---

650: السلاح السري (2)

كان "كين" و"ستيف" يمشيان معًا نحو الملعب، بينما بدا الأخير متوترًا بعض الشيء.

قال "ستيف" وهو يضيق عينيه:

"لا يمكننا الانتظار أكثر من هذا... سيبدأ هؤلاء في استهداف رمياتك السريعة بجنون من الآن فصاعدًا بما أن هذه هي المرة الثانية التي يواجهونك فيها."

هز "كين" كتفيه بلا مبالاة:

"أنت القائد، سألقي أي كرة تطلبها."

أومأ "ستيف" برأسه، بينما كان غارقًا في التفكير. منذ أن عقد العزم على إنهاء المباراة مبكرًا، أصبح مدفوعًا للغاية. قد يبدو ما يفعلونه غير تقليدي، لكن "كين" كان مستعدًا تمامًا لخوض الخطة.

بحلول الوقت الذي وصل فيه "كين" إلى التل، كان أول ضارب من فريق "الـدودجرز" ينتظر بالفعل على الجانب. وبناءً على تعابير وجهه الحادة والمصممة، حتى "كين" استطاع أن يدرك أن هذا اللاعب ينوي الهجوم منذ اللحظة الأولى.

نظر "كين" إلى "ستيف"، وشعر بتقدير جديد لصديقه. تفاجأ من حدس هذا الشاب رغم شخصيته الكسولة في الظاهر.

فكّر "كين" داخليًا:

'أعتقد أنه مصنف بموهبة من مستوى EX لسبب وجيه…'

انحنى "كين" ليلتقط كيس الراتين (الطباشير الخاص بالرماة)، وبدأ بتدحرجه بيده اليمنى، منتظرًا استئناف اللعب. كانت عيناه تتحركان نحو دكة الخصم، وشعر بجميع لاعبي "الـدودجرز" يحدقون فيه بنظرات حاقدة.

'هه، يبدو أنني أكبر عقبة في طريقهم للعودة في هذه المباراة…'

ابتسم بخفة، مدركًا أن لديهم مشكلة أكبر: الماسك المتحمس بشكل استثنائي خلف القاعدة.

"الضارب الأول، من مركز الدفاع الأوسط، مايكل!"

صاح المذيع، فدخل اللاعب إلى صندوق الضرب. كان جسده الرياضي متوترًا كأفعى تستعد للانقضاض في اللحظة المناسبة.

لكن "كين" لم يشعر بأي ضغط، فقد كانت عيناه مركّزتين بالفعل على "ستيف" خلف القاعدة. أومأ برأسه عندما رأى الإشارة.

دخل "كين" في حركته السلسة المعتادة، رافعًا ساقه للأعلى، ثم دفع بجسده للأمام ولف جذعه، مرسلًا الكرة بسرعة هائلة.

فششششش

بـــاه!

"سترايك!"

كما قال "ستيف"، كان فريق "الـدودجرز" ينوي مهاجمة الرميات السريعة منذ البداية. رغم أن الكرة مرت في منطقة السترايك، إلا أن "مايكل" هجم عليها بكل قوته.

فكر "كين" وهو يتلقى الكرة مجددًا من "ستيف" الذي أشار لرمية سريعة أخرى:

'إنهم يائسون... ولن ينتهي هذا بشكل جيد لهم إن استمروا هكذا.'

أومأ "كين" مجددًا، تاركًا لصديقه اتخاذ كل القرارات. مثل "دايشي"، كان "ستيف" من الأشخاص القلائل الذين يثق بهم "كين" وقت الحاجة. خاصة الآن، وهم متقدمون بـ4 نقاط.

فشششش

طقطقة

"فاول."

ظهر على وجه "مايكل" لمحة من الإحباط وهو يرى الكرة تطير إلى يمين القاعدة الأولى. مجرد ملامسة تلك الرميات السريعة جنون بحد ذاته، فكيف بتسجيل ضربة ناجحة؟

فكر متذمرًا:

'لو أنني فقط سددت أبكر بقليل...'

أعاد "ستيف" الكرة، ثم انخفض بوضعية الاستعداد، وارتسمت على وجهه ابتسامة بالكاد تُلاحظ. أشار بالإشارة التالية، و"كين" أومأ من جديد. كانت النتيجة في صالحهم، لذا كانت هذه الرمية القادمة هي الأهم.

فكر "ستيف"، وقد بدأ جانبه الشقي في الظهور:

'لا أستطيع الانتظار لأرى وجوههم...'

بدأ "كين" بحركة الرمي، منطلقًا بقوة. وبمجرد أن غادرت الكرة أصابعه، بدأت تدور بشكل لولبي، متعرجة في الهواء كأفعى تزحف على الأرض.

فشششش

بـــاه!

"سترايك آوت!"

"ماذا!؟"

سمع صوت الدهشة يتردد في الملعب من عدة اتجاهات. "المدرب روبرتس"، و"توني"، و"لورينزو"، وحتى بعض الجمهور لم يصدقوا ما رأوه.

قال "توني" مذهولًا وهو يحدق في "كين" على التل وكأنه ظاهرة غير مفهومة:

"هل كانت تلك... منزلقًا (Slider)؟"

"أعتقد ذلك؟ انتظر… ألم يكن من المفترض أنه لا يرمي سوى السريع، المنحني، والتغيير؟ هل تم إعطاؤنا معلومات خاطئة؟" سأل "لورينزو"، ينظر حوله في حيرة.

في دكة "الـدودجرز"، أصبح وجه "المدرب روبرتس" جادًا. كانت خطته تعتمد على قلة تنوع رميات "كين"، بالإضافة إلى عادته في البقاء داخل منطقة السترايك. ولكن ظهور منزلق (Slider) واحد فقط قلب كل حساباته.

فكر بقلق، واضعًا يده على فمه:

'هذه مشكلة…'

لكن الأكثر حيرة كان "مايكل" نفسه. فقد ظن أنه توقيت رميته بدقة، وكان يتوقع ارتطام الكرة بالمضرب، فشد عضلاته وفقًا لذلك.

لكن عندما أنهى حركته، لم يلمس شيئًا سوى الهواء.

لمن لم يلعب البيسبول، قد لا يبدو الأمر كبيرًا، لكن من يعرف، يدرك تمامًا شعور القهر هذا.

استغرق الأمر بضع لحظات ليهدأ بعد تلك الضربة الوهمية، ثم انسحب من الملعب عائدًا إلى دكته.

تمتم لنفسه وهو يجلس:

"كيف فاتتني بتلك المسافة؟"

ولم يلاحظ الصمت القاتل الذي خيّم على زملائه. فقط عندما رفع رأسه، أدرك أن الجميع ينظرون بصمت مريب.

قال بتوتر، واضعًا يده على كتف "برادي":

"مـ- ما بالكم؟"

استدار "برادي"، وكانت عيناه خاليتين من الحياة:

"هل تعرف ما الذي رماه عليك للتو؟"

رد "مايكل" كأنه يقنع نفسه:

"نـ- نعم، كانت رمية سريعة، فقط أخطأت في التوقيت."

لكن "برادي" هز رأسه:

"لقد رماك بمنزلق… ومن النوع القذر."

"مـ- منزلق!؟" اتسعت عينا "مايكل" في دهشة،

"ظننت أن لديه 3 أنواع فقط من الرميات!"

رد "كايد" بهدوء، ووجهه يبدو متوترًا على غير العادة:

"نحن أيضًا كنا نظن ذلك..."

ثم أضاف،

"فما العمل الآن؟"

---

2025/06/05 · 8 مشاهدة · 739 كلمة
Mordret
نادي الروايات - 2025