قبضت الشرطة على السفاح المتسبب في المجزرة شركة زاو وحكمت المحكمة عليه بالإعدام بعد يومين

هذا الخبر ملء جميع الجرائد وأصبح محط إهتمام جميع النشرات الإخبارية اليابانية بل وحتى العالمية

المجزرة التي راح ضحيتها جميع موظفي شركة زاو والذي عددهم 267 شخصا وهذا بدون أي سلاح ناري أو متفجرات لأنه وبعد تفحص جثث الضحايا وجدو أن بعضهم ماتو نتيجة سلاح حاد والبعض الأخر نتيجة كسر في العظام ولكن مايثير الرعب والجدل ليس فقط هو عدد الضحايا أو طريقة موتهم بل المدة التي إحتاجها لتنفيذ هذه الجريمة

يوم واحد...أجل يوم واحد فقط وشخص واحد أيضا...قد يبدو أمر جنونيا فمن سيصدق هذا الهراء لو لم تقم النشرة الإخبارية بإعلان الأمر بنفسها لم يكن ليصدق هذا أحد بل وما زال هناك من يشك في الأمر

حتى مقدم النشرة الإخبارية الذي دائما يكون هادئا وباردا أصبح غير مرتاح وهو يقدم هذا الخبر فهو الأكثر الأشخاص إطلاعا على هذا الخبر بسبب طبيعة عمله

ويقال أيضا أن شرطة لم تستطع إيجاد أو القبض على الفاعل... إلا أنه وبعد ثلاثة أشهر من الحادث دخل رجل في أواخر الثلاثينيات إلى مركز الشرطة وإعترف أنه الفاعل

ويقتبس أحد الشيرطيين عن ماقاله أثناء التحقيق

"مللت لذا سلمت نفسي"

................................................................................

<بقي يوم واحد على الإعدام>

العديد من الإعلاميين أرادو إجراء لقاء صحفي مع المجرم إلا أن شرطة رفضت ذالك في البداية ولكن بسبب الضغوطات المستمرة عليهم من طرف الصحفيين قررو قبول صحفي واحد سيتم إختياره بشكل عشوائي, وخوفا من أن يتم نشر أي إشاعات غريبة قررو القيام بذالك عن طريق قرعة بين وسائل الإعلام

وافق الصحفيون على الأمر ووضعو أسمائهم في أحد الصناديق وهناك حتى صحفيون مشهورون على المستوى العالمي قامو بوضع أسمائهم أيضا وقد بلغ عدد الصحفيين المشاركين في القرعة 450 مشاركا

قد يكون الرقم كبيرا لكنه ليس بالأمر الغريب فصفق صحفي كهذا لايظهر سوى مرة كل عقد, وبالتأكيد أي شخص يتمكن من الحصول عليه سيصبح من المشاهير بين وسائل الإعلام

وبعد الإنتهاء من وضع الأسماء في الصندوق أتى مدير الأمن العام لمدينة طوكيو بنفسه ليسحب الإسم أمام الجميع وذالك تفاديا لأي إعتراضات أو إتهامات بالغش

"فشششش فشششش" (صوت خشخشة)

أدخل يده في الصندوق بينما يحركها في دوائر يمينا ثم يسارا

عم صمت قاتل المكان لاتسمع سوى خشخشة الأوراق مع بعضها بسبب التوتر المسيطر على المكان, ونظرات الترقب والتمني للصحفيين تكاد تجعل المدير يفر هاربا

فيسحب ورقة واحدة ببطء فترى أن الجميع حبس أنفاسه وهناك من يصلي أن يكون إسمه في تلك الورقة

"هارو يوزوكو"

نطق بهذا الإسم عاليا

"أجـل"

أطلقت فتاة جميلة المظهر بشعر أسود طويل وترتدي نظارات تجعلها تبدو ذكيتا صرختا إنتصارية كأنها فازت في أحد ألعاب القمار

بينما ظهر الإحباط على بقية الصحفيين إلا أنهم قبلو بالأمر فقد كان الأمر عادلا بعد كل شيء

وفجأتا سحبت الفتاة هاتفها لتتصل برقم ما

"رئيس...رئيس لقد حصلت عليها, حصلت على المقابلة"

"ما...ماذا حقا هاهاها أحسنت...تأكدي من الحصول على معلومات مفصلة عن الحادث منه, وفي المقابل سأتأكد من مضاعفة أجرك إبتدائا من الغد"

"حقا, شكرا يارئيس"

