دخلت أشعة الشمس من بين فتوحات نوافذ غرفتي ، بينما بريقها واشعتها تداعب عيناي ، علمت حينها انها تحاول ان تعكر صفو نومي ، لكن ما باليد حيلة انه صباح جديد علي القيام من على السرير .
دفعت الغطاء وموجة من الهواء الصباحي المنعش تلامست مع سطح جلدي ، بسبب برودتها ارتعش جسدي بالكامل ، كانت كافية لتمنحني دفعة لاستيقظ .
احسست بألم في معدتي ، كان السبب هو تركي مجددا للنافذة مفتوحة طوال الليل وعدم ارتداء أي شيء ، مجرد سروالي الداخلي ، " آه يا فتى مجددا ! مذا سيحدث لك ان مرضت قبل مراسيم الدخول ؟"
جاء صوت أنثى من عند الباب ، كان الباب مغلقا ، لكت بقدراتها تستطيع الرؤية من بين الاشياء ، ليست قدرة انها ببساطة تركيز حد معين من المانا والتلاعب بجزيئات المكونة للاشياء في مجالك الخاص ، بحيث لا تغير صيغة الذرات في الشيء كي لا يؤدي الى تشوهه او انفجاره اذا كان يحتوي على المانا في داخله
(المانا هي جزيئات من تفرد السحر ،لا يمكننا دعوتها سحرا ولكن تخيل وكانها أنقى من السحر و بلون شفاف غير قابل للرؤية ، بتعبير أبسط مثل الاكسجين والغازات الغير مرئية )
قلت بتعبير غير مبالي :" اسوف تموتين ان لم تتجسسي علي بعيونك هذه كل صباح ؟ لكل شخص خصوصياته كما تعلمين"
اجابتني بصوت حساس و يتضمن إغراء في الواقع :" يااه ، انا فقط لا احتمل ان لا اشاهد وجه عزيزي ويليام الوسيم كل صباح "
قمت بالرد بطريقة ساخرة :" تشه، يالك من عجوز منحرفة "
تحطم الباب بقوة وعقب ذلك دخلت مرأة تبدو في اوائل الثلاثين من عمرها ، شعرها الأحمر الذي يميل للون الغروب جعلها تبدو وكان النار مشتعلة فوقها ، منحنياتها البارزة حول خصرها اعطاها دفعة من الجمالية حينها فقط رأيتها تسدد ركلة نحوي ، تغير تعبيري على الفور واستقبلتها بلفة من رجلي ، لكن قوتها الغاشمة دفعتني الى وتحطمت بقوة مع الحائط
سخرت مني آشلي :" همف ، من تنعتها بالعجوزة ، مازلت زهرة لم يتم قطفها بعد ، كل رجال أوراكون سوف يتسابقون علي "
قمت من الأرض و تجاهلتها متجها نحو الحمام ، حقا الاستحمام في أول اليوم يعطي مفعوله ، شعرت بالانتعاش والحيوية ، وقفت أمام المرآة اجفف شعري الاسود المائل للرمادي الذي تخللته بعض خصل الشعر البيضاء المائلة للفضي من كلا الجانبين ، بعدها قمت بمسح بشرتي البيضاء وجلدي من قطرات الماء المتبقية عليها الى أخمص قدمي .
وقفت امام خزانة الملابس خاصتي ، كانت من خشب الكروت الذي تم نقعه مع سائل بني يميل للحمرة ، ببساطة كانت مهيبة بعض الشيء بسبب اشعاعها الذي لا ضرورة له
أشرعت في اختيار ملابسي وكانت كالتالي : قمت بارتداء قميص داخلي بدون اكمام كان أبيض اللون ، بعدها سروال من الثوب أسود مثل سراويل البذلات الخاصة للاحتفالات وما شابه ذلك ، بعدها قميص رمادي صوفي يغطي عنقي ، وزوج من الجوارب والاحذية السوداء
خرجت من غرفتي وكان الرواق يحمل نوعا من الاضاءات بسبب سحر النار الموجود داخل بلورات زجاجية ، لم يكن بتلك الضخامة ولكنه يناسب عائلة من المستوى المتوسط ، كان المنزل عصريا ومختلفا عن منزلنا السابق ، دفع والدي الكثير من اجله ، نزلت الدرج الذي كان يشكل دائرة محاطة بعمود في الوسط ، استقبلتني رائحة شهية للاطباق ، استقبلها أنفي بحرارة بينما زفرت للخارج .
