واشنطن - أمريكا

في مبنىً كبير مليء بِالموظّفين بين مَن يُراقب عبر الشاشات العملاقة ومَن يعكِف على حاسوبِه وآخرين يملؤون البيانات الورقية..، كان اثنان مِن الدكاتِرة يُراقبان شاشةً كبيرة أمامَهم، وعلى الشاشة العديد من المِؤشّرات والمِبيانات والأرقام، ومع أن هذه المؤشرات كانت ثابتة تقريباً إلا أن الدكتورَين لم يتهاوَنا في مراقبة أي تغيِيرٍ عليها، وبينما هُما كذلك.. بدأت المؤشرات تتسارَع بِشكلٍ ملحوظ، وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى صارت كل المؤشرات تعمل بِسرعة كبيرة عكس حالتِها السابقة.

انتفض الدكتوران واقفَين، رفع أحدُهما الهاتف بينما ضغط أحدُهما على زرٍّ دائري أحمر كان مخفياً قُرب الشاشة، ومباشرة.. انطلقَت صفارات الإنذار في كامل المبنى.

صرخ الدكتور الأول بِرعب

"لقد كان ساكناً لِأكثر مِن ستة أشهُر، لِماذا يحدُث هذا الآن ؟"

لم ينشغِل الدكتور الثاني بِصراخِه وإنما اتصل بِسرعة بِشخصٍ ما وقال بِرُعب

"سيدي ... هذا سيء"

...

الكريملين - روسيا

موظف شاب شاحب اللون يجري في أروِقة القلعة، التقى بإحدى الموظّفات ودفعها إلى الجانِب فسقطت مع أوراقها الكثيرة، اتّجه الشاب نحو مكتب أعلى شخصية في البناية، رآه حارِسان يقِفان أمام الباب واستعدّا لاعتراضِه، إلا أنه صرخ عليهِما بِقوة

"افتحا الباب بِسرعة ... إنها كارثة"

تردّد الحارسان لِجزءٍ من الثانية قبل أن يفتحا الباب ويتبعا الشاب إلى الداخِل، دخل واستقبَل رئيسَه السمين الذي كان مستلقياً على كرسيّه يستمتِع بِشرب خمرٍ عتيق، صرخ عليه الشاب بِرعب

"سيدي ... لقد تحرّك"

تغيّرت تعابير المسؤول السمين ورمى كأس الخمر بعيداً قبل أن يسأل

"كم مضى من الوقت ؟"

...

بكين - الصين

"دقيقتان ونصف، والوقت يمرّ بِسرعة"

قالت الموظّفة القصيرة بِرُعب، تغيّرت ملامِح المسؤول العجوز وكان يسقي شجرةً صغيرةً من نوع بونساي، ومع أن فن تربية الـ بونساي يتطلّب تركيزاً وصبراً إلا أنه أمسَك بِالشجرة في لحظة غضبٍ وقذَفها مع الجدار، عدّل وقفَته ثم أخذ شهيقاً وقال

"اتّصلي باليابان"

...

مقر جامعة الدول العربية

تلقى المسؤول الدائم اتصالاً مستعجلاً من كلمتين فقط، أغلق الهاتف ولعن بِصوتٍ مرتفِع

"تباً له، لماذا ظهر مرة أخرى ؟"

صمت قليلاً وشعر بأن ضغط دمِه قد ارتفع فأخرج حبة دواء وشرِبها ثم قال لِمُساعِدته

"اتّصلي بالجميع وأخبريهم بِأنهم لا زالوا يُلقون اللوم علينا، يجب تنظيم قمّة مُستعجلة"

...

باريس - فرنسا

"أرسِلوا الكِلاب الضالة ... بسرعة"

قال المسؤول الأعلى، تردّد الموظّف وقال بِنبرة مُرتجفة

"لكن ... سيدي، هذا يحتاج إلى موافقة جميع الدول"

صرخ عليه المسؤول الأعلى

"ومتى يكون هذا ؟
إن الوقت يمرّ بسرعة، لا نستطيع انتظارهُم"

...

لندن - إنجلترا

"فليحفظ الله الملكة، فُرسانُك مستعدّون، سنأتي بِه هذه المرة بالتأكيد"

نظرت إليهم الملكة بِصمتٍ ولم تقُل كلمة واحدة، يأتون به ؟
كيف يأتون به ؟
العالم رهينة بين يدَيه، هل نسوا ذلك ؟
أفضل ما تتمناه الملكة هو أن يمنعوه من العودة، أما المجيء بِه فيُعادل المجيء بِكارثة.

...

المخابرات المركزية - أمريكا

مسؤول نحيف ينظر من النافذة بِصمت، أغلق عينَيه وكأنه يُفكّر رغم أنه يعلم بِأن الوقت مهم جداً في هذه القضية، فتح عينيه أخيراً وقال وكأنه غير راغِب

"إتصلي بِـ ريكارد، هو الذي يفهمُه أكثر من الجميع"

...

وبهذا سقط العالم في الفوضى، وموضوع هذه الفوضى هو خروج شوفين من الكهف.

--------------
معلومة سريعة:
التعليق والإعجاب يزيد من عدد الفصول وجودتِها
--------------

ربما يساعدك وصف الرواية على فهم هذا الفصل:

"لم تعُد الحروب والمجاعات المُمنهجة تكفي لحل مشاكل كثرة السكان على كوكب الأرض، ممّا اضطر الدول الكبيرة أن تسرق بحثا لأحد العباقرة وتقوم بتنفيذه دون علمه لصنع مجموعة جديدة من العوالم ذات القوانين الغريبة وغير المألوفة"

2020/01/13 · 689 مشاهدة · 538 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024