وبينما تتحدث بحماس على الهاتف إتجه أحد رجال الشرطة نحوها وقال بنبرة محترمة

"من فضلك أنستي إتبعيني"

ثم ذهب يقود الطريق داخل السجن

وبينما هي في الداخل لا حظت عددا كبير من رجال الشرطة بشكل غير طبيعي بل وهناك أيضا من منهم من القوات الخاصة أيضا

هذا الضغط أصاب الفتاة بالتوتر وعدم الراحة قليلا

[لما هناك هذا العدد من رجال الشرطة في مجرد سجن]

وبينما هي تفكر بالأمر لم تلحظ بأنها وصلت بالفعل لتتوقف بعدما كادت تصتدم بالشرطي الذي توقف

"سيدي...لديك زيارة"

قالها الشرطي بصوت متوتر ومحترم بينما يقف أمام أحد السجون

[لماذا يعامله بحترام هكذا؟ أليس مجرد سجين؟]

ومع أن الإضائة ضعيفة في داخل السجن إلا أنك تستطيع رؤية شخص ما يبدو في أواخر الثلاثييات بشعر أسود قصير وعينان حادتين لدرجة تجعلك لاتتجرأ على النظر فيهما مباشرتا وندبة بالقرب من عينه اليسرى وبنيته العضلية التي تبدو وكأنها نقشة من حديد

لكن أكثر ما أثار إنتباه الصحفية هو كونه مكبل بالسلاسل في كل جزء من جسده وكأنه خزنة

"تستطيعين الجلوس هنا...لديك 15 دقيقة"

قالها السجان بعدما وضع كرسيا بعيدا عن القضبان بمتر واحد

"آه...شكرا جزيلا"

أعطت شكرها ثم جلست عليى الكرسي بينما تحدق بين القضبان

بدأ ذالك الرجل بالإقتراب وأصوات السلاسل تحتك ببعضا من خلفه وتوقف عندما تبقى متر واحد على القضبان فالسلاسل تمنعه من الإقتراب أكثر وقال ببتسامة هادئة

"لاأتذكر لقاء أنسة جميلة مثلك"

"أعتذر على عدم تقديم نفسي ياسيد رين هارفييلد... إسمي هارو يوزوكو أعمل كصحفية في جريد ياكو...كنت أتمنى أن تجيب على بعض من أسئلتي"

"صحفية إذن...لكن يبدو أنني لاأحتاج تقديم نفسي كوني أصبحت مشهورا مؤخرا...حسنا قد يكون هذا ممتعا قليلا"

ضحك قليلا ثم جلس هو أيضا على الكرسي المقابل لقضبان السجن حيث كل ما يفصلهم الأن هو قضبان السجن

فسحبت الفتاة هاتفها لتسجل المحادثة ومذكرة صغيرة وقلم وقالت

"سمعت أنك كنت تعمل كحارس أمن في تلك الشركة أتمانع إخباري بدافعك للقيام بتلك المجزرة...أيمكن أنهم كانو يبتزونك بشيء ما"

"بفففف هاهاهاها"

إنفجر ضحكا بسماعه هذا السؤال

"مـ...ما الأمر؟"

سألت حيث لم تعلم سبب ضحكه

"أنت مضحكة حقا أنستي"

ضحكه جعل الحراس في الخلف متوترين قليلا بينما أكمل هو

"دعيني أخبرك شيئا أيتها الأنسة الجميلة...كنت قد قررت قتلهم قبل حتى أن أفكر بالعمل لديهم"

بسماعها هذا إرتعشت قليلا وردت بينما تصرخ بغضب

"إذن ما الذي دفعك لقتل هذا العدد من الأبرياء أهي فقط نزوة إنتابتك أو ماذا؟"

"أبرياء؟...إذن هكذا يبدون الأمر لكم..."

قالها بنبرة غير مبالية

"ماذا؟ ما الذي يفترض أن يعنيه هذا؟"

"ألا تعلمين مع أنك صحفية؟...أو ربما لم تحققي في الأمر جيدا...لكن لابأس سأخبرك... تلك الشركة التجارية ماهي إلا للمظهر فقط, أي شركة وهمية تقوم بالعديد من الجرائم منها تبييض الأموال وبيع للأعضاء و المخدرات والعديد من الجرائم الأخرى"

"ألهذا... قمت بقتلهم؟"

"ماذا؟ لا...بالطبع لا ماذا تظنينني, بطل من أحد الأفلام رخيصة؟"