تقدمت للمطبخ ، كان كبيرا وعصريا الى حد ما ، الجدران بيضاء كان في منتصفه طاولة مستطيلة كبيرة تبلغ حوالي ثمانية اقدام في طولها اما العرض لم يزد عن اربع أقدام ، في الجهة اليمنى على الحائط درج من الخشب معلق ، كان يتضمن الاواني والاحتياجات المطبخية و الجهة اليسرى مكان الطبخ مدعم مع فرن و بُعدٌ فراغي من سحر المكان .
كانت هناك أمي تعد الافطار ، امرأة مثالية في نظري شعر بني مائل للحمرة عينان خضراوتان انف مدبب ومعتدل ، شفتان رقيقتان ،منحنيات رائعة ،خصر رقيق ،ثوبها الاسود مطرز بعلامات بيضاء شفافة قليلا تضفي رونقا جميلا للمشاهد .كنت أحسد والدي على حظه للاجتماع مع امرأة مثل هذه ، وكنت في نفسي اتمنى ان يجمعني القدر بمثلها يوما ما .
اخرجني صوتها الدافئ من تأملاتي :" ويليام اراك استيقظت ، اجلس يا ابني وتناول افطارك!"
اجبتها بكل حنينية :" اوه صباخ الخير أمي ! نعم سأجلس حالا ،هل لي ان احصل فقط على اللحم اليوم ؟
اعتقد ان جسدي اصبح أنحف مما كان عليه السنة الماضية "
اجابتني بكل مودة :" حسنا كما تريد ، استطيع القاء نظرة على بعض المتاجر لاحقا لاختار دواء او وصفة لتزيد وزنك قليلا "
قلت :" حسنا سيكون ذلك جيدا ، بالمناسبة هل غادر والدي ؟
اجابتني :" نعم لقد غادر مبكرا قد يعود بعد اسبوعين في عيد ميلادك 15 عشر "
تنهدت وقلت :" حسنا اذن ، يبدو انه لن يحضر مراسيم الدخول "
قالت لي مع نبرة اعتذارية :" اسفة لك ويليام لكن والدك حقا مشغول ، موهبتك خارقة حقا وهو بلا شك يريد ان يحضر و يفتخر بك ويعلي وجهه امام الاخرين ، لكن انت تعرف طبيعة عمله ، فقط هذه المرة من أجلي عزيزي ، سنكون انا وآشلي هناك من اجلك "
قلت لها :" لا داعي لتشغلي بالك أبدا انا اعرف ذلك جيدا ، كما انه من يريد ان يذهب مع عجوز منحرفة ، سوف افقد وجهي اما الملأ"
فقط حينها جاء صوت من خلفي :" اظنني سمعت شخصا يتحدث وراء ظهري احم احم"أدرت رأسي وقلت :" بما انك سمعتني فذاك لا يعد نميمة ، كما انني قلت الحقيقة ، انت تشعريني بالاشمئزاز من افعالك ، الا يمكنك الصبر أن اصل للعشرين وندخل في علاقة حينها "
آشلي بتعبير ينط عن الحزن :" ايااااه حينها سيكون ويليام الصغير كبيرا ، سوف افقد نظرتي فيك حينها "
تنهدت وقلت في نفسي :" اه يا رجل ، مهما كان سَايِرهَا وحسب "
لم اقل اي شيء باسثناء سماعي لصوت ضحكة والدتي علينا انا وآشلي ، بعدها شرعت في أكل طبقات اللحم الطرية المغطاة بمرق يشع وكانه ذهبي اللون وعصارتها الشهية التي تخرج مم بين اطراف الياف اللحم
