20 - تقنية النور المظلم

"والآن.. ما هي التقنية التي سأتدرّب عليها ؟"

همهم بِضحكة مكتومة عندما قال هذا في نفسه لأنه لم يقصِد التساؤل حقاً، وذلك لأنه كان قد قرّر قبل أسابيع أي تقنية سيختار، وبفِكرة واحدة.. ظهرَت في ذهنِه ثلاث تقنيات كانت مدفونة في ذكرياتِه القديمة، كانت التقنية الأولى مخصصة للسرعة، والثانية مخصصة لِتقوية الجسد وتحصينِه، أما الثالثة فهي التي جعلَته يضحك بِسعادة وكانت مخصصة للدفاع والهجوم في نفس الوقت.

تصفّح محتويات الأولى وحفِظها وكان اسمها "تقنية الألف ظل"، ولديها عدد غير محدود من المستويات حسب تقدّم الشخص، وتمنح المتدرب سرعة خيالية تزداد مع الإتقان، لكن الخاصية الأهم كانت صنع نُسخ مادية حقيقية شبيهة بالمتدرّب، وهذه النسخ يمكن التحكّم بِها لإجراء بعض الأفعال الشاذّة مثل جعل إحداها تبتعِد عن الجسد الأصلي بمسافة كبيرة جداً لِتظليل العدو، وهذا ما جعل شوفين يختارُها.

التقنية الثانية اسمها "تقنية الجسد الخالد"، وسُميت بهذا الاسم لأن لديها خاصية أسطورية، وهي أنها لا تؤثّر على الجسد في الحياة العادية مثل باقي التقنيات التي تجعل الجلد صلباً على الدوام، لكن.. إذا اصطدم الجسد بِشيءٍ صلب فإنه سيتصلّب تلقائياً للدفاع عن نفسِه قبل أن يتأذى، وهذا مهم للهجمات المُباغِتة والغادرة، لكن هذه الخاصية لم تكُن هي السبب في تسمية هذه التقنية بهذا الاسم، وإنما بسبب خاصية أخرى وهي أن الجسد إذا لم يستطِع تحمّل الضربة فإنه سيتحوّل إلى مادة هلامية يمرّ الهجوم خلالها، لذلك يستحيل تقريباً إيذاء الجسد الخالد حتى باستخدام العناصر المتسبّبة للتآكل مثل النيران والأحماض.

لكن، ومع مثل هذه الخصائص الأسطورية إلا أنه من النادر أن يتدرب أحدٌ على تقنية الجسد الخالد، وذلك لأنها تحتاج إلى كمية طاقة كبيرة حتى يتحوّل الجسد إلى مادة هلامية، ونِطاق المتدرّب قبل "مستوى الفراغ" لا يُمكِنه توفير الطاقة اللازمة لِتشغيل هذه الخاصية، وبالتالي سترجِع بالأذى على المُتدرّب وتستنزِفُه فيُصبح فريسة سهلة إذا لم يُلغِها قبل ذلك، أما عندما يُصبح المتدرّب في "مستوى الفراغ" فلن تنفعه مثل هذه التقنية لأنها تحتاج إلى الكثير من الوقت لِرفع مستواها، ولن ينتفِع صاحبها من مستوياتها الأولى التي تُعتبر ضعيفة بالنسبة له، ما يعني بأن أفضل وقتٍ للتدرّب عليها هو في بداية التدريب لِمن يُريد الوصول إلى مستوياتها العليا، وهذا أمرٌ مستحيل تقريباً.

يعرِف شوفين كل هذا ولكنه لم يهتمّ، وذلك لأنه يملِك عالمَه الخاص والذي يخطّط لِجعلِه يسترجِع قوتَه، وبالتالي سيكون أحد أندر المتدرّبين المناسبِين للتدرّب على تقنية الجسد الخالد، لذلك استوعبَها وبدأ يضع لها أساس البداية.

وأخيراً وصل إلى التقنية الثالثة والمخصصة للدفاع والهجوم، وبينما كان يتصفّحُها.. انفجر ضاحكاً دون أن يهتمّ بالاثنين اللذَين جفلا وابتعدا عنه مرعوبَين، فمع تآلُفِهما معه إلا أنه لا يزال في قلبَيهِما وحشاً بلا رحمة، ويمكن أن ينقلِب عليهِما في أي لحظة.

