البطل للذهاب إلى المعهد. في اللعبة أُعطي للاعبين حرية تحديد كيف يريدون الذهاب.

الطريقة التي رُجحت على أنها ستكون الأكثر شعبية هي الرصيف المتحرك.

سيستخدم اللاعبون غالبًا الرصيف المتحرك, بالإضافة الى المشي فوقه.

أثناء النظر إلى الشخصيات ذوات الشعر الأسود على الرصيف المتحرك, لاحظت شخصا بشعر فضي من بعيد أخيرًا.

من المؤسف أني لم أستطع رؤية شكله الكامل بسبب تغطيته من كل الجهات, إلا أني عرفت وجوده على الأقل.

ولكني لاحظت شيئًا غريبًا, 'شعره لا يفترض أن يكون هكذا!, ما الذي تغير؟!' شعرت بالذعر فجأة, كل تغيير من شأنه أن يعطل خطتي.

حاولت أن أقترب منه أكثر لأرى بصورة أوضح, ولكن الرصيف المتحرك كان مزدحمًا للغاية.

رؤية أي شيء عدا شعره امر مستحيلًا. شعرت بالذعر وقفزت إلى الرصيف المتحرك.

"أنت! ماذا تفعل؟!" صرخ الناس حولي عندما لاحظوني, ولكني بدأت أدفعهم دون أي أهتمام.

'أين هو؟ أين هو؟…' أستمريت في المشي فوق الرصيف.

بسبب أن حركة الرصيف سريعة للغاية, فمن المفترض أن يبقى المسافرين ثابتين فوقه للحفاظ على توازنهم, وتجنب السقوط.

ولكن عن أي توازن تتحدث؟ تدريباتي على مهارتي أصعب بكثير من الحفاظ على توازني هنا.

أستمررت في المشي, ولاحظت أن الشعر الفضي يقترب أكثر واكثر مني.

'ما هي قصة هذا الاختلاف؟ يجب أن إقترب أكثر…' تزايدت سرعتي مع الوقت, أردت أستخدام <حركة الريح> ولكني منعت نفسي. فعل ذلك قد يجلب العديد من الأنظار الغير ضرورية.

"أنت!". "توقف!". "لقد أسقطت أغراضي!".

تجاهلت الأصوات خلفي وأنا أتقدم, ثم دفعت آخر عائق كان أمامي, وتكشفت الشخصية أمامي.

وسط برد <الحصن> القارس، وقفت فتاة طويلة بجمال غير طبيعي, وضحت عيناها البرودة والتصميم.

شعرها الفضي المُصفر تساقط على ظهرها مثل شلال متلألئ. سحبت البرودة الي كانت حولها, وحولتها إلى نوع غريب من الدفئ المُشع, كما لو كان جوهر النار والجليد متشابكًا فيها.

لكن عيناها هي التي تميزت حقًا, والتي تُذهل من نظر اليها. كبيرة ومعبرة، بلونها الأرجواني الغامق وهي علامة واضحة على نسبها السابق. تبدو مثل الأجرام السماوية البنفسجية.

بشرتها الفاتحة, لم تمسها قسوة الماضي.

وتحت مظهرها الرقيق, كانت نظرة تُعلق الروح مثبتة هناك, أبعدت الجميع عنها رغمًا عنهم.

وكانت تلك النظرات هي سبب تكون مساحة فارغة حولها, شيء نادر جدًا في هذا الرصيف المزدحم.

الملابس الموحدة التي أرتدتها كانت نفس التي أرتديتها انا, عدا تلك التنورة الطويلة التي نزلت على مستوى الحذاء الأسود.

ولكن مقارنة بي, بدت تلك الملابس ملائمة عليها, بينما بدت مثل القمامة علي.

'فتاة؟!'

عندما نظرت الي, تغيرت تعابيرها الباردة إلى شيء آخر, وتحدثت: "هل تحتاج إلى المساعدة؟".

تراجع وجهي قليلًا, أصبحت تعابير وجهي قبيحة وأنا أنظر اليها.

'هذا… هذا…. كيف نسيت؟!'

====

2024/04/27 · 111 مشاهدة · 741 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024