بعد الانتهاء ، دفعت يدي الى زجاجة النبيذ الاحمر لأصب كأسا لنفسي سمعت صوت أمي يقول :" كأس واحدة آرثر مازلت صغيرا على الشرب وانت-"
قاطعتها مبتسما :" حسنا حسنا "
اخذ النبيذ يتدحرج ويأخذ مجرى عبر فمي وصولا الى حلقي وأخيرا نزولا الى معدتي وما بقي الا طعمه اللاذع والمر في لساني اخذت منديلا ومسحت به فاهي
سمعت صوت آشلي :" انظر اليك تتصرف وكانك آله منمق عنا "
ربما رأت طريقتي في شرب النبيذ ، ورأت انني التزم الاداب بشدة في كل مرحلة قلت لها ساخرا :" مجرد اتباع للاداب لا يجعلني نرجسيا وانا لا احاول ان ابدو مثل اله ، ربما بقاؤك في الدانجون أثر على طريقة سير حياتك"
قالت بتعبير مزاحي ولكن في اخره يتضمن صوتا مغريا :" امزح معك وحسب ، الالتزام بالاداب فضيلة لنا ، وما فعلته انت أ-ح-ب-ه"
عند سماعي لصوتها :" بصقت بعضا من نبيذ كاد يخنقني وقلت بنبرة صارخة :" احم ياا لك من عجوز منحرفة حقا "
بدأت تضحك وحتى أمي ، لا يسعني سوى قمع كل شيء حاليا في داخلي .بعد الانتهاء قمت مباشرة وقلت :" سأخرج حاليا ربما قد لا أعود حتى الليل "
قالت لي أمي بنبرة قلق مظهرة لخوفها علي :" ويليام سمعت انه ظهر بعض السفاحين في العاصمة هذه الايام لذا احذر ، ايضا لا تفعل شيئا مثل المرة الماضية لقد غبت فيها لثلاث ايام وكنا قلقين حولك ، ولا تتسبب لنفسك بالاذى فيوم المراسم قريب "
اجبت بنبرة مع أرّق صوت يمكنني اخراجه:" اسف للتسبب بالقلق لك أمي ، سأحاول ان لا افعل اي شيء يضر بي "
لم استطع ان اقدم لها وعدا لانني سأنكث به على أي حال عندها فقط خرجت من المنزل ،كانت هناك حديقة كبيرة امامية وخلفية وكان الشارع مرصفا بنوع من الطوب الخاص ، وكل المنازل عصرية وجميلة وتضفي رونقا من النبل ، على جوانب الشوارع كان الناس يتمشون ويستمتعون بالنسيم الصباحي
(بالنسبة للقراء الذين يحاولون تخيل المشاهد سأقول لك ما ستفلعه : ابحث عن العصر الفيكتوري ، نفس الشيء يحدث هنا معنا في هذه الرواية التي اكتبها ، اما بالنسبة للمنازل العصرية ليست كالمنازل في عصرنا هذا ، يمكنك اعتبارها مثل القصور ، المهم ابحث عن العصر الفيكتوري وستفهم ما أعنيه )
خرجت من البوابة الحديدية لمنزلنا ،كانت هناك جدران تغطي محيط المنزل بحيث لا تسمح لاحد برؤية اي شيء ، مدعمة بسحر العزل كي لا يستطيع الناظر التجسس بعينيه ، بدأت اسير في الشوارع وكانت كمية الناس مهولة ، اناس في مقاهي راقية ، اشخاص ذو بذلات يتقدمون للعمل في نقاباتهم ويقرؤون الجرائد ، آنسات مع اثوابهن اللائقة ويحملن مظلات مطرزة لتحميهن من أشعة الشمس ، شبان يستعرضون وسامتهم ، زوج من العشاق يتبادلون الحب اثناء مشيهم ، كل شيء مثالي .