توقف عن الضحك بعد لحظاتٍ وواصل قراءتها، وسببُ ضحكِه هو أن لِهذه التقنية تاريخاً قديماً حيث كان لديه عدوٌّ قوي يُنافسُه، وكان يتدرّب على هذه التقنية بالذات، ومع أنه كان أقوى مِن مُنافسِه إلا أن هذه التقنية كانت مؤرِّقة عندما يتقاتلان، واستمرّ هذا لِوقتٍ طويلٍ قبل أن يتغلّب عليه ويأخُذ منه كل أملاكِه، لكنه لم يكتفِ بهذا وإنما طلب من عدوّه أن يُسلّمه هذه التقنية والتي لم تكُن مكتوبة لأن عدوّه هو من أنشأها اعتماداً على الكثير من التقنيات الأخرى، لكن عدوه رفض تسليمها فقام بِتعذيبه لِعشرات السنين، وأخيراً.. استطاع اختراق ذهنِه في لحظة ضعفٍ وسرَق منه هذه التقنية.

ما جعل هذه التقنية مميّزة أكثر من غيرها هو أن الجسد يستمرّ في التدرّب عليها ليل نهار بدون توقّف، ولا تحتاج إلى التركيز أو العُزلة للتقدّم في مستوياتِها، كما أنها لا تعتمِد على العناصر مثل الجميع حيث يتدرّب الأغلبية على النار الجليد والبرق.. وغيرها، أما هذه التقنية فتتدرب على عنصرَين يمكن اعتبارهما مُتساوِيَين في التأثير، والغريب أنهما ليسا عنصرَين مثل باقي العناصر، ما يجعل الخصم يرتبِك عند القتال.

اعتمَد صانِعها على العديد من تقنيات الاغتيال التي لا تصلُح للقتال المباشر وإنما للهجمات الغادِرة، ومنها.. قام باستخراج تقنية للقتال المباشر، وعندما سرقها شوفين منه.. قام بدراستِها وتطويرِها رغم أنه لم يتدرّب عليها، واليوم وهو اليوم الذي سيرى فيه نتائج تعبِه في الماضي.

كان اسم هذه التقنية في البداية هو تقنية عيون إله الألف مُغتال، لكن شوفين قام بتطويرها وغيّر اسمها إلى "تقنية النور المظلم"، ومن اسمها.. يمكن الفهم بأنها تعتمد على عنصري النور والظلام، ومع أنهما ليسا عنصران إلا أنها تستخدِمهُما بطريقة مُخيفةٍ حيث يمكن الدفاع والهجوم بالنور والظلام، وما يجعل المقاتل مُرتبكاً هو هجوم النور في النهار وهجوم الظلام في الليل، ما يجعل الجهوم غير مُدرَك، بل وقد لا يدري ما الذي حدث أصلاً.

مع التقدّم في التدريب.. يستطيع مُستخدِمها تغطية مجالٍ واسعٍ جداً بحيث يشنّ هجوماً بالنور من أي مكانٍ يصل إليه النور، وهجوماً بالظلام من أي مكانٍ مظلم في نطاق مجالِه، لكن البداية ستكون صعبة قليلاً بِسبب أن الهجمات لن تتجاوز بضعة أمتار، ومع أن التقنية ترتفِع في المستوى تلقائياً بسبب نور النهار وظلام الليل.. إلا أن شوفين يخطّط للتدرّب عليها بِتركيزٍ أكبر حتى يزداد مجال الهجوم، وإلا فإنها ستكون غير عملية.