ثم تغيرت ملامحه لغضب عميق أثار الرعب في قلب الفتاة أمامه ثم أكمل

"أنا قتلتهم لأن تلك الكلاب الوضيعة تجرأت وقتلت عائلتي"

فردت عليه بنبرة متحدية وغاضبة وفي نقس الوقت توترة يبدو أنها نسيت أنها أمام مجرم معتوه

"إذن...إذن كان عليك إبلاغ السلطات لتهتم هي بالأمر... أن ترد العنف بالعنف وأن تقوم بقتل الناس هكذا هو أمر خاطئ"

فبقي صامتا وهو يحدق في عيناها مباشرتا بنظرات باردة ثم قال

"أخبريني أيتها الصحفية... كيف ستشعرين أو ماذا ستفعلين لو خرجت الأن وقمت بقتل جميع أفراد عائلتك, الواحد تلو الأخر هل ستطلبين من الشرطة للقبض علي"

بسماع الحراس لهذا أصبحت ملامحهم متوترة وعرق بارد ينزل من جميع أنحاء جسدهم

وبرؤيتها لملامح رجال الشرطة خلفها إنتابها الخوف والحيرة في آن واحد وردت عليه بتوتر

"هذا...ما الذي تتحدث عنه...كيف ستتمكن حتى من..."

"كلللك تككك"

وقبل أن تكمل كلامها سقطت السلاسل كلها التي كانت تقيد جسده على الأرض كأنها كانت للعرض فقط

وبدأ يقترب ببطء ثم وضع يده على القضبان ومعالمه أصبح عليها إبتسامة باردة

"لقد إنتابني الفضول حقا الأن...هل ستبقين متشبثثا بقيمك هذه""

من شدة خوفها عندما رأته يقترب منها سقطت من على كرسيها بينما ترتجف لاتملك القوة للوقوف مجددا

فقد تذكرت أخيرا أن شرطة لم تقبض عليه بل سلم نفسه ومن ملامح الحراس سابقا وصلت لإستنتاج واحد

[لو أراد حقا الخروج.. فلن يستطيع أحد منعه]

ولذا وكحل أخير ركعت على الأرض بينما ترجف بل حتى الدموع تنزل من على خديها بينما تقول بنبرة يائسة

"أ...أرجوك لاتفعل...أنا أسفة إذا كنت قد أغضبتك...لذا أرجوك"

وبرؤيتها ترتجف من الخوف تنهد في نفسه بخيبة أمل ثم قال

"لابأس لابأس لقد كنت أمزح فقط...إنسي الأمر, لما لا نتابع المقابلة أنستي الصحفية"

بالرغم من قوله أنه كان يمزح فقط إلا أنها كانت متأكدتا أن الأمر عكس ذالك

من شدة خوفها لم تستطع الوقوف والعودة إلى كرسيها مجددا مهما حاولت حتى أنه أصبحت لديها رغبة في الهروب إلا أنها قاومت ذالك فمازال لديها فخرها كصحفية إلى أن أتى أحد الشرطيين ليساعدها على الجلوس في مقعدها

"إذن بـ...بما أنك عملت في تلك الشركة لتدميرها فقط...ما كان عملك السابق"

"هممم...مرتزق, قاتل مأجور, إختاري ما تشائين"

"لكن لما إخترت هذا المجال؟...أعني قتل الناس"

"هو هو أتسألينني لما أقتل الناس؟"

"أ...أجل"

لما يقتل المرتزقة الناس في رأيك؟

"...." لم ترد الصحفية, ربما لأنها لم تعلم الجواب

"لأجل المال...المال فقط,"

بسماعها لهذا الجواب إرتجفت قليلا وقررت تغيير الموضوع

"إذن...إذن أيمكنك أن تروي لي ماحدث مع عائلتك وكيف قررت الإنتقام"

"أروي ماحدث؟"

بعد التفكير قليلا وجد أنه لامانع من إخبارها, فبعد كل شيء سيتم إعدامه غدا

"*تنهد* حسنا... لكن من أين أبدأ يا ترى؟"

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

الفصل الأول إنتهى~~~

تأليف satou

قبل أن تبدأو باللعن والسب بالأسفل أريد أن أقول أن هذه مجرد رواية جانبية أكتبها في وقت فراغي عندما أريد كتابة شيء مختلف قليلا

من حين لأخر... حتى إنتهى بي الأمر وجدت نفسي كتبت 6 شابترات منها لذا أردت مشاركتها معكم

(لاتقتلوني >_<)

2018/02/01 · 1,665 مشاهدة · 1358 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024