فجأة رأيت تجمع من الناس في احدى نهايات الشوارع الرئيسية ، كانت البنايات رائعة الى حد ما ملونة بالابيض و قممها مطلية بأزرق باهت ، وبعد النقوشات التي تظهر جماليتها عليها بينما كنت اقترب من الحشد ، استفسرت رجلا على ما يحدث
وقال لي :" حسنا ايها الشاب الظريف ، ما يحدث هناك هو شجار بين جماعتين ، هل سمعت بطائفة دينية ظهرت مؤخرا في العاصمة ؟
اجبته :" نعم لقد سمعت عن طائفة اورادور سمعت انهم يدعون الناس لعبادة الموقر أوفر من الملحمة التاريخية في عهد البدايات لقارتنا ألارياس "
اجابني الرجل :" صحيح ، انت مطلع على التاريخ جيدا يا فتى ، حسنا سأكمل لك المشكلة هنا ، ان تلك الطائفة تقوم بالعبادة الدموية ، فهم يقدمون تضحيات في سبيل اعادة احياء الموقر أوفر كي يخلص الناس ويقود دولتنا ألارياس لتحكم القارة كاملة ويقضي على الاقزام والجان و بعض من حفنة الوحوش الناطقة "
سألته مرة اخرى :" ولكن نحن نتعايش بالفعل مع الجان والاقزام وتم طرح معاهدات سلمية كما انه تم اعطاء حرية التنقل للشعوب في الدول الثلاث المشكلة للقارة ، على الرغم من بعض الصعوبات مع الوحوش الناطقة الا انني اظن ان الوضع الحالي جيد للغاية "
اجابني الرجل بابتسامة :" الامر كما قلت ايها الشاب ، لكنهم يحرضون على الشغب ، لقد سمعت انه تم تأكيد حادثة قتل في العاصمة منذ يوم ، راح ضحيتها قزمان و جان "
تنهدت وقلت :" هيه التحريض على الكراهية ليس سيئا ولكن يحتاجون اكثر من ذلك اذا ارادوا ان يؤكدوا موقفهم للعالم "
فجأة احسست بتقلبات المانا في الجو اجتاحت نظرتي الحشد ، بوووم ! على عجل سمعت الناس يصرخون ، لكن بحماس دفعت المانا الى رجلي ، وبعدها خفضت المانا مجددا وقاربت على الاختفاء، لكن تفجرت المانا بعمق في قدماي قفزت من الارض نحو سقف منزل شاهق ، مما فاجئ الرجل الذي كان امامي ، ومض بؤبؤ عيني الاحمر بشدة واخترقت نظرتي الحشد لارى مذا حدث.
كان المشهد دمويا حقا ، لقد قتل بشري من تلك الطائفة أحد الاقزام الذي كان يجادله في مناقشتهم السابقة ، عقب ذلك البشري فجر نفسه ،و كتل لحمه تناثرت في الهواء ، وبدأ يحمل الهواء بعض من رائحة دمه الطازج ارتسمت ابتسامة على محياي
وقلت في قلبي :" لقد انتهى أمر هذه الطائفة ، اذا كان افرادها لا يعتزون بالحياة التي تم منحها لهم ،فهم مجرد حفنة من الحمقى عديمة الفائدة ، عش لترى الغد ، عش لترسم مستقبلك ، عش لتعتز بحياتك افعل أحقر الاشياء ان كانت ستصب في انقاذ حياتك ، فقط هكذا ستجد مكانا بينهم ، بين .....!
قفزت مجددا الى الرجل ، عندما كدت أصل للارض ، دفعت المانا حيث شكلت رياحا وخففت من حدة السقوط ووصلت بأمان ، في الاصل لا يمكن ان تفعل ما فعلته ، فأنا قمت بدفع المانا في الجو لتشكل رياحا ، اما الشخص العادي فيجب عليك ان يقوم بدفع المانا من داخل نواته في جسده ، بتعبير اخر
أنا ==> تحكم مباشر مع المانا في الجو
الاخرين ==> امتصاص المانا من الجو الى النواة داخل اجسادهم ==> ملء النواة بالمانا واستخدام تلك المانا حتى تنفذ
حيث ان الشخص العادي يستطيع التأثير على المانا في الجو بشكل واحد الا وهو امتصاصها الى نواته وحسب ويحدث هذا بوتيرة مختلفة لكل شخص حسب موهبتهلاحظت نظرة الرجل الي ، وبعدها تراجع من تعبيره
وقال:" جيد يا فتى ، لا اعلم ما فعلته هناك لانني لم احس بأي مانا اخرجتها من جسدك ، يبدو ان لست عاديا ، كما انك وسيم للغاية هيهي لدي شيء قد يعجبك ، خذ !"