بعد سرِقة هذه التقنية.. قام شوفين بِتطويرِها حيث كان قد لاحظ ثغرة كبيرة فيها، وهي أنها ليست تقنية طاغية وليس لديها أي هجمات قوية، ونقطة قوتِها في هذا هو أنها لا تستهلِك الكثير من الطاقة، لكنّها لا تستطيع حسم القتال عندما يكون العدو قوياً، وهذا هو السبب في قتالاتِه المتكرّرة مع صاحبها القديم الذي لم يكُن يرغب في قتلِه، وإلا فإنه كان سيهزِمه من أول قِتال، بسبب هذه الثغرة.. فكّر شوفين في ذلك الوقت في تطويرِها ونجح في جعلِها تمتلِك هجماتٍ قوية، لكن ليس باستخدام نفس التقنية وإنما عبر التحايُل حيث كان تطويرُه هو إخراج أي شيءٍ مُخزّن في عالمِه أو خاتمِه في المكان الذي يصِل فيه خيط النور أو الظلام من تقنية الضوء المظلم.

مثلاً.. إذا أراد شخصٌ عادي أن يُخرِج أداةً قاتلة من خاتمِه أو عالمِه الفراغي والهجوم بها على خصمِه فإن هذا الأخير سينتبِه له ويتفادى هجومه، لكن استخراج الأداة القاتلة عبر خيوط النور أو الظلام من "تقنية الضوء المظلم" ستجعل الأداة تظهر أمام وجه الخصم أو خلف ظهرِه، وهذا يعني أنه لن يجِد أي وقتٍ للهروب، ما يجعلُها تقنية تستحق أن يضحك شوفين فرحاً وهو يفكّر فيها، رغم أنها ستحتاج إلى الكثير من العمل حتى تصير مثالية.

وهذا لم يكُن التطوير الوحيد وإنما أضاف بعض الخصائص التكامُلية مع القوى الروحية حتى تتحرّك خيوط النور والظلام باستخدام التفكير، وهذا أخطر ما في النسخة المعدّلة حيث يُمكن تنفيذ الكثير من الحركات باستخدام الأفكار، ما يجعل الخصم لا يستطيع توقّع الحركة القادمة عبر مراقبة الهالة أو حركات الجسد أثناء الهجوم.

أما بالنسبة للدفاع فهو مثل الهجوم يعتمِد على استخدام خيوط النور والظلام لِتشكيل دروع غير مرئية حسب مهارة المُستخدِم، لكن شوفين لم يخترها للدفاع وإنما للهجوم، وذلك لأن خيوط النور والظلام تمتلِك نفس هالة نور النهار وظلام الليل، لذلك يُصبِح من الصعب اكتشافُها، وهذا هو ما يجعلها تقنية لا تُقهر تقريباً.

بدأ شوفين التدرّب على التقنيات الثلاثة في نفس الوقت بينما يمتصّ الطاقة من الوريد الروحي للعشيرة، وكان معدّل امتصاصِه كبيراً حيث ربط العالم معه مباشرة، لكن العشيرة ليست غبية لأنها سبق وحدّدت نسبة معينة لكل شخص، ولحسن حظ شوفين أنه في غرفة تدريب الكيميائي واريان حيث تمّ تخصيص نسبة أكبر من باقي الشيوخ بسبب طبيعة عمله ككيميائي.

مضت عشرة أيام في لمحة عين، نام خلالها ريكو قُرب الشعلة البيضاء في عالم شوفين حيث شعر بأنها تُساعِده على الاختراق، ويبدو أن راموليا قد بدأت في تشكيل عنصرَي النار والجليد رغم أن العملية تحتاج إلى الكثير من الحذر، أما شوفين فقد كان أسرعَهم في التقدّم وبدأت أَمارات التقنيات الثلاث تظهر عليه، خاصة تقنية الجسد الخالد، أما تقنية الألف ظل وتقنية النور المظلم فتحتاجان إلى المُمارسة، لذلك قرّر أن يتوقّف قليلاً ويرى ما يفعلُه واريان لأنه شعر به يأتي إلى باب غرفة التدريب بضع مرات خلال اليومين الأخيرَين.