مد الرجل يده الى سترته ، واخذ بطاقة وسلمها الي ، مكتوب عليها " فندق براما "
حولت نظرتي اليه ، ويبدو انه علم انني متسائل بشأن البطاقة ، لمحته يبتسم قبل ان يشرح :" يا فتى دعني اوضح لك ، انت تبدو في الخامسة عشر، انت كذلك؟
اجبته :" بعد اسبوعين سأكون كذلك "تنهد الرجل وقال :" جيد جيد ، والان اسمع بعد ان تصبح في الخامسة عشر ستعد رجلا ، عليك تدبر أمورك بأي طريقة ، والا تثقل عائلتك لذا اسمعني ، البطاقة التي اعطيتها لك ، هي للفندق الذي اعمل فيه ، انا من المستثمرين هناك ، تأتينا طلبات من الاناث خاصة النبيلات ، ما احاول قوله هو ، انت تملك مظهرا وسيما للغاية ولا استطيع العثور على خطب فيك -!"
قبل ان ينهي قاطعته قائلا:" انت تقول انه علي ان ادفع بجسدي لتلك النبيلات ، هن يفضلن الوسيمين وفي المقابل احصل على المال ، اليس كذلك؟
ابتسم الرجل واجاب :" انه كذلك وفي نفس الوقت لا ، الطلبات ليست متعلقة بالجنس وحسب ، استطيع ان اقول انها مثل عمليات سرية ! تحكمك في المانا رائع للغاية القفزة التي استخدمتها قبل قليل ، لن يستطيع فعلها حتى مغامر من تصنيف A ، لذلك دعني اشرح الامر مجددا "قلت له :" واصل وبشكل مختصر !"
ابتسم وقال :" تأتينا طلبات للذهاب واللعب مع تلك النبيلات ، واحيانا تأتينا طلبات من نبيلات مرموقات ، وفي نفس الوقت طلبات تجسس، ما يعني عملية مزدوجة لن تذهب فقط لامتاع تلك الانسة ، عليك ان تقوم بمهمات اغتيال ، سرقة ، تجسس ، مثل هذا وان تم القبض عليك ، فعليك تحمل العواقب وحدك او سيتم قتلك ، على الارجح سيتم قتلك ما ان يتم كشفك !"
أجبته :" يبدو هذا مثيرا ، على الرغم من ان مسألة اللعب مع النبيلات تجعلني اشعر بعدم الامان "
ضحك الرجل وقال بتعبير مازح:" انت ستصبح في الخامسة عشر في عمرك كنت قد مررت على بعض نساء -"
قاطعته بتعبير خجل :" انا -ايضا فعلتها من قبل "
ضحك الرجل مرة اخرى وبعدها أرحت نفسي وقلت :" حسنا اذا كنت مهتما سوف اتي ، لدي بعض الاشغال حاليا لذا سأتركك "
وضعت بطاقته في حلقة فراغية ، وابتسمت له وقال:" حسنا لا تنسى ان تزورني ، سأترك لك افضل الطلبات ، وافضل الانسات لتقدم نفسك لهن هاهاه"
قلت :" تذكر وعدك ، من الافضل ان تكون جميلة والان الى اللقاء "
مشيت على حواف الشارع ، بينما الحشد مازال هناك ، اتجهت صوب مركز العاصمة ، البنايات كما وصفتها من قبل شاهقة واسوارها تحمل نوعا من الفخر وكانها تنظر لنا باستصغار .
(ملاحظة - لمن هو مهتم بتخيل اشكال البنايات ، انها تشبه نوع البنايات في فرنسا - باريس التي تعود للقرون 15 و 16 و17 والتي هي موجودة الى حدنا هذا .)
أوراكون كانت كبيرة بحق ، بالتأكيد كذلك فهي عاصمة دولة ألارياس للجنس البشري ، لكن لحسن الحظ ان منزلنا لا يبعد عن المركز ، تنهدت بينما أشرب النبيذ في احدى المقاهي وانظر الى ذاك التمثال الشامخ لاحد مؤسسي ألارياس من بدايات القارة ألارياس
(ملاحظة ، ألارياس هي اسم القارة وفي نفس الوقت تمت تسمية دولة البشر باسم ألارياس أيضا ، سأحاول توضيح الامر في الفصول المتسقبلية عندما نبدأ سلسلة الغموض ونكشف عن اسرار ملحمة البدايات المجيدة لذا لا تعتقدوا انه خطأ مني)
كان التمثال يوضح ملامح رجل في مقتبل العمر ، مبرزا نظرة تم نحتها بأفضل جودة ممكنة لتريك مدى قوته من نظرته وحسب ، عضلاته برزت للغاية ، كان من الواضح معرفة ان تركيزه كان يقتصر على بذل جهد لتنيمة عضلاته ، تم طلاء التمثال بلون أسود ، عضلات قدميه كانت بارزة ايضا ، شعره كان طويلا مثل الفتيات ، من الواضح انه في حياته كان يتركه يتطاير بفعل الرياح .
(ملاحظة لن اصف اكثر كي لا امطط الفصل الاول ، بالاضافة شكله يشبه شكل طرزان الذي نعرفه سيساعدكم لتخيل شكله مع ذلك هو لا حاجة له في الفصول المقبلة ، فقط الموقر اوفر من سأركز عليه مستقبلا )
عندها أخرجني صوت من تأملاتي :" يوو ويليام أراك تشرب مجددا ، حقا انت تفرط في ريعان شبابك"
تنهدت وقلت :" يكفيك من هذا ايها العجوز ، لنذهب ما يزال لدينا ما نفعله "
القيت نظرتي نحو العجوز الذي كان طوله 4 الى 5 اقدام ، شعر فضي أسدله الى نهاية رقبته من الجزء الخلفي ، حاجباه كانا كالسيف ، لم تكن هناك الكثير من التجاعيد على وجهه ، كان مسالما بشكل خاص ،كان يرتدي ثوبا ابيضا ، لكنه كان نقيا ، لن تجد حتى ذرة غبار عليها
قال العجوز إيلور :" هييه ، فقط ، لا تقم بازعاج مؤخرتي الكهلة عندما تصبح مدمنا على الخمر "
زفرت خارجا:" حسنا حسنا "
قال بتعبير مازح:" ولكن جديا احقا كل من يطلب الخمر يتم اعطاؤه له؟ ، انت لا يمكن اعتبارك طفلا ، ولكن مذا عن الاخرين؟ "
قلت :" لا تتفاجأ عندما أقول لك ان حفيدك يسرق الخمر خلسة ويشربه "
اخرج ايلور تعبيرا صارخا وهو في حالة تهكم :" كنت أعلم! ذاك الشقي ، اقسم انه سيلازم غرفته لاسابيع عندما اعود"
قلت :" هييه لا يهمني ما ستفعل ، فقط ابق اسمي بعيدا عن فمك "
هدأ ايلور وجلس ثم قال:" هوووف! اطفال هذه الايام ، لكن مذا تستطيع ان تفعل ؟ اذن أين وصلت ؟
أجبت:" اخترقت ضوء النقاء قبل الليلة الماضية ، حاليا انا في ضوء الجمع "
نهض ايلور من مكانه مسرعا الي وقال بتعبير عن عدم التصديق :" انت ؟ مذا ؟اتقول الحقيقة كيف فعلتها؟
اجبته :" اخبرتك بكل شيء ، منذ ضياعي في الدانجون في صغري مع والدي ، وصولا الى ذاك الحجر الغامض الذي منحني اشياء لا افهمها انا ايضا ، كذلك اخبرتك انني استطيع استخدام كل العناصر ، اعتقد ان جسدي مميز ايضا مع انني لم اكتشف المميز به بعد "