خرج من الغرفة ووَجد واريان في انتظارِه، وبِمجرّد رؤيتِه.. احمرّ وجهُه من الخجل وهو يقول

"لقد جمعتُ لك المال مقابل المواد الطبية، وبِعتُ أيضاً باقي الأغراض للسيد أقزين، كما اشتريتُ لك ما طلبتَه، وهذه الورقة فيها أرقام المداخيل والمصاريف"

أمسك شوفين الورقة وخزّنها دون النظر إليها ثم تقدّم مع واريان إلى القبو، وهناك وجَد جبالاً من الحجارة البيضاء والوردية، وعدداً لا بأس به من الحجارة الحمراء، وبالنظر إلى تعابير واريان.. فهِم شوفين بأنه قد أفرغ خِزانتَه، بل وربما قد استلف المال من الآخرين، لكن شوفين لم يهتمّ بهذا لأنها تجارة، وأرباح واريان ستكون أكبر بكثير، ناهيك عن التقنيات والإرشادات التي قدّمها له بدون مقابل تقريباً.

سار شوفين بين جبال الحجارة وهو يلوّح بِيده فبدأت الأكوام بالاختفاء، وبأفكارِه.. كان يُوزّع الحجارة داخِل عالمِه وحول المنصة، وهذا المشهد جعل جسد راموليا يقشعرّ لأنها لم ترَ مثل هذه الكمية من المال من قبل، وشوفين يرميها هنا وهناك بكل بساطة، خاصة تلك الحجارة الحمراء والوردية التي جعلها تسقط على أطراف عالمِه الفراغي حتى يتوسّع من جديد.

استغرب واريان بشدّة لأن شوفين لم يكُن معه أي أداةٍ للتخزين، وحتى إن كانت معه فسيكون غريباً أن تتّسِع لكل هذه الحجارة، خاصة أنه قد أرهق أتباعه طيلة الأيام الماضية بِحمل الحجارة ووضعِها هنا.

انتهى شوفين من تخزينها ثم أخذ الأغراض التي اشتراها له واريان، ابتسم وهو ينظر إليها فقال واريان بِدهشة

"هذه السموم قوية جداً، يجب أن تحذر منها"

فهِم شوفين أن واريان يعتقِد بأنه سيستخدِمها في الصناعة مثلما فعل آخر مرة، لم يشرح له وإنما اكتفى بالإيماء فقط، عاد الاثنان إلى الأعلى فاستأذن شوفين للمغادرة، وبعد دقيقة.. تذكّر واريان بأن راموليا لم تخرُج مع شوفين، وظنّ بأنه نسيَها في غرفة التدريب، لكنّه كان شبه واثق بأنها لم تكُن في الغرفة عندما خرج شوفين، ومع شكوكِه.. سارع إلى الغرفة فكانت فارغة ونظيفة، استخدم استشعارَه الروحي للبحث عنها إلا أنها لم تكُن في القصر، عبس وحكّ شعر رأسه قليلاً قبل أن يهزّ رأسه ويبتسم وهو يقول في نفسه

"من تكون حقاً يا شوفين ؟"

...

أثناء عودة شوفين إلى قصرِه.. التقى بمجموعة من اليافعين، تعرّف عليهم بسهولة حيث كانوا من نفس جيل ريكو، مرّ قُربهم ولم يهتمّ بهم، ومع ذلك.. توقّف قائدُهم وقال بِنبرة شبه ساخرة

"أنت لم تعُد تأتي للدراسة يا شوفين"

ابتسم شوفين وقال

"أنا مشلول يا سرادجا، ألا ترى ذلك ؟"

اتّسعت ابتسامة سرادجا ثم قال

"لكني سمِعتُ بأنك تتعالج، هل ستعود قريباً ؟"

قال

"لم يسمح لي الطبيب بالتدريب بعد، لذلك لا أستطيع مُمارسة أي تدريبات، أنا آسف لأني لا أستطيع إمتاعَك مثل الأيام السابقة"

تغيّرت تعابير سرادجا مباشرة لأن شوفين القديم كان يهزِمه دائماً في القتال، أراد تغيِير الموضوع فقهقه ثم قال

"إذن.. لماذا تريد المشاركة في مسابقة الصيد ؟"

استدار شوفين لأنه لا يُريد تضيِيع الكثير من الوقت معهم، سار للأمام وهو يقول

"كل شخص وحظُّه، حتى الفأر الأعمى يجِد جوزةً ليأكُلها"

انطلقَت مِن خلفِه ضحكات ساخرة من سرادجا ورفاقه، إلا أنه لم يهتمّ بهم وأكمل طريقَه بينما يفكّر في سولان التي أخبرَت الآخرين بأنه سيُشارِك في مسابقة الصيد، ولم يعلم بأن خبرَه قد وصل إلى أكبر أعدائِه في العشيرة وقد بيّتوا له الشر وقرّروا أنه لا يجب أن يبقى على قيد الحياة.