تنهد ايلور :" ما قلته صحيح ،لكن اختراق ضوء النقاء والدخول في ضوء الجمع وانت فقط 14 سنة ،انه حدث كبير جدا، حتى اوئلك الملكيين قلة قليلة من فعلتها"
تمتمت ولكن بصوت عالي حتى يسمعني ايلور :" ضوء البداية - ضوء الوجود- ضوء التوليد - ضوء النقاء - ضوء الجمع - ضوء التأليف - ضوء التوسع - ضوء العوالم - ضوء السماء - ضوء التنوير ، سأخترقها كلها وسأرى ان كان هناك ضوء مستقل اخر وراء هذه العوالم"
قال العجوز:" هناك من افنوا حياتهم ولم يصلوا ولو حتى لضوء النقاء ، والمتوسط من المغامرين كلهم في ضوء النقاء ، انت تتلفظ بكلمات كبيرة لطفل مثلك ان يقول انه قادر على تجاوز كل هذه العوالم ، لكن من حقك ذلك ، فبعد كل شيء موهبتك نادرة والكثير من الاسرار تدور حولك ، ربما نعم نعم لو كنت أنت ربما تستطيع فعلها"
اجبت " انه أمر علي القيام به ، لذا سأفعله حاليا لنذهب لاقرب نقابة ، ونأخذ وظيفة لننجزها"
قمت من على المقعد ، ذهبت صوب الموظفة في المقهى كي اقوم بدفع الحساب ، بعدها مباشرة خرجنا ومع لفتة الى شارع اخر اصبح هناك مبنى كبير امامنا ، علامات تنانين وأسود على الجزء الخارجي منه يثبت هيبته ، من تصميمه الخارجي يبدو وكانه مبنى ذو أربع طوابق ، لكن الامر ليس كذلك في داخل المبنى اكثر من 10 طوابق ، لان سحر الفضاء مضغوط عليه ، سحر الفضاء يعد من أنبل انواع السحر ، وهو لا يولد مع الشخص ، بل يجب ان تفهمه مثل سحر الزمن ، لكنني حالة خاصة استطيع التحكم به كما شئت لكن يؤثر ذلك علي سلبا وتستنفذ طاقتي بسرعة
بعد دخولنا استقبلنا طابور من الاشخاص امامنا ، كانوا اشخاصا يودون الحصول على تقييمهم من اجل رخصة الذهاب في مهمات من انواع مختلفة انطلاقا من صيد الحيوانات و الفرائس الى القيام برحلات الى الدانجون وتقاسم الارباح مع النقابة بنسبة 30 بالمئة لكل واحد وما يتبقى يذهب الى الصندوق العام للدولة ، لاجل حشد قوة عسكرية طاغية ، فحسب ما سمعنا كل من دولتي الجان والاقزام شهدت تطورا ونموا واضحا في قوتها العسكرية مؤخرا مما يدعوا للقلق .
لحسن الحظ حصلت على رخصتي منذ زمن ، تقدمت نحو الجهة المخصصة للمهمات ، اخذت مصعدا مباشرة للطابق السابع ، لان المهمات في الطابق الارضي منخفضة للغاية
قال ايلور :" اعتقد ان افضل مهمة نستطيع القيام بها ، هي الذهاب الى دانجون ويسبرن ، سمعت ان الكنوز هناك طاغية"
قلت :" يبدو هذا المكان مريبا بعضا الشيء سمعت بحوادث اختفاء بدون وجود تفسير لها ، اعتقد ان بعضا من السفاحين المجانين قد حطوا رحالهم هناك "
سأل ايلور ونظرة مليئة مستفزة عمرت وجهه وقال:" مذا اأنت خائف ؟ لا تخبرني ان ذئب الليل الذي قاتلته ذاك اليوم قد بث الرعب فيك ؟
قلت :" مذا ؟، لاا !فقط الامر يدعوا للشك،كما ان ذئب الليل وحش ذو تصنيف AA بالتأكيد سيبث الرعب في أي شخص "
بعد قول هذا هدأ ايلور ، تفقدت معظم المهمات ، لكن في الاخير لم اجد ما يستحق ان اذهب لاجله نظرت لايلور
وقلت :" ويسبرن اذن ! لنذهب له "