وصل شوفين إلى قصرِه وبدأ مباشرة بالتدرّب في محيط القصر وليس في عالمِه، وذلك لأنه ليس مثل ريكو وراموليا اللذَين دخلا بِجسدَيهِما الحقيقيَين، فهو يدخُل بِجسده الروحي ويجعلُه يبدو مادياً، والتدريب على تقنيات مادية سيكون أقل سرعة وإنتاجية بهذه الهيئة، لذلك قرّر التدرّب في العالم الحقيقي.

بعد أسبوع.. كان شوفين قد دخل في المستوى الأول من الثلاث تقنيات، حيث ازدادَت سرعتُه كثيراً عبر استخدام تقنية الألف ظل، وبدأت تظهر صورة شبحية كدليل على النسخة المادية التي ستتشكّل كُلياً عند انتهائِه من المستوى الأول، وبالطبع فإنه يقوم بِتشكيلها عند الرغبة فقط وليس كأنها تظهر دائماً أو رغماً عنه.

أما بالنسبة لِتقنية الجسد الخالد فهي تنقسم إلى ثلاث محاوِر وهي الجسد المعنوي، الجسد المعدني والجسد الهلامي، ويجب تدريبُها بِشكلٍ مُتزامِن، ما يجعل التدريب على هذه التقنية مزعجاً بعض الشيء.

الجسد المعنوي يجب أن يكون حساساً جداً لأنه يعمل كحلقة وصلٍ بين الجسد الهلامي والجسد المعدني، وحساسيتُه تعتمد كلياً على القوى الروحية والتي يجب أن تبقى يقِظة على الدوام لاكتشاف الهجوم وإعطاء الأمر بلا شعورٍ للجسد حتى يستعد، ومع تقدّم التدريب.. سيكون بإمكان الجسد المعنوي تحديد الحالة التي يجب على الجسد أن يتحوّل إليها، وذلك عبر تقدير قوة الهجوم مقارنة بِصلابة الجسد المعدني.

الكل في الكل.. بدأ شوفين يتأقلم مع تقنية الجسد الخالد ويجعلُها تتكامل مع تقنية الألف ظل والتي تعتمد على الجسد ومرونتِه.

أما تقنية النور المظلم فقد كانت أكثر تعقيداً من غيرها حيث يحتاج المرء للتدرّب ليل نهار لِخلق نوعٍ من التوازُن بين النور والظلام، ومع أن التقدّم في مستوياتِها غير المحدودة ويمكن أن يتمّ حتى بدون تدريب، إلا أن استخدامها في القتال يحتاج إلى العمل الشاق، وقد كان شوفين مستعداًّ لهذا حيث بدأ بالفعل يرى خيال الخيط الأول والذي يتحوّل أحياناً إلى نورٍ وإلى ظلامٍ في أحيانٍ أخرى.

قرّر شوفين بأن عليه إكمال بناء أول خيطٍ قبل الاشتراك في مسابقة الصيد والتي لم يتبقّ عليها سوى حوالي أسبوعَين، لكنّه لم ينسَ راموليا حيث دخل إليها ولاحظ بأنها قد تقدّمت في تشكيل طاقتِها وتحويلها إلى عنصرَي النار والجليد داخل نِطاقها بِمساعدة تقنية طُغيان النار والجليد، استدعاها شوفين وفحصَها ثم أخرج السموم التي أحضرَها له واريان، ابتسم بخُبثٍ وهو يقول

"سيكون الأمر مؤلماً وغير مريح، لكنه ضروري"

وقبل أن تفهم.. قام شوفين بإمساكِها وحقَن كمية من السمّ مباشرة في وِعائِها الذي كانت تُشكّل فيه عنصر النار والجليد.

2020/01/11 · 667 مشاهدة · 2